الوطن:
2025-06-15@08:14:53 GMT

الدكتور علي جمعة يكتب: مولد النور

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

الدكتور علي جمعة يكتب: مولد النور

تميز المصريون دون غيرهم فى محبة سيدنا رسول الله، حتى إنهم إذا هلَّ عليهم شهر ربيع الأول بدأوا الاحتفال بمولد سيدنا النبى، وظل هذا ديدن المصريين إلى منتصف القرن العشرين، فراحوا بعد هذا يحتفلون بمولده فى الربيعين الأول والآخر. وتزلفاً إليه، نحتفل بمولده حباً وفرحاً وتعبداً مقتدين بسنته، سائرين على نهجه، متخلقين بأخلاقه، وأولى درجات علاقتنا بسيدنا، فهمه، وثانيها تصديقه والإيمان به، وثالثها اتباعه فى كل أمر ونهى وتخلق امتثالاً لقوله سبحانه وتعالى: «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ».

ورابع درجات تلك العلاقة هى المعايشة والتلبس به ومعايشته بمعرفة صفاته والتخلق بها بمعايشة الأخلاق وليس معايشة الزمن.

ولو تتبعنا صفات النبى لوجدنا أنها فى منحى تصاعدى وترقٍّ دائم، ففى بدايته قبل البعثة كان متصفاً بالصادق والأمين، جميل الصفات والشمائل شهامة ورجولة وهدوء نفس، كما يقول البوصيرى -رحمه الله- فى بردته «كالزهر فى ترف والبدر فى شرف والبحر فى كرم والدهر فى همم».

كل هذه الأوصاف قبل نبوته، فكان صاحب همة متعبداً فى غار حراء، لم تخر عزيمته، وكان هذا سبباً فى ترقى روحه وجعله شفافاً مستشعراً بما حوله وبمن حوله، فيقول صلى الله عليه وسلم: «إنى لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علىَّ قبل أن أبعث»، فكان يستشعر أن الكون على حقيقته يسبح للمولى، وأن الكون فى حالة تفاعل، فرأى كل هذا قبل البعثة مهيئاً لتلك الشفافية التى رأى بها الكون، متعبداً متأملاً ذاكراً على ما كان عليه أبونا إبراهيم، إذن من أولى درجاته الأخلاقية العبادة والتعبد.

وبعد نزول الوحى ثم انقطاعه فترة ليزينه ربه، ويحليه بالصبر ويزداد تحلياً بصفات حميدة مرجعها كلها إلى الثقة فيما عند الله من التسليم والرضا والتوكل، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ناصيتى بيدك، ماضٍ فىّ حكمك»، فهو فى حالة وجود دائم فى معية الله، وهنا درجة الإنسان الكامل، أو الكمال الإنسانى، فالوحى لا يكون إلا بالوصول إلى درجة الكمال. ثم وصل إلى مرحلة ثالثة من مراحل الترقى وهى الربانية من أهم ملامحها وأمثلتها الترفع عن النزاع بترك الحقوق وعدم المطالبة بها، وهذا يكون من علو الهمة واكتمال نصاب الكمال.

ومنها ما رواه عنه ابن حبان فى صحيحه عندما فتح مكة فقالوا له: «يا رسول الله أين تنزل فى دارك بمكة؟» فقال: «وهل ترك عقيل من رباع أو دور؟!»، فرغم حقه فى ملكه قبل الهجرة وامتلاكه لهذا الحق فإنه لم يطلبه من ابن عمه عقيل بن أبى طالب. فترك الحق للخلق وعدم منازعتهم هى درجة العبد الربانية، ونهاية الربانية أن يسأل الله السلامة.

وبعد معجزة الإسراء والمعراج وصل صلى الله عليه وسلم إلى درجة النورانية أو العبد النورانى، ومن ملامحها التوكل التام، والشفافية التامة استمداداً من قوله تعالى: «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوسَينِ أَوْ أَدْنَى»، وهى درجة القرب، فوصل المصطفى إلى حد النور، فكان هو العبد الكامل الربانى النورانى، وكان نور الله مثل قولنا بيت الله دلالة على خلقه، واستشعاراً للمعنى المراد نذكر أن مشايخنا عندما كان يُقرأ قوله تعالى فى سورة النور: «يَهْدِى اللَّهُ لِنُوره مَن يَشَاءُ» كانوا ينتفضون بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. وعلة التسمية والوصف «بنور الله» أنه هدى الناس، ووضح لهم وبيّن، وكشف لهم الظلمة، فبعثته صلى الله عليه وسلم نور للبشرية أضاء الله بوجوده وميلاده ومبعثه دياجير الظلام، عليه أفضل الصلاة والسلام.

عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المولد النبوي سيدنا الحسين السيدة زينب الصوفية صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

دعاء الحر الشديد مكتوب.. ردده

في الأجواء الحارة التي تعاني منها البلاد هذه الأيام، ومع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، يتجه كثير من الناس إلى الله بالدعاء والتضرع، سائلين تخفيف الحر عنهم في الدنيا، والنجاة من نار جهنم في الآخرة. فالشدة تذكّر الإنسان بضعفه، وتفتح له باب الرجاء والاستعاذة بالله من العذاب الأليم.

وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما يدل على فضل هذا الدعاء في مثل هذه الأوقات، حيث رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانَ يومٌ حارٌّ ألقى اللهُ تعالى سمعَه وبصرَه إلى أهلِ السماءِ وأهل الأرضِ، فإذا قال العبدُ: لا إلَه إلَّا اللَّهُ، ما أشدَّ حرَّ هذا اليومِ، اللَّهمَّ أجرني من حرِّ جَهنَّمَ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لجَهنَّمَ: إنَّ عبدًا من عبادي استجارني منك، وإنِّي أشهدُك أنِّي قد أجرتُه".

كما جاء في الحديث: "وإذا كانَ يومٌ شديدُ البردِ، ألقى اللهُ تعالى سمعَه وبصرَه إلى أهلِ السماءِ وأهلِ الأرضِ، فإذا قالَ العبدُ: لا إلَه إلَّا اللَّهُ، ما أشدَّ بردَ هذا اليومِ، اللَّهمَّ أجرني من زمهريرِ جَهنَّمَ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لجَهنَّمَ: إنَّ عبدًا من عبادي استجارني من زمهريرِك، وإنِّي أشهدُك أنِّي قد أجرتُه".

فلما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: وما زمهرير جهنم؟
قال: "بيتٌ يُلقى فيهِ الكافرُ، فيتميَّزُ من شدَّةِ بردِها بعضُه من بعضٍ".

هذا الدعاء يُظهر مدى رحمة الله بعباده، وكيف أن كلمات صادقة تخرج من قلب ملهوف قد تكون سببًا في عظيم الأجر والنجاة من النار.

لطلاب الثانوية العامة.. دعاء يسهل عليهم كل صعب فى الامتحاندعاء بداية الأسبوع.. ردده يفتح الله لك الأبواب المغلقة ويرزقك من حيث لا تحتسبدعاء الامتحان لمن يعانون النسيان.. بـ4 آيات قرآنية تتذكر ما ذاكرتأدعية فيها العجب من القرآن.. 8 آيات تفتح لك كل الأبواب المغلقة

دعاء الحر الشديد مكتوب

في أيام الصيف القائظة، حين تشتد درجات الحرارة وتضيق الأنفاس، يلجأ المؤمن إلى ربه تضرعًا ودعاءً، راجيًا رحمته وعفوه، وسائلاً النجاة من حر الدنيا وعذاب الآخرة.

 فمثل هذه الأوقات تذكّر القلوب بضعف الإنسان، وتدفعه للاحتماء برحمة الله من لهيب الشمس ومن نار جهنم.

وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله قال: "إذا كانَ يومٌ حارٌّ ألقى اللهُ تعالى سمعَه وبصرَه إلى أهلِ السماءِ وأهل الأرضِ، فإذا قال العبدُ: لا إلَه إلَّا اللَّهُ، ما أشدَّ حرَّ هذا اليومِ، اللَّهمَّ أجرني من حرِّ جَهنَّمَ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لجَهنَّمَ: إنَّ عبدًا من عبادي استجارني منك، وإنِّي أشهدُك أنِّي قد أجرتُه".

وكذلك في البرد الشديد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا قالَ العبدُ: لا إلَه إلَّا اللَّهُ، ما أشدَّ بردَ هذا اليومِ، اللهم أجرني من زمهريرِ جهنم، قال الله عز وجل لجهنم: إن عبدًا من عبادي استجارني من زمهريرك، وإني أشهدك أني قد أجرته".

فلما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: وما زمهرير جهنم؟

قال: "بيتٌ يُلقى فيهِ الكافرُ، فيتميَّزُ من شدَّةِ بردِها بعضُه من بعضٍ".

وتابعت دار الإفتاء أن هناك عددًا من الأدعية التي يُستحب أن يتلفظ بها المسلم في مثل هذه الأيام الحارة، ومنها:

اللهم خفف حرارة الشمس على الفقراء والبسطاء ومن لا مأوى له، اللهم وأجرهم من حرها ومن حر جهنم، ووسع رزقهم، اللهم أجرنا وأجرهم من حر الدنيا ونار الآخرة، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، يا رب يا أرحم الراحمين، يا رب يا أرحم الراحمين، يا رب يا أرحم الراحمين.

اللهم قِنا شر هذا الحر وارحمنا منه ومما يحمل من أذى، اللهم لا تجعل فيه المرض ولا الهلاك لأحدٍ من عبادك، اللهم خفف حرارة الشمس وأثرها علينا، اللهم أجرنا من نار جهنم يا رحيم، اللهم أجرنا من حر جهنم يا غافر الذنب وقابل التوب يا غفور يا رحيم، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ليوم الدين.

اللهم يا غافر الذنب ويا قابل التوبة خفف عنا الحر الشديد.

اللهم نرجو رحمتك التي وسعت كل شيء، اللهم نسألك خيرها ونعوذ بك من شرها.

يا رب نسألك الجنة وبرد الجنة ونسيم الجنة، ونعوذ بك من النار وعذاب النار وحر النار.

اللهم منا الدعاء ومنك الإجابة، اللهم تقبل منا وخفف عنا حرارة الشمس.

اللهم تولنا فيمن توليت، اللهم أجرنا من هذا الحر الشديد وأجرنا من نار جهنم.

لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أجرنا من نار جهنم يا رب العالمين.

طباعة شارك دعاء الحر دعاء الحر الشديد مكتوب دعاء الحر الشديد دعاء الحر مكتوب دار الإفتاء

مقالات مشابهة

  • ما حكم طلب الرقية من الصالحين؟.. الإفتاء تجيب
  • علي جمعة: إذا ذكرت ربك ذكرك في الملأ الأعلى
  • علي جمعة: لسانك مفتاح الجنة أو سبيل الهلكة
  • أحسن ذكر للتوفيق والتيسير في الحياة.. داوم عليه وسترى العجب
  • دعاء الحر الشديد مكتوب.. ردده
  • الدكتور وفيق نصير يكتب: الحرب بين إسرائيل وإيران وتداعياتها على البيئة العالمية
  • حكم ختام الصلاة جهرا عقب صلاة الجمعة
  • لذّة الصلاة تبدأ من خارجها.. علي جمعة يوضح سر الخشوع ويُحذّر من تحوّل العبادة إلى عادة
  • لماذا الغدير؟
  • فضل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة.. لن تتركها لو علمت ثوابها