عربي21:
2025-11-04@13:09:23 GMT

جدلية صراع الوعي والجهل في مجتمعنا

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

المنظومة المعرفية

تُتوارث كثير من الأعمدة المهمة لبناء المجتمع كانطباعات باعتبارها مهمة ومقدسة، وغالبا ما تكون هذه نتيجة النقل بأفهام محددة متعرضة للتشوه وتصور الناقل تماما كتجربة الأخبار باللمس في رتل ليتحول الموضوع إلى وصف لا يمت للأصل بصلة. ولعلنا من خلال هذا التقديس للهالات وتقدم الزمن حدث انفصال بين ما جعلناه مقدسا والتصور الحقيقي لحياتنا وعقائدنا، وهو أمر لا يُمس، فنقول لا تدخل الإسلام في السياسة أو تشريع الدولة فالسياسة قذرة وهذا دين وكتاب مقدس.



وهذا يأتي من انطباع عن معنى المقدس المنقول بواسطة التعليم إلى بلداننا مع الاحتلال الغربي وتهيئته لكادر تكنوقراط وظيفي موالٍ، يتعامل مع التدين الغريزي وليس كمضمون، واحترام غريب من نوعه، لدرجة عندما يرغب الطفل في جيلنا أن يقترب من القرآن المعلق على الحائط وفي "كنفه" تحذره أمه، فقد فهمت التقديس والمطهرون بطريق يمنع التفاعل بين الأطفال والقرآن، إنه كفن شنق فيه منهج أمة على جدار.

هذا الخلل أوجد نوعا من الهالات لرجال الدي، ولا رجال للدين في الإسلام، بل علماء. وهو ليس تخصصا ولا احتكارا، وهي حقيقة للأسف ستزعج هؤلاء العلماء وهم يعلمون أنها صحيحة، فرسّخوا الانطباعات، فمن ثار عليها متصورا أنها حقيقة الدين انحرف للإلحاد ومن حاول أن يتعامل معها بجزئية خرج متمردا مشوها بفكره، وكم من ازدواج وانحراف عندما يتلاعب هؤلاء ويلوون المعنى وفق الظرف والمصلحة وفق اعتقادهم أو لرغباتهم أنفسهم
هذا الخلل أوجد نوعا من الهالات لرجال الدي، ولا رجال للدين في الإسلام، بل علماء. وهو ليس تخصصا ولا احتكارا، وهي حقيقة للأسف ستزعج هؤلاء العلماء وهم يعلمون أنها صحيحة، فرسّخوا الانطباعات، فمن ثار عليها متصورا أنها حقيقة الدين انحرف للإلحاد ومن حاول أن يتعامل معها بجزئية خرج متمردا مشوها بفكره، وكم من ازدواج وانحراف عندما يتلاعب هؤلاء ويلوون المعنى وفق الظرف والمصلحة وفق اعتقادهم أو لرغباتهم أنفسهم، فيصبح الدين ضعيفا في النفوس ويبقى متعلقا في النفس غريزة، وهذا ليس فهما ولا يصنع حياة.

مخاض صعب وانتقال إلى الغربة:

الظرف والتحديات، وانحدار الأمة الحضاري تخلفها المدني المعاناة من الظلم وغياب القناعة ومعاني الحياة، كلها عوامل تثير تفكير المثقف والحصيف، فيتعرض إلى ومضات مبهرة وفهم لوقائع كانت راسخة عنده بشكل آخر تماما، فيقاومها إلى أن تستقر فارضة نفسها أنها أصل الفكرة وليس صورة من الذي يتصور انه الأصل عندما يتعمق في الفهم وتبدأ الإجابة عنده واضحة، وتقل التساؤلات لتصبح أسئلة عن الآليات والعمل، وهنا يتفاعل مع مجتمع وجهاز معرفي انطباعي لا يقبل التغيير يدعم كفاءة منظومة تنمية التخلف بانحدارها الفكري وتخلفها المدني بأن تكون عنصرا استهلاكي كما صممت عليه زمن احتلال لم تتحرر منه، ما دامت الأفكار التي وضعها في التعليم تحكم القرار والمنظومة.

الناس لن ينظروا إلى المثقف أو المفكر أنه توصل لما لا يعرفونه وأن اتباعه سيكون إنقاذهم من التخلف، فهم يظنون أنهم وصلوا قمة المعرفة ونجحوا في تحليل المتوارث من أفكار بالشروح والتوضيح، غير مدركين أنهم يركبون عجلات تدور في قفص السيرك. نعم هنالك حركة، هنالك إنتاج، ولكن في دوار السيرك، فكل فكر وفكرة في صندوق والحكم على الصندوق جاهز، حتى التفاح في الصندوق الواحد مختلف، لكن النظرة بجهاز معرفي متخلف ليست كذلك، فهو غريب والغريب من جُهلت حقيقته حتى وإن كان بين أهله وأولاده، عندما يتبحر بالعلم سيظنون أنه جنوح في نظرته للأمور، وأنه سيصحو لاحقا ليتبين له الحق (وهو ما يرون طبعا)، فإن ذهب بعيدا في تفنيد أفكارهم عندها هو مسكين فقد العقل أو منحرف، أو أكثر من ذلك، فإن عجزوا منه، فهو إما مطرود أو قتيل.

إننا نتعرض كأمة لسوء الفهم، فواجبنا ليس التقديس للتعاليم بل فهمها وتفعيلها وهذا التفعيل غير ممكن بتقديمها جامدة، فهي أتت لتفكر بها وتفاعلها مع أسئلة الواقع لتحلها فالحكمة هي خير كثير
هذه قصة تتكرر مع الأجيال ولا يفترض أن تتكرر مع الإسلام، لكنها تتكرر وبقوة بل يغادر المصلحون الحياة وهم متهمون، ويضيع من الشباب عمرا قبل أن ينفض هؤلاء الشباب السلبية عن طروحات عقلانية ربما لم يبق من صلاحيتها إلا منهج البحث لتتكرر المأساة، ذاك أن هنالك مصالح ذاتية تنمو بجهل الناس.

خلاصة:

إننا نتعرض كأمة لسوء الفهم، فواجبنا ليس التقديس للتعاليم بل فهمها وتفعيلها وهذا التفعيل غير ممكن بتقديمها جامدة، فهي أتت لتفكر بها وتفاعلها مع أسئلة الواقع لتحلها فالحكمة هي خير كثير.

أما المقدس فهو الأساس والإنسان، فأما الأساس فهو بأمر الخالق مثاني قابلة لإنتاج الجديد، وأما الإنسان فهو إرادة الله أن يكون في الأرض ليكون الإعمار وفاعلية السلالة. لكن أغلق التفكير سواء من المسلمين أو غيرهم من الرأسماليين أو الاشتراكيين، أو الملحدين الذين تحولت ثورتهم على جمود المؤسسة الدينية (البدعة أصلا وهي تعتبر التجديد بدعة) إلى دين ضد الدين، كذلك المؤمنين بأديان أخرى، كل جمد على أنه الحقيقة وعطل فاعلية التعارف من أجل البناء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الفكرة المسلمين التجديد المسلمين الفكر الوعي التجديد الجهل مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الإنتر يفلت من فخ «المتواضع»!

 
روما (أ ف ب)

أخبار ذات صلة سباليتي: يوفنتوس يعاني قليلاً! سباليتي.. «البداية ناجحة» مع يوفنتوس


نجا إنتر ميلان، وصيف بطل الموسم الماضي، من فخ مضيفه فيرونا المتواضع، عندما تغلب عليه بصعوبة 2-1 مواصلاً صحوته، ومشدداً الخناق على نابولي حامل اللقب والمتصدر في المرحلة العاشرة من بطولة إيطاليا لكرة القدم.
وبكر الإنتر بالتسجيل، وتحديداً في الدقيقة 16 عبر لاعب وسطه المهاجم الدولي البولندي بيوتر جيلينسكي، بتسديدة «على الطاير»، إثر ركلة ركنية، انبرى لها لاعب الوسط الدولي التركي هاكان تشالهانأوغلو.
ونجح أصحاب الأرض في إدراك التعادل عبر مهاجمه البرازيلي جيوفاني بتسديدة بعيدة، إثر تمريرة من النيجيري جيفت أوربان (40)، قبل أن يخطف الضيوف هدف الفوز عندما مرر نيكولو باريلا كرة عرضية تابعها المدافع الدنماركي مارتين فريزي بالخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة الثالثة من الدقائق الست التي احتسبت وقتاً بدل ضائع.
وهو الفوز الثاني توالياً لإنتر والسابع هذا الموسم، ورفع رصيده إلى 21 نقطة، بفارق نقطة واحدة خلف نابولي الذي سقط في فخ التعادل السلبي أمام ضيفه كومو في افتتاح المرحلة، وبفارق الأهداف خلف روما الذي يملك فرصة الانفراد بالصدارة عندما يحل ضيفاً على ميلان الرابع.
في المقابل، مني فيرونا بخسارته الثانية توالياً والخامسة هذا الموسم، وتجمد رصيده عند خمس نقاط في المركز الثامن عشر مؤقتاً، وبقي إلى جانب بيزا وفيورنتينا وجنوى دون انتصار حتى الآن هذا الموسم.
وحقق رجال المدرب الروماني كريستيان كيفو الأهم مؤكدين صحوتهم عقب الخسارة أمام نابولي (1-3) في المرحلة الثامنة، وذلك قبل استضافة كايرات ألماتي الكازاخستاني الأربعاء المقبل في الجولة الرابعة من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
ويتقاسم الإنتر، وصيف بطل المسابقة الموسم الماضي، الصدارة مع باريس سان جيرمان الفرنسي حامل اللقب وبايرن ميونيخ الألماني وأرسنال الإنجليزي وريال مدريد الإسباني بالعلامة الكاملة في المراحل الثلاث الأولى.
واستمر غياب المهاجم الدولي الفرنسي ماركوس تورام عن صفوف الإنتر بسبب إصابة عضلية حرمت النادي أيضاً من خدمات لاعب وسطه الدولي الأرميني هنريخ مخيتاريان إلى جانب المدافعين ماتيو دارميان (ربلة الساق) والاثنتين توماس بالاسيوس (الفخذ).

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: سنشكل لجنة تحقيق بأحداث 7 أكتوبر عندما تنتهي الحرب
  • المستشفى سلمت طفلة حية لأسرتها على أنها ميتة.. تفاصيل إحالة 4 من الأطقم الطبية في أسيوط للمحاكمة
  • الاحتلال يفرج عن 5 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة في خطوة غير مرتبطة بالاتفاق
  • عندما يدير خواجة الانتخابات!
  • سماع دوي صوت قوي في البداوي.. وهذا ما تبين
  • المتحف المصري الكبير: جناح توت عنخ آمون يجذب هؤلاء الملوك مرة أخرى
  • الحرب التي أعادت تعريف الوعي.. من نصر غزّة إلى يقظة الأمة
  • الإنتر يفلت من فخ «المتواضع»!
  • وفاة الممثل حمدان بومعد
  • أكتوبر، فشل الثورات، والنرجسية المدنية