شفق نيوز:
2025-06-01@10:00:38 GMT

قلق أمريكي من حُسن جوار العراق: النفوذ يتراجع

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

قلق أمريكي من حُسن جوار العراق: النفوذ يتراجع

شفق نيوز / حث "معهد واشنطن" الأمريكي، الولايات المتحدة على الحذر من ظاهرة التقارب الجارية في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا بين السعودية وإيران المجاورتين للعراق، معتبراً أن رغم الترحيب بهذه التطورات، إلا أن هذا التقارب يدفع لتراجع الثقة بدور الولايات المتحدة نفسهاً.

وأشار تقرير كتبه الباحث في المعهد الأمريكي، ديفيد شينكر، وترجمته وكالة شفق نيوز، إلى "الصدمة التي شعرت بها واشنطن بسبب التقارب الدبلوماسي بين السعودية وإيران، وشعور المفاجأة لدى وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه)، كما ذكر بتصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان الذي برغم مفاجأته بالتفاهم السعودي-الايراني، إلا أنه قال إن ذلك لا يتعارض بشكل أساسي مع المصالح الامريكية، والتي تتضمن دعم خفض التصعيد في الخليج".

ولفت التقرير الأمريكي، إلى أن "تهدئة التوترات مع ايران، كانت اولوية سياسية لإدارة الرئيس جو بايدن منذ اليوم الأول لإدارته، والتي وصلت في مواقفها لاحقاً إلى تخفيض سقف التوقعات حيث عرضت الافراج عن المليارات من الاموال الايرانية المجمدة مقابل وقف ايران تقدمها في مجال التخصيب، مضيفا انه برغم الامتيازات التي يمثلها عرض ادارة بايدن، فان طهران لم تظهر اهتماما كبيرا بتخفيف التوتر مع واشنطن.

وفي الوقت نفسه، رأى التقرير أن "السعودية والإمارات عقدتا العزم على السعي الى التخفيف من حدة التوتر مع ايران والخصوم الآخرين، من اجل تهدئة التوترات الإقليمية".

 

حسن الجوار

وأوضح التقرير الأمريكي، أن "أسباباً عدة وراء هذا التحول من المواجهة الى (حسن الجوار) الطموح، على حد تعبير المسؤولين السعوديين والإماراتيين مع إيران والأعداء الآخرين في المنطقة، أولها أن المواجهة لم تكن ناجحة، اذ ان جهود الرياض الرامية إلى إنهاء حربها المكلفة في اليمن ضد ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، لم تتوقف فحسب، بل كانت الميليشيات تستهدف دولة الإمارات، كما استمرت ايران باحتجاز السفن في الخليج، وهددت بأن تهاجم بنفسها الإمارات عسكرياً".

وفي الوقت نفسه، نوه التقرير، إلى أن "النهج الاكثر تصالحية الذي اتبعته إدارة بايدن تجاه إيران، والذي تضمن شطب الحوثيين من قائمة التنظيمات الارهابية، والموقف المتساهل تجاه إنفاذ العقوبات، والحماس الجامح للمفاوضات، لم يعزز أو يدعم سياسات الرياض وأبوظبي المعادية تجاه إيران.

اما السبب الثاني لهذا التحول، فيتعلق بالتوترات مع ايران، خصوصا بالنسبة للسعودية، اذ انها تصرف الانتباه عن الأولويات المحلية، حيث ان اولوية الرياض تتعلق بتنفيذ "رؤية 2030"، التي تسعى من بين أمور أخرى، إلى بناء قطاع سياحي يتجاوز موسم الحج وتشجيع نقل المقرات الاقليمية للشركات المتعددة الجنسيات الى المملكة، في حين ان الحرب الباردة المستمرة مع إيران والحرب الساخنة في اليمن، ادت الى تعقيد تنفيذ "الرؤية"، وفق تقرير معهد واشنطن الأمريكي.

وبالنسبة للسبب الثالث، والأكثر أهمية، ما يتعلق بسعي السعودية والإمارات إلى التقارب مع إيران، لانهما فقدتا الثقة في الالتزام العسكري للولايات المتحدة تجاه شركائها الإقليميين، فمع مرور الوقت، أدت سلسلة من الحوادث والتطورات إلى تشكيك الشركاء الخليجيين في مصداقية الضمانات الأمنية الضمنية التي تقدمها واشنطن.

