اضطراب فى بحر الأصوات، فثمة أصوات فريدة تخرج للساحة كل عام، وأخرى لا تصلح للغناء وتروج للقبيح والركيك تتصدر منافذ الإعلام الجديدة من سوشيال ميديا وقنوات تليفزيونية أيضاً، وتجدهم فى المهرجانات وأيضاً وبطبيعة الحال فى ساحات الأفراح، فوضى الأمر الذى دعانا لإجراء حوار مع د. سلوى حسن، رئيسة قسم الغناء بالكونسرفتوار سألتها.

- نحن هنا فى الكونسرفتوار مسئولون عن الأصوات الأوبرالية فقط، لكن الأزمة العامة للأصوات وللغناء أن كل من أراد أن يغنى فى أى مكان فيغنى، ولقد فتح «اليوتيوب» الأمر للجميع، فى الوقت الذى لا توجد فيه جهة تصفو من هذه الأمواج المتلاطمة من الأصوات، من يصلح للغناء من الذين لا يصلحون، الحال الذى جعل المستمع يترك أذنه لكل من هب ودب، وعلينا أن نذكر أنه منذ خمسين عاماً كانت هناك أكثر من جهة تصفى الصوت الغنائى، منها لجنة الاستماع الموحدة باتحاد الإذاعة والتليفزيون، والمصنفات الفنية، ونقابة الموسيقيين، ولا تستطيع أن تخرج للساحة إلا أن يسمح لك من هذه الجهات، لكن الآن لا توجد أية جهة من هذه الجهات تمارس دور التصفية، حتى أصبح بذلك الغناء متاحاً للجميع، وانتقل الفن وبشكل أكثر شعوراً وبتطور سلبى من ملاهى الهرم إلى عالم «النت». 

- الأصوات النخبوية التى تتخرج من الكونسرفتوار لا مكان لها إلا فى دار الأوبرا المصرية، ومن حسن الطالع بدأت جهات خاصة تقدم ألواناً من الفنون الأوبرالية مثل «أركان» ومن قبلها كانت «ساقية الصاوى» بالإضافة إلى مكتبة الإسكندرية.

- نفس تقنيات الغناء العربى والأوبرالى هى هى، لكن الغناء العربى لديه الفرصة فى عمل «حليات» وتصريفات، لكن الغناء الأوبرالى ملتزم.

- نعم إن الأوبرا ليست ذائعة، لكن هناك من يحب هذا الفن ويستسيغه والأجيال الجديدة لديها شغف بهذا الفن نتيجة التعلم الأجنبى، وأصبح الغناء الأوبرالى نتيجة لحفلاته المتعاقبة معروفاً لدى الجماهير وليس شرطاً أن تطلبه، وصورة أن الغناء الأوبرالى هو الذى يصرخ لم تعد عالقة بالأذهان.

- إشكاليتها المعضلة كانت فى الترجمة، إذ كانت بنية الكلمة لا تتماشى بانضباط مع بنية الحروف الموسيقية، الأمر الذى يثير النفور أو السخرية فكان لا يتناسب التقطيع اللغوى مع التقطيع الموسيقى، وكان من أجل حشر ذلك مع ذاك يمد ما لا يمد، ويقصر ما لا يقصر، وتجلى هذا الاختلاف فى أعمال كالناى السحرى وأعمال موتسارت ونحوها.

- هى «فورم» وهى عمل مغنى من الألف إلى الياء، تتخلله بعض مقاطع «الريستاتيف».

- إن الأصوات الجيدة، تكون قد دفعت مقابلاً مادياً للمؤلف والملحن والموزع، فكم سيكون عدد المشاهدات والأرباح بعد ذلك فى مواجهة الأغانى التافهة، فهذا الصوت يحتاج إلى دعم مادى كى يواصل ما بدأه، ويجنى الثمار المادية لفنه فلا يجد، فالمطرب لديه مشكلات مادية حتى فى وجود «اليوتيوب» فى الوقت الذى يجد فيه هذا المطرب المشاهدات والأرباح بالملايين لأصحاب الأعمال القبيحة والركيكة فيصاب بالإحباط، وغناء الأصوات الجيدة فى الحفلات يكون نادراً للغاية الأمر الذى لا يساعده على الانتشار الكافى، فلا بد لكمال نجاح الصوت أن يكون متواصلاً فى نشر فنه، مكثفاً لإنتاجه، فلو ظهر فى التليفزيون مرة واحدة فالناس تنساه، إذ إنها لا تكفى لتواصل الجماهير معه.

- الحل أن تعود الإذاعة والتليفزيون للإنتاج كما كان فى الماضى، وعلينا أن نذكر أن إذاعة الأغانى كان الهدف من بثها أن تكون نافذة للإنتاج الإذاعى، وهناك مطربون مشهورون فى الأوبرا لا يجدون فرصة للغناء إلا كل نصف عام. 

- هذا فكرة مشروع جديدة رحبت به د. غادة جبارة وذلك من خلال الدارسين بالكونسرفتوار والمتفوقين من المبدعين الجدد أو أصحاب الإبداعات الجديدة ولتجد الأصوات الواعدة طريقها.

- أعقد الندوات لتعريف الجماهير بالألوان الأوبرالية، وتقديم التثقيف الفكرى لأشكال من الموسيقى، وأعمل من خلال بعض المنظمات الدولية مثل اليونسكو واليوسيسكو لتقديم الاستشارات الفنية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكونسرڤتوار الفن أزمة سوشيال ميديا المهرجانات الافراح

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده.. علي الشريف "دياب الأرض" الذي خرج من السجن إلى قلوب الجماهير

تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد أبرز نجوم السينما المصرية في القرن العشرين، الفنان الراحل علي الشريف، الذي لم يكن مجرد ممثل، بل رمزًا للصدق والبساطة والقوة في الأداء.

 

 مسيرته الفنية لم تكن تقليدية، فقد بدأ حياته سجينًا سياسيًا، وخرج من المعتقل ليكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الفن العربي، خاصة بعد أدائه الأيقوني في فيلم "الأرض"، ورغم قِصر مسيرته نسبيًا، إلا أن بصمته لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور المصري والعربي.

النشأة والبدايات الصعبة

 

وُلد علي الشريف يوم 3 يناير عام 1934 في حي السيدة زينب بالقاهرة، وسط أجواء شعبية أثرت في تكوين شخصيته وميله للفن، التحق بكلية الهندسة، لكنه لم يُكمل دراسته بسبب توجهاته السياسية المعارضة للنظام حينها، حيث تم اعتقاله في الستينيات بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، وقضى 6 سنوات في معتقل الواحات، تلك السنوات القاسية كانت نقطة تحول، إذ اكتشف موهبته التمثيلية من خلال مشاركته في الأنشطة الثقافية والمسرحية داخل المعتقل.

من الزنزانة إلى شاشة السينما

 

بعد خروجه من السجن، قرر علي الشريف أن يبدأ حياته من جديد، فالتحق بكلية التجارة، وعمل لفترة في أحد البنوك. لكن القدر كان يُخبئ له فرصة لا تُعوض حين رشحه السيناريست حسن فؤاد للمخرج الكبير يوسف شاهين، الذي أسند إليه دور "دياب" في فيلم "الأرض" عام 1970. 

 

هذا الدور شكّل انطلاقته الحقيقية، حيث أذهل الجمهور والنقاد بأدائه القوي والصادق، وفتح له أبواب السينما على مصراعيها.

أعمال فنية خالدة

 

استمر علي الشريف في تقديم أدوار بارزة في العديد من الأفلام التي أصبحت علامات في تاريخ السينما، منها: الكرنك، أفواه وأرانب، حب في الزنزانة، المشبوه، واحدة بواحدة، شعبان تحت الصفر، الأفوكاتو، الإنسان يعيش مرة واحدة.

 

كما شارك في عدد من المسلسلات الدرامية الناجحة مثل "أحلام الفتى الطائر"، و"دموع في عيون وقحة"، و"الأيام"، و"الباحثة".

زيجة ناجحة وأبوة معتدلة

 

تزوج علي الشريف من السيدة خضرة محمد إمام عام 1972، بعد قصة حب نشأت بينهما منذ أيام الطفولة والدراسة.

عُرفت خضرة بوقوفها الدائم إلى جانب زوجها في محنه وأفراحه، وكانت سندًا حقيقيًا له، أنجبا 6 أبناء (3 أولاد و3 بنات)، من بينهم المخرج حسن الشريف، وحسين الذي يعمل مهندسًا في الولايات المتحدة.

رحيله المفاجئ ووصيته الأخيرة

 

توفي الفنان علي الشريف في 11 فبراير 1987، عن عمر يناهز 53 عامًا، بعد حياة حافلة بالكفاح الفني والإنساني. في أيامه الأخيرة، كان يؤدي دورًا مسرحيًا في "عشان خاطر عيونك"، لكنه شعر بقرب أجله، وقال لزوجته إنه سيموت في اليوم التالي، وبالفعل توفي صباح اليوم التالي بعد أن نطق عبارة "يا حسين مدد"، لتُطوى صفحة أحد أعظم الممثلين الذين مرّوا على الشاشة المصرية.

 

مقالات مشابهة

  • تحرير 35 مخالفة خلال حملة تموينية على مخابز بالغربية
  • القضاء الإداري تنظر دعوى إلغاء قرار نقيب الموسيقيين بمنع هيفاء وهبي من الغناء
  • غدا.. نظر دعوى إلغاء قرار نقيب الموسيقيين بمنع هيفاء وهبي من الغناء
  • في ذكرى ميلاده.. علي الشريف "دياب الأرض" الذي خرج من السجن إلى قلوب الجماهير
  • هل اختفت ظاهرة شراء الأصوات في مصر؟.. رفعت قمصان يُجيب -فيديو
  • الإعلام المصري والعراقي.. آخر الأصوات الحرة في زمن الاصطفاف!
  • وزير الاتصالات يشارك فى فعالية إطلاق مركز الذكاء الاصطناعي للتنمية المستدامة
  • تحرير 10 محاضر ضد أصحاب المخابز المخالفة بالغربية
  • إيران كانت على بُعد قرار واحد من النيران.. ماذا أوقف ترامب؟
  • الجماهير مبسوطة منه أوي | ماذا فعل إمام عاشور بمباراة الأهلي وبالميراس