عقبات أمام حصول الرياض على أسلحة أمريكية متطورة مقابل التطبيع مع الاحتلال
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
نشر "معهد واشنطن" تحليلا للباحث جرانت روميلي، تحدث فيه عن مفاوضات التطبيع بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والمملكة.
وقال الباحث، إن السعودية تضغط على الولايات المتحدة من أجل تعجيل حصولها على أسلحة أمريكية أكثر تقدماً، من خلال مناقشة التوصل إلى اتفاق تطبيع محتمل مع الاحتلال.
وأوضح أن السعودية تسعى بشكل أساسي إلى الحصول على دعم الولايات المتحدة لبرنامجها النووي المدني، وتوسيع نطاق تجارتها، من خلال الحصول على تنازلات لم يتم تحديدها بعد بشأن القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن واشنطن تملك الكثير لتقدمه بشرط استيفاء شروط معينة.
أسلحة متطورة
ورأى الباحث أن السعودية لا يمكن أن تقبل بأقل مما تم التعهد به للدول العربية الأخرى مقابل تطبيع العلاقات مع الاحتلال، لكن طلبها بتسريع حصولها على الأسلحة هو أكثر تعقيدا.
وأشار إلى أن الرياض ستحاول استخدام نفوذها لحث واشنطن على الوفاء بتعهداتها السابقة بمعالجة معضلة تأخر تصدير الأسلحة الأمريكية، والوصول إلى المنظومات الأكثر تطورا.
وقد يعكس طلب الأسلحة الأكثر تطوراً إحباط الرياض من التناقض في عمليات البيع بين إدارتي ترامب وبايدن، موضحا أن صفقات الأسلحة التي وقعت في عهد الرئيس السابق عانى بعضها من تأخيرات في الإنتاج أو قيود في سلسلة التوريد.
وأكد الباحث أن السعودية تسعى على وجه التحديد للحصول على ما تم التعهد به للإمارات مقابل اتفاق التطبيع، أي المقاتلة الهجومية المشتركة من طراز "إف-35"، وطائرات بدون طيار من طراز "إم كيو-9 ريبر"، ومجموعة متنوعة من الصواريخ الموجهة بدقة، لكن هذه الصفقة انهارت بعد اكشتاف بناء منشأة عسكرية صينية سرية في مجمع ميناء أبوظبي.
ولا يزال المثال الإماراتي يدور في أذهان المسؤولين السعوديين والأمريكيين على حد سواء. فقد أكد أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الديمقراطيين العام الماضي أن الرياض ستسعى على الأرجح إلى الحصول على طائرات من طراز "إف-35" أيضاً، ولكن يجب وضع ضمانات معينة بشأن الصين أولاً.
عقبات الحصول على أسلحة
وبحسب التحليل فإن السعودية ستواجه عقبتين رئيسيتين تحول دون حصولها على هذه الأسلحة الأمريكية المتطورة.
وتتمثل العقبة الأولى بعلاقة السعودية مع الصين، على الرغم من أن العلاقات ليست واسعة النطاق، إلا أن الرياض تحافظ على علاقة وثيقة مع بكين في قطاعات تجارية حساسة مثل الاتصالات، وشراء الأسلحة المتطورة، إضافة إلى التعاون في إنتاج الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.
ومؤخراً، تم إلغاء اتفاق بين شركة دفاع أمريكية وشركة دفاع سعودية، وفقاً لبعض التقارير، على خلفية علاقة الأخيرة مع شركات الدفاع الصينية الخاضعة للعقوبات، وأصدر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تحذيراً مبطناً بأن المملكة قد تُكثف مشترياتها من الأسلحة من الصين.
وتسعى بكين من جانبها إلى توسيع صادراتها من الأسلحة في أسواق الخليج المربحة، ومن الممكن فعلاً أن تنمو علاقاتها الدفاعية مع السعوديين بسرعة إذا رغبت الرياض في ذلك.
وتتمثل العقبة الثانية في المطلب الأمريكي بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في أي عملية بيع للمنطقة. وسابقاً، أدت الاتفاقيات الإسرائيلية مع مصر والأردن إلى بيع أسلحة أمريكية متطورة إلى كل دولة، ولكن مع قيود لاحقة على قدرات التسلح.
