فى قصصهم عبرة لأولى الألباب
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
الكثير يتحدث عن تعرضه للظلم أيا كان نوعه! وحينما فكرت أى ظلم أتحدث عنه لأن الظلم أنواع، فلم أجد أفضل من سورة يوسف أسترشد بها للحديث عن الظلم ونهاية الظالم ونصرة المظلوم، فسورة يوسف بها آيات وعبر وحكم لكل سائل بالحياة، ففى حياتنا العديد من الأسئلة التى تبدأ بليه؟ والبعض لن يجد الإجابة والبعض لو تمعن سيجدها فى كتاب الله، فسورة يوسف بدأت بحلم وانتهت بحقيقة، فهذه رسالة لكل من لديه حلم بهذه الحياة ألا ييأس مهما طال الزمن، فلو أخذ بالأسباب وتوكل على الله لحقق ما يريد، السورة تحدثت عن غدر أقرب الناس لسيدنا يوسف وهم إخوته، فالله سبحانه وتعالى أخبرنا ألا تحزن إن غدر بك أقرب الناس إليك لذنب أنت لا يد لك فيه، وأراد أن يوصل رسالة إلينا أن نفوس البشر تختلف وهناك نفوس خبيثة ونفوس طيبة، وغدر أحدهم قد يكون بسبب مزاياك أو حب الناس لك مثلما أراد إخوة يوسف الخلاص منه بسبب حب أبيهم له، فأحياناً الناس تعاديك لمجرد حب الآخرين لك، ولكن برغم ذلك أراد الله أن تصل رسالة لكل شخص محاط بأشخاص يدبرون له السوء دائمًا بأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله وإرادة الله أقوى من إرادة البشر، فالله وحده الضار النافع قادر على أن يحوّل الضُر إلى نفع، فحوّل تدبيرهم السيئ لنفع يوسف وتسخير أعدائه لمساعدته وتحقيق مشيئة الله، فلولا إلقاؤه فى البير لما تم بيعه كعبد حتى أصبح عزيز مصر! فالعبرة لا بمشيئتك ولا بمشيئة خصومك ولكنها مشيئة الله تعالى، فكل ما حدث إرادة الله، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة التى بها الخير المطلق، كما أعطت إجابة لكل شخص لديه مبادئ وقيم وأخلاق تربى عليها بألا يتخلى عنها بتغيير الزمان والمكان، فالعبرة أن نستنبط من قصص الأنبياء والرسل الحقائق، وأن نستنبط منها القوانين، وأن تكشف لنا حقائق نهتدى بها فى حياتنا، ففى عملك إذا دعيت إلى معصية، إلى كسب حرام، إلى غضب الله قُل: معاذ الله، ففى الحياة قد نتعرض للعديد من الاختبارات التى يختبر الله بها مدى صدق إيماننا فيمتحننا، والعبرة بألا ننجو من الامتحان أو الابتلاء بل أن ننجح فيه، وسوف تشاهد مغريات أمامك؛ فتجد الظالمين يعلون، وقد تشعر أنهم انتصروا عليك وقد تشعر أنهم استطاعوا أن ينهبوا حقك، ولكن العبرة بالنهاية، فسوف تكتشف أن الله جعل فى ضرهم وظلمهم لك نصرك، أما عن الظلم الذى تعرضت له بسبب حفاظك على قيمك ومبادئك التى تربيت عليها وخوفك من الله كما حدث مع سيدنا يوسف وزجه فى السجن ظلم، ففى النهاية سوف تنتصر مهما طال الظلم، فأحيانًا البعض يستغل سلطته ونفوذه ولا يعلم بأن الله المعز المذل، وسوف يجعل الله الظالم والمتكبر آية للجميع فستشاهد من أخذته العزة بالإثم فى القاع ليخبرك الله أنه أكبر من كل شيء، فقد كان يوسف صغيراً، ألقوه فى الجب، بقسوة بالغة دفعوه دفعاً، وحينما مرت الأيام والليالى وقفوا أمامه أذلاء، وهنا يتبين لنا أن أحيانًا ينتصر الله لك من عدوك أو ممن آذاك ليس بسحقه بل بنصرك عليه وعلو شأنك ومكانتك، فى المقابل يظل عدوك ومن ظلمك بمكانه ولا يحرك ساكنًا وهذا أكبر نصر لك، وتذكر إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك.
عضو مجلس النواب
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس النواب مسافة السكة سورة يوسف
إقرأ أيضاً:
الشرع يؤكد استعادة هوية سوريا بعد خمسة عقود من الظلم والفساد
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، إن بلاده استعادت هويتها بعد خمسة عقود من محاولة سلخها عن حضارتها، مؤكدا أن "حقبة النظام البائد كانت صفحة سوداء قامت على اللاقانون والفساد".
وأكد الشرع في كلمة ألقاها في قصر المؤتمرات بدمشق خلال احتفالية "عيد التحرير"، أن عاصمة البلاد استعادت مكانتها كـ "درة الشرق" بعد عقود من القهر، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وتابع "لقد فقدنا الشام درة الشرق لأكثر من خمسة عقود وحاولوا سلخها عن هويتها وحضارتها وعمقها التاريخي".
وأضاف "عمد النظام البائد إلى زرع الفتنة والتفرقة بين أبناء شعبنا، وبثّ الشك في قلوب وعقول السوريين، فأقام بين السلطة والشعب سدودا من الخوف والرعب وحول عقد المواطنة إلى صك ولاء وعبودية".
وشدد الرئيس السوري أن "حقبة النظام البائد كانت صفحة سوداء في تاريخ بلدنا استحكم فيها المستبد حيناً من الزمن ثم ما لبث أن هوى لتشرق من جديد أنوار البصيرة".
وأردف: "النظام البائد أسس لكيان يقوم على اللاقانون، ونشر الفساد، وأمعن في إفقار الشعب وتجهيله وحرمانه من حقوقه، وباتت الكلمة جريمة، والإبداع وصمة عار، وحب الوطن تهمة وخيانة".
واختتم كلمته بالقول: "إلى أولئك الذين مهّدوا الطريق لنا بدمائهم وعذاباتهم وجراحهم وآلامهم، من مجاهد وأسير وشهيد وجريح وثائر ومكافح، ولأسرهم أجمعين، كل التحية والسلام".
وفي وقت سابق، أدى الشرع صلاة الفجر في المسجد الأموي بدمشق، وقال في كلمة عقب الصلاة: "من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها بإذن الله، سنعيد سوريا قوية ببناء يليق بحاضرها وماضيها، ببناء يليق بحاضرة سوريا العريقة"، وفق وكالة "سانا".
ومنذ أيام، يحتفل السوريون في مختلف محافظات البلاد بالخلاص من نظام الأسد عبر معركة "ردع العدوان" التي بدأت في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 في محافظة حلب (شمال)، قبل أن يتمكن الثوار من دخول العاصمة دمشق بعد 11 يوما.
ويرى السوريون أن الخلاص من نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024 يمثل نهاية حقبة طويلة من القمع الدموي، تخللتها انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، لا سيما خلال سنوات الثورة الـ 14.