لجريدة عمان:
2025-10-14@01:47:00 GMT

الذكاء الاصطناعي في مواجهة التوحد

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

عندما أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك صاحب شركة «نيورلينك» المتخصصة في إنتاج الشرائح الإلكترونية شهر يوليو الفائت أن شركته ستقوم قريبًا بزراعة أول شريحة في دماغ بشري قادرة على شفاء أي تلف يصيب الدماغ ويتسبب في حدوث العمى أو الشلل، تجدد لديّ الأمل في أن تكون هذه الخطوة بداية لعلاج اعتلالات خطيرة وغامضة تُصيب الإنسان ولمّا يُعثر لها بعدُ عن علاج ومن بينها «اضطراب التوحد».

ولعل حصول الشركة على موافقة إدارة الأغذية والدواء الأمريكية وإعراب «ماسك» نفسه عن تطلعه لأن تساعد هذه التقنية في علاج أمراض أخرى كالاكتئاب والسُمنة، ضاعف من نسبة الأمل لدى كثير من أُسر المُشخصين باضطرابات ومتلازمات مختلفة أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من تخفيف معاناتهم ومعاناة أبنائهم.

دفعني إعلان «ماسك» مباشرة للبحث في جانب آخر أُعول عليه كثيرًا لإحداث اختراق في عالم التوحد وهو «الذكاء الاصطناعي» خاصة بعد الثورة التي أحدثها في مجالات حياتية عِدة.

قادني هذا البحث لمعرفة أن دور الذكاء الاصطناعي يقتصر في الوقت الحالي على اختصار سنوات طويلة من المراقبة والتقييم للوصول إلى التشخيص الدقيق، إذ لا يتجاوز وقت إنجازه لهذه المهمة الساعات أو حتى الدقائق وهو عمل مهم جدًا كونه يُسهم في التدخل وتقديم الخطط المناسبة في وقت مبكر ومن أهمها خطط التدريب والتأهيل بمختلف أدواتها.

ويأمل الباحثون أن يتمكن الذكاء الاصطناعي قريبًا من مساعدة هذه الفئة، ليس فقط عبر التشخيص المُبكر إنما بمعرفة أسبابه والتوصل إلى طرق حاسمة لعلاجه خاصة أن ذلك بدأ فعليًا باستخدام أساليب مبتكرة يقف على رأسها «العلاج الفردي» الذي يعتمد على تطوير خطط تُحللُ تاريخ المصابين الطبي وبياناتهم الجينية وبيانات السلوك وأسلوب توظيف «النمذجة التنبؤية» بنتائج خيارات العلاج المختلفة للأطفال ومن خلال «تحليل السلوك» واعتماد طريقة «المساعدون الافتراضيون» الذي يركز على دعم الأطفال المصابين بالتوحد وعائلاتهم بهدف تحسين مهاراتهم الاجتماعية.

لقد بدأ تأثير الذكاء الاصطناعي الذي يجزم الكثيرون أنه «سيُغير وجه العالم» في سنوات قليلة قادمة يظهر بوضوح في العديد من مناحي الحياة خاصة مجالات التعليم وتحليل النُظم والبرمجة وهندسة الحاسوب والتجارة الإلكترونية وهذا الأمر يجعل حُلم العثور على مخرج لعلاج اضطراب التوحد المُحير مشروعًا.

وأنا أبحث في موضوع مستقبل الذكاء الاصطناعي قرأت بموقع «بي بي سي» عربي خبرا أورده مراسل الشؤون العلمية والطبية « جيمس غالغر» يقول: إن العلماء تمكنوا بمساعدة الذكاء الاصطناعي من اكتشاف مضاد حيوي تجريبي قوي يمكنه قتل أنواع مميتة من البكتيريا الخارقة أطلقوا عليه «أباوسين abaucin».

وجاء في تفاصيل الخبر أن الباحثين ومن أجل التوصل إلى هذا المضاد لجأوا إلى تدريب الذكاء الاصطناعي مستعينين بآلاف الأدوية المعروفة بدقة تركيبها الكيميائي واختبروها يدويًا على بكتيريا « Acinetobacter baumannii» لمعرفة أي نوع يمكنه إبطاء أو قتل هذه البكتيريا.

وقد أظهرت النتائج التي نشرتها دورية «نيتشر كميكال بيولوجي» أن الذكاء الاصطناعي استغرق وقتًا قدره ساعة ونصف فقط لتحديد قائمة مختصرة من المضادات الحيوية بعد اختبار 240 نوعًا في المختبر وتوصل إلى تسعة مضادات محتملة من بينها «أباوسين abaucin»

وبيّن العلماء أنه لم يكن لهذا المضاد الحيوي التجريبي أي تأثير على الأنواع الأخرى من البكتيريا إنما تقتصر فاعليته فقط على بكتيريا «A. baumannii» وأعربوا عن اعتقادهم بأن ذلك سيجعل من الصعب ظهور مقاومة بكتيرية للأدوية مع تراجع الآثار الجانبية وهذا بدوره يعطي أملًا قويًا في التوصل إلى علاجات طال انتظارها لكثير من الأمراض المستعصية والمتلازمات والاضطرابات كاضطراب طيف التوحد.

آخر نقطة..

«إن الكلمات لا يمكنها أبدًا أن تخفف عما في قلب الإنسان وتريحه، الصمت وحده قادر على فعل ذلك».

