في فيلم الحب المنسي.. البنت التي أعادت الحياة لأبيها
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
تناولت السينما علاقات الحب بمختلف أطيافها، وخاصة الغرام بين الرجل والمرأة، لكن القليل منها تناول العلاقة بين الأب وابنته، ذلك الحب الغائر في أعماق الروح، الذي تلعب القيم المجتمعية دورا كبيرا في صياغة تجلياته.
في مجتمعات الشرق، قد يكون من الصعب إظهار هذا الحب إلا في مناسبات الولادة والزواج والنجاحات الدراسية، حيث يعبر الأب عن فرحته، وفي مرض الأب أو تعرضه لمكروه، حين تعبر الابنة عن حزنها واهتمامها.
في فيلم "الحب المنسي" (Forgotten Love) الذي يعرض حاليا على شاشة نتفليكس، يطرح المخرج ميشيل غازدا رؤية لذلك الحب الذي تحول من مشاعر تنمو من خلال الحياة اليومية إلى مشاعر هائلة تعقل وتتخذ القرارات نيابة عن العقل العاجز والذاكرة المهترئة، لتعيد التئام علاقة بين أب وابنته افترقا أكثر من 15 عاما.
استطاع المخرج ميشيل غازدا أن يعيد قراءة رواية "البروفيسور ويلكزور" (Profesor Wilczur) للروائي البولندي دوليغا-موستوفيتش، التي نشرت عام 1939، ليعيد تصوير النص الروائي في تلك المرحلة الزمنية.
استعان المخرج بأكثر من 1700 شخص في التصوير لإعادة أجواء ما قبل منتصف القرن الماضي من حيث المنازل والحانات والشوارع والملابس والحقول، لكن الأهم والأكثر بلاغة في العمل السينمائي الرائع هو تلك التفاصيل الصغيرة في حوارات العمل أو مفاصله الدرامية.
نقل العمل أيضا طبيعة الصراع الاجتماعي والقيمي بين طبقات وفئات المجتمع البولندي، كما نقلت بدقة تقاليد تلك المرحلة بشكل يكشف الهوة الهائلة بين اللحظة الراهنة وتلك التي عاشها المجتمع البولندي منذ أقل من 100 عام.
تدور الرواية حول قصة الجراح الشهير رافاي ويلكزور -الذي يجسد دوره الممثل ليزيك ليشوتا- الذي اكتشف ذات يوم أن زوجته غادرت المنزل مع ابنتهما ماريسيا، ويحاول البحث عنها، لكنه يقع ضحية لقطاع الطرق.
بعد تعرضه للضرب المبرح يعاني من فقدان الذاكرة، ويتجول في القرى، ويعمل في مهن غريبة ليحصل على طعام ومأوى.
يعيش ويلكزور باسم أنتوني كوسيبا، ويبدأ عمله كمعالج دون شهادة علمية أو ترخيص بالعمل كطبيب، وبعد إجراء عملية جراحية ناجحة لشاب مقعد، يكتسب شهرة باعتباره معالجا عظيما.
قرار درامييلتقط ميشيل غازدا الخط الدرامي الخاص بالزوجة الهاربة مع ابنتها الطفلة، ليبدأ في تشكيل نسيج درامي سينمائي، يحتوي على مزيج من الإثارة التي يحدثها بحث الأب والابنة عن بعضها، بينما يلتقيان دون أن يعرف كل منهما الآخر.
يتضمن الميلودراما أيضا التي يحدثها تعرض الابنة لحادث مع إصابة قاتلة، ثم تعرض الأب للسجن، وفي لفتة قاسية، يقوم صاحب الفيلم بتغير الخط الروائي الخاص بالطبيب المنافس الذي لا تربطه علاقة بالبروفيسور ويلكزور في الرواية، ليكون صديق عمر للبروفيسور، ومرافق دائم له في العمل السينمائي.
ذلك الصديق الذي استغاث به البروفيسور، فذهب إليه مسرعا، ليجده يتعرض للضرب المبرح، فيخذله ويقف ليشاهده حتى يسقط بلا حراك، ثم ينصرف، ليؤكد في المشهد التالي أن الدكتور ويلكزور رئيس الجراحين قد قتل. لم يكن ما ارتكبه الصديق خذلان فقط، ولكنه فعل يرقى لدرجة الخيانة.
وأضافت الدراما التي كتبها كل من السيناريست مارسين باكزينسكي وماريوس كوتزيفسكي بعدا جديدا للعمل، فقد أثرى الفيلم على مستوى شحنة المشاعر المتولدة عن الخذلان، وصنع غازدا إيقاعا موسيقيا تصاعديا للأحداث، حتى وصل إلى قمة التعقيد الروائي، حيث يسلم البروفيسور ويلكزور نفسه للشرطة معترفا بممارسة الطب دون ترخيص في سلوك نبيل محاولا إبعاد ابنته (التي لم يكن يعرف أنها ابنته حتى الآن)، بينما تهرب الابنة من القرية، حماية لأبيها (لم تكن تعرف أنه أبوها أيضا)، في حين يتم إخفاء مكان ماريسيا عن الكونت الذي كان قد تقدم لخطبتها بعد قصة حب قصيرة.
حين يصل الفيلم إلى هذه المرحلة، تبدأ الأزمات في التحلل، وتظهر الحلول، عبر تحولات في الشخصيات نفسها، وقد يكتسب الضعيف قوة شخصية تحوله إلى حل أو جزء من الحل بعد أن كان جزءا من الأزمة، وقد يستيقظ ضمير أحدهم، فيعترف وتنقلب الأمور، وقد يتذكر شاب ثلاثيني ما حدث من الدكتور ويلكزور منذ 20 عاما حين أنقذه من الموت ويذهب ليقدم شهادة براءته.
وقد حدثت كل تلك التحولات لشخوص العمل، وبعضها مصادفات ضعيفة، لكن أضعف ما في الدراما إجمالا هي تلك المصادفة التي تجعل من شخص فاقد الذاكرة، يعيش متجولا بين القرى يصادف ابنته في قرية جاءت لتعيش فيها مصادفة أيضا.
ذاكرة القلبالإنسان في حقيقته ليس سوى ذاكرة تمشي على الأرض، وفي حال فقدها، يكون أقرب إلى جسد بلا هوية، ورغم أن الآخرين قد يتذكرونه جيدا، لكن تظل علاقته بالعالم هشة وغير حقيقية.
ويرى صناع الفيلم أن ثمة ذاكرة للقلب هي التي تسوق الجسد/الشخصية إلى من يحبهم، ويعرفهم القلب وحده دون الذاكرة العاجزة، ولأن الأبناء قطع من القلوب فلا غرابة في تذكر القلب للابنة.
وقد أجاد الممثل البولندي ليزيك ليشوتا أداء دور الشخص فاقد الذاكرة، خاصة بعينيه اللتين ظلتا في حالة نظر للاشيء منذ فقد ذاكرته، كما استخدم ملامح وجهه بمهارة شديدة فبدت رغم كل الانفعالات محايدة، كما لو أنها لا تنتمي لعالمها.
وعلى العكس من ليشوتا، لم تكن الممثلة ماريا كوالسكا التي قدمت دور الابنة ماريا جولانتا ويلكزور على مستوى الأداء المطلوب، رغم الميلودراما التي شكلت مساحة واسعة كان يمكنها تقديم أداء متميز فيها، لكن ماريا بدت في حالة أقرب إلى البرود.
وقد أثر ذلك الأداء للممثلة الشابة في المشهد الرئيسي (الماستر سين) بالمحكمة، حين تدخل ماريسيا إلى قاعة المحكمة لتعيد تعريف نفسها باعتبارها ابنة الدكتور ويلكزور ثم تندفع لتعانقه، فرغم أهميته بدا أقل من عادي بسبب ذلك الأداء الباهت لفتاة تعثر على أبيها الذي فقدته منذ الطفولة وتعرفت عليه بعد أن أنقذها من الموت بجراحة دقيقة في المخ ومغامرة كادت تدخله السجن.
ولعل ديكور وملابس الفيلم هي أكثر ما يميز هذا العمل المبهج، إذ استعاد المخرج أجواء الريف البولندي، وملابسه المميزة، وتفاصيل المنازل والحياة اليومية للفقراء وللأغنياء أيضا، كما أخلص المخرج ميشيل غازدا لشخصيات عمله، فلم تظهر أي منها مبتورة أو غير مبنية بشكل جيد، ولعل الأمر يعود بالأساس إلى كون العمل مأخوذ عن رواية أدبية.
ذاكرة الأبمن خلال مشهد مكبر لعجلة ساقية ومياه جارية بالأسفل، يخبرنا المخرج بمرور الوقت، وهو تعبير بصري بلغة السينما يشير إلى دوران الشمس، ويستدعي مقولة "وجرت في النهر مياه كثيرة"، نجد الدكتور ويلكزور قد تزوج، وهو يحضر الآن زواج ابنته.
ظهر البروفيسور ويلكزور الذي استعاد ذاكرته في المشهد الأخير في كامل أناقته كما بدا في المشاهد الأولى للعمل، واحتفل بزواج ابنته من الكونت الشاب في حضور والدة الكونت ووالده، وكانت الأم قد حذرت الابنة من الاستمرار في مشروع الزواج من ابنها مشيرة إلى الفارق الطبقي، في موقف درامي اقتبسه المخرج وكاتبا السيناريو من رواية "غادة الكاميليا" للروائي ألكسندر دوماس.
قدم "الحب المنسي" عاطفة أبوية نبيلة استطاعت بطاقة الحب -التي لم تكن معروفة نظرا لفقدان الذاكرة- أن تنقذ الابنة من الموت بعد أن تخلى عنها الأطباء، واستطاعت أن تعمل كبوصلة لاستعادة الابنة والذاكرة والحياة أيضا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
البستاني دراما إسبانية عن الحب زمن القتل
في عالم مظلم تغيب فيه القيم الأخلاقية، حيث لا وجود لأبطال تقليديين، ينشأ إلمر بطل مسلسل "البستاني" (The Gardener) في دراما إسبانية جديدة طرحتها نتفليكس، وهو موجه لعشاق الإثارة والجريمة، إذ يقدّم عالماً يسوده العنف، وتُمارَس فيه الجريمة والقتل كأفعال يومية مألوفة.
ورغم تصنيفه ضمن فئة الإثارة الرومانسية، فإن "البستاني" يميل بوضوح إلى الطابع الميلودرامي، خاصة في تناوله للعلاقات الإنسانية المعقدة. ويستعرض المسلسل مواضيع مثل العنف، وأزمات الهوية المرتبطة بصدمات الماضي، والتلاعب العاطفي، والحب غير التقليدي، ويطرح في الوقت ذاته تساؤلات أخلاقية عميقة حول طبيعة الخير والشر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأولlist 2 of 2عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من الرواياتend of list لا حب أو خوف أو غضب أو قلقيحكي المسلسل قصة "إلمر" (ألفارو ريكو) الشاب الذي يعمل بصمت في مركز والدته "لاتشاينا" (سيسيليا سواريز) لزراعة النباتات، حيث يختبئ خلف أصص الزهور حاملًا سرًا خطيرًا. وتدير والدته في الخفاء شركة قتل مأجورة صغيرة بهدف جمع ما يكفي من المال لشراء منزل والدتها القديم في المكسيك الذي يحمل لها ذكريات الطفولة.
إلمر ليس شريكًا عاديًا، فقد وقع عليه الاختيار لتنفيذ المهام القاتلة بعد أن نجا في طفولته من حادث سيارة مروّع أدى إلى ضرر دائم في الفص الجبهي الأمامي من دماغه، وهو ما أفقده القدرة على الشعور بالعواطف: لا حب، لا خوف، لا غضب، لا قلق، فقط برودة قاتلة تُمكّنه من تنفيذ ما لا يجرؤ عليه الآخرون.
وهذا العيب غير المتوقع يجعله مرشحا مثاليا للقيام بعمليات القتل بهدوء أعصاب ودم بارد، واستخدام مركز البستنة ستارا للتخفي خلفه خاصة وأن النباتات لا تطلق أحكاما ولا تتطلب أي مشاعر فقط بعض الصبر والاعتناء الصامت، وهو ما يجيد إلمر تقديمه.
وما لم تحسب الأم حسابه أن يصاب ابنها بورم في المخ يضغط على منطقة معينة تعيد إليه بعد سنوات طويلة المشاعر التي تفاجئه وتصدمه كونه يجهل كنهها أو كيفية التعرف إليها والتعامل معها بروية.
إعلانوتبدأ الأزمة حين يقع إلمر في حب ضحيته التالية فيوليتا (كاتالينا سوبيلانا) معلمة روضة الأطفال اللطيفة والتي تخفي هي الأخرى أسرارها المظلمة الخاصة مما يضعه في صدام مع والدته لرفضه تنفيذ المهم، وبالوقت نفسه رفض العلاج والعودة إلى سابق عهده من اللاشعور والفراغ السحيق الذي هو أهم أدوات عمله الجانبي.
وتجري الأحداث في ظل محاولات من الأم للتلاعب به بخسة وذكاء لإجباره على العلاج وكذلك القتل، وهو ما يتزامن مع الشكوك التي تنتاب الشرطة تجاههم بما يهُدد بفضح أمرهم والزج بهم في السجن.
Finishing the Gardener on Netflix! ☠️ Romantic, in a Norman Bates kind of way!???? ????????♂️???? pic.twitter.com/iGOpC6rqGu
— Larry (@mechmonster2000) May 15, 2025
قراءة فنية في ثنائية العنف والرومانسيةأول ما يلفت الانتباه إلى مسلسل "البستاني" قصته التي تتبع تطور شخصية إلمر ومحاولات الحبكة للتوازن بين العاطفة والواقعية في ظل سيناريو جريء ومختلف قرر صانعوه جعل علاقة البطل بوالدته أكثر إثارة من علاقته بحبيبته وطرحها الكثير من التساؤلات العميقة.
ومن بين مميزات العمل الأخرى اقتصاره على شخصيات محدودة ومواقع تصوير قليلة بما يتناسب مع مدينة صغيرة تجري بها الأحداث، وهو ما ساعد على منح المشاهد شعورا مزيجا بين التلصص وعدم الارتياح حيث الكثير من التوتر والقلق وبعض التكثيف.
وقد تميز السيناريو أيضا بالتصاعدية والتطورات المفاجئة مما حافظ على إبقاء اهتمام المشاهد مستعرا خاصة في ظل الطبقات المتعددة للقصة، مع حوار واقعي حاول إبراز طبيعة الصراع العميق الذي وقعت به الشخصيات ومدى تأثيرها النفسي عليهم.
أما بصريا، فقد تبنى المخرج ميغيل سايز كارال رؤية بصرية قاتمة حيث الإضاءة الخافتة أو المظلمة والألوان الهادئة والداكنة التي تتماشى مع طبيعة القصة وجو التوتر والغموض. مع اللجوء إلى زوايا مدروسة وحركات كاميرا تؤدي إلى مزيد من القلق وشعور بعدم اليقين، والتركيز على تعابير الوجه لنقل المشاعر الداخلية التي تعتري الشخصيات، كما جرى اللجوء إلى اللقطات الأوسع لإظهار البيئة المحيطة التي هي نفسها جزء من حالة الغموض.
كذلك لعبت الموسيقى التصويرية -التي تمثلت في ألحان هادئة لكن مؤثرة- دورها كعنصر رئيسي ساهم بتعزيز تأثير المشاهد والمشاعر التي تنقلها بما يتناسب مع الأحداث والشخصيات.
وأخيرا مع الأداء التمثيلي، نجح الممثلون بتجسيد شخصياتهم ونقل مشاعرهم خاصة ألفارو ريكو الذي برع بأداء الشخصية المنعزلة والباردة ونقل المشاعر المتضاربة التي يختبرها البطل للمرة الأولى بشكل مفاجئ.
كذلك برعت سواريز في دور الأم المتلاعبة والمهووسة بالسيطرة على ابنها لتحقيق أهدافها، ومن الممثلين الثانويين الذين أجادوا أدوارهم أيضا فرانسيس لورينزو وماريا فاسكيز، ودور محققي الشرطة الذين أضافوا طبقة منعشة للقصة.
Watching The Gardener on Netflix. This series is so interesting and mysterious. The suspense is so good. Im on episode 2 rn. #thegardener
— UserUnknown (@UserUnknownPOV) April 27, 2025
أما عن العيوب الفنية، فقد تنوعت بين تطورات الحبكة التي بدت مبالغا بها بعض الشيء مثل الورم الذي يعيد للبطل القدرة على الشعور ما أن تظهر فيوليتا في حياته، كذلك جاءت الكثير من الأحداث متوقعة مما أحبط رواد الإثارة الإسبانية الخالصة الذين وجدوا أنفسهم أمام عمل هجين من الجريمة والرومانسية والميلودراما، لا يمنحهم إجابات كافية على الأسئلة العديدة التي يطرحها.
إعلان مؤشرات على العودة لموسم ثانيُعد مسلسل "البستاني" من أعمال الإثارة المثيرة للجدل، إذ لا يكتفي باستعراض الحب الرومانسي أو العلاقات الخارجة عن إطار الزواج، بل يغوص بعمق في الحب الأمومي حين يتحوّل إلى علاقة معقدة، وأحيانًا سامة، تتجاوز حدود الأمومة التقليدية لتصل إلى شكل من الاعتماد المرضي والسيطرة الكاملة. ويبقي هذا التعقيد العاطفي المشاهد في حالة من التردد، عاجزًا عن الانحياز لطرف دون آخر، وهو ما يُشكّل جزءًا من جاذبية العمل وسحره.
أما النهاية المفتوحة التي رسمها صُنّاع المسلسل، فقد جاءت مقدمة لاحتمال انطلاق موسم ثانٍ، خاصة مع ظهور خيوط درامية جديدة توحي ببداية فصل جديد. ومع ذلك، لم تصدر نتفليكس حتى الآن أي تأكيد رسمي بشأن تجديد المسلسل، رغم أن القرار قد يرتبط بأداء المشاهدات في الفترة المقبلة.
the gardener: a spanish netflix series about an assassin who loses his emotions after a terrible car crash as a child. his mother uses this to turn him into a hitman, but everything changes when he falls for the woman who's supposed to be his next victim. so good!!! pic.twitter.com/4yxEQLmr6J
— mclovin (@unlisangria) April 20, 2025
ويصنف مسلسل "البستاني" بأنه دراما إسبانية قصيرة من 6 حلقات، تأليف ميغيل سايز كارال، إخراج ميخائيل روايدا ورافا مونتيسينوس، وبطولة ألفارو ريكو، وسيسيليا سواريز، وماريا فاسكيز، وكاتالينا سوبيلانا، وفرانسيس لورينزو، وماريا فاسكيز.