عربي21:
2025-12-09@22:57:11 GMT

باكستان في عالم متغيّر

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

باكستان دولة ذات ثقل في العالم الإسلامي، وهي دولة نووية منخرطة في صراع على سيادتها واستقلالها واستقرارها مع قوة عظمى صاعدة هي الهند. خلال الحرب الباردة بين الولايات المتّحدة والإتحاد السوفييتي، ارتفعت أهمّية باكستان بشكل كبير على المستوى الإقليمي والدولي. وقد أدى الغزو الذي قاده الإتحاد السوفييتي ضد أفغانستان في السبعينيات من القرن الماضي إلى جعل باكستان محور اهتمام رئيسي من قبل الغرب لاحتواء وإسقاط القطب الثاني في النظام الدولي.



على المستوى الإقليمي، وبالرغم من اختلاف شكل النظام ومرجعتيه واللغة والثقافة، لطالما حظيت باكستان بوضع خاص ومكانة رفيعة في المشهد العربي والإسلامي وبأشكال كثيرة ومختلفة لعل أبرزها على الإطلاق الشق العسكري، إلى جانب أشكال أخرى من بينها الثقافة والتعليم. باكستان لعبت دوراً أساسياً في تدريب وتأهيل الكوادر العسكرية في عدد من الدول العربية والإسلامية، وساعدت بعض هذه الدول على تطوير تكنولوجيا نووية.

ويغيب عن بال كثيرين اليوم أنّ سلاح الطيران الباكستاني ومن خلال طيّاريه شارك عملياً في الحروب العربية ـ الإسرائيلية في الـ 67 والـ 73. الطيّارين الباكستانيين شاركوا في هذه الحروب من خلال الإنضمام إلى جيوش عربية مختلفة واستطاعوا إسقاط 7 مقاتلات إسرائيلية دون أن يفقدوا طائرة واحدة. من بين هؤلاء الذين شاركوا في إسقاط مقاتلات إسرائيلية الباكستاني من أصل بنغلاديشي "سيف العظم" الذي أسقط 3 مقاتلات في 6 أيام.

سيف العظم يعتبر الطيّار الوحيد في العالم ربما الذي شارك رسمياً في خدمة أربع دول هي: الأردن، العراق، باكستان، وبنغلاديش، واستطاع إسقاط مقاتلات لدول خصمة في أكثر من بلد من بينها إسرائيل والهند.  سيف العظم توفي عام 2020، وسيخلّده التاريخ كبطل وستبقى صورته كذلك إلى الأبد. لكنّ وفاة سيف العظم تأتي في توقيت تعاني فيه باكستان من مشاكل وتحدّيات عديدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

في العقود الماضية، لاسيما بُعيد الحرب "المقدّسة" التي أطلقتها الولايات المتّحدة ضد "الإرهاب" في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، يمكن ملاحظة أنّ أهمّية باكستان على الصعيد الإقليمي، والعربي ـ الإسلامي، والدولي آخذة في التراجع بشكل سريع في ظل المشاكل الداخلية والتحديات الإقليمية والتحوّل الجاري في شكل النظام الدولي والتوازنات الدولية.

على الصعيد المحلي، باكستان محاطة بعدد من الجيران الذين يعانون من مشاكل داخلية متعاظمة كذلك وأخرى ذات صلة بالعلاقة مع الولايات المتّحدة، وهو ما ينعكس في نهاية المطاف على وضع باكستان الأمني والإقتصادي والسياسي وحتى الاجتماعي. العقوبات على إيران، هي عقوبات غير مباشرة على باكستان تحرمها من الاستفادة من التجارة. العقوبات على أفغانستان، هي عقوبات غير مباشرة على باكستان تزيد من الضغط المالي والاجتماعي عليها لاسيما مع تزايد اللاجئين.

من دون تحوّل استراتيجي في فكر وسياسة باكستان سيكون من الصعب الإستفادة من التحولات الجارية على المستوى الإقليمي والدوليعلى الصعيد الإقليمي، انسحاب الولايات المتّحدة من أفغانستان  ـ كما هو وجودها السابق ـ لم يُفد باكستان بالشكل الذي كان يتوقعه البعض، وهي تدفع الثمن في الحالتين. باكستان لا تستفيد اليوم من المصالحات وعمليات التطبيع الجارية في الإقليم سواء في منطقة الخليج العربي أو في الشرق الأوسط، حيث يتم النظر إليها بشكل عام على أنّها مصدر للعمالة الرخيصة فقط! معظم دول المنطقة أعادت التموضع بشكل يقرّبها إلى الهند في ظل التنافس الدولي المتصاعد بين الولايات المتّحدة والصين. ولا شك أنّ ذلك يأتي على حساب باكستان حيث تمّ تجاهل وضع إسلام أباد في الصراع مع الهند كما تمّ تهميش قضية كشمير.

على الصعيد الدولي، وفي سياق التنافس المتزايد بين الولايات المتّحدة والصين، تنظر واشنطن إلى علاقاتها مع عدد كبير من الدول من خلال عدسة الموقف من الصين. واستناداً إلى هذا المعيار، فإنّ الولايات المتّحدة تنظر إلى باكستان على أنّها تحت تأثير الصين بشكل أساسي وأنّه لا أهمّية لعلاقة مع باكستان في ظل التحالف مع الهند واعتبار الهند الشريك الاستراتيجي الرئيسي في الاستراتيجية المفترضة لاحتواء ومواجهة الصعود الصيني.

وبالرغم من أنّ باكستان تبدي انفتاحاً واستعدادًا لمد يد التعاون مع الجميع على أساس الربح المتبادل في ظل التحوّلات الجارية في الإقليم وعلى المستوى الدولي، إلاّ أنّ دعواها لا تلقى آذاناً صاغية بالضرورة من الآخرين، إمّا لأنّ باكستان ليست عدو وبالتالي ليس هناك حاجة لشراء رضاها، وإمّا لأنّ باكستان ليس لديها ما تعطيه من وجهة نظر بعض الدول في ظل صداقة إستثنائية، وإمّا لأنّه لا حاجة لأخذ باكستان بعين الإعتبار.

في جميع الأحوال، تبدو باكستان خاسرة في ظل هذه المعادلة، ولذلك من دون تحوّل استراتيجي في فكر وسياسة باكستان سيكون من الصعب الإستفادة من التحولات الجارية على المستوى الإقليمي والدولي، وكل ما ستجنيه هو مزيد من التحديات والمشاكل. دلى باكستان الكثير لتقدّمة، وكل ما عليه فعله هو أنّ تركزّ على ذلك وعلى ضرورة أن يكون هناك إدراك للوضع الحالي وإرادة لتغييره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه باكستان باكستان سياسة رأي أوضاع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على المستوى الإقلیمی الولایات المت حدة الإقلیمی والدولی على الصعید

إقرأ أيضاً:

فليك يشيد بـ«المستوى الآخر» لدفاع برشلونة


برشلونة (أ ف ب)

أخبار ذات صلة كولو مواني يشارك في تدريبات توتنهام ضربة لريال مدريد.. الكشف عن مدة غياب ميليتاو


اعتبر المدرب الألماني لبرشلونة الإسباني هانزي فليك أن دفاع فريقه بات «على مستوى آخر» بعد سلسلة من النتائج الجيدة، وذلك عشية لقاء مواطنه آينتراخت فرانكفورت في دور المجموعة الموحدة لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وحقق الفريق الكاتالوني ثلاثة انتصارات متتالية منذ خسارته أمام تشيلسي الإنجليزي بثلاثية نظيفة في الجولة الماضية من المسابقة القارية الأم أواخر نوفمبر.
وبعد عودة عدة لاعبين من الإصابة الأسبوع الماضي، فاز برشلونة على أتلتيكو مدريد 3-1 ثم ريال بيتيس 5-3.
وقال فليك في مؤتمر صحفي «الجميع يعرف ما حدث في الأشهر الثلاثة الماضية، الكثير من الإصابات، لاعبون مهمون جداً خارج التشكيلة، كان علينا في الأسابيع الأخيرة إدارة الدقائق وحِمل كل لاعب».
وأضاف المدرب أنه رغم استقبال فريقه ثلاثة أهداف أمام بيتيس، فإن تطبيق نظام الخط الدفاعي المتقدم كان جيداً، مشيراً إلى أن اللاعبين كانوا مرهقين في الدقائق الأخيرة حين سُجل هدفان من الثلاثة.
وتابع «في آخر عشر دقائق كانوا منهكين»، مذكّراً بأن فريقه تلقى أيضاً ثلاثة أهداف أمام كلوب بروج البلجيكي في دوري الأبطال خلال التعادل 3-3 مطلع نوفمبر.
وأوضح «قلت لهم هذا الصباح إن الخط الخلفي يقدم أداءً جيداً، نضغط على حامل الكرة، نحن مترابطون. هذا ما نحتاجه، والخط المتقدم يلعب الآن على مستوى آخر مقارنة بما كان عليه قبل شهر أو خمسة أسابيع».
وأبتعد النادي الكاتالوني في صدارة الدوري الإسباني بفارق أربع نقاط عن غريمه ريال مدريد بعد خسارة الأخير، ليستعد بأفضل طريقة لمواجهة فرانكفورت الذي أقصى «البلاوجرانا» عام 2022 من الدوري الأوروبي (يوروبا ليج) في مباراة طغى عليها جمهور الفريق الألماني رغم أنها كانت في «كامب نو».
وقيد النادي هذا العام الوصول إلى التذاكر لتجنب تكرار المشهد في ملعبه الذي أعيد افتتاحه.
وشكّل ذلك الإقصاء أدنى نقطة في تاريخ النادي الحديث، لكنه منذ ذلك الحين حقق نهضة كبيرة، إذ بلغ نصف نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي.
وستكون مواجهة فرانكفورت أول مباراة للفريق في المسابقة على «كامب نو» منذ أكتوبر 2022.
وقال فليك «كان حلماً للجميع العودة للعب في كامب نو، إنها (العودة) أيضاً مهمة لدوري الأبطال، إنها مباراة مهمة جداً لنا غداً، علينا الفوز، نريد الفوز بالنقاط الثلاث، نريد أن نظهر أفضل مستوى لدينا».
وأشار المدرب إلى أن مواطنه الحارس مارك-أندري تير شتيجن قد يعود إلى التشكيلة بعد الإصابة، لكنه أكد أن جوان جارسيا «هو الرقم واحد».

مقالات مشابهة

  • باكستان.. مقتل وإصابة 10 جنود بهجوم على الحدود مع أفغانستان
  • صندوق النقد يمنح باكستان قرضاً إضافياً بـ 1.2 مليار دولار
  • باكستان وإندونيسيا تتعهدان بتعزيز العلاقات في مختلف المجالات
  • مواعيد القطارات المتّجهة من أسوان إلى الوجهين القبلي والبحري الثلاثاء 9 ديسمبر 2025
  • فليك يشيد بـ«المستوى الآخر» لدفاع برشلونة
  • سفير باكستان بالقاهرة: ندعم دول شمال أفريقيا منذ استقلالها
  • سفير باكستان: إنشاء غرفة تجارة خاصة بمجموعة دي 8 في إسطنبول
  • مقتل 12 مسلحا خلال عملية أمنية جنوب غرب باكستان
  • انتبه.. ما هو المستوى الخطر لضغط الدم المنخفض؟
  • حمار يقتحم قاعة البرلمان في باكستان.. هذه حقيقة الفيديو المتداول