سودانايل:
2025-05-14@12:19:36 GMT

دموع عند الرحيل في ذكري العندليب

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

دموع عند الرحيل ..
في ذكري رحيل العندليب زيدان كتبنا هذا المقال في ٢٥ سبتمبر ٢٠١١م بالصحف والاسافير .
والان تمر علينا الذكري الثانية عشر للرحيل المرير **
** ورحل الذي صدح لنا في زمان جميل مضى: «لو الأماني بإيدي.. كنت أهديك عيوني.. وأسقيك من وريدي»
نعم.. إن العندليب لم يسعفه الوقت، فقد عاندته كل الظروف، صبر على الألم الدفين، وكأنه كان يتمثل بمفردات شاعرنا الراحل مصطفى عبدالرحيم الذي تغنى له الراحل الفنان الذري ابراهيم عوض (جرحي الأليم الشايلو.

. تذكار.. طول حياتي أسى وهموم).. نعم.. فقد رحل العندليب الذي كنا نتوق لعودته معافى مائة في المائة من القاهرة غير أن إرادة الله كانت نافذة، ذلك أن الله جلت قدرته هو الذي يهب الحياة لمن يشاء، ويأخذ إليه من يشاء، فمن أخذه إليه فقد أحبه.. فكان العندليب الأسمر يلبي النداء وتفيض روحه الطاهرة، تتبعه دعوات أهل السودان في الدنيا كلها. وذات الشاعر صاحب التذكار العزيز، كان لا بد من أن يغرد له زيدان في زمان جميل مضى: بقيت ظالم.. نسيت الناس، فيتواصل الإبداع ويغرد العندليب وهو يختتم الأغنية بإيقاعها الأكثر سرعة: (وتمسح من جبيني عناء.. وتقش دمعات.. بحبك آه.. بحبك)، لكننا نظل نردد معه وله في ذات الأغنية الرائعة: (بكيت في حرقة داير.. قلبي ينسى الفات.. لا لا.. بحبك آه.. بحبك). والله يا زيدان.. لا ندري كيف يكون الفن بعدك.. وكيف تكون حركة الغناء، وكيف لهذا الشعب الذي بات يردد معك كل غنائك الطروب الذي يتخلل مسامات الوجدان وخلايا الدم، وهو يتابع مسيرتك التي كانت قد أحدثت أكبر نقلة في تاريخ الأغنية السودانية على إطلاقها. نعزي أنفسنا فيك ياعندليب، ود. عبدالقادرسالم كان صوته مخنوقاً من العبرة حين هاتفته معزيا وهو يؤكد لنا أن الله قد أخذ وديعته، والأستاذ أبوعركي رفيق دربك وصنوك في الإبداع لم يستطع النطق بالكلمات، فتركته وقد كانت العبرة تخنقه، والقائمة تطول من اتصالات أهل الصحافة والشعراء ومريدي زيدان، ولعل ما أحدثته حلقة قناة الشروق في ظلالها الأصيلة قبل يومين من رحيل العندليب وقد كنت ضيفا متحدثا عن العندليب مع الاعلامية الرائعة ريهام عبدالرحمن قد جعلت أهل السودان في كل الدنيا تتابع حالة العندليب.. وها هي الإعلامية ريهام من الشروق تتصل بنا وهي تكاد لا تصدق والعبرة أيضاً تخنق صوتها، فهي التي نقلت لكل الناس من خلال الشروق حالتك الصحية في تلك الحلقة، وأيضاً إبداعاتك في مسيرتك الطويلة الممتدة.. ودكتور مبارك بشير، ذلك الأكاديمي والشاعر المبدع يعيش الحسرة معنا، ويتصل، نعم مبارك صاحب (عويناتك) لمحمد الأمين، و(عرس الفداء) و(نسمة) أيضاً لوردي السودان، فقد كان مبارك يتابع معنا الحالة، حالة مرض زيدان، ككل أهل السودان، ولك العزاء منا ومعنا يا بروف البوني. نعم يا زيدان، لقد خلدت اسمك في سجلات الإبداع السوداني الممتدة والممتلئة بروائع أهل الفن في السودان، ونحن ندرك الآن أن تجاني حاج موسى واجم ويعيش حزمة حزن أليمة بالقاهرة، وعمر الشاعر يعيش أيضا الدهشة الحزينة ويصبر، وهلاوي صاحب (فراش القاش)، وأيضاً (لو تعرف اللهفة)، يكاد قلبه يتقطع، فقد لمحت ذلك في مداخلته بحلقة الشروق على الهواء، وحمد الريح أراد الله له رؤيتك حين طار إليك على عجل بالجمعة الماضية بالقاهرة، وكل أهل الموسيقى ينتحبون، ودار الفنانين الآن كلها قد دخلت بيت الحبس.
نم قرير العين يا عندليب، فدعوات أهل السودان مستجابة بإذنه تعالى، فلك الجنة بإذن الله، وتغطيك الرحمة بإذن الله.. اللهم يا حنان يامنان، ارحم عبدك زيدان، فقد كان نقي السريرة، طاهر القلب، رقيق الوجدان، وكان وكان وكان يحب جداً شعب السودان.

bashco1950@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أهل السودان

إقرأ أيضاً:

سيدة سنهوري.. رحلت درة نساء السودان وضي قبيلة السناهير

ورحلت درة نساء السودان وضي قبيلة السناهير
خالتي الحبيبة الغالية سيدة سنهوري في ذمة الله

حزنت جدا أن يأتيني خبر موتك الفاجعة وانا بعيدة في الغربة وحزن مثلي الكثيرين فموتك موجع للقلوب التي احبتك وعرفتك وعاشرتك طيلة سنين ممتدة. فقد كنتي حقا “سيدة القلوب” بلطفك وطيبتك ونقاء سريرتك، ” زولة كويسة” بالفطرة كده بدون تكلف ولا رياء وانتي بلا شك من المعنيين في الآية الكريمة “الا من أتى الله بقلب سليم” فسيحسن الله وفادتك ويكرمك ويرحمك ويغفر لك.

فاي قلب توقف اليوم عن الخفقان واي روح صافية نقية ارتقت الى سماوات العلى؟ سيدة سنهوري ارملة الراحل رجل الاعمال مامون البرير، ارتبط اسمها ببيت من بيوت الله ومسجدها في المنشية منارة للعلم والدين والليالي الرمضانية المشبعة بالصفاء الروحاني الجميل وتلاوة شيخ الزين والصفوف الممتدة على طول شارع الستين منذ صلاة المغرب وحتى ساعات الفجر الأولى تهجدا وتضرعا إلى الله. مصحوبة بالموائد الرمضانية العامرة التي كان يتم اعدادها في منزلها وتحت اشرافها لكل زوار المسجد وكيف لا وهي سليلة أسرة عرفت بالورع والتقوى والكرم والجود. كانت تنفق على الكثير من الأسر وتساعد المحتاج وتحث وتذكر ابناءها بفعل الخير.

وهبها الله المال والجاه والحسب والنسب والرفعة والعلو في المجتمع فما زادها هذا إلا بساطة وتواضعا مع الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني. وسيمة القسمات أنيقة الملبس فخيمة المظهر، في وجهها طلاوة وبشاشة وفي رفقتها ونس وفرحة ولطف. لم تلهها ذريتها من أبناء وبنات واحفاد وحفيدات من السؤال عن الاهل والأخوات فقد كانت دائمة الانشغال بنا وبتفقد أحوالنا والاطمئنان علينا، بتذكر لما امي حياة ربنا يرحمها كانت عيانة كانت تتصل في اليوم عدة مرات حياة كيف؟ اكلت، شربت؟ اعملوا ليها شوربة خضار وفراخ مسلوق وما تنسوا تدوها الدوا في مواعيده. في مرضها الاخير زاروها اخواتي داليا وسماح في المستشفي في القاهرة وقالوا لي خالتي سيدة بتسال منك سؤال شديد وقالت حتجي مصر بتين، وكان في نيتي ان ازورها بمجرد وصولي للقاهرة ولكن أيادي القدر كانت اسرع.

خالتي الحبيبة.. لا نملك إلا أن نقول لك إننا لن ننساكِ ولا نملك إلا الدعاء لكِ يارب اغفر لها وارحمها واعفُ عنها وأبدلها أهلًا خيراً من أهلها وداراً خيراً من دارها.. وأسكنها فسيح جناتك يارب العالمين.. وإنّا لله وإنّا اليه راجعون.

صادق مواساتي لبناتها اخواتي سلوى واميمة ورحاب وابناءها سعود وغازي وطلال ومحمد وخالد، ربنا يصبركم ويصبرنا على هذا الفقد الجلل.
وان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك والله لمحزونون.

Nada Amin

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • "أشعر بالحزن والفخر".. دموع لامبارد بعد وداع حلم الصعود إلى البريميرليج
  • ولي العهد السعودي: سنواصل جهود إنهاء الأزمة في السودان من خلال منبر جدة الذي يحظى برعاية سعودية-أميركية
  • سيدة سنهوري.. رحلت درة نساء السودان وضي قبيلة السناهير
  • حكم الحج عن المريض الذي لا يثبت على وسائل الانتقال.. الإفتاء تجيب
  • فتح الله زيدان: لم يتم مناقشة مشاركة أي فريق سوداني بالدوري المصري
  • ثُمَّ شَقَّتْ هَدأةَ الليلِ رُصَاصة !!
  • ما هو يوم الحج الذي أوجب الله عليه الناس؟ تعرف عليه
  • بالصورة والفيديو.. ناشط سعودي ينشر مقطع لمنزله بمدينة “جازان” ويشبهه بالمنازل السودانية: (اعلم كما قيل لي انها تشبه السودان ونفس كل شي في السودان و لذلك احس بكل الشوق الذي في دواخلكم إلى بلدكم)
  • عرافة| سبب غريب وراء قطيعة العندليب والموجي.. إيه الحكاية؟
  • سلطنة عُمان.. الودق الذي يُطفئ الحروب