د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء

لايوجد تعريف رسمي لخطاب الكراهية في القانون الدولي لحقوق الإنسان، لذلك تشير معظم صكوك الأمم المتحدة أنه يؤدي إلى التحريض على التمييز أو العداء أو العنف.

إن هذا الخطاب يستهدف شخصا أو مجموعة من الأشخاص بسبب خصائصهم الفطرية،وهو يعبر عن مواقف تمييزية مرفوضة أو معادية لتلك الخصائص التي تشمل الجنس أو العرق أو الدين أو اللون.

.ويهدف إلى إلحاق الأذى بالمجموعات المستهدفة أو إزالتها ومضايقتها وترهيبها وإخضاعها للحط من قدرها.

وتعرفه اليونسكو أنه » عبارات تؤيد التحريض على الضرر خاصة التمييز أو العدوانية،أو العنف حسب الهدف الذي يتم استهدافه »،ونجد أن الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1965تحظر« الدعاية » ونشر » الأفكار » حول التفوق العنصري والتمييز العنصري سواء من قبل السلطات العامة أو المؤسسات العامة(المادة 4).

ونجد أن المادة السابعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تؤكد أن الناس جميعا سواء أمام القانون،وهم يتساوون في حق التمتع بالحماية من أي تمييز ينتهك هذا الإعلان ومن أي تحريض على مثل هذا التمييز.

ولقد نصت المادة20 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على أن » تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف ».

وتعد الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري الأولى من نوعها التي تتضمن نصا مباشرا والتزامات وضوابط بشأن التمييز وخطاب الكراهية،حيث حظرت الدعوة إلى الكراهية في المادة4التي تنص على مايلي: » تشجب الدول الأطراف جميع الدعايات والتنظيمات القائمة على الأفكار أو النظريات القائلة بتفوق أي عرق أو أية جماعة من لون أو أصل إثني واحد،أو التي تحاول تبرير أو تعزيز أي شكل من أشكال الكراهية العنصرية والتمييز العنصري،وتتعهد باتخاذ التدابير الفورية الإيجابية الرامية إلى القضاء على كل تحريض على هذا التمييز وكل عمل من أعماله.. ».

مناسبة هذا التوضيح،تعليق لصحيفة » الشروق » الجزائرية بعد انسحاب الجزائر من تنظيم كأس إفريقيا للأمم لعام 2025، حيث نشرت عبر صفحتها في « فيسبوك » تعليقا يقول: «عذرا إفريقيا فملاعبنا ارتاحت من روائحكم» وذلك بعد اختيار المغرب لتنظيم كأس الأمم الإفريقية، وأضافت الصحيفة في خانة التعليقات: «عذرا إفريقيا فملاعبنا ارتاحت من روائح مسؤولي الكاف وأصحاب الرشاوي القذرة».

إننا نجد أن هذا التعليق يحرض على الكراهية والعنصرية تجاه أبناء القارة الإفريقية و هو دليل على حقارة خطاب هذه الجريدة والتي تعتبر بوقا رسميا لحكام الجزائر الذين يتظاهرون بالأخوة الإفريقية ونصرة القضايا الإفريقية ومساهتهم في خدمة الرياضة الإفريقية.. وأنهم حاضنو حركات التحرر الإفريقية والكثير من الترهات والأكاذيب في مكة إفريقيا..!

إن ما نشر في هاته الجريدة، خطاب عنصري مقيت ينافي بشكل مباشر كل ماجاء في الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب والذي جاء في مادته الثانية » يتمتع كل شخص بالحقوق والحريات المعترف بها والمكفولة في هذا الميثاق دون تمييز خاصة إذا كان قائما على العنصر أو العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين.. »، وعليه إن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم مدعو لاتخاذ المتعين في القذف والتجريح والاتهامات التي وجهت إليه والتي نالت من كرامة وشرف مسؤوليه، وأن يجري تحقيقا موضوعيا في شأن هذا الكلام الذي نشرته جريدة » الشروق » الجزائرية،وعلى الهيئات الحقوقية الوطنية والإفريقية والدولية أن تشجب هذا الكلام اللامسؤول وتتخذ كافة الإجراءات التي ينص عليها القانون في جرائم خطاب الكراهية والعنصرية، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي لأنه يعتبر جريمة ضد الإنسانية.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: التمییز العنصری خطاب الکراهیة

إقرأ أيضاً:

معايير أمريكية مزدوجة تعزز التطرف وتنمي خطابات الكراهية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تلعب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، دورًا كبيرًا في زيادة الاحتقان ضدها، وخاصة فيما يخص القضية الفلسطينية، حيث تكيل الإدارة الأمريكية بمكيالين، وتتعامل بمعاييرها المزدوجة، فهي ترغب في محاكمة قادة عرب وأفارقة وروس أمام محكمة العدل الدولية، لكنها لا تتحمل أن ترى محاكمة الحليف المطلق المتمثل في دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم أن واشنطن تنادي بتعزيز الديمقراطيات حول العالم، فإنها تقف بالفيتو ضد رغبة الغالبية من دول العالم الذين صوتوا لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، كما عارضت اعتراف بعض الدول فعليا بفلسطين، متذرعة بأن الاعتراف سيأتي بعد حل الدولتين، لكنها تماطل مع إسرائيل في منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة والمسلوبة.

وتستغل التنظيمات المسلحة المتطرفة لغة خطابات بايدن التي تكشف دعمه الواسع لإسرائيل، وتغاضيه عن حقوق الشعب الفلسطيني، من أجل التحريض وإشعال لغة عدائية تتسم بالحض على العنف والكراهية ضد المجتمعات التي تعيش فيها، لذا فإن الموقف الأمريكي الواضح في دعم العدوان الإسرائيلي على غزة دفع بكثير من التنظيمات المسلحة في كل من العراق واليمن وسوريا بتنفيذ عمليات هجومية على القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، وذلك على الجانب العسكري.

في العواصم الأوروبية، حذرت المراكز البحثية والمراقبين من زيادة النشاطات الإرهابية والعدائية من قبل جماعات إرهابية تستغل العدوان الإسرائيلي على غزة، وتحرض ضد الدول الأوروبية، كما تحرض ضد اليهود في هذه البلاد، وهو ما يخلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار، مثل ما تفعله مجموعة تسمى "مسلم انتراكتيف"  في ألمانيا، حيث تقوم ببث مقاطع مرئية على "تيك توك" بهدف تعزيز العنصرية وإشعال خطاب الكراهية في ألمانيا. 

وارتكبت إسرائيل مذبحة جديدة في رفح، عندما قامت بإحراق الخيام التي تضم نازحين، ورغم أن أمريكا اعتبرت - على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي-  أن الحادث مفجع ومروع، فإنها في الوقت نفسه رأت أن تنتظر التحقيقات فربما يكون الحريق ناتجا عن تفجير مخزن أسلحة لحركة حماس، وذلك رغبة منها  في إبعاد التهمة عن إسرائيل. 

في الوقت نفسه، أدان مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل حادث حرق الخيام، مؤكدا أنه يدل دلالة قاطعة على أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، وأن هجوم رفح يؤدي إلى عواقب وخيمة وقتل المزيد من المدنيين.

لذا، فإنه وبسبب المعايير الأمريكية المزدوجة، والمواقف الداعمة من قبل جو بايدن لإسرائيل وما ترتكبه من جرائم وحشية وإبادة جماعية في غزة، تنجح الجماعات المتطرفة في توظيف هذه الأحداث لصالحها، وتستغلها في خطابها المتطرف ضد المجتمعات التي تعيش فيها.

مقالات مشابهة

  • الوفود الافريقية: جيتكس إفريقيا المغرب تظاهرة غير مسبوقة على المستوى القاري
  • البنك الإفريقي للتنمية: النمو الاقتصادي في إفريقيا لا يكفي لمواجهة الفقر
  • فاز بجائزة بوليتزر.. مأساة فلسطين من خلال كتاب عن وفاة طفل
  • بنطلحة الدكالي يبرز جذور انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة «إكيدي»
  • القوات المسلحة تحبط تهريب المخدرات محملة على الجمال قرب الحدود الجزائرية
  • «المنفي» يدعو إلى حماية الاستثمارات الليبية في أفريقيا
  • معايير أمريكية مزدوجة تعزز التطرف وتنمي خطابات الكراهية
  • الحرب وتمثيلات خطاب الكراهية
  • «المنفي» يُشارك في اجتماعات بنك وصندوق التنمية الإفريقيين
  • حمدان بن محمد يهنئ ملك المغرب بانطلاق «جيتكس» إفريقيا بالتعاون مع دبي