ومن المرجح أن تكون النقطة المحورية في هذه الحالة طائرة "إف-35" والمتغيرات والقدرات المرتبطة بها، نظراً إلى تصنيف الطائرة المقاتلة وواقع أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تستخدمها في المنطقة. وبما أن إسرائيل ترغب في إبرام اتفاق تطبيع مع السعودية، يمكن الافتراض إلى حد معقول أنها ستخفف بعض الشيء من مخاوفها بشأن التفوق العسكري النوعي، علماً أنه سيبقى من الضروري تسوية تفاصيل عمليات البيع المعنية وفقاً للأنظمة الأمريكية.
تحديات كبيرة
وأوضح التحليل أن مسألة إيجاد آلية مبسطة لتسليم الأسلحة يطرح تحديات كبيرة، لأن السعوديين هم في الوضع نفسه مثل سائر عملاء صناعة الدفاع الأمريكية تقريباً.
وكشفت الحرب الأوكرانية عن المشاكل الكثيرة التي تعاني منها القواعد الصناعية الدفاعية في جميع أنحاء العالم، ومن بينها القواعد الأمريكية. وبينما يتزايد الإنتاج في بعض القطاعات، إلّا أنه لا يزال متخلفاً في قطاعات أخرى.
ويعاني جميع عملاء الولايات المتحدة من تأخير في الحصول على الأسلحة، ومن بينهم إسرائيل التي تنتظر تسليمها طائرات التزويد بالوقود "كيه سي-46"، وتايوان التي لديها ما يقرب من 19 مليار دولار من المشتريات المتراكمة.
ويَسهل التعامل مع هذه العملية مع الدعم التشريعي، إذ يمكن للكونغرس الأمريكي أن يؤخر أو يعقد عملية تمويل معينة لمبيعات الأسلحة وأن يسن تدابير للرقابة على استخدامها. وعلى الرغم من أن الكونغرس لم ينجح مطلقاً في منع عملية بيع أسلحة بشكل مباشر، إلا أنه كاد أن ينجح في ذلك، وكانت السعودية هي المستهدفة.
وتشمل عناصر خطة "رؤية السعودية 2030" بناء قاعدة صناعية دفاعية مستقلة. وعلى غرار العديد من البلدان التي تعتمد على موردي الأسلحة الأجانب، لطالما انزعجت المملكة من الاضطرابات والتأخيرات المرتبطة بالشراء من مُورِّد واحد بشكل رئيسي.
ويشكل تطوير قاعدة صناعية دفاعية وسيلة لتحقيق قدر أكبر من الاستقلالية، وتعزيز النمو الاقتصادي، وربما إنشاء أداة أخرى لممارسة النفوذ في الخارج من خلال صادرات الأسلحة. وتتضمن "رؤية السعودية 2030" خططاً لزيادة الإنفاق على المعدات العسكرية المحلية من 2 في المائة إلى 50 في المائة من إجمالي الإنفاق، مع تكليف "الشركة السعودية للصناعات العسكرية" (SAMI) و"الهيئة العامة للصناعات العسكرية" (GAMI) المملوكتين للدولة بالإشراف على هذه الجهود.
وأعلنت الرياض أيضاً أنه اعتباراً من عام 2024، سيتعين على شركات الدفاع الأجنبية والشركات الأخرى أن يكون لها مقر إقليمي في المملكة.
من الناحية النظرية، يمكن لإدارة أمريكية متحمسة وكونغرس داعم أن يسهما إلى حد كبير في جهود تحديث الدفاع في المملكة. ويمكن لجهود مثل منشأة "الرمال الحمراء"، حيث يختبر البلدان بشكل مشترك تكنولوجيا مضادة للطائرات المسيّرة، أن تعزز الخبرة الدفاعية السعودية.
ويتمثل خيار آخر بتصنيف السعودية كحليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج "الناتو". وفي حين أن هذا التصنيف لا يشكل معاهدة ولا التزاماً دفاعياً، فإن الدولة التي تم تصنيفها على هذا النحو تعمل بشكل كبير على تطوير علاقتها الدفاعية مع الولايات المتحدة.
وتتمتع الدول الحليفة الرئيسية من خارج "الناتو" بأولوية الوصول إلى البرنامج الأمريكي للمواد الدفاعية الزائدة (EDA)، ويمكنها استضافة مخزون احتياطي الحرب الأمريكي، وتكون قادرة على إجراء "مشاريع بحث وتطوير تعاونية بشأن معدات الدفاع والذخائر" مع الشركات الأمريكية.
وتشمل البلدان الأخرى في المنطقة التي تم تصنيفها كحليفة رئيسية للولايات المتحدة من خارج "الناتو" كلاً من مصر والبحرين وإسرائيل والأردن والكويت والمغرب وقطر وتونس.
ويمكن لهذه الخطوة أن ترفع مستوى العلاقة الدفاعية بين الولايات المتحدة والسعودية وتوفر موارد إضافية لجهود المملكة الرامية إلى إنشاء قاعدة صناعية دفاعية خاصة بها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية التطبيع السعودية الاحتلال امريكا السعودية الاحتلال تطبيع سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة المتحدة من الحصول على
إقرأ أيضاً:
ورشة إدارة حالة الطفل: ضرورة وضع نظام إدارة حالة يضمن حصول الطفل على أفضل استجابة
دمشق -سانا
اختتمت اليوم ورشة عمل حول “إطلاق الإجراءات الموحدة لإدارة حالة الطفل” التي أقامتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في فندق أمية بدمشق.
وأصدرت الورشة عدة توصيات تعتمد على الملاحظات والمقترحات التي قدمها المشاركون حول دليل إجراءات موحدة لنظام إدارة حالة الطفل وإغنائه بما يتواءم مع الرؤية المستقبلية لسوريا بالإضافة إلى مأسسة مسار إدارة الحالة.
كما تم خلال الورشة تحديد الهدف من إجراءات العمل الموحدة ونطاقها، ومستلزمات تنفيذها وشرح أدوار الوزارات المعنية بالنظام “العدل والداخلية والصحة والتربية والتعليم والأوقاف” والمنظمات غير الحكومية والدولية للخروج بنظام إدارة حالة وطني رسمي ومعتمد تلتزم فيه كل الجهات العاملة في مجال حماية الطفل في سوريا.
وفي تصريح لـ سانا بينت رئيسة قسم حماية الطفل بالإنابة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” ريتا نيرث أن هدف الورشة هو تأمين بيئة آمنة وكريمة لأطفال سوريا، ينعمون فيها بحقوقهم كاملةً ويحاطون بالرعاية والدعم المناسب، ولا سيما الذين يعانون من آثار النزاع والنزوح والفقر، وتعرضوا لمخاطر عديدة تهدد نموهم الجسدي والنفسي والاجتماعي، مشيرة إلى الدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في تعزيز منظومة حماية الطفل لضمان بناء مجتمع سليم ومتماسك بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.
وفي تصريح مماثل أشارت مديرة السياسات الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عواطف حسن إلى أنه سيتم العمل على برمجية بريميرو بدعم تقني من منظمة اليونيسيف لحفظ معلومات نظام إدارة حالة الطفل، وهذه الأداة ستمكنُ الحكومة من الحصول على قاعدة بيانات دقيقة لتتبع الحالات، والتدخل في الوقت المناسب، وتقديم الدعم الملائم لكل طفل وفقاً لاحتياجاته، وهي أداة رئيسية لقياس الأثر، وتقييم جودة الخدمات المقدمة وجمع التقارير الدورية بما يضمن مصلحة الطفل الفضلى.