 

مصالحة بدل المواجهة

وفي هذا الاطار، ذكر التقرير الأمريكي، بالتوقيع على "خطة العمل الشاملة المشتركة" التي رسّخت تخصيب اليورانيوم الإيراني، وتصريح الرئيس الاسبق باراك أوباما لاحقا لمجلة "ذي أتلانتيك" بأن السعوديين بحاجة إلى "تشارك الجوار" مع إيران، كانا مثيرين للقلق.

وتابع أن الشكوك تزايدت مع التخفيض اللاحق للقوات الأمريكية وإعادة نشر المعدات من شبه الجزيرة العربية، وعدم قيام الرئيس دونالد ترامب برد حركي على الهجمات في عام 2019 على منشأة بقيق التابعة لشركة "أرامكو" وإسقاط طائرة بدون طيار من طراز "آر كيو-4أ غلوبل هوك" فوق الخليج.

وأشار التقرير الامريكي، إلى أن انزعاج الامارات في كانون الثاني/يناير 2022، مما اعتبرته رد فعل باهت من إدارة بايدن على الهجوم الذي شنه الحوثيون بالصواريخ والطائرات المسيرة على العاصمة أبوظبي، في وابل اعتبره الإماراتيون النسخة الخاصة بهم من "11 أيلول/سبتمبر".

 

تصفير الحسابات

وذكر التقرير أن القتل المستهدف الذي قامت به إدارة ترامب في العام 2020 للقيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، اعاد مؤقتاً ثقة الخليج في استعداد واشنطن لاستخدام القوة ضد إيران، الا ان هذا النهج، سواء للأفضل أو للأسوأ، لم يستمر".

وتابع التقرير انه مثلما هو الحال مع تعزيز الرياض وأبوظبي لتواصلهما مع بكين، كان التحرك نحو التقارب مع إيران مؤشراً على استراتيجية التحوط.

وبالإضافة الى ذلك، أوضح التقرير أن التقارب والجهود المبذولة لخفض التصعيد الإقليمي لم تقتصر على إيران فحسب، اذ ان بالتوازي مع هذا التواصل مع إيران، عملت السعودية والإمارات على تخفيف التوترات الأخرى في المنطقة".

ولفت إلى انة أحد الجهود المنفصلة ولكن ذات الصلة على هذه الجبهة، يتعلق بإعادة سوريا إلى الحضن العربي، حيث انه في خلال العام الماضي، قادت الرياض وأبوظبي مبادرة لإعادة دمج وتأهيل نظام بشار الأسد سياسياً، حيث تم التعامل معه إلى حد كبير إقليمياً ودولياً كمنبوذ منذ العام 2011 بسبب قمعه الوحشي للانتفاضة الشعبية.

ولفت التقرير الى ان الرياض وأبوظبي كانتا تأملان أيضاً، على نحو غير واقعي، في أن تؤدي إعادة دمج سوريا إلى تشجيع النظام على إنهاء صادراته الغزيرة من الكبتاغون، وهو الأمفيتامين المفضل في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، ذكر التقرير ان هذه الدول سعت إلى دفن أحقادها مع تركيا، وهي منافس آخر لها منذ فترة طويلة. واضاف انه في العام الماضي، بدأت الرياض وأبوظبي بوضع عدائهما تجاه أنقرة جانباً واحتضنتا الرئيس رجب طيب أردوغان، كما انه خلال الأشهر الأخيرة، قدمت هذه الدول مساعدات بالمليارات ووقعت صفقات تجارية واتفاقيات مشتريات دفاعية ضخمة لمساندة الاقتصاد التركي الهش ودعم الحملة الانتخابية للرئيس التركي.

وبناء على ما تقدم، رأى تقرير معهد واشنطن الأمريكي، أن "العلاقات الدبلوماسية المتجددة بين إيران من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى، لم تنجح حتى الان في تهدئة التوترات في مياه الخليج"، مضيفا ان التوترات تصاعدت مؤخرا مع تكثيف طهران جهودها للاستيلاء على ناقلات النفط، في حين انه فيما يتعلق بالعراق، فان الميليشيات المدعومة من إيران والمعروفة باسم الحشد الشعبي والتي شنت هجمات بطائرات مسيّرة على السعودية في عامي 2019 و2021 ، اصبحت تتمتع بالمزيد من القوة والنفوذ.

وعلى المدى القصير، فإن تجدد العلاقات الدبلوماسية قد يقي السعودية والإمارات من الهجوم المباشر من قبل إيران و/أو وكلائها، إلا أنه لن يمنع طهران من اتباع سياسات إشكالية أخرى تتحدى الأسهم الإقليمية لهذه الدول، وفقاً للتقرير.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي الشرق الاوسط تقرير امريكي دول الجوار العلاقات السعودية الايرانية النفوذ الامريكي السعودیة والإمارات الریاض وأبوظبی مع إیران

إقرأ أيضاً:

الجيش الأمريكي يستعرض قوته الشهر الجاري في ذكرى تأسيسه ال250

واشنطن"د ب أ": تشارك في العرض العسكري الذي ستتم إقامته بمناسبة الذكرى السنوية الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي دبابات وطائرات وآلاف الجنود، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن الأضرار المحتملة التي قد تلحق بشوارع العاصمة واشنطن، وهو ما دفع الجيش إلى التعهد بتحمل المسؤولية المالية عن أي أضرار. ويقول الكاتب والمحلل الأمريكي بيتر سوشيو، المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إنه كما تم الإعلان سابقا، ستجوب أكثر من 24 دبابة قتال رئيسية من طراز "ام 1 ايه 1 أبرامز" وعدد مماثل من مركبات المشاة القتالية "ام 2 برادلي" شوارع واشنطن الشهر المقبل، في إطار احتفالات الجيش الأمريكي بالذكرى السنوية الـ 250 لتأسيسه. وبشكل إجمالي، تشارك 56 مركبة مدرعة في العرض الذي يقام يوم 14 يونيو، وهو اليوم نفسه الذي يصادف عيد ميلاد الرئيس دونالد ترامب التاسع والسبعين. وقد تشارك مركبات أخرى مثل دبابات "سترايكر" التابعة للجيش الأمريكي، وحتى دبابات "ام 4 شيرمان" التي ترجع إلى حقبة الحرب العالمية الثانية. ومن المقرر حاليا أن يحلق ما لا يقل عن 50 طائرة فوق المدينة. وأفادت شبكة "ايه بي سي نيوز" بأن العرض سيشهد أيضا مشاركة 34 حصانا وبغلين وعربة وحتى كلب. وقال سوشيو إن أكثر من 7500 جندي سيسيرون عبر العاصمة، يرتدي العديد منهم زيا عسكريا يرجع إلى فترات مختلفة من جميع الصراعات الأمريكية التي يعود تاريخها إلى حرب الاستقلال. وأشار إلى أن حديقة "ويست بوتوماك" ستكون نقطة الانطلاق الرئيسية للعرض، ثم يتواصل العرض بطول شارع "كونستيتيوشن أفينيو" وينتهي بالقرب من البيت الأبيض. وستنطلق مركبات أخرى من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، حيث ستعبر جسر أرلينجتون التذكاري، وتنضم إلى العرض. وسيقوم فريق المظلات التابع للجيش الأمريكي "الفرسان الذهبيون" بتنفيذ قفزة استعراضية. وقالت مبادرة "أمريكا 250" وهي مبادرة وطنية للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 250 للولايات المتحدة في بيان صحفي: "سيتتبع العرض العسكري تطور الجيش من حرب الاستقلال إلى جيش المستقبل الأمريكي". وأضافت "سيتعرف الحضور على 250 عاما من تراث الجيش من خلال إعادة تمثيل عناصر الجيش الأمريكي التاريخيين والمعدات الدقيقة لتلك الفترة والمركبات والتحليق الجوي الرائع والفرق الموسيقية العسكرية المشاركة في هذا الحدث التاريخي". وأشار سوشيو إلى أنه من المقرر أن يبدأ العرض العسكري الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، ويستمر نحو ساعة ونصف. وبعد العرض، سيقوم الرئيس بتسجيل وإعادة تسجيل 250 مجندا وجنديا في البيت الأبيض. ويبدأ وصول العسكريين الأمريكيين المشاركين في العرض العسكري أو الفعاليات الأخرى في 11 يونيو. وسيقيم نحو 3 آلاف جندي في وسط العاصمة واشنطن في الطوابق الشاغرة من مبنى إدارة الخدمات العامة، بينما سيقيم ألفا جندي إضافي في مبنى وزارة الزراعة. وسيتم توفير حمامات للاستحمام في كلا المبنيين. وسيحصل الجنود على وجبات غذائية فردية للإفطار والغداء، ووجبة ساخنة للعشاء. .

