بوعود أرض الاحلام ودعم روسيا.. مختلس فار يسعى للسيطرة على إقليم بمولدوفا
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
سلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الضوء على الدور الروسي في زعزعة استقرار إقليم غاغاوزيا، الواقع بمولدوفا في أوروبا الشرقية.
وبحسب الصحيفة، فإن "حزم الأموال النقدية التي وصلت على متن رحلات جوية من روسيا إلى غاغاوزيا عبر أرمينيا، بمثابة علامة مبكرة على المشاكل" في الجيب الصغير.
واتخذت "الأحداث الغريبة" التي جرت هذا الصيف، بعد أن أعلن مجرم مدان عن تشكيل حكومة إقليمية جديدة لغاغاوزيا، طبقا للصحيفة.
وأعلن "المحتال الهارب من العدالة"، تشكيل الحكومة الجديدة عبر الفيديو من مقر إقامته في إسرائيل، موجها حديثه إلى تجمع بالقرب من تمثال لينين في الإقليم.
وبعد أقل من 10 سنوات من انهيار النظام المالي في مولدوفا، عقب اختلاس ما يقرب من مليار دولار من البنوك الكبرى، تمكن مهندس تلك الكارثة، رجل الأعمال المولدوفي الإسرائيلي، إيلان شور، من الاستيلاء بطريقة أو بأخرى على المنطقة بأكملها، وفق الصحيفة.
وأعربت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، عن أسفها لأن شور، الذي أدين في عام 2017 لدوره في نهب النظام المصرفي في مولدوفا، "كان يعمل لصالح روسيا"، مما يعني أن غاغاوزيا "وقعت في أيدي المجموعات المجرمة الموالية لروسيا".
وقالت ساندو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، في نيويورك: "لقد تعاونت روسيا مع المحتالين الفاسدين لزعزعة استقرارنا".
وكان الرئيس السابق للبلاد، إيغور دودون، يأمل في تعزيز العلاقات مع موسكو، لكن ساندو التي تولت الرئاسة خلفا له، عززت إلى حد كبير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع التسعينيات، أعلنت منطقة غاغاوزيا الناطقة بالروسية نفسها دولة منفصلة، بعد أن شعرت بالقلق من السلطات الناطقة بالرومانية إلى حد كبير في تشيسيناو، عاصمة مولدوفا.
ومع ذلك، تخلت عن هذه الفكرة بعد أن مُنحت الحكم الذاتي عام 1994 وأدركت أنه على عكس ترانسنيستريا (وهي منطقة ثانية بمولدوفا انفصلت وبقيت كذلك)، "فسيكون من المستحيل الدفاع عن أراضيها المفككة".
لكن إقليم غاغاوزيا الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 140 ألف شخص، معظمهم من أعضاء مجتمع تركي صغير من المسيحيين الأرثوذكس، ظل بعيدا عن بقية البلاد، رغم أنه تابع للحكومة المركزية.
واحتفظت كومرات، عاصمة غاغاوزيا، بالتماثيل السوفييتية وأسماء الشوارع، تكريما للسياسيين والجنود في الحقبة السوفييتية.
ويشاهد معظم السكان التلفزيون الحكومي الروسي، المحظور في أجزاء أخرى من مولدوفا، التي تسكنها أغلبية رومانية، مصممة على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
والآن، تعمل الحرب الدائرة في أوكرانيا المجاورة، التي يريد كثيرون في غاغاوزيا أن تفوز بها روسيا، على "تجديد الخلافات القديمة بين المنطقة والحكومة المركزية في تشيسيناو".
وفرضت الولايات المتحدة العام الماضي، عقوبات على شور وزوجته، وهي نجمة بوب روسية.
واتهمت واشنطن شور بالعمل مع "كيانات مقرها موسكو"، لتقويض جهود مولدوفا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والانخراط في "حملات التأثير الخبيثة المستمرة" نيابة عن روسيا.
وابتعد الدبلوماسيون الأجانب عن حضور حفل تنصيب الحاكمة الجديدة، يفغينيا غوتسول، في الإقليم خلال يوليو الماضي، لكن روسيا وتركيا احتضنتاها منذ ذلك الحين.
وجاء فوز غوتسول المفاجئ كمرشحة عن حزب شور، وهو حزب محظور مؤيد لروسيا ويموله المليونير الهارب، في أعقاب وعود شور باستثمار 500 مليون دولار في المنطقة وتحويلها إلى "أرض الأحلام".
وبعد وقت قصير من توليها منصبها، أعلنت غوتسول أن أولويتها الأولى هي "تجديد العلاقة الودية مع الاتحاد الروسي".
وقالت إن "هذا مهم جدا بالنسبة لغاغوزيا. نحن حزب موال لروسيا".
وأضافت أنها أجرت محادثات مع ليونيد سلوتسكي، وهو عضو يميني متطرف في البرلمان الروسي خاضع لعقوبات من قبل الولايات المتحدة، حول فتح مكتب تمثيلي في موسكو، مما يمثل دفعة للسياسة الخارجية، من شأنها أن تذهب إلى ما هو أبعد من استقلال حدود غاغاوزيا المحلية.
ويملك الحزب الذي ينتمي إليه شور، 5 مقاعد فقط في برلمان مولدوفا المؤلف من 101 عضو، مقارنة بأكثر من 60 مقعدا يشغلها حزب ساندو.
كان التعبير عن الدعم لروسيا دائما وسيلة جيدة للفوز بالأصوات في غاغاوزيا، وفقا لألكسندر تارنافسكي، عضو البرلمان الإقليمي من أصل أوكراني. وقال إن زوجته ووالدته كانتا تهتفان لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.
لكنه أضاف أنه وكل شخص آخر تقريبا في غاغاوزيا ما زالوا مندهشين من فوز غوتسول في الانتخابات، والذي وصفه بأنه "ليس غريبا فحسب، بل حزينا للغاية" - وهي علامة على أن "الناخبين يريدون تصديق القصص الخيالية" التي يرويها شور ومستعدون لـ "تسليم مستقبلهم لمجرم مدان".
وبحسب الصحيفة، فإن الإنفاق المعلن رسميا لغوتسول على حملتها الانتخابية كمرشحة عن حزب شور، يكشف أنها أنفقت 7 أضعاف المبلغ الذي أنفقته منافسها الرئيسي في الانتخابات.
ويعتقد مسؤولو الأمن أن معظم الأموال التي استخدمها شور لتمويل أنشطته السياسية في مولدوفا، بما في ذلك الحملة الانتخابية لغوتسول جاءت من روسيا، زاعمين أنهم حددوا حوالى 21 مليون دولار في تحويلات من روسيا إلى الكيانات التي يسيطر عليها بين يونيو 2022 ويوليو 2023.
وقال فلاديسلاف كولمينسكي، وهو مسؤول حكومي سابق تابع عن كثب الأحداث في غاغوزيا لسنوات، إن شور "لا يبالي بالوضع الجيوسياسي لروسيا أو مستقبل المنطقة (المتمتعة بالحكم الذاتي)، لكنه يهتم كثيرا بعدم الذهاب إلى السجن".
وأضاف أن غاغاوزيا "مجرد أداة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی مولدوفا
إقرأ أيضاً:
وزير النقل والخدمات اللوجستية يختتم زيارته الرسمية لروسيا الاتحادية وجمهورية فرنسا
المناطق_واس
اختتم معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، زيارته الرسمية لروسيا الاتحادية وجمهورية فرنسا، يرافقه وفدٌ من قطاعات المنظومة.
وشهدت الزيارتان حضور معالي الجاسر افتتاح أعمال منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في روسيا، والجلسة الرئيسة للمنتدى بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كذلك حضوره عدد من الجلسات الحوارية التي تحدّث فيها عدد من المسؤولين السعوديين، فيما شارك معاليه -ضمن أعمال المنتدى- في جلسة حوارية بعنوان “الشراكة بين القطاع العام والخاص لتحقيق المستهدفات الوطنية”؛ لاستعراض ما وضعته الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية من مستهدفات طموحة ومشاريع كبرى تتطلب مشاركة القطاع الخاص في تمويل وتنفيذ مشاريع الإستراتيجية، إضافة إلى تعزيز الشراكة من خلال الثقة والوضوح والمشاركة العادلة للمخاطر.
أخبار قد تهمك بوتين: يحق لإيران استخدام التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية ومستعدون لدعمها 21 يونيو 2025 - 1:03 مساءً عاجل | مجلس الأمن يعقد اجتماعًا طارئًا الجمعة لمناقشة التصعيد الإيراني–الإسرائيلي 19 يونيو 2025 - 2:12 مساءًوحضر معاليه افتتاح أعمال المعرض الدولي للطيران والفضاء، المقام بالعاصمة الفرنسية باريس برعاية رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، الذي يعد أكبر تجمّع عالمي في مجال الطيران والفضاء، فيما حضر مراسم توقيع اتفاقية بين حكومتي المملكة وجمهورية بنما في مجال خدمات النقل الجوي، كذلك توقيع شركة Avilease لتأجير الطائرات اتفاقية مع شركة إيرباص، كما زار مقرّ المنظمة الدولية للسكك الحديدية؛ للاطلاع على أهداف وأدوار المنظمة، والجهود التي تبذلها لتنمية وتطوير قطاع الخطوط الحديدية عالميًا، وزار أيضًا شركتي (SNCF) و (ALSTOM)؛ لمعرفة أبرز المشروعات والابتكارات التقنية التي تقدمها الشركات في مجال النقل السككي.
ولتعزيز التعاون المشترك، التقى معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية عددًا من المسؤولين من القطاعين العام والخاص؛ من ضمنهم معالي وزير الدولة الفرنسي المكلّف بالنقل فيليبي تاباروت، ومعالي وزير المواصلات والاتصالات البحريني الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد بن عبدالله آل خليفة، كذلك معالي وزير السكك الحديدية الهندي أشويني فايشناو، إضافةً إلى المدير التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي (RDIF) المبعوث الخاص للرئيس الروسي للاستثمار والتعاون الاقتصادي الأجنبي كيريل ألكسندروفيتش دميتريف، والنائب الأول لرئيس المجلس التنفيذي لمجموعة Sberbank ألكسندر فيدياخين، وأتت هذه اللقاءات لمناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في مجال النقل والخدمات اللوجستية.
يذكر أن زيارة معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية تهدف إلى تعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية وجمهورية فرنسا في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، وتنمية الشراكات الاستثمارية، وتمكين شركات القطاع الخاص الروسية والفرنسية من الاستثمار في الفرص النوعية المتاحة في المملكة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية.