صحيفة البلاد:
2025-05-30@08:59:10 GMT

إتجاهات المشهد الإعلامي

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

إتجاهات المشهد الإعلامي

تشير الدراسات والممارسات اليومية،إلى أن تأثير وإتجاهات وسائل الإعلام المعاصر،هي التي تشكِّل مشهد المعلومات الضخمة وتدفقاتها ونشرها . فهناك عدة محاور يدور فيها فلك الإعلام الحديث . منها تطور التكنولوجيا الرقمية ووسائط التواصل الإجتماعي .. وتقنيات صناعة المحتوى والتحولات التي طرأت على أنماط الإستهلاك المعلوماتي من قبل المجتمعات والأفراد بجميع أطيافهم وغيرها الكثير.

لقد إنتقلت وتحولت مصادر الإعلام والمعلومات من الوسائط المطبوعة والمرئية كالصحف والمجلات والتلفزيون ،إلى العوالم الرقمية من حيث التطور الكثيف والسريع لتبادل المعلومات والإستفادة منها وإستهلاكها أو تقاسمها مع مختلف الأفراد والمجتمعات والمصادر والمواقع الإلكترنية..

الثورة الرقمية ساعدت على الإنتشار المعلوماتي فائق السرعة . حيث تلعب الهواتف المحمولة والذكية والإنترنت السريع والمواقع الإلكترونية على التغيير بل جعلت من كل البشر مراسلين صحفيين وصنّاع للأخبار من جميع أنحاء العالم و إلى أقصى المعمورة خلال ثوان معدودات.

لقد أصبحت وسائط التواصل الإجتماعي بمثابة حارس المرمي الصامد لبوابة المعلومات والتحكم في توزيعها وإنتشارها حتى وصل تأثيرها الشديد الى تشّكيل الرأي العام إيجاباً أوسلباً وذلك عن طريق صناعة المعلومة والتأثير على المحتوي الإخباري مما أدي الى طمس الخطوط الفاصلة بين الصحافة التقليدية وتقارير البشر من عامة الناس ، كما وصل تأثيرها على الأحداث السياسية ومجريات الإنتخابات الرئاسية في دول العالم .

وإذا عرّجناعلى تقنيات صناعة المحتوي المعلوماتي والإخباري من خلال ال يو تيوب و تك توك ومقاطع الفيديو الحية والمباشرة ومواقع الإجتماعات والفيسبوك وتقنيات الواقع الإفتراضي والمعزز الخ ..،نجد أن هذه التقنيات ماهي إلا البداية والقادم سيكون له وقع مدهش وعظيم على صناعة المحتوي الإعلامي وذلك بالإستعانة وتزاوج تلك التقنيات بالذكاء الإصطناعي التوليدي الذي سيغزو البشر والحجر كالسيل الهادر .

وأخيراً،فإن المشهد الإعلامي تغير بشكل جذري بفضل وسائط التواصل الإجتماعي والتي أثّرت إيجاباً علي التواصل بين البشر والوصول الى المعلومة بسرعة آنية ولكنها أيضا تحمل تحدّيات جديدة في طياتها تتطلب وعياً وحذراً شديديْن من مستهلكي المعلومة بسبب آثار التزّييف والتشّويه للحقائق والوقائع الحيّة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

إعلام الحج.. من تغطية الشعائر إلى صناعة الصورة الذهنية

دائما ما تبرز الفعاليات الكبرى كمنصات تسويقية للصورة الذهنية للدول والأفراد، ويعد الحج واحدة من الفعاليات التي ينبغي الاهتمام بها واستخدام الإعلام في نقل الصورة الحقيقية للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، كما تعد هذه الشعيرة في ضوء ذلك، نافذة استراتيجية لتعزيز مكانة المملكة من خلال توظيف الإعلام والمحتوى والتحكم بالصورة لتكون قوة ناعمة وتأكيدا لمكانة الدولة كقائدة روحانية وتنموية على الساحة الدولية.

إن موسم الحج هو فرصة استثنائية لتوظيف الإعلام في إبراز صورة المملكة العربية السعودية كدولة تجمع بين أصالة القيم الدينية والقدرة التنظيمية الحديثة، ومع تدفق أكثر من مليون حاج من مختلف الجنسيات سنويًا، يتحول هذا الموسم إلى منصة عالمية ذات تأثير ناعم يمكن استثماره بذكاء لإعادة تشكيل الصورة الذهنية عن السعودية في وعي الشعوب والإعلام الدولي.

ففي عالم يتشكل من خلال الرواية والصورة، لا يكفي مجرد نقل الشعائر، بل المطلوب هو سرد القصة السعودية من منظور ثقافي وإنساني؛ فالسعودية، من خلال إدارتها لموسم الحج، لا تقدم فقط خدمة لوجستية وتنظيمية، بل تُظهر قدرتها على احتضان التنوع الإنساني، وضمان السلامة والتنظيم لحدث هو الأضخم عالميًا من حيث التنقل والتجمع.

وهنا يظهر الإعلام كأداة قوة ناعمة، فبدلًا من أن يكون إعلام الحج مجرد نقل مباشر للحدث، يجب أن يتحول إلى منتج إعلامي يُظهر الوجه الحضاري للمملكة من خلال كفاءة التنظيم، وتعزيز روحانية المكان، ونقل التجربة الإنسانية الفريدة التي يعيشها الحاج في ضيافة السعودية من وقت الوصول وحتى اختتام مناسك الحج وعودة الحاج إلى دياره سالما غانما.

ويعد المحتوى الإعلامي هو القلب النابض لإبراز الحج في أبهى الصور، لذا ينبغي أن يتجاوز المحتوى من مجرد نقل الخبر إلى صناعة السرديات والقصص التي تركز على الجوانب الإنسانية والروحانية  من خلال رواية قصص الحجاج، ومشاعرهم والتحديات التي يواجهونها، والاهتمام الذي يتلقونه من المملكة قيادة وشعبا، وهذه كلها عناصر يجب توثيقها بلغة متعددة الوسائط مثل الفيديوهات القصيرة، الوثائقيات، البودكاست، والتقارير المصورة، باعتبارها أدوات يمكن توظيفها لإيصال رسالة مفادها أن السعودية بلد يجد فيه الضيف مكانته، ويتلقى خدمات تليق به، وخصوصا ضيف الرحمن.

ولا يكتفى بسرد القصص والحكايا من جانب إنساني ورقمي فقط، بل ينبغي دمج العناصر الرقمية الذكية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي ولواقع الافتراضي (VR) والخرائط التفاعلية لتقديم تجربة رقمية للحج، مما يتيح للعالم رؤية هذا الحدث بتقنيات حديثة ويعزز من مكانة المملكة كدولة رائدة رقميًا.

ولأن موسم الحج فعالية استثنائية ضخمة مما يصعب متابعة الحكايا من خلال الفيديو أو البودكاست، فإن الصورة هي أسرع وسيلة لنقل الانطباع والتأثير في المتلقي، إذ يمكن وسط مشاهد التزاحم الروحاني، والبياض الجماعي، والهدوء الذي يعيشه الحاج، تكوين صورة بصرية قوية تعكس مفاهيم مثل “السلام”، “الإنسانية”، “الإخاء”، و”الخدمة”، وهذا يصب في مجمله في إيجاد هوية بصرية موحدة لإعلام الحج تراعي القيم السعودية، وتضمن التنوع العرقي والثقافي، وتستثمر في إبراز العناصر التراثية والروحانية.

بقي القول، إن الحج هو منصة استثنائية من خلال تواجد أكثر من مليون حاج بالإضافة إلى توجه أنظار العالم لهذا الحدث الديني. وذلك يتطلب أن يكون إعلام الحج محترف من خلال دراسة هذه الفعالية قبل وصول الحاج وأثناء تواجده وبعد رحيله من خلال الصوت والصورة، وعكس الخدمات المقدمة له على الوسائل الإعلامية والتقنيات الرقمية الحديثة للتأثير في المتلقي، وكذلك إعطاء المملكة مكانتها كرائدة في مجال تنظيم الحشود وتقديم الخدمات على أكمل وجه، وإبراز الجهود المقدمة للحجاج من قبل الدولة قيادة وشعبا.

قد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • منهم مغاربة.. إدارة ترامب توقف تأشيرات الطلبة وتشدد فحص وسائل التواصل الإجتماعي
  • إعلام الحج.. من تغطية الشعائر إلى صناعة الصورة الذهنية
  • حزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء يبحث خطة العمل الإعلامي الفترة المقبلة
  • أحمد بن محمد: الإعلام شريك في صناعة المستقبل
  • أحمد بن محمد: دبي مركز إقليمي ودولي للحوار الإعلامي
  • جلسة «عصر الشهرة مقابل التأثير الفعلي» تؤكد ضرورة التسلح بالعلم والمعرفة ليكون الخطاب الإعلامي مؤثراً
  • إما مؤثر أو تقليدي.. الإعلام العربي في مفترق طرق
  • وزير الإعلام البحريني: التعاون الإعلامي مع الإمارات وثيق ومتجدد
  • شيخ الأزهر: قضية فلسطين أولوية يجب ألّا تغيب عن الخطاب الإعلامي العربي
  • رمضان الرواشدة يدعو إلى “ملء الفراغ الإعلامي”