اختتام الحملة الموسعة الثالثة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء بالظاهرة
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
عبري- الرؤية
أكد المهندس سالم بن علي العمراني مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة أن فكرة تنفيذ الحملات الموسعة لمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء، جاءت بتوجيه من معالي الدكتور وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بهدف الحفاظ على ثروة النخيل نظرًا لأهميتها الاجتماعية والاقتصادية، والتفاعل والمشاركة سواء من المؤسسات والأفراد والمجتمع بشكل عام لمواجهة حشرة سوسة النخيل الحمراء ومراقبتها للحد من انتشارها وتدعيم العمل المشترك لمعالجة النخيل المتضررة منها وبث رسائل لإعلام المجتمع بفداحة أضرارها والتعريف بالتدابير المشرعة بقصد مكافحتها.
واختُتِمَتْ بمحافظة الظاهرة أعمال الحملة الموسعة الثالثة لمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء.
وعمّا إذا كانت الوزارة مستعدة لتنظيم حملة موسعة رابعة، قال العمراني إنَّ العمل مستمر في مكافحة هذه الآفة وغيرها من الآفات التي تصيب نخيل التمر ومتى ما كان هناك احتياج لعمل وجهد أكبر للمكافحة سيتم تنظيم مثل هذه الحملات والبرامج.
وقدّم العمراني شكره لكل من ساهم في نجاح هذه الحملة من مؤسسات وأفراد والشكر الخاص للفرق الشبابية والتطوعية الذي كان لهم الدور الأكبر من خلال تواجدهم في الحقول والمزارع مع المختصين بالمديرية، كما شكر أيضًا الأهالي وأصحاب المزارع على تآزرهم لنجاح سير الحملة.
وقال العمراني إن الحملة حظيت باهتمام ومتابعة مستمرة وزيارات من قبل سعادة الدكتور وكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للزراعة، الأمر الذي ساعد على تحقيق أهداف الحملة وتذليل كل التحديات والصعاب التي واجهتها الحملة.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان هناك مؤشر على انخفاض أعداد النخيل المصابة بالحشرة في المحافظة، أجاب العمراني بالقول: "نعم.. هناك انخفاض وفقاً للمؤشرات والنتائج المحققة حيث في الحملة الثالثة تم تسجيل 2052 إصابة بالحشرة وعلاج 1539 نخلة، وإزالة 513 نخلة في 100 قرية مقارنة بالحملة الثانية في مارس 2023 التي سجلت4372 إصابة وعلاج3661 نخلة، وإزالة761 نخلة في 66 قرية. مؤكداً أهمية هذه الأرقام في تحديد الوضع الحالي للحشرة في القرى وأنها تساعد على العمل والتخطيط لعمليات المكافحة للفترة المقبلة".
ودعا العمراني المجتمع إلى التوسع في المشاركة في مكافحة هذه السوسة من أجل الدفاع عن النخيل وصونها وتنميتها بهدف زيادة إنتاجيتها من التمور حيث تعتبر التمور المنتج الزراعي الأول في سلطنة عمان ويقدر إنتاجها بـ 377 ألف طن في عام 2022 وعلى مستوى ولايات محافظة الظاهرة يقدر الإنتاج بـ 46204 ألف طن.
وعن الأعمال التي ستتم بعد الحملة، أوضح العمراني أن هناك أعمالًا يتم تنفيذها بعد كل حملة ومنها المتابعة الفنية للحقول في القرى المستهدفة واتخاذ ما يلزم عمله من مكافحة مثل الرش الموضعي والانتقائي للنخيل لضمان عدم رجوع الحشرة للحقل، مبيناً أن هناك متابعة دورية للتصدي لآفة السوسة الحمراء في النخيل بمختلف قرى المحافظة وتنظيم معسكرات مكافحة مستمرة، وذلك في إطار خطة المديرية للارتقاء بقطاع نخيل التمور ومساعدة المزارعين في عمليات مكافحة الحشرات.
يُشار إلى أنَّ الحملة الموسعة الثالثة لمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء بمحافظة الظاهرة خلال الفترة من 17 إلى 28 سبتمبر 2023 استهدفت 100 قرية على مساحة حوالي 8000 فدان وشارك فيها 300 مشارك وصاحب خلال فترة الحملة تنفيذ عدد من المبادرات والبرامج التوعوية لمختلف فئات المجتمع عن خطورة الحشرة. كما تم توقيع مذكرة تعاون بين المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة ووقف الدريز الخيري بهدف التعاون المشترك لمكافحة الحشرة في قرى محافظة الظاهرة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: بمحافظة الظاهرة وموارد المیاه
إقرأ أيضاً:
في حضرة المكان والزمان… كنت هناك في الديوان الملكي العامر
صراحة نيوز- د. محمد العزة
لم يمضِ شهر او اقل على طلب زيارة الديوان الملكي الهاشمي العامر، كأيّ مواطن أردني من أبناء هذا الوطن العظيم.
تقدّمتُ دون رتبة أو منصب أو صفة رسمية، إلا أنّ لساني كان يلهج بما قاله أبو الطيب المتنبي:
“لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ
فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ
وَاِجزِ الأَميرَ الَّذي نُعماهُ فاجِئَةٌ
بِغَيرِ قَولِ وَنُعمى الناسِ أَقوالُ”
وما هي إلا أيام حتى تلقيت اتصالًا على هاتفي يحمل اسم الديوان الملكي، صوت مهذب ، بكل مودة ، يعرّف بنفسه ويبلغني بأن موعد الزيارة سيكون صباح الخميس، 27/11/2025.
استقبلتُ صباح ذلك اليوم، وأول ما يطالعك عند بوابة الديوان سارية العلم الأردني، تعلو و تزهو به ، هي أمه و هو ابنها ، وتفخر وتلوّح بألوانها كأنها تقول: على الرحب والسعة. حيّيته فحياني.
هناك، يحضرك الأردن…
يحضر الوطن بجنده، حماة سياجه ، و أجهزته الأمنية ، جيشُه العربيّ الذي يستقبلك بقامات مرفوعة ووجوه هادئة، يمنحونك الطمأنينة قبل أن يمنحوك الإذن بالدخول، كأنهم يرددون: ادخلوها آمنين.
هناك، يحضرك الأردن بشعبه…
بموظفيه الذين يبدأون يومهم مبكرين، كلٌّ في موقعه، ينهضون بواجباتهم بجد وانضباط.
وهناك، يحضرك الأردن بمدنه و قراه و بواديه و مخيماته
فهذا المكان بيت الأردنيين جميعًا، عرين الهاشميين، مفتوحٌ للغني والفقير، للصغير والكبير، دون حواجز أو فواصل.
في الديوان الملكي، تحضر الدولة وهيبتها.
تشعر بعمق المأسسة ، بحوكمةٍ رشيدة وآليات عمل دقيقة، بانضباطٍ لا يعرف التأخير، وكفاءةٍ تتوزع بين المركزية حين يجب، واللامركزية حين يلزم.
هي نهج القصر و عقله ، اي مستوى على سلم الرفاه و التقدم ما يتمناه و يريده لشعبه .
في طرقاته، صوت حفيف أشجاره ، يذكّرك بصوت الراحل الحسين الباني، رحمه الله ، وفي تفاصيل مبانيه وما استجد عليها من حداثة وتقنية، يتجلى عهد المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين، ورؤيته الإصلاحية التي انعكست في الأوراق النقاشية ومسار التحديث السياسي.
داخل مبنى الضيافة
وكانت رائحة البخور و القهوة العربية الأصيلة كفيلة بأن تدلك على دفء و كرم المكان معًا، تذكّرك بالعنوان الرئيسي بأن الإنسان هو أغلى ما نملك في هذا الوطن.
نودي باسمي، فدخلت.
وإذ بمن يستقبلني هو معالي يوسف العيسوي، رئيس الديوان الملكي كبير موظفيه ، أبا الحسن. يمدّ يده يحتضن يديك ، بوجه يفيض تواضعا ، يجلسك بمحبة و ود ، ويسمع حاجتك بهدوء، دون تكلف.
لا فضّة ولا ذهب تطلب ، لا يمنحك أو يهبك سلطة ولا نفوذ ، هي قضاء حاجات لم تتعدى سقف مطلب لأي أردني ، يكفيك أشارة إلى مرافقه ليسجل الملاحظات بصمت وأمانة.
عشرون دقيقة فقط ، لكنها كانت كافية لاطلع على ما تيسر من نهج إدارة لتترك أثرا عميقا منحتني الفرصة لكي اتذكر و استحضر و اسرد كل تلك التفاصيل حول مؤسسة غنية و ثرية بالكوادر وفق أعلى معايير الخبرة والكفاءة.
للتاريخ وللأمانة…
سيُسجَّل لمعالي أبو الحسن هذا النهج الذي قاد به مؤسسةً من أهم مؤسسات القرار في الدولة ، نهجٌ يقتدى به العمل المؤسسي داخل الدولة ، يجمع بين الحزم و الأبوية، بين المهنية والمؤسسية و الفطرة الأردنية التي تشبهنا و نشبهها نحن أبناء التبر والتراب.
سيُسجَّل له أنه جعل من الديوان حلقة وصل بين الشعب وملكه، القلب النابض الذي يترجم التوجيهات، ويربط عقل الدولة بمفاصلها.
وحين تغادر الديوان، تشعر أنّك لم تكن زائرا، بل كنت أحد أفراد العائلة الأردنية الكبيرة.
تشعر أنك الإنسان الأردني الأغلى لأنه هو من لن يتأخر اذا ما نادى المنادي حي للفداء للذود عن ثرى هذا الحمى الاردني الطاهر بالروح ، لأنه يستحق دائمًا أن يكون اولا.