بدورها ممثلة وزارة التربية والتعليم ليندا أوطه باشي أكدت أنه من المهم رصد الحالات الموجودة في المجتمع للأطفال الذين يعانون من عنف مجتمعي أو فاقدي الرعاية الأسرية والذين يحتاجون إلى الحماية، وبينت أن الوزارة تعمل بدورها على تعويض الفاقد التعليمي للأطفال المتسربين من المدرسة، بالإضافة إلى دور المرشد النفسي في المدرسة بتحديد الطالب الذي يعاني من حالة معينة تحتاج للمتابعة، ودور المدارس الدامجة التي تتبع للوزارة وتقوم بمتابعة الحالات الموجودة داخلها لتخفيف الصعوبات التي يعاني منها هؤلاء الأطفال.
من جانبه لفت رئيس دائرة صحة الطفل والمراهقين في وزارة الصحة الدكتور فراس الحسين إلى دور الوزارة في رصد الحالات التي تظهر في المراكز الصحية، والمستشفيات والإبلاغ عنها ودراسة الأسباب الصحية لها وتقييمها ومعالجتها، وضمان متابعتها بالتعاون مع الجهات المعنية.
رئيسة نيابة الجرائم المعلوماتية في وزارة العدل دانيا زيتونة أشارت إلى أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع كل الجهات للوقوف على المشكلات، وتذليل العقبات وتأمين التغطية القانونية للتعامل مع الحالات، وصولاً لإيداعها في المراكز أو وحدة الحماية وإصدار القرارات القضائية بشأنها.
من جهته مدير الدعوة الأسرية في وزارة الأوقاف محمد هادي الشعال أوضح أن دور الوزارة يتمثل بتوجيه المسؤولين عن تقديم الرعاية للطفل، وذلك عبر خطباء المساجد، والدروس التي تعزز دور الأسرة بدعم وحماية الطفل.
مديرة القضايا الأسرية في الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان مندلين حسن بينت أنه من المهم ضبط جميع الحالات التي تعرضت للعنف بكل أشكاله موضحة أن معالجة حالات العنف ضد الأطفال تحتاج إلى نظام يرسم مسارات العمل من الخطوة الأولى والتي تبدأ برصد الحالة ومعالجتها بما يعود بالفائدة على المجتمع بشكل كامل، وصولاً إلى إغلاق الحالة.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة 2025-07-28Ali Ghaddarسابق المخابر البيطرية الحكومية.. خط الدفاع الأول عن الثروة الحيوانية في سوريا انظر ايضاً التربية واليونيسف تبحثان الاستعدادات للامتحانات العامةدمشق-سانا بحث معاون وزير التربية والتعليم السيد يوسف عنان اليوم مع نائبة ممثل منظمة الأمم …
آخر الأخبار 2025-07-28مؤتمر صحفي خاص بإطلاق فعاليات الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي 2025-07-28المخابر البيطرية الحكومية خط الدفاع الأول عن الثروة الحيوانية في سوريا 2025-07-28الصحة السورية تبحث تعديل المرسوم الناظم لعمل المنشآت الصحية الخاصة 2025-07-28سوريا والهند تبحثان تعزيز العلاقات الثنائية 2025-07-28وزير الصحة السوري يبحث مع وفد هندي تعزيز التعاون في مجال الصناعات الدوائية والتدريب الطبي 2025-07-28الأمن الداخلي في حلب يلقي القبض على اللواء الطيّار في النظام البائد عماد نفوري 2025-07-28مدير المؤسسة السورية للمخابز محمد الصيادي لـ سانا: وزارة الاقتصاد والصناعة تعمل رغم التحديات على إيصال الطحين إلى محافظة السويداء بشكل يومي، بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والإنسانية 2025-07-28مدير المؤسسة السورية للمخابز محمد الصيادي لـ سانا: المخابز في محافظة السويداء تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية حالياً، بالتنسيق مع المحافظة، وذلك بهدف تأمين الخبز للمواطنين من دون انقطاع 2025-07-28المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا الدكتور آدم عبد المولى لـ سانا: تواصل الأمم المتحدة جهودها في حشد الدعم وتعزيز التنسيق مع السلطات السورية لضمان استمرارية الاستجابة الإنسانية جراء الوضع في محافظة السويداء 2025-07-28في خطوة لتعزيز القطاع الصحي… جولة تفقدية لموقع مشفى حماة الجديد
صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |