.يقوم بلينكن بجولة هي الأوسع حتى الآن في الشرق الأوسط، حيث عمل معالحلفاء العرب لمنع تحول الحرب إلى صراع أوسع

التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يقوم بجولة إقليمية في الشرق الأوسط، اليوم الأحد (15 أكتوبر/ تشرين الأول) مع الأمير  محمد بن سلمان  ولي عهد السعودية التي علّقت للتو مباحثات  التطبيع مع إسرائيل.

وصرح مسؤول أمريكي لوكالة فرانس برس أنّ اللقاء بين الوزير الأمريكي و ولي العهد بن سلمان الحاكم الفعلي لبلاده في الرياض استمر قرابة ساعة في الصباح الباكر بمقر إقامة ملكي في مزرعة في منطقة الرياض.  ودعا الوزير الأمريكي إلى الضغط على حركة حماس.
 

مختارات مصدر أمريكي: التطبيع مع إسرائيل على جدول زيارة سوليفان للسعودية زيارة بايدن للسعودية.. الحفاظ على حليف تاريخي في أوقات صعبة

وردا على سؤال حول الاجتماع، قال بلينكن للصحافيين بعد عودته إلى مقر إقامته إنّ اللقاء كان "مثمرا للغاية". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان: "سلط الوزير الضوء على تركيز الولايات المتحدة الراسخ على وقف الهجمات  التي تشنها حماس وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن ومنع انتشار الصراع".

وأضاف ميلر "أكد الجانبان التزامهما المشترك بحماية المدنيين وتعزيز الاستقرار في أرجاء الشرق الأوسط وخارجه".

ويأتي اجتماع بلينكن اليوم الأحد مع الحاكم الفعلي للمملكة في الوقت الذي تقف فيه المنطقة على حافة المزيد من التصعيد في  غزة التي يسكنها 2.3 مليون مع استعداد إسرائيل لشن هجوم بري.

ويقوم بلينكن بجولة هي الأوسع حتى الآن في الشرق الأوسط، حيث عمل معالحلفاء العرب لمنع تحول الحرب إلى صراع أوسع والمساعدة في تأمين إطلاق سراح رهائن تحتجزهم حماس التي تصنفها ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

وتوعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة ردا على الهجوم الذي شنه مقاتلوها في بلدات إسرائيلية قبل ثمانية أيام. وفي وقت متأخر أمس السبت، حذرت إيران من "عواقب واسعة النطاق" إذا لم يتوقف القصف الإسرائيلي.

وحذرت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جماعة حزب الله اللبنانية ألا تبدأ حربا على جبهة ثانية، وهددت "بتدمير لبنان" إذا فعلت ذلك.

وبدأ بلينكن جولته يوم الخميس من إسرائيل مؤكدا دعم الولايات المتحدة القوي لأقربحليف لواشنطن في الشرق الأوسط  في حربها ضد حماس.

ومنذ ذلك الحين، زار الأردن، وقطر والبحرين والسعودية. وقام بزيارة قصيرة إلى الإمارات وعاد إلى الرياض للقاء ولي العهد في وقت متأخر أمس السبت رغم أن الاجتماع لم يعقد إلا صباح اليوم الأحد. ومن المتوقع أن يسافر إلى مصر اليوم الأحد.

وتقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 2300 شخص قُتلوا، ربعهم من الأطفال، وأصيب نحو عشرة آلاف. وبحث عمال الإنقاذ باستماته عن ناجين من الضربات الجوية الليلية. وتردد أن مليون شخص تركوا منازلهم.

وشنت حماس هجوماً إرهابياً السبت (السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023) بدأ بإطلاق آلاف الصواريخ باتجاه إسرائيل في الوقت الذي نفذ فيه المئات من عناصرها عملية اختراق للدفاعات الحدودية في هجوم مفاجئ غير مسبوق قبل أسبوع أسفر عن سقوط أكثر من 1300 قتيل إسرائيلي.

والتقى بلينكن أمس السبت مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض. وقال بلينكن قبل الاجتماع إن حماية المدنيين على كلا الجانبين أمر ضروري.

وقال "ونحن نعمل معا لتحقيق ذلك تحديدا، ولا سيما العمل على إنشاء مناطق آمنة في غزة، والعمل على إنشاء ممرات حتى تتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها".

ع.أ.ج/ ع غ (أ ف ب، رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: غزة إسرائيل فلسطين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان التطبيع العربي مع إسرائيل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن غزة إسرائيل فلسطين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان التطبيع العربي مع إسرائيل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فی الشرق الأوسط الیوم الأحد

إقرأ أيضاً:

عالم جديد… عالم متوحش جدا

يتوجب على كل دول العالم وبالأخص دول الشرق الأوسط، والدول العربية الأخرى، بعد الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران، وما تبعه من ضربة أمريكية على المواقع النووية الإيرانية أن تستخلص مجموعة من النتائج التي باتت أقرب من المسلمات في تعامل الحلف الصهيوـ أمريكي بشكل خاص، والغربي بشكل عام إزاء دول العالم الأخرى والتي تؤكد على ثوابت لا مجال للمساس بها.

هذه الثوابت هي من محرمات النظام الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية: أولا الرفض القاطع للمطالبة بمحاسبة إسرائيل على جرائمها (وآخر فيتو أمريكي في مجلس الأمن بخصوص العدوان على غزة، وارتكابها جرائم حرب، وإبادة جماعية، وعدم إدخال المساعدات، رغم موافقة 14 عضوا آخرين على مشروع القرار الأممي، والهجوم غير المبرر للإدارة الأمريكية السابقة واللاحقة على محكمة الجنايات الدولية بسبب إصدار حكم بإلقاء القبض على بنيامين نتنياهو ويولاف غالانت كمجرمي حرب لخير دليل على ذلك).

ثانيا حصر الحق في امتلاك القوة العسكرية والنووية في إسرائيل: (لا يحق لأي دولة، وخاصة دول الشرق الأوسط امتلاك قوة عسكرية تفوق، أو حتى تماثل قوة إسرائيل، وخاصة امتلاك السلاح النووي. (السلوك العدواني المشترك للحلف الصهيوـ أمريكي ضد المفاعل النووي العراقي أوزيراك، أو عملية بابل التي قامت بها إسرائيل بدعم أمريكي في السابع من حزيران 1981 ودمرت بها المفاعل العراقي، ثم تدمير المفاعل السوري، أو عملية البستان التي قامت بها إسرائيل في العام 2007، ثم إرغام ليبيا على تفكيك المفاعل النووي الليبي في العام 2003 بعد التهديد الأمريكي) هذا في الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل مفاعلا نوويا (مفاعل ديمونا) الذي قامت فرنسا ببنائه في العام 1958 دون إخطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا المفاعل أحد أبرز الأسرار المركزية في السياسة العسكرية الإسرائيلية، ولا يتم الحديث عنه إطلاقا إلا في ما ندر.

(أثيرت قضية مفاعل ديمونا في أعقاب قضية مردخاي فعنونو الذي كشف عن بعض أسرار هذا المفاعل وقامت إسرائيل باختطافه والحكم عليه بالسجن 18 سنة). إلا أن المحافل الدولية لا تتجرأ إطلاقا الإشارة إلى ما تمتلكه إسرائيل من تكنولوجيا نووية، والسلاح النووي، ولكن الجميع يعلم ذلك والجميع يتجاهل ذلك أيضا، على الرغم من المطالبة المستمرة من الدول العربية بأن يكون الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية منوهين بذلك لامتلاك إسرائيل هذا السلاح، دون ذكره، لكن أكثر من مسؤول إسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى طالبوا الحكومة باستخدام السلاح النووي بما يؤكد امتلاكها لهذا السلاح.
"إطالة الحرب مع إيران قد تلجئنا إلى السلاح الاستراتيجي""
وقد ذكرت صحيفة «لومانيتيه» الفرنسية بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران في عنوان عريض: «كيف امتلكت إسرائيل السلاح النووي في ظل غموض تام وتجاهل للقانون الدولي» وذكرت أن أيا من الرؤساء الأمريكيين يجرؤ بمطالبة إسرائيل بالتوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بل أن دونالد ترامب انسحب في العام 2019 من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى ما فتح الباب على عالم يسوده الفوضى وتداس فيه القوانين الدولية دون رادع».

وتشير صحيفة «لو مانيتيه» إلى مصدر رفيع في «الموساد» الذي صرح مؤخرا إن: إطالة الحرب مع إيران قد تلجئنا إلى “السلاح الاستراتيجي»، والمقصود السلاح النووي.

وأصوات في الإدارة الأمريكية لم تستبعد الخيار النووي قبل توجيه ضربتها بقنابل خارقة للخراسانات. ثالثا: لم تعد أي دولة في الشرق الأوسط (أو غيره) بمنأى أن تمحى عن الخريطة في المخططات الصهيو ـ أمريكية حسب تصريحات نتنياهو نفسه الذي يريد أن يغير وجه الشرق الأوسط مؤيدا كلامه بخرائط جديدة عرضها على منبر الأمم المتحدة، ومتكئا على دعم دونالد ترامب الذي أهداه في شوطه الأول الجولان السوري بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية عليها.

منذ غزو روسيا «الدولة العظمى» لأوكرانيا، واحتلال أراضيها بالقوة العسكرية، وضمها إلى الأراضي الروسية، واحتلال إسرائيل للضفة الغربية وغزة، وأراض في لبنان وسوريا، ( ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقات الدولية بانتهاكها دون رادع اتفاقية فصل القوات في سوريا، والقرار الأممي 1701 بالنسبة للبنان، وانتهاك اتفاقية كامب دافيد مع مصر بتواجد قواتها على محور نتساريم) ومطالبات دونالد ترامب بضم كندا، واحتلال غرينلاند، والاستيلاء على قناة بنما، والتنويه إلى احتلال غزة وتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط، ثم الاعتداء الإسرائيلي على إيران بدعم الولايات المتحدة دون سابق إنذار، وبخداع الجانب الإيراني بالمفاوضات في الوقت الذي كانت القوات الإسرائيلية تجهز نفسها لتوجيه ضربتها لإيران وإطلاق تصريحات بنيتها تغير النظام، كما حدث في العراق واسقاط نظام صدام حسين.

(نذكر هنا باستراتيجية الاحتواء المزدوج التي أطلقها السفير الأمريكي السابق في إسرائيل مارتن إنديك والتي ترتكز على احتواء العراق وإيران وقد نجحت أمريكا في احتواء العراق في العام 2003 واليوم تحاول احتواء إيران) هذه الأحداث المتتالية خلال السنوات القليلة الماضية تؤكد أن عالما جديدا يتشكل يقوم على مبدأ القوة ولا وجود للضعفاء فيه، وهذا ما يفسر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يريد تغيير وجه الشرق الأوسط، وهذا التغيير في ذهنية إسرائيل هو التوسع في احتلال الدول المجاورة، وخلق كيانات جديدة من الأقليات تدين بالولاء لها.

وصرحت مديرة معهد تشاتام هاوس برونوين ما دوكس في لندن لصحيفة اوبزيرفر قائلة: « نحن نعيش الآن في عالم تستطيع فيه الدول القوية أن تفعل ما تشاء». ويرى بيتر ريكيتس، الرئيس السابق لوزارة الخارجية البريطانية، وأول مستشار للأمن القومي في بريطانيا، أن هذه الفترة أكثر إثارة للقلق من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة. نهج القوة في الشؤون الدولية من أمريكا وروسيا والصين، المقترن بضعف الأمم المتحدة، لم نشهد هذا المزيج من قبل». ببساطة فإن الأمر يعيد إلى الأذهان عودة الإمبريالية المزدوجة البريطانية الفرنسية متمثلة اليوم بالإمبريالية الصهيو ـ أمريكية.

يكمن التهديد الوجودي للعرب في قوتين متناحرتين تسعيان كل واحدة من طرفها الهيمنة على بعض الدول العربية وخاصة دول الشرق الأوسط، وقد نوهت أكثر من دولة عربية لهذا التهديد المزدوج دون اتخاذ أي إجراء رادع، وآخر تحذير جاء على لسان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي قال بأن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتوسيع رقعة الحرب بهدف رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، مشيرا إلى « فشل المجتمع الدولي في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين».

وأظهرت الحرب الإيرانية الإسرائيلية أن إسرائيل تنتهك أجواء الدول العربية في المنطقة دون موافقتها متجاوزة بذلك كل القوانين الدولية وسيادة هذه الدول، وبعبارة أخرى أن هذه الدول أصبحت مكشوفة أمام الطيران الإسرائيلي، وفي تحليل