نيكوس كازانتزاكيس

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

تعاون بين «إنسبشن» و«بين آند كومباني» لتسريع تبنّي حلول الذكاء الاصطناعي المؤسسي


دبي (الاتحاد)
أعلنت شركة «إنسبشن»، إحدى شركات مجموعة «جي42» والمتخصصة في ابتكار المنتجات والحلول المؤسسية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، عن تعاونٍ استراتيجيٍ جديد مع شركة «بين آند كومباني» العالمية، لتسريع وتيرة تبنّي الحلول المؤسسية المعزَّزة بالذكاء الاصطناعي، عبر قطاع الخدمات المالية حول العالم.
ويجمع هذا التعاون بين خبرات «إنسبشن» في تطوير الحلول المؤسسية المدعومة بالتقنيات الذكية، وخبرة «بين آند كومباني» العالمية في التحوّل المؤسسي وتبنّي الابتكارات الحديثة بفاعلية وأمان، بهدف تمكين المؤسسات من تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الحلول الذكية وتطبيقها على نطاقٍ واسع، بما يرفع من كفاءتها التشغيلية ويدعم قراراتها الاستراتيجية. وستكون منصة (In)Alpha، وهي منصة ذكاءٍ اصطناعيٍّ متقدمة، مصمَّمة لتعزيز كفاءة المستثمرين ودقّة قراراتهم، أولى ثمار هذا التعاون، حيث ستركّز المرحلة الأولى على تطوير عمليات الاستثمار، تمهيداً لتوسيع نطاق استخدامها في مجالاتٍ مؤسسيةٍ أخرى مستقبلاً.
وبموجب الاتفاقية، ستعمل الشركتان معاً على دمج خبراتهما وقدراتهما لتقديم حلول ذكية آمنة وموثوقة، قابلةٍ للتطبيق في البيئات المؤسسية، تُساعد فرق الاستثمار على اتخاذ قراراتٍ مستنيرةٍ قائمة على تحليلاتٍ دقيقةٍ للأسواق واستشراف اتجاهاتها، إلى جانب تسريع إنجاز المهام وتقليل الجهد اليدوي، مع الالتزام بمعايير الخصوصية وحوكمة البيانات.
وتُعد منصة (In)Alpha مثالاً عملياً على هذا التعاون، إذ ستُطرح مع مجموعةٍ من حلول الذكاء الاصطناعي الأخرى خلال الفترة المقبلة.
وجاء الإعلان عن الشراكة خلال مشاركة «إنسبشن» في معرض «جيتكس جلوبال 2025»، حيث تستعرض قدرات (In)Alpha إلى جانب أحدث ابتكاراتها في الذكاء الاصطناعي في جناح مجموعة «جي42»، تحت شعار «الذكاء الأصيل.. الأثر الحقيقي».
وقال أشيش كوشي، الرئيس التنفيذي في «إنسبشن»: «تعكس شراكتنا مع «بين آند كومباني» مكانة دولة الإمارات كمركزٍ عالميٍ للابتكار في مجال التقنيات الذكية ذات الأثر العالمي، ومن خلال الجمع بين خبرة «بين آند كومباني» الواسعة في قطاع الاستثمار، وقدرات «إنسبشن» المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، نعمل على توحيد نقاط القوة لدى الطرفين لإحداث نقلةٍ نوعيةٍ في طرق بحث المستثمرين عن الفرص الاستثمارية وتقييمها وإدارتها.
وأضاف: «تمثّل هذه الشراكة دليلاً عملياً على القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي، وقدرته على إعادة صياغة عملية صنع القرار على نطاقٍ واسع».
من جانبه، قال تشاك ويتن، الشريك الأول والرئيس العالمي للقدرات الرقمية في «بين آند كومباني»: تجمع منصة (In)Alpha بين خبرتنا العميقة في القطاع الاستثماري، والابتكار الذي طوّرته «إنسبشن» في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تستهدف المنصة تعزيز دور الخبرة البشرية لا استبدالها، إلى جانب تسريع عملية اتخاذ القرار عبر مختلف مراحل دورة الاستثمار، ومن خلال هذا التعاون، نُمكّن المستثمرين من التحرك بسرعةٍ أكبر، واتخاذ قراراتٍ واثقة، ورفع جودة الأداء الاستثماري على نحوٍ ملموس.
فيما قال الدكتور فلوريان مولر، رئيس قسم حلول الذكاء الاصطناعي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة «بين آند كومباني»: يُطلق هذا التعاون مرحلةً جديدةً في تطوّر الذكاء الاصطناعي بالمنطقة، تقوم على الجمع بين الابتكار المحلي والتأثير العالمي، والتبنّي المسؤول للتقنيات الحديثة، من خلال توحيد الخبرة العالمية لـ «بين آند كومباني» والريادة الإماراتية لـ «إنسبشن»، كما يعكس هذا التحالف التزامنا بمساعدة المؤسسات على تطوير استخدام البيانات والحلول الرقمية بشكل آمن وقابل للتوسّع.

 

أخبار ذات صلة «إيدج» تكشف عن منصة «إيكو» المؤتمتة بالكامل لاكتشاف الاختراقات «دبي للخدمات المالية» تُطلق منصة «DFSA Connect» لتقديم خدمات رقمية جديدة

مقالات مشابهة

  • مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي تستهلك الأرض
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • مقدمة لعصر جديد من القتال.. كيف استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في الحرب الأخيرة على غزة؟
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟
  • تعاون بين «إنسبشن» و«بين آند كومباني» لتسريع تبنّي حلول الذكاء الاصطناعي المؤسسي
  • 7 فرص لغرف الأخبار في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ما الذي يريده الجمهور؟
  • الاقتصاد العالمي في مواجهة الرسوم الجمركية وفقاعة الذكاء الاصطناعي والديون
  • الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟
  • جوجل تعيد ابتكار البحث بالصور عبر الذكاء الاصطناعي
  • هل اقتربنا من سيناريوهات انفجار الذكاء الاصطناعي؟