مشغولات يدوية متقنة صاغتها أنامل شابة كفيفة
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
دمشق-سانا
أنارت دربها بإبرة وخيط وتخطت من خلالهما الإحساس بالظلمة التي سكنت عينيها تدريجياً، لتمتهن الشابة الكفيفة ماريا زيادة صناعة المشغولات اليدوية، في مسعى منها لمساعدة زوجها في تأمين المصروف، وتحقيق حياة كريمة.
القدر الذي جعل ماريا تفقد بصرها كلياً بعد إنجابها لمولودها الثاني، لم يحرمها من البصيرة، ولا حنان ومحبة محيطها من أطفالها الصغار وزوجها الذي كان بمثابة الداعم الأول لها لجهة تأمين احتياجات عملها، إضافة لدعم الجمعية السورية للنساء الكفيفات.
وعن عملها بصناعة المشغولات اليدوية تذكر ماريا في حديث لـ سانا الشبابية أنها تستعين ببصيرتها ويديها لتلمس خيوط الصوف وشرائط الساتان والستراس والخرز وغيرها من الإكسسوارات، مؤكدة أن عملها يتطلب الدقة والجهد والوقت لإنجاز قطع مميزة.
قطعت ماريا مراحل عديدة خلال امتهانها لصناعة المشغولات، حيث طورت تجربتها عبر صناعة الورود على الفساتين الجاهزة والعمل بالصنارة في الجمعية السورية للنساء الكفيفات، ما جعل مشغولاتها تتنوع بين قطبة حراشف السمكة وحبة الحمص واللوز التي أضافتها إلى مشغولاتها من “طاقية الصوف واللحشات الملونة وألبسة الأطفال وأغطية الطاولات والهدايا واللوازم المنزلية” وغيرها وفق ما ذكرت.
ماريا التي قطعت أشواطاً في إنجاز مشغولاتها بحيث لا تتجاوز الثلاثة أيام للقطعة الواحدة، تطمح بعد أن شاركت بمعارض محلية لتمثيل وطنها في معارض خارجية وافتتاح محل خاص بها، ولا سيما أنها اكتسبت الخبرة الكافية، وحظيت باستحسان الناس لمعروضاتها من خلال المعارض والبازارات التي شاركت بها مع جمعية النساء الكفيفات.
وحول الدعم الذي تقدمه الجمعية لماريا ونظيراتها من فاقدات البصر توضح مدربة الأعمال اليدوية في الجمعية ناهدة جباوي أنه يشمل دورات مهنية للتدريب على الأشغال اليدوية والحرف التراثية، إضافة لدورات في اللغة الإنكليزية والكمبيوتر والطهي، بهدف إكساب نساء هذه الشريحة مهنة تساعدهن في تحسين وضعهن المعيشي، ضمن جو أسري لتوفير البيئة المريحة وعوامل نجاح العمل.
وعن الإبداع الذي لمسته ناهدة لدى السيدات الكفيفات عامة وماريا خاصة تشير إلى أن أهم ما يميز منتجاتها الإتقان وسرعة التنفيذ بكل قطعة تشتغلها.
وتبين رئيسة الجمعية السورية للنساء الكفيفات ميساء السقا أن دور الجمعية لا يقتصر على التدريب والمشاركة في البازارات والمعارض، بل السعي لتوفير فرص عمل للمتدربات بعد إنهاء تدريبهن، مع إتاحة الفرصة للراغبات في العمل ضمن الجمعية.
جيما إبراهيم
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الجمعية الوطنية للقابلات تُحيي اليوم العالمي للقابلات
الثورة نت/..
نظمت الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات اليوم بصنعاء فعالية بمناسبة اليوم العالمي للقابلات تحت شعار “دور حاسم.. في كل أزمة”.
وفي الفعالية التي أقيمت بالتعاون مع جامعة الرازي، أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية لقطاع الرعاية الاجتماعية ياسر شرف الدين، اهتمام ودعم الحكومة لأنشطة الجمعيات الفاعلة والمؤثرة في حياة وسلامة وصحة المجتمع.
وأشار إلى أهمية دور القابلات في تعزيز صحة الأمهات والأطفال.. لافتا إلى الدور المنوط بالجمعيات والمجتمع والحكومة في دعم الأنشطة التدريبية والتأهيلية للقابلات.
ولفت إلى حرص وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والمنظمات والجمعيات على دعم برامج تدريب القابلات.
من جانبه أشار وكيل وزارة الصحة والبيئة الدكتور نجيب القباطي، إلى دور القطاعين الحكومي والخاص في تعزيز صحة المجتمع من خلال الشراكة الفاعلة في تنفيذ برامج تأهيل وتطوير القدرات في هذا الجانب.
وتطرق إلى أهم مرتكزات العمل في مجال القبالة، المتمثلة في التعامل الإنساني مع الأمهات وتحسين الأداء للحفاظ على المواليد والتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية.
ولفت إلى أن صحة الأم والوليد، تحتاج إلى معرفة كاملة بجوانب القابلة لما يمثله هذا العمل الانساني من أهمية في تقليل حالات الوفيات.. مشيرا إلى ضرورة ممارسة الولادة الطبيعية وعدم اللجوء للقيصرية إلا لدواعي طبية.
وفي الفعالية التي حضرتها الوكيلة المساعدة لقطاع المراة بوزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية فاطمة الخطري والأمين العام للمجلس الوطني للسكان الدكتور مطهر زبارة، أشار رئيس جامعة الرازي الدكتور خليل الوجيه، إلى أهمية دور القابلات في تقديم خدمات الولادة المتكاملة بكل مهنية للحفاظ على صحة الأم والوليد.
من جانبها تطرقت الأمين العام لمجلس الأمومة والطفولة أخلاق الشامي، إلى الدور الكبير للقابلات خلال العشر السنوات الماضية في ظل الظروف الصعبة جراء العدوان والحصار.. لافتة إلى أن القابلات هن خط الدفاع الأول في تقديم الخدمات الصحية الأساسية للمرأة خصوصا في الأرياف.
وأكدت على أهمية استمرار تقديم الدعم للقابلات والجمعيات التي تحتضنهن، والتركيز على جوانب التدريب والتأهيل وتقديم المستلزمات التي تعزز من قدراتهن في تقديم الخدمات والرعاية الصحية للأم والوليد.
بدورها أشارت رئيس جمعية القابلات اليمنيات صباح الظافري، إلى ما تقوم به القابلات من دور مهم في الحفاظ على حياة الأم والوليد، في ظل الظروف الراهنة ومحدودية الإمكانات، والعمل في أقسى الظروف خصوصا في الريف والمناطق النائية والجبلية.
ولفتت إلى أن تكريم القابلات ومعلماتهن، في هذا اليوم هو تقدير لجهودهن في الاستجابة الطارئة لإنقاذ الحياة، خصوصا في ظل استمرار العدوان وتخلي الكثير من المنظمات الإنسانية عن واجبها في دعم أنشطة وجهود القابلات.
وثمنت مبادرات دعم القابلات، ومنها برنامج “قابلة لكل قرية”.. داعية إلى توسيعها وضمان بيئة عمل آمنة وعدلة.
فيما حيت رئيسة الاتحاد الآسيوي للقابلات رأفت جان، في مداخلة عبر الانترنت، القابلات اليمنيات، معبرة عن الفخر بما يقدمنه من عطاء رغم التحديات والظروف الصعبة والذي يمثل رسالة إنسانية سامية.
وأكدت أن الاتحاد الآسيوي للقابلات، بالشراكة مع المؤسسات العالمية مثل الاتحاد الدولي للقابلات، يواصل دعم التعليم والتدريب والتمكين.
تخلل الفعالية عرض عن الجمعية، وتوزيع شهادات تقديرية للقيادات الراعية للحفل وأنشطة الجمعية، وعدد من طبيبات الولادة والقابلات العاملات في الميدان والرائدات في هذا المجال.