البحرية الإيرانية وجّهت أشعة “ليزر” نحو مروحية أمريكية في الخليج
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
يمن مونيتور/ (أ ف ب)
وجهت البحرية الإيرانية أشعة “ليزر” نحو مروحية أمريكية كانت تحلّق في المجال الجوي الدولي فوق الخليج، وفق ما أعلن الجيش الأمريكي الخميس.
وأوضح الجيش أن المروحية من طراز “إيه اتش-1 زي فايبر” عائدة لوحدة تابعة للسفينة الهجومية البرمائية “يو إس إس باتان” التي أرسلت قبل أشهر في إطار تعزيزات عسكرية أمريكية بهدف ردع “مضايقات” إيران وخصوصا لجهة محاولات احتجاز السفن وناقلات النفط.
وقال المتحدث باسم القوات البحرية للقيادة الأمريكية الوسطى ريك شرنيتزر إن سفنا إيرانية “وجّهت الليزر مرارا نحو طائرة أثناء تحليقها” الأربعاء.
واعتبر في بيان أن “هذه ليست نشاطات قوة بحرية احترافية. هذا تصرف غير آمن، غير احترافي، وغير مسؤول من قبل بحرية الحرس الثوري الإيراني، يهدد حياة (أفراد) القوات البحرية الأمريكية والحليفة ويجب وقفه فورا”.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت مطلع آب/أغسطس وصول أكثر من ثلاثة آلاف بحار إلى الشرق الأوسط في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة، هدفها ردع إيران عن احتجاز السفن والناقلات.
وعزز ذلك الحشود العسكرية الأمريكية في ممرات مائية استراتيجية وحيوية لتجارة النفط، ما أثار حفيظة طهران التي اتهمت واشنطن بالتسبب بـ”عدم الاستقرار” في المنطقة.
وأكد شرنيتزر الخميس أن “القوات البحرية الأمريكية ستبقى يقظة وستواصل التحليق، الإبحار، والعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي، مع تعزيز الأمن البحري الإقليمي”.
ويقول الجيش الأمريكي إنّ إيران احتجزت أو حاولت السيطرة على زهاء 20 سفينة في المنطقة خلال العامين الماضيين.
وشهدت منطقة الخليج حوادث مماثلة منذ عام 2018، عندما سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بلاده من الاتفاق الدولي بشأن الملف النووي الإيراني وأعاد فرض عقوبات شديدة على الجمهورية الإسلامية تقول واشنطن إن طهران نجحت في الالتفاف عليها.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: البحرية الإيرانية الخليج مروحية أمريكية
إقرأ أيضاً:
بلطجة أمريكية تُهدِّد القانون الدولي
عباس المسكري
في سابقة خطيرة تُهدد مبادئ السيادة والقانون الدولي، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملوّحًا باغتيال قائد دولة ذات سيادة، ومثل هذه التصريحات لا يجب أن تمُر مرور الكرام؛ فهي تتجاوز حدود السياسة إلى منطق الاغتيال والبلطجة الدولية، وأمام هذا المشهد، يصبح الصمت تواطؤًا، والموقف الواضح ضرورة أخلاقية وقانونية.
وإذا قبلت الدول بصمت أو رضًا تصريحات ترامب التي يُهدد فيها باغتيال المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، فعليها أن تُدرك أنَّها تُشرعن سابقة خطيرة وتهدم ما تبقى من أسس القانون الدولي.
من هو ترامب ليقرر من يُقتل ومن يُبقى؟ هل نصّب نفسه الحاكم الشرعي للعالم؟ وهل أصبحت سيادة الدول تُمحى بتغريدة أو تهديد؟
إنَّ مثل هذه التصريحات تستوجب تنديدًا دوليًا واضحًا، لا من باب الاصطفاف السياسي، بل من باب المبدأ والعدالة؛ لأن السكوت اليوم يعني القبول بمنطق الاغتيال كوسيلة لإسكات المخالفين، ويمنح أمثال ترامب رخصة ليُمارسوا البلطجة السياسية تحت غطاء الصمت العالمي.
وإذا كان العالم يرضخ لهذا المنطق، فليعلم أنه يفتح الباب أمام اغتيال كل من يقول "لا" لهيمنة القوة، وكل من يختار أن يكون حرًا في قراره، وإذا كانت الدول الغربية جاثية على ركبها لترامب، فنحن كعرب كرامتنا لا تسمح بذلك، فمن المفترض أن تكون هناك إدانة واضحة وصريحة من جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة التعاون الإسلامي، تأكيدًا على رفضنا القاطع لهذا الانتهاك الفاضح لمبادئ السيادة والقانون الدولي، وتجسيدًا لوحدة موقفنا في مواجهة مثل هذه البلطجة الأمريكية.
كما يجب ألا يقتصر هذا الموقف على بيانات الإدانة فقط؛ بل ينبغي أن يتحول إلى عمل مشترك وحاسم عبر خطوات دبلوماسية فعلية، وضغوط مُتواصلة في المحافل الدولية، تعزز من موقفنا وتردع مثل هذه التجاوزات الخطيرة، مؤكدين بذلك أنَّ حماية السيادة والكرامة هي مسؤولية جماعية تتطلب تضامنًا واستراتيجية واضحة.