لم تكن ثورة الـ21 سبتمبر حاجة من احتياجات شعبنا اليمني، بل كانت ضرورة ملحة لا تحتمل التأخير، إذ كانت اليمن بأكملها على شفا الانهيار، والسقوط الكلي في شباك المؤامرات الأمريكية وأدواتها الإقليمية والغرق في مربعات الصراعات الداخلية، والفتن الجهوية والمناطقية التي لن تخبو نيرانها إلا بإهلاك الحرث والنسل.
فكانت ثورة الـ 21من سبتمبر 2014م، التي قاد زمامها السيد القائد الحكيم والشجاع عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله ، هي المخلص والمنقذ لشعبنا اليمني من ذلك السقوط المريع.
ومن خلالها تمكن شعبنا اليمني من قطع كل أيادي العمالة والارتزاق والإطاحة بعروش التسلط والاستبداد، وإنهاء كل أشكال الوصاية الخارجية عليه، واستعادة وجوده وحريته وكرامته، وامتلاك قراره، مسقطا بذلك أخطر المخططات والمؤامرات الأمريكية على بلادنا، وعلى رأسها مشروع التشطير والتمزيق لجغرافية الجمهورية اليمنية تحت ما يسمى بالأقلمة، ومشروع توسيع نشاط الجماعات التكفيرية على الأراضي اليمنية، ليتسنى للأمريكي من خلال ذلك تعزيز وجوده في بلادنا وإحكام سيطرته على ممراتنا المائية وفي مقدمتها باب المندب، والسيطرة التامة على مصادر الطاقة بشقيها النفط والغاز، وتنفيذ بقية أهدافه العدوانية ومخططانه التآمرية التي عمل على تحقيقها لسنوات، بتواطئ وتعاون من الأنظمة السابقة العميلة التي خانت الله ورسوله، وخانت هذا الشعب الأبي وخانت أهداف ثورة 26 سبتمبر، وتخلت عن كل الثوابت الإيمانية والوطنية والأخلاقية والإنسانية وسلمت اليمن وشعبه وقراره وسيادته وثرواته – لعقود من الزمن – للسفير الأمريكي في صنعاء، وذنبه السعودي.. ليفعلوا بنا ما يشاؤون.. وكل ذلك في سبيل بقائها متربعة على كرسي السلطة، والحفاظ على مصالحها الشخصية وإشباع أطماعها الشيطانية، وتنامي أرصدتها وثرواتها في البنوك الأجنبية.
فجاءت ثورة الـ21 من سبتمبر لتصحيح مسار ثورة 26 سبتمبر وأهدافها الوطنية، وإنهاء معاناة شعبنا اليمني وإخراجه من نفق الحياة المظلمة التي عاشها لستة عقود متوالية..
ولأنها ثورة دينية وطنية صادقة نقية بامتياز، لم يجد بعدها العدو الأمريكي بدا من شن عدوانه الظالم علينا عبر أدواته الرخيصة في المنطقة، أملا منه في وأدها في مهدها والقضاء عليها في بدايتها، وإعادة اليمن إلى قبضته من جديد…وهيهات له ذلك، فعلى مدى تسع سنوات من الصمود والمواجهة لهذا العدوان وحصاره الجائر.. أكد شعبنا اليمني العظيم له ولكل قفازاته أن ذلك أبعد عليهم من عين الشمس.. وأنهم يلهثون خلف المستحيل الذي لا يكون ولن يكون.
وها هي ثورتنا المباركة المجيدة قد أوصلتنا اليوم بعد الله تعالى إلى ما نحن فيه من عزة وكرامة، وأصبحنا نصنع الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة، وغيرها من أسلحة الدفاع والردع الموجعة، التي كسرت حلف العدوان ومرغت أنفه في وحل الهزائم المتوالية، لتسع سنوات متوالية .. وهو ما يجعلنا ختاما نزف أسمى التهاني والتبريكات إلى القيادة الثورية والقيادة السياسية وحكومة الإنقاذ وكل أبناء شعبنا العظيم، بمناسبة حلول الذكرى التاسعة لثورة الـ 21 من سبتمبر الخالدة، والتي تهل علينا هذا العام بالتزامن مع استعدادات شعبنا الكبيرة للاحتفال بميلاد الرسول الأعظم والنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قائد الثورة الإسلامية الكبرى التي أخرجنا الله بها من الظلمات إلى النور، وهي استعدادات واحتفالات وتحضيرات لا نظير لها في العالم بأسره، يخرس الإنسان أمام عظمتها ويعجز اللسان عن وصفها، ولا يجد من عبارات تفي بحقها إلا أن يقول: صدقت يا سيدي يا رسول الله ((الإيمان يمان والحكمة يمانية)).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قائد أركان كتائب القسام يعبر عن الفخر بموقف اليمن البطولي في نصرة غزة
الثورة نت /..
تلقى رئيس هيئة الأركان العامة اللواء عبد الكريم الغماري، رسالة من قائد أركان كتائب عز الدين القسام، ردا على الرسالة التي بعثها بها اللواء الغماري للمجاهدين في كتائب القسام بمناسبة عيد الأضحى المبارك جاء فيها:
لقد وصلتنا رسالتكم الكريمة المفعمة بالأخوة الصادقة والنخوة والشهامة العربية اليمانية المباركة، والتي جاءت في عيد الأضحى المبارك، وإن ما يجعل لكلماتكم عظيم الأثر والتقدير لدينا أنها مشفوعة بالمواقف الفعلية العظيمة، والبطولات الجهادية الفذة من إخوان الصدق في يمن الحكمة والإيمان.
الأخ والصديق الكريم.. نبرق من خلالكم للقائد المجاهد السيد عبد الملك الحوثي والقوات المسلحة اليمنية ولشعبنا اليمني الشقيق العظيم بخالص التحية والتقدير من إخوانكم المجاهدين على أرض الرباط في غزة، غزة تاج المجاهدين وثغر الإسلام المتقدم في مواجهة الصهيونية النازية الكافرة، وإننا نتقدم لكم ولإخوانكم باسم كل مجاهد حامل روحه على كفه. وكل مرابط في عرينه منتظر لقتال عدوه، ومن كل فرد في شعبنا الصابر المكلوم الأبي بعظيم التهنئة في هذه الأيام المباركة وفي شهر الله الحرام هذا، ونحمد الله إليكم أن بلغنا عيد الأضحى ونحن وأنتم في خير المواطن التي يحبها الله ورسوله؛ مواطن الجهاد والقتال في سبيله والشهادة والتضحية بالدم والروح والمال وكل ما نملك من أجل مسرى نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وأرضنا المقدسة، وإننا على العهد بإذن الله لن يضرنا من خذلنا ولا ما أصابنا من لأواء حتى يأتي وعد الله بإذنه تعالى.
وإن مما يبعث الفخر في نفوسنا موقفكم البطولي العظيم الذي سيدونه التاريخ وتتناقله الأجيال بحروف من نور على صفحات المجد والفخار، ومن قبل التاريخ وبعده فإن الله لن يضيع جهادكم وإيمانكم وتضحياتكم كيف لا وقد وقفتم شامخين كالجبال في مواجهة قوى الظلم والطغيان. ودفعتم ثمنا باهظا يليق بالكبار من أمثالكم من أجل نصرة إخوانكم في غزة بالقول والفعل، فكنتم أبرز ساحة في الأمة تقدما في القتال والمواجهة والإسناد العسكري والتظاهر المليوني والصوت الصداح المبارك في كل ميادين النصرة والكرامة، فتمثلتم بصدق قول الله تعالى (وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).
تقيل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات والجهاد والتضحيات والقربات.. ونسأل الله رفيع الدرجات لشهدائنا وشهدائكم والشفاء للمصابين، والحرية للأسرى، والنصر لأمتنا وشعبنا، وإلى لقاء في ساحات المسجد الأقصى المبارك محررا مطهرا بإذن الله تعالى (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته