كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": تُبدي معظم البعثات الدبلوماسية المعتمَدة لدى لبنان قلقاً مزدوجاً حيال دخول لبنان فراغاً رئاسياً مديداً يمكن أن ينسحب على قيادة الجيش، وتسأل في حال أن التنقيب عن النفط تقدم على «التنقيب» عن رئيس الجمهورية، هل تستمر معركة شد الحبال بين قائد الجيش العماد جوزف عون، ووزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال العميد المتقاعد موريس سليم، بالإنابة عن رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ووريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي لا يترك تهمة إلا ويُلصقها بقائد الجيش، وآخرها اتهامه بتسهيل دخول السوريين إلى لبنان عبر المعابر غير الشرعية؟
وتستغرب هذه البعثات، كما تقول مصادرها لـ«الشرق الأوسط»، استمرار باسيل في حملته على العماد عون، رغم أنها كانت قد أُحيطت علماً بأن وحدات الجيش المرابطة على الحدود اللبنانية - السورية تمكّنت حتى الساعة من إبعاد أكثر من 18 ألف سوري حاولوا «التسلل» إلى الأراضي اللبنانية عبر المعابر غير الشرعية الممتدة في معظمها على طول الحدود المشتركة بين البلدين والتي يقدّر طولها بأكثر من 375 كلم، وترى أن هناك ضرورة لتحييد الجيش عن تصفية الحسابات بإبعاد عون من السباق الرئاسي.
وفي هذا السياق، تلفت مصادر سياسية بارزة إلى أن الفراغ الرئاسي لا يجوز أن ينسحب على المؤسسة العسكرية، وأن هناك ضرورة لتفاديه لئلا يسقط ما تبقى من الهيكل على رؤوس اللبنانيين، خصوصاً أن إسناد قيادة الجيش بالإنابة إلى الضابط الأقدم والأعلى رتبة، لا يشكل فقط مخالفة لقانون الدفاع، وإنما وجوده على رأس المؤسسة لا يفي بالغرض المطلوب، ولا يملك صلاحيات إصدار القرارات بشغور منصب رئيس الأركان الذي ينوب عن العماد عون فور إحالته إلى التقاعد.
وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن انتداب العضو المتفرّغ في المجلس العسكري اللواء بيار صعب لينوب عن العماد عون بمرسوم يصدر عن الوزير سليم يُشكل مخالفة لقانون الدفاع ويُقحم البلد في اشتباك سياسي هو في غِنى عنه، مع إصرار الطائفة الدرزية على تعيين رئيس للأركان خلفاً للواء أمين العرم الذي أُحيل إلى التقاعد، كون هذا المنصب من حصتها. وتكشف عن أن إحالة العرم إلى التقاعد ومعه اللواءان مالك شمص مدير الإدارة في الجيش، وميلاد إسحاق المفتش العام، تعني أنه يتعذّر على المجلس العسكري الانعقاد برئاسة العماد عون لعدم توافر النصاب المطلوب لانعقاده، وهذا ما يكمن وراء تكليف مَن تبقى في المجلس العسكري بتدبير وتسيير أمور المؤسسة العسكرية، خصوصاً أن تكليف ضابطين خلفاً لشمص وإسحاق لا يعطيهما الحق في حضور اجتماعات المجلس العسكري لأن دورهما يقتصر على تدبير شؤونها، وإنما على نطاق ضيق، فيما قانون الدفاع يَحول دون تكليف الضابط الأعلى رتبة بتولّي رئاسة الأركان بالنيابة عن اللواء العرم.
لذلك لن يطول أمد معركة شد الحبال التي تستهدف حصة الموارنة في التركيبة السياسية، إذا ما أُلحقت قيادة الجيش بالشغور في رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان!
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المجلس العسکری العماد عون
إقرأ أيضاً:
عاجل. وفاة رئيس الأوروغواي السابق خوسيه موخيكا صديق الفقراء والبعيد عن ترف السلطة وبهرجتها
سيُذكر موخيكا، كسياسي بسيط عاش دون ترف حيث جسّد تمامًا روح الطبقة العاملة في أمريكا اللاتينية. ولم ينجرف وراء وعود انتخابية مستحيلة وكان فعلا قدوة حيث عاش كشخص عادي رأى فيه الشعب أنه واحد منهم. اعلان
توفي الرئيس السابق لأوروغواي (2010-2015) خوسيه موخيكا يوم الثلاثاء عن عمر يناهز 89 عاماً بعد صراع طويل مع سرطان المريء حيث ساءت حالته في الأسابيع الأخيرة.
وقد أكد رئيس الأوروغواي ياماندو أورسي الخبر ونعاه على منصة إكس قائلا: "سنفتقدك كثيراً أيها العجوز العزيز. شكراً لك على كل ما قدمته لنا وعلى حبك العميق لشعبك".
وكان الزعيم اليساري التاريخي قد أعلن في وقت سابق أنه قرر عدم الاستمرار في العلاج، وطلب في مقابلته الأخيرة أن يُسمح له بالموت بسلام. وأشار موخيكا إلى أنه اتخذ قراره هذا لأنه "رجل عجوز"، وكان يعاني من مرضين مزمنين ولم يعد جسده يتحمل المزيد.
كان بيبي موخيكا (مونتيفيديو، 1935) أحد مؤسسي حركة المشاركة الشعبية، وهو حزب سياسي يساري في أوروغواي أسسه مقاتلون سابقون من حركة التحرير الوطني - توباماروس، وهي جماعة ماركسية مسلحة انتهجت حرب العصابات في الستينيات والسبعينيات.
نقطة مرجعية لليسار الأمريكي اللاتيني والعالميدخل موخيكا السجن في عهد الديكتاتورية السابقة في الأوروغواي واستمر حبسه حتى عام 1985. وقد دخل معترك السياسة مع عودة الديمقراطية إلى البلاد. وبفضل مسيرته والتزامه بالمساواة الاجتماعية، أصبح الراحل مثلا أعلى ومرجعية لليسار في أمريكا اللاتينية والعالم.
نشأ موخيكا، ذو الأصول الباسكية، في أسرة متواضعة في مونتيفيديو حيث قضى سنواته الأولى في العمل في الحقول. انتُخب نائبًا في عام 1995 عن الحزب السياسي الذي أسسه أعضاء سابقون في "حركة المشاركة الشعبية" المسلحة، ثم تولى منصب سيناتور في عام 1999، حيث عمل على تحسين الضمان الاجتماعي للعمال. بعدها، انتُخب وزيرًا للزراعة والثروة الحيوانية والثروة السمكية من 2005 إلى 2008 قبل أن أصبح رئيسًا لأوروغواي عام 2010.
موخيكا رئيساً لأوروغوايأقرّ موخيكا أحد أول قوانين المساواة في الزواج في أمريكا اللاتينية في عام 2013 فضلا عن سنّ أول تشريع لإنتاج القنب وتجارته واستهلاكه في العام نفسه. بالإضافة إلى ذلك، انتهز المناضل والسياسي خلال فترة رئاسته فرصة تحول معظم حكومات دول أمريكا اللاتينية نحو اليسار فعمل على تعزيز مكانة بلاده داخل القارة.
سيُذكر موخيكا، قبل كل شيء، كسياسي بسيط عاش دون ترف حيث جسّد تمامًا روح الطبقة العاملة في أمريكا اللاتينية. ولم ينجرف وراء وعود انتخابية مستحيلة وكان فعلا قدوة حيث عاش كشخص عادي رأى فيه الشعب أنه واحد منهم. كما انخرط في مبادرات التنمية المستدامة.
بعد انتهاء ولايته الرئاسية عام 2015، احتفظ موخيكا بمقعده في مجلس الشيوخ في الأوروغواي حتى عام 2020، وكان حتى وفاته عضوًا في الحركة الشعبية للمشاركة. كما أنه شارك في العديد من التجمعات الانتخابية لرئيس الأوروغواي الحالي ياماندو أورسي مرشح التحالف السياسي اليساري المؤلف من الجبهة الشعبية الذي ينتمي إليه حزبه بعد فوزه في الانتخابات في نوفمبر الماضي.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة