شهدت السنوات العشر الماضية سعي الدولة المصرية إلى تحقيق نهضة صناعية شاملة، من خلال تعميق التصنيع المحلي، وتوطين التكنولوجيا لتلبية احتياجات السوق المحلية وسد الفجوة بين الصادرات والواردات، وتحقيق الاكتفاء الذاتيَ من تخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الأجنبية من الخارج، خاصة ما يتعلق من المنتجات المحلية، ومن ثب مدخلات الصناعة.

وبحسب بيانات الحكومة فإنه انطلاقا من استراتيجية الدولة الهادفة إلى مضاعفة معدل النمو الصناعي وتعميق الصناعة المحلية، تم إطلاق أول علامة مصرية مسجلة باسم بكل فخر صنع في مصر في أغسطس 2016 وكان الهدف الرئيس منها هو تعزيز الاعتماد على المنتج المحلي.

وضع الإطار التشريعي الملائم لدعم الصناعة في مصر

أطلقت الدولة عام 2018 البرنامج القومي لتعميق التصنيع المحلي بهدف زيادة القيمة المضافة للصناعة المصرية، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في النمو الاقتصادي، وتوفيرُ مكون صناعي محلي كبديل للمكون المستورد، ولتسهيل عمل قطاع الصناعة، عملت الدولة خلال السنوات الماضية، على وضع الإطار التشريعي الملائم لدعم الصناعة في مصر، من خلال مجموعة من القوانين والتشريعات الداعمة للقطاع.

تدشين الخريطة الاستثمارية الصناعية

وفي إطار حرص الدولة المصرية على تطوير القطاع الصناعي فقد تم تدشين الخريطة الاستثمارية الصناعية من أجل النهوض بالصناعة لتصبح مصر من الدول الرائدة صناعيا في الشرق الأوسط وإفريقيا، وتضمنت الخريطة الاستثمارية الصناعية 1825 فرصة استثمارية حقيقية حتى 2023 بالإضافة إلى وجود العديد من الفرص الواعدة، ويتمثل أبرزها في 4 قطاعات صناعية، هي الصناعات الهندسية والإلكترونية بواقع 160 فرصة والصناعات الغذائية 142 فرصة والنسيجية 109 فرص والمنتجعات والقرى السياحية 112 فرصة.

امتلاك مصر قاعدة صناعية كبيرة ومتنوعة 

وإدراكا من الدولة أهمية امتلاك مصر قاعدة صناعية كبيرة ومتنوعة قادرة على المساهمة في خفض عجز الميزان التجاري وتوفير العملات الأجنبية، والكثير من الواردات، تتم إطلاق العديد من المشروعات التنموية في مجال الصناعة لتأمين احتياجات الدولة من الصناعات الاستراتيجية ودعم مجالات التنمية على أرض مصر، تمثلت أبرز هذه المشروعات الصناعية في افتتاح المرحلة الأولى من مصانع بركة غليون للاستزراع السمكي في نوفمبر 2017 والمنطقة الصناعية بمدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، ويستهدف المشروع توفير 10 آلاف فرصة عمل، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع نحو18.5 مليون جنيه، وقد تم الانتهاء منه عام 2022.

إنشاء المجمعات الصناعية

وفي إطار خطة الدولة لتعزيز التنمية الصناعية من خلال إنشاء المجمعات الصناعية تم إنشاء مجمع الأسمنت والرخام والجرانيت ببني سويف، ومجمع شركة النصر للكيماويات الوسيطة، علاوة على ذلك، تم إطالة المشروع القومي للمجمعات الصناعية المتخصصة للصناعات الصغيرة والمتوسطة، ويأتي المشروع في إطار استراتيجية متكاملة للدولة؛ وذلك بإنشاء مجمعات صناعية على مستوى الجمهورية لإيجاد نوع من التكامل الصناعي بين المصانع الكبيرة من ناحية والصغيرة من ناحية أخرى، ويهدف المشروع إلى إنشاء 22  مجمعا صناعيا متخصصً ا في 14 محافظة.

استمرار الجهود الداعمة لقطاع الصناعة

وفى إطار حرص الدولة على استمرار الجهود الداعمة لقطاع الصناعة، تم إطلاق مشروع مجمع الورش الحرفية، ويهدف المشروع إلى نقل جميع الورش الحرفية من داخل مدينة الإسماعلية إلى الموقع الجديدمدينة المستقبل« من أجل الحفاظ على البيئة والحد من التلوث والمظهر الحضاري والجمالي للمحافظة.وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 95 مليون جنيه، وتم الانتهاء منه عام 2020.

