اليماني: الحكومات تتجاهل مرضى التحسس القمحي
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
تم تسجيل أكثر من 500 حالة إصابة بمرض القمح التحسسي في الأردن
أكدت رئيسة جمعية الحياة لمرضى التحسس القمحي في العقبة، فاطمة اليماني، أن الجهات الرسمية والحكومية في العقبة تتجاهل مرضى التحسس القمحي.
اقرأ أيضاً : بالفيديو.. حقنة تنهي حياة خمسيني وابنته تروي التفاصيل لـ"بين قوسين"
وشددت اليماني، خلال مشاركتها في برنامج "من هنا نبدأ" الذي يُبث عبر شاشة "رؤيا"، على أن الجهات الحكومية لا تشارك مرضى التحسس القمحي في معاناتهم، ولا تهتم بأهميتهم، ولم تتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل على تقديم الدعم لهم للتخفيف من الأعباء المالية الكبيرة التي يواجهونها.
وتطرقت رئيسة جمعية الحياة لمرضى حساسية القمح إلى أرقام مثيرة سُجلت في العقبة، حيث تم تسجيل أكثر من 500 حالة إصابة بمرض القمح التحسسي، وما يقرب من 90% من هؤلاء المصابين هم من الأطفال.
الجمعية، وهي أول جمعية في الجنوب تهتم بمرض القمح التحسسي، كشفت عن ارتفاع معدلات الإصابة بهذا المرض، والذي يعتبر مرضًا مناعيًا يؤثر على المواطنين، خاصة الأطفال، ويعزى سببه إلى عوامل وراثية بالإضافة إلى تناول البروتينات الموجودة في القمح بشكل مفرط.
تم تسليط الضوء على المعاناة اليومية التي يعيشها المرضى في العقبة للحصول على حقوقهم الأساسية في الغذاء، وذلك في ظل زيادة عدد المصابين في المنطقة. ورغم أن العلاج يقتصر حالياً على اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، إلا أن هذا يشكل عبء ماليًا بسبب تكاليفه العالية.
ارتفاع تكاليف التشخيصاختصاصي الباطنية والجهاز الهضمي والكبد، الدكتور يزيد القرالة، أشار إلى ارتفاع تكاليف تشخيص المرض ونقص الخبرة في التعامل مع مرضى حساسية القمح.
وفي الختام، عرَّف الدكتور القرالة المرض بأنه مناعي ويؤدي إلى تلف في الأمعاء الدقيقة نتيجة للغلوتين (بروتين) الموجود في الطعام والذي يتواجد في القمح والشعير.
وأشار إلى أن الأعراض تشمل إسهالًا ورائحة كريهة وانتفاخ البطن وشعور بالتعب وصداع واعتلالًا للأعصاب، إلى جانب الاكتئاب والقلق.
وبلغت نسبة مرضى التحسس القمحي في الأردن حوالي 1.5% إلى 2% من إجمالي السكان، وهذا يعني وجود حوالي 160 ألف مواطن مصاب به، ومعظم هؤلاء الحالات تكون بين 2 و20 عامًا.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: أمراض الحكومة الصحة الأردن
إقرأ أيضاً:
أمل دنقل.. الشاعر الذي قاوم الموت بالكلمات وظل صوته يتردد بعد الرحيل
في ذكرى ميلاده، يعود اسم أمل دنقل إلى الواجهة، شاعرٌ حمل على عاتقه همّ الأمة، وكتب كلماته كأنها طلقات في وجه القهر والانهزام، لم يكن دنقل مجرد شاعر كلاسيكي، بل صوتًا متمردًا خرج من صعيد مصر ليهزّ أركان المشهد الثقافي والسياسي العربي بكلماته، ويترك إرثًا شعريًا ظلّ حيًا رغم رحيله المبكر.
وُلد محمد أمل فهيم محارب دنقل يوم 23 يونيو 1940 في قرية القلعة بمركز قفط بمحافظة قنا، أطلق عليه والده اسم "أمل" تيمّنًا بتخرّجه في الأزهر الشريف في نفس العام.
نشأ أمل في بيئة مفعمة بالثقافة العربية والإسلامية، إذ كان والده شاعرًا وخطيبًا يدوّن أشعاره ومواعظه بخطّ يده، مما ترك أثرًا عميقًا في شخصية الابن.
شاعر الرفض والصوت المختلف
لم يكن دنقل كغيره من الشعراء المعاصرين، بل اتخذ لنفسه مسارًا خاصًا يعبّر فيه عن رفضه للاستسلام والهزيمة، فأطلق عليه النقاد لقب "شاعر الرفض".
عُرف بميله إلى استخدام التراث العربي كأساس لصوره الشعرية، مع حفاظه على المباشرة والصدق في التعبير، كتب عن الإنسان المهمش، والمقهور، وصاغ قصائده بروح احتجاجية لا تخلو من الأسى.
دواوينه الشعرية
ترك أمل دنقل عددًا من الدواوين التي شكّلت علامات فارقة في الشعر العربي الحديث، من أبرزها:
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة (1969): صرخة ضد هزيمة 1967 استخدم فيها الرموز العربية الكلاسيكية.
تعليق على ما حدث (1971): استمرار للحالة السياسية التي سادت بعد النكسة.
مقتل القمر (1974): مزج بين الرومانسية والتأمل السياسي.
العهد الآتي (1975): احتوى على قصيدته الشهيرة "سفر الخروج".
أقوال جديدة عن حرب البسوس (1983): تجديد في استخدام الأسطورة.
أوراق الغرفة 8: آخر ما كتبه وهو على فراش المرض في مستشفى الأورام بالقاهرة، نُشر بعد وفاته، واحتوى على تأملات في الحياة والموت والمقاومة.
قصيدة "لا تصالح" أيقونة التمر
تُعد قصيدة "لا تصالح" واحدة من أشهر قصائد أمل دنقل وأكثرها تداولًا حتى يومنا هذا، كتبها عام 1976 كردّ على اتفاقيات السلام التي بدأت تُطرح آنذاك، وجاءت كلماتها كنشيد دائم للكرامة والعدالة، إذ يقول فيها:
"لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب..."
صارت هذه القصيدة لاحقًا شعارًا للكثير من الحركات التحررية، ورمزًا للرفض والتمسك بالحق.
المرض والغرفة 8في سبتمبر 1979، اكتشف الأطباء إصابته بسرطان الرئة. خضع لسلسلة من العمليات والعلاج الكيماوي، لكن المرض لم يمنعه من الكتابة، حيث أقام لسنواته الأخيرة في "الغرفة رقم 8" بمستشفى الأورام بالقاهرة، وهناك كتب آخر قصائده التي تم جمعها في ديوانه الأخير.
توفي أمل دنقل يوم 21 مايو 1983، عن عمر يناهز 42 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، لكنه اختار في لحظاته الأخيرة أن يواجه الموت بالكرامة.
كانت كلمته الأخيرة: "كل ما أستطيع فعله هو المقاومة".
بعد رحيله، لم تنتهي قصائد دنقل بل استمرت كأنها كُتبت للحاضر والمستقبل، تُتلى أشعاره في الاحتجاجات والمظاهرات، وتُدرّس في المناهج، وتُنشر أعماله الكاملة باستمرار.
كما أُنتجت أفلام وثائقية ومقالات عديدة عن سيرته، أبرزها "ذكريات الغرفة 8".