الطريق الثالث اعتذار أم مغادرة الملعب
تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT
أعلنت تحالف " صمود" أنهم بصدد تطوير رؤى لوقف الحرب، عن إبتدار طريق ثالث لكي يضع حدا لمعاناة الشعب السوداني و ينهي الحروب .. أن استلاف المصطلحات دون أن تكون هناك أفكارا جديدة فرضتها الأحداث لكي تحدث تغييرافي الواقع غير مفيدة.. إذا كانت هناك أفكار جديدة هل التحالف قادر أن يسوقها بهدف أن يتبناها الشعب؟ أم فقط التحالف يريد أن يغير الأجندة التي يعتقد أنها أصبحت غير ملاءمة للمرحلة الجديدة.
بدأ مصطلح الطريق الثالث يظهر في السياسية الدولية بعد حرب الخليج الأولي و أيضا بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي في فترة الرئيس الأمريكي رقم 42 من الحزب الديمقراطي بيل كلينتون، و في بريطانيا أنتوني بلير من حزب العمال و هؤلاء بشروا بالطريق الثالث لإنهاء الحروب و النزاعات في العالم، و محاولة بناء طريق يخفف من غلو الليبرالية الجديدة التي ظهرت مع مارقريت تاتشر و ريغان.. و إيضا برز الطريق الثالث كمفهوم جديد عند الاشتراكيين للتخلص من النصوص الجامدة و التصالح مع الديمقراطية.. فالطريق الثالث ليس أختيار عشوائي للمصطلحات، و لكنه ذو حمولات فكرية جديدة تنقد سياسات المتشددين..
بعد خروج حزب الأمة من تحالفات المعارضة، خاطب الصادق المهدي ندوة كان قد أقامها حزبه في ميدان الخليفة.. بشر عضوية حزبه بالطريق الثالث، و هو طريق يختلف عن طريق النظام الحاكم " الإنقاذ" الذي بدأ يقود حوارات بهدف تمكين جديد، و المعارضة التي لم تحدد مشروعها السياسي.. لذلك بشر الصادق المهدي بالطريق الثالث.. حيث قال هو يعتمد على تعبئة الجماهير للقيام بتغيير ناعم يعتمد على رفع مذكرات ممهورة بالتوقيعات، إلي جانب الاعتصام في الميادين و الحوار.. أن الصادق أراد أن يقول أنه يمثل الضلع الثالث في المثلث " السلطة الحاكمة – تحالفات المعارضة – الصادق المهدي" فشل طريق الصادق الثالث لآن الصادق لم يقدم أفكارا جديدة تدعم هذا المصطلح..
أيضا بعد إندلاع الحرب في 15 إبريل 2023م و الخلافات التي حدثت داخل حزب الأمة بسبب قيام تحالف " تقدم" ثم تطورت الخلافات في حزب الأمة.. كتبت رباح عن فكرتها للطريق الثالث تقول فيها ( للذين يحلمون بديمقراطية على يدي الدعم السريع، أو أنه يمكن الصمت على تجاوزاته مرحليا و من ثم زحزحته بعد الصعود على كتفيه، عليكم أن تراجعوا أنفسكم و كما قال السيد المسيح: كا ما ارتفع بالسيف فبالسيف ينزل) و تضيف قائلة ( على هذا الشعب النبيل أن يحفر طريقا ثالثا فلا المرفعين و لا السعلاة سيعبدان طريقنا للأمام، علينا فقط التفكير في كيفية وقف حربهما اللعينة و لأجل ذلك علينا مخاطبتهما معا بالمصلحة الوطنية، و الضغط الشعبي الدبلوماسي ، بدون عمل تحالفات مع هذا أو ذاك) كتبت ناقدا مقولة رباح في مقال بعنوان "الطريق الثالث فكرة حل أم هروب" نشر يوم 21 يناير 2024 م قلت في ذاك المقال ( أن الأستاذة رباح الصادق لم تقدم أي تفاصيل عن “الطريق الثالث” بل جعلت المهمة يقوم بها الشعب، مع تأكيدها أن هذا الطريق الثالث لا الجيش يستطيع حفره و لا الميليشيا. أن فكرة “الطريق الثالث” تحتاج لعصف ذهني أن يبدأ بنقد الطريقين السابقين، و معرفة الأسباب التي أدت لفشلهما، و بالنقد يتم تفكيك البنية الفكرية و الثقافية للمشروعين، و أيضا نقد الأدوات التي كانت مشاركة في الفشل، و هل لا تصلح أن تشارك مرة أخرى بذات مناهجها القديمة) أن المصطلحات عندما تخرج في الساحة الدولية ليس هي في مقام الشعارات لكي يرددها الناس دون فهم أو وعي بحمولاتها. و لكنها أفكار تهدف إلي نقد أفكار قائمة فشلت في انجاز مطلوبات جديدة، أو أن تستوعب سياسات جديدة تهدف إلي إزالة تعقيدات أو تدعم مصالح للذين جاءوا بالمصطلح..
فالسؤال ما هو الجديد الذي يريد تحالف " صمود" أن يقدمه لكي يتجاوز مواقفه السابقة. و إعلان طريق ثالث هو أعتراف مؤكد قبل الإعلان كان هناك طريقان " طريق الوطن يقف في صفه الجيش و أغلبية الشعب السوداني و الطريق الأخر ذو أجندة خارجية تعتبر الميليشيا أداة تنفيذه و معها جوقة من السياسيين و الإعلاميين و الكتاب و غيرهم) أين كان يقف تحالف " صمود" من قبل أن يفترع له طريقا ثالثا؟ و ما هي الآسباب التي أدت لتغيير الموقف السابق إلي موقف جديد " الطريق الثالث"؟ و ما هي الأجندة الجديدة التي يريد أن يتبناها التحالف و هي غير موجودة في الطريقين اللذين أصبحا غير مقنعين؟ أن أحترام عقول الناس و الشعب تحتم على قيادة التحالف أن تجاوب على الأسئلة اعلاه..
أن الحرب الدائرة الآن في السودان أسبابها سياسية، و كان صراعا على السلطة، و دخلت فيها أجندة أجنبية بثقل، فهي ليست خلافات رؤى يمكن الحوار حولها، أنما خلافات مصالح و أجندة خارجية.. القضية الأخرى لماذا توقيت فكرة الطريق الثالث جاءت بعد انتقال الحرب إلي ولايات كردفان و دارفور؟ و أيضا تعيين رئيس للوزراء و لم تكن قبل ذلك؟ أن تطورات الحرب و زحف الجيوش إلي ولايات كردفان و دارفور لتحريرها من الميليشيا و المرتزقة و الجوقة الداعمة لهم لا تسمح بأن يظهر طريق ثالث ألان.. و سيظل الشارع يعترف أن هناك طريقين فقط " طريق الوطن و طريق الأجندة الخارجية" و جاءت الاتهامات الأمريكية و بفرض عقوبات على السودان يؤكد أن الأجندة الخارجية ماتزال تتحرك و تحرك معها كل الذين يدورون في فلكها.. مادامت أمريكا تتهم الجيش و تفرض عقوبات على السودان بسبب الاتهامات.. تكون أمريكا قد أقرت بشرعية السلطة في السودان.. في الوقت نفسه تحالف " صمود" لا يعترف بذلك يقف ضد الجيش و الذين يقفوا معه..إذا لماذا طريق ثالث؟ و هو طريق لن يقنع أحدا لكي ينتمي إليه مادام الوطن يتعرض لمهددات خارجية..
ربما تكون هي فكرة السيد عمر الدقير الذي مايزال مقتنعا أن هناك كتلة صامته، مايزال يراهن عليها، و يعتقد أن هذه الكتلة الصامته سوف تغير المعادلة السياسية التي خلقت الحرب..أن انتصارات الجيش سوف تزيد الناس حماسا بالوقوف إلي جانبه حتى القضاء على الميليشيا.. و بالتالي محاولة تجديد المصطلحات دون اتباعها بأفكار لن تحدث تغييرا في مواقف الناس.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الطریق الثالث طریق ثالث
إقرأ أيضاً:
مظاهرات أمام منزل هرتسوج.. الشعب يريد إنهاء الحرب علي غزة وإعادة الأسرى
تصاعدت حدة الاحتجاجات في الداخل الإسرائيلي مع دخول الحرب على غزة شهرها العشرين، حيث أفادت وسائل إعلام عبرية باندلاع مظاهرات حاشدة صباح اليوم أمام منزل الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج، وكذلك أمام منزل رئيس لجنة الأمن في الكنيست، للمطالبة بعقد صفقة تبادل أسرى تنهي مأساة المختطفين في غزة وتوقف الحرب.
ورفعت خلال المظاهرات لافتات تحمل شعارات من أبرزها: "الشعب يريد عودة الأسرى" و"كفى للحرب.. كفى للتجاهل"، وسط حضور واسع لعائلات الأسرى الذين أكدوا أن الحكومة لم تعد تعبر عن إرادة الشارع الإسرائيلي.
في بيان شديد اللهجة، اتهمت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمحاولة تعيين رئيس جديد لجهاز الشاباك "يرفض مبدأ صفقات التبادل"، في خطوة وصفتها الهيئة بأنها "استهتار بمعاناة العائلات ومحاولة للهروب من المسؤولية السياسية".
وجاء في البيان:
“هناك صفقة تبادل حقيقية على الطاولة، ويمكن تنفيذها فورًا. حان الوقت لتتوقف الحكومة عن المراوغة، وتنفذ إرادة الشعب بإعادة جميع المختطفين وإنهاء الحرب.”
وتأتي هذه المظاهرات في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو انتقادات متزايدة من داخل المؤسسة الأمنية ومن شخصيات بارزة في المعارضة، تتهمه باستخدام ملف الأسرى كورقة سياسية لكسب الوقت والبقاء في السلطة، في ظل التدهور الأمني والتكلفة الإنسانية والعسكرية المتصاعدة للحرب.
تؤكد مصادر متعددة، من بينها جهات دولية مشاركة في الوساطة، أن هناك صفقة تبادل شبه مكتملة تشمل إعادة الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، غير أن حكومة نتنياهو تتباطأ في الرد، وسط حديث عن خلافات داخلية واعتبارات سياسية.
بينما تتسارع المفاوضات خلف الكواليس، يبدو أن الشارع الإسرائيلي قد فقد صبره، وتحولت مناشدات العائلات إلى حركة احتجاجية صاخبة تطالب ليس فقط بعودة الأسرى، بل بإعادة النظر في المسار السياسي والعسكري بأكمله.