وبالإضافة إلى ذلك، سيحصل الجنود الذين سينتشرون في واشنطن على 69 دولارا إضافية لتغطية النفقات الطارئة أو خيارات الطعام الأخرى..

ومن المتوقع أن تتجاوز تكلفة العرض العسكري، وهو الأول الذي يقام في العاصمة منذ احتفالات النصر عام 1991 بعد الانتصار في حرب الخليج، 45 مليون دولار. وقد لا يشمل هذا الرقم أي تكاليف لإصلاح شوارع واشنطن أو طرق ولاية ماريلاند. وسعى مسؤولو الجيش الأمريكي إلى التخفيف من الأضرار من خلال تركيب طبقات من المطاط على دبابات القتال الرئيسية " أبرامز"، ووضع صفائح معدنية لا يقل سمكها عن بوصة واحدة على الطرق التي يجب أن تنعطف فيها الدبابات بشكل حاد. وقال الكولونيل جيسي كاري، المسؤول التنفيذي لرئيس مهندسي الجيش الأمريكي، لصحيفة واشنطن بوست: "لا نتوقع أي ضرر. إذا حدث أي ضرر، الجيش هو المسؤول". من جانبه، قال الكولونيل كريس فيتالي، المشرف على العرض العسكري والاحتفالات الأخرى المتعلقة بالذكرى الـ 250 لتأسيس الجيش، إن الجيش سيكون مسؤولا عن إصلاح أي ضرر يلحق بالشوارع أو أي بنية تحتية أخرى. وقد أعرب مسؤولون محليون بالفعل عن مخاوفهم، وأكدوا أنهم لا يريدون أن يتحملوا أي مسؤولية. وصرحت عمدة واشنطن، موريل بوزر، في مؤتمر صحفي عقد في 7 أبريل بأن "وجود الدبابات العسكرية في شوارعنا لن يكون أمرا جيدا. إذا تم استخدام دبابات عسكرية، فيجب أن يكون ذلك مصحوبا بتوفير ملايين الدولارات لإصلاح الطرق". تجدر الإشارة إلى أن المدن الكبرى، ومن بينها ديترويت وتورنتو، تقوم بشكل روتيني بإجراء إصلاحات وتحسينات على الطرق لاستضافة سباقات الجائزة الكبرى التي تقام في وسط المدينة. وتفيد هذه المشروعات السكان المحليين بعد السباقات، وغالبا ما تمولها شركات راعية للسباقات. وأشار سوشيو إلى أن شركات المقاولات الكبرى التي تتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية تجني عشرات أو حتى مئات المليارات سنويا من الوزارة، ولذلك ربما كان ينبغي على أحدهم أن "يطلب" من تلك الشركات المساهمة بعرض دفع تكاليف أي إصلاحات ضرورية لشوارع العاصمة كهدية للجيش الأمريكي بمناسبة ذكرى تأسيسه..

واختتم سوشيو تقريره بالقول إن هذه ستكون لفتة طيبة بسيطة من جانب الشركات المختلفة، لكنها ستمثل مكسبا كبير لواشنطن العاصمة التي تعاني من ضائقة مالية.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: على إيران قبول العرض الأمريكي في المفاوضات النووية
  • مجمع الاستخبارات الأمريكي: ترامب لا يقرأ.. فليكن التقرير بطريقة فوكس نيوز
  • دعا للمشاركة في “سيتي سكيب الرياض”..الحقيل: السعودية مركز عالمي للاستثمار العقاري
  • الاتفاق النووي.. إيران تعلن تسلم مقترح أمريكي وتلمح بشأن الرد
  • الجيش الأمريكي يستعرض قوته الشهر الجاري في ذكرى تأسيسه ال250
  • وزير الدفاع الأمريكي : واشنطن لا تسعى إلى حرب أو هيمنة على الصين
  • محادثات ترامب-إيران.. "ورقة شروط" أميركية تُربك حسابات إسرائيل
  • وول ستريت جورنال: إسرائيل تخشى العزلة بسبب محادثات ترامب مع إيران
  • رفع العلم الأمريكي في مقر إقامة سفير واشنطن بدمشق
  • كاتب إسرائيلي: واشنطن تستخدم إسرائيل لتحسين شروط التفاوض مع إيران