أمانة العاصمة المقدسة تكثف استعداداتها للتعامل مع الحالة المطرية
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
رفعت أمانة العاصمة المقدسة ممثلة في الإدارة العامة للطوارئ والأزمات استعداداتها لتطبيق خطة الطوارئ للأمطار والسيول.
وقال المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني، إن الأمانة عقدت اجتماعًا تحضيريًا في مقر الإدارة العامة للطوارئ والأزمات، وتم التنسيق بتنفيذ تجربة فرضية استباقية لمواجهة خطر السيول والأمطار في مكة المكرمة مع الجهات المعنية.
وأكمل، أن تلك الإجراءات تستهدف تهيئة المعدات والآليات والعمّال ومناقشة الجدول الزمني لكل مراحل الفرضية، بهدف ضمان تعزيز التنسيق بين الجهات المعنية وتحسين الجاهزية للتعامل مع حالات الطوارئ المحتملة، وقياس مدى استعداد الإدارات المختصة وفريق الطوارئ بالأمانة.
وأشار زيتوني إلى أن أهداف هذه الإجراءات تشمل أيضا، قياس سرعة الاستجابة وتحديد نقاط القوة والضعف ورفع أداء الفريق، وتلمس أوجه التطور والقصور وتطبيق خطة الاستجابة للأمطار والسيول مع التعرف على استعداد الأفراد والجهات المشاركة المنفذة لأعمال خطة طوارئ الأمطار والسيول وقيام كل إدارة بالمهام والواجبات المُناطة بها، بتوفير التجهيزات والمعدات اللازمة.
وشارك في تنفيذ التجربة وكالات «البلديات والخدمات، والمشاريع، والتشغيل والصيانة، والسيول»، وشملت تنفيذ عدة سيناريوهات محتملة، بما في ذلك سيناريوهات هطول أمطار وتدفق سيول في العاصمة المقدسة وارتفاع منسوب المياه، والتعامل مع البلاغات الواردة إلى غرفة الطوارئ وعمليات (940) بأمانة العاصمة المقدسة عن تجمع مياه وتساقط أشجار ولوحات إعلانية وانجراف سيارات.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: العاصمة المقدسة سيول العاصمة المقدسة
إقرأ أيضاً:
القدس الجديدة في روسيا.. مشروع يحاكي الأماكن المقدسة في فلسطين
في منتصف القرن السابع عشر، ظهر اسم غير مألوف في مقاطعة موسكو وهو دير "القدس الجديدة"، عندما قرر القيصر الروسي في ذاك الوقت أليكسي ميخائيلوفيتش ورئيس الكنيسة الروسية البطريرك نيكون إنشاء نسخة طبوغرافية ومعمارية من الأراضي الفلسطينية المقدسة على مقربة من العاصمة، تكون بمثابة مركز "فلسطين الروسية".
كان الهدف من هذا المشروع الكنسي إظهار الأهمية المتزايدة لروسيا كمعقلٍ للأرثوذكسية العالمية، وخليفة لبيزنطة، وكذلك لإتاحة الفرصة لرؤية الأرض المقدسة دون مغادرة روسيا، لأن سفر الحجاج الروس إلى الأماكن المقدسة في فلسطين في ذلك الزمان كانت مسألة شاقة ومكلفة بالنسبة للكثيرين.
أسست "القدس الجديدة" على يد البطريرك نيكون عام 1656 كمجمعٍ للأماكن المقدسة في فلسطين على الأراضي الروسية، ليتمكن المؤمنون الروس من رؤيتها بأعينهم دون عناء رحلة طويلة وشاقة.
في ذلك الوقت لم تكن هناك صور فوتوغرافية أو معلومات موثوقة عن الأماكن المسيحية في فلسطين، لذا سعى البطريرك نيكون إلى أقصى قدر من الدقة في إعادة إنتاج الأماكن المقدسة، مستعينا بنقوش الفنان الإيطالي برناردينو أميكو، المعروفة على نطاق واسع في أوروبا، والتي تصور كنيسة القيامة وكنيسة بيت لحم وكنيسة الزيتون وكنائس فلسطينية أخرى.
كما استفاد البطريرك من كتاب "مُصلّي الأماكن المقدسة" للراهب الروسي أرسيني سوخانوف، الذي وصف فيه المقامات الفلسطينية بالتفصيل، وغيرها من المصادر المتاحة، لا سيما الرسومات والأوصاف الشفهية التي كتبها الحجاج.
ولتنفيذ خطته، اختار البطريرك نيكون، الذي كان نفوذه يكاد يفوق نفوذ القيصر، موقعا شمال غرب موسكو، على ضفاف نهر إسترا المحاط بالتلال، مما سمح له بالاقتراب قدر الإمكان من النموذج الفلسطيني.
إعلانأطلقت على المعالم الطبوغرافية أسماء جديدة، فأصبح نهر إسترا في وسطه يُعرف بنهر الأردن، والجدول الجاري بالقرب منه يُعرف بسهل قدرون، والتل عند منعطفه يُعرف باسم صهيون، والتل شرقه يُعرف باسم إيليون، ونُصب صليب عبادة على تل إيليون، رمزا لمكان صعود السيد المسيح.
كما سُميت بعض القرى بأسماء تاريخية فلسطينية، فقرية تشيرنيفو، الواقعة على الطريق المؤدي إلى القدس الجديدة من موسكو، سُميت بالناصرة، وفي قرية سفاتوفو-فوسكريسينسكويه تم بناء دير بيت عنيا (العيزرية) للنساء مع كنيسة "دخول المسيح إلى القدس" وأُعيدت تسمية صومعة زينوفييف" إلى كفرناحوم.
أمضى البطريك أكثر من 8 سنوات يشرف على البناء في الموقع، وكانت جميع المباني الرئيسية في "القدس الجديدة" في البداية مصنوعة من الخشب.
لكن العمل توقف لمدة 13 عاما تقريبا مع نفي البطريرك في نهاية عام 1666، إثر فتور علاقته مع القيصر أليكسي ميخائيلوفيتش قبل أن تستأنف أعمال البناء في عام 1679.
واصل ورثة القياصرة معاملة "القدس الجديدة" باهتمام خاص وحرصوا على ترميمها بعد حالات عدة من انهيار الأسقف والحرائق.
في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ازداد عدد الأسماء الجغرافية والمواقع الفلسطينية في المنطقة المجاورة مباشرة للدير بشكل ملحوظ، فظهرت أسماء كوادي الدموع ونبع سلوان وبرج بيت داود وحديقة جثسيماني وجبل طابور وبلوط ممرا (بلوطة إبراهيم).
من الناحية الطبوغرافية، لم يكن كل هذا يتوافق مع النموذج الفلسطيني الحقيقي، لكنه أثار في نفوس الحجاج الروس ارتباطات وذكريات حية بالنصوص المقابلة الواردة في الإنجيل.
في القرنين التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان الدير أحد أكثر مراكز الحج شعبية، وزاد عدد زواره بشكل خاص بعد بناء سكك حديدية للوصول إليه.
أما بداية الدراسات العلمية لتاريخ القدس الجديدة فتعود إلى القرن التاسع عشر على يد الأرشمندريت ليونيد، أهم مؤرخي الدير، وهو باحث في آثار الشرق المسيحي ومخطوطات "القدس الجديدة"، إذ ركزت أعماله على المقالات التاريخية وحفظ الوثائق القيّمة من القرن السابع عشر والتي فُقدت الآن.
في عام 1919، بعد عامين من اندلاع الثورة البلشفية، أُغلق الدير وتم تأميم ممتلكاته إلى حين اندلاع الحرب العالمية الثانية واحتلال القوات الألمانية المنطقة وقيامها بتدمير المباني الرئيسية للدير (خيمة الكاتدرائية وأقبيتها وجميع الأبراج، وكنيسة البوابة، وقاعات الطعام) وزرعت الألغام في أراضيه.
وقد ذُكرت وقائع تفجير "القدس الجديدة" وتدمير المتحف في محاكمات نورمبرغ، وهي سلسلة محاكمات أعقبت الحرب العالمية الثانية.
بدأت أعمال الترميم وإعادة البناء في الدير خلال فترة ما بعد الحرب، حيث خصصت الدولة مبالغ طائلة لذلك وعاد المتحف للعمل في الدير.
في عام 1994 أُعيدت "القدس الجديدة" إلى إدارة الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، وبدأ الانتقال من ترميم المظهر الخارجي للدير إلى ترميم ديكوره الداخلي.
إعلانفي عام 2008 وبمبادرة من الرئيس الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف والبطريرك أليكسي الثاني، أُنشئت مؤسسة خيرية لترميم الدير بدأت العمل على نطاق واسع وشملت -من بين أمور عدة- بناء كنيسة "بوابة الدخول إلى القدس" وجدران حجرية بثمانية أبراج، تحمل معظمها أسماء مرتبطة بفلسطين.
في الوقت الحالي باتت جميع الكنائس والأديرة في "القدس الجديدة" مفتوحة للحجاج والسياح، وتعد من أكثر أماكن السياحة الدينية أهمية في روسيا، حيث يُسمح بالتصوير داخلها بحرية باستثناء أوقات الصلاة.