بناء عدد من المناطق والمدن الصناعية

واستكمالا  لتلك الجهود، واتساقا مع سياسة الدولة للتعميق الصناعي، اتجهت وزارة التجارة والصناعة لبناء عدد من المناطق والمدن الصناعية، أبرزها منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ببورسعيد، والمنطقة الصناعية الصينية تيدا، ومدينة الجلود بالروبيكي، ومدينة الأثاث بدمياط.

التوسع في منح تراخيص المصانع الجديدة

وفي إطار خطة الدولة للتوسع ومنح تراخيص المصانع الجديدة، فقد تم منح تراخيص تشغيل لحوالي85.8 ألف منشأة وموافقات إنشاء مشروعات صناعية جديدة وتوسعات لنحو 17 ألف منشأة بتكلفة استثمارية 44 مليار جنيه، وتتيح 140 ألف فرصة عمل مباشرة، وقد شملت الموافقات جميع محافظات الجمهورية، وذلك في عدد من الأنشطة ومنها الصناعات الهندسية، والإلكترونية، والكهربائية، والغذائية والمشروبات، ومواد البناء، والخزف، والصيني، والحراريات، والغزل والنسيج، والملابس، والجلود، والصناعات التحويلية، والكيماويات.

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصناعة الصناعة المصرية دعم الصناعة المصانع الكهرباء البناء فی إطار

إقرأ أيضاً:

مواهب إماراتية في قلب مشهد التوظيف بقطاع الصناعة

رشا طبيلة (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الرئيس التنفيذي لشركة فيرتيغلوب لـ «الاتحاد»: زيادة إنتاج الأمونيا منخفضة الكربون بأبوظبي إلى 7.6 مليون طن سنوياً الإمارات تشارك في القمة العالمية للهيدروجين 2025

مواهب وكفاءات إماراتية طموحة، تنقلت بين أروقة «معرض مصنِّعين للتوظيف» الذي انعقد ضمن فعاليات الدورة الرابعة من منصة «اصنع في الإمارات»، متطلعة لفرص وظيفية ذهبية لها في واحدة من أبرز الفعاليات الوطنية الداعمة للتوطين، بتنظيم مشترك بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ووزارة الموارد البشرية والتوطين وبرنامج «نافس»، حيث تحول المعرض إلى مساحة حيوية تفتح أبواب الحوار بين الباحثين عن عمل وممثلي شركات القطاع الخاص.
وخلال هذا المعرض، تقاطعت السير الذاتية مع فرص فعلية، والمقابلات السريعة التي قد تقود إلى توقيع عقود وظيفية في لحظتها، عشرات الشباب والشابات حضروا من مختلف إمارات الدولة، يحملون أحلامهم وتخصصاتهم، راغبين في اقتناص فرص تنسجم مع طموحاتهم.
أصحاب الهمم
في أحد أروقة المعرض، جلس الشاب عبد الله عبيد من أصحاب الهمم متأملاً الجهات المشاركة، راسماً بمخيلته حلم الحصول على وظيفة ويقول: زرت معارض توظيف عدة وآمل أن يكون لهذا المعرض نصيب مختلف، وأن أجد من خلاله فرصة لوظيفة مكتبية تناسب قدراتي، أو في مجال خدمة المتعاملين.
ويضيف أنه تقدم لعدة جهات حكومية وبنوك محلية مشاركة مشيراً إلى أن تنوع الشركات المشاركة وحضور مؤسسات كبرى يشكل دافعاً قوياً ومحفزاً لكل باحث عن عمل.
القوة الناعمة
وفي ركنٍ آخر، جلست مجموعة من الفتيات يتحدثن مع بعضهن البعض حول الوظائف التي يسعين للتقدم إليها، ومن بينهن سارة الخاطري، المتخصصة في الأمن والأنظمة الجنائية، والتي تقول: تخصصي في الأمن المعلوماتي يمنحني ميزة تنافسية، كونه من أكثر التخصصات طلبًا في مختلف المؤسسات.
وتضيف عن مشاركتها في المعرض: أحرص على حضور مثل هذه الفعاليات، لأنها تتيح لي فرصة اللقاء المباشر مع مسؤولي التوظيف، والتعرف على متطلبات الشركات على وجه أوضح، كما أن بعض الجهات أجرت مقابلات فورية، وهو أمر مشجع ويعزز الأمل بالحصول على فرصة قريبة.
وتؤكد: لا يُمثل المعرض مجرد حدث وظيفي، بل مساحة عملية لترجمة طموحي إلى فرصة واقعية.
وأما عايشة السعدي التي تعمل حالياً في إحدى الجهات الخاصة في مجال خدمة المتعاملين، لكنها تطمح للمزيد، وشاركت السعدي في «المصنِّعين» بحثاً عن فرص جديدة تعكس خبرتها وتفتح لها آفاقاً أوسع في القطاعين الحكومي والخاص.
وتقول عايشة: المعرض يمنحنا نحن المواطنين فرصة حقيقية للتعرف على جهات جديدة في سوق العمل، ويفتح لنا المجال للتقديم المباشر والتواصل مع مسؤولي التوظيف.
 وتشير إلى أن الدعم المقدم من برنامج (نافس) ووزارة الموارد البشرية والتوطين يشكل حافزاً إضافياً، يعزز من فرص المواطنين في الوصول إلى وظائف مناسبة تحقق طموحاتهم المهنية.
وما بين الطموح الشخصي والدعم المؤسسي، تتقاطع تجربة عايشة مع العديد من الشباب المشاركين، الذين وجدوا في المعرض مساحة واقعية لتسريع خطواتهم نحو التوظيف، بعيدًا عن انتظار الردود الإلكترونية أو فرص التقديم التقليدية.
وعلى غرار العديد من الخريجات الساعيات للانطلاق في مسارات مهنية مستقرة، تبرز تجربة وضحة العلي، خريجة تخصص الاتصال الاستراتيجي المتكامل من جامعة زايد، التي اختارت دخول سوق العمل مبكراً خلال دراستها الجامعية لاكتساب خبرة عملية تُمهد لها طريقاً أكثر إبهاراً بعد التخرج.
تقول وضحة: أفضِّل العمل في القطاع الحكومي، لكني لا أستبعد التقديم لشركات خاصة إذا كانت الفرصة مناسبة وتدعم تطوري المهني.
مرحلة جديدة
ويقف عبد الرحمن الزعابي، خريج هندسة صناعية من جامعة خليفة، اليوم على أعتاب مرحلة جديدة بعد إنهائه للخدمة الوطنية يحمل بين يديه شهادة، وخبرة وانضباط، وطموح يتَّجه نحو مؤسسات وطنية رائدة مثل أدنوك، وجهاز أبوظبي للاستثمار، ومبادلة، وغيرها. 
ويرى عبد الرحمن في «معرض مصنعين للتوظيف» فرصة عملية تسهِّل عليه طريق البحث عن عمل، خصوصاً من خلال التفاعل المباشر مع ممثلي الشركات ويقول، «الاحتكاك مع أصحاب العمل هنا يختصر الكثير من الوقت، بعكس التقديم الإلكتروني الذي قد يستغرق شهوراً للرد.
ويؤكد الزعابي «مثل هذه المعارض تُعيد الأمل وتمنح الباحثين عن عمل شعوراً حقيقياً باقتراب الفرصة».
ومن بين الزوار الذين جذبهم المعرض بطابعه الوطني وتنوُّع فرصه، كان سالم الجابري، مهندس كهرباء والذي قرر أن يخوض هذه التجربة للمرة الأولى ويقول: أطمح لتطوير مساري المهني، وهذه مشاركتي الأولى في المعرض، وأرغب في التقدم لفرص جديدة.
وحضور سالم يعكس رأي شريحة من الموظفين المواطنين الذين لا يكتفون بما حققوه، بل يسعون إلى آفاق أوسع ومجالات تفتح أمامهم مسارات مهنية جديدة في قطاعي الصناعة والطاقة.

مقالات مشابهة

  • «الأسبوع» ترصد الخطط الزراعية-الصناعية.. و«الغنّام»: تحرير للإرادة الوطنية
  • برلماني: مصر تمتلك أدوات قوية لمواجهة التحديات الإقليمية
  • «الرئيس السيسي»: الجهد الكبير المبذول خلال الـ 10 سنوات الماضية يحقق فرصة حقيقية للمستثمر ين
  • المصريين: توجيهات الرئيس السيسي بإنشاء منطقة صناعية أمريكية يُعزز توطين الصناعة
  • الصادق: بناء دولة حقيقية تمتلك حصرية السلاح بات قريبًا
  • مواهب إماراتية في قلب مشهد التوظيف بقطاع الصناعة
  • محافظ جنوب سيناء: مشروع إنشاء محطة إنتاج الهيدروجين الأخضر يوفر 10 آلاف فرصة عمل
  • بينها الشرقية.. 64 فرصة استثمارية زراعية واعدة في 8 مناطق
  • «البيئة»: 64 فرصة استثمارية زراعية واعدة في 8 مناطق
  • كامل الوزير: 28 صناعة واعدة تتمتع بالأولوية ضمن الاستراتيجية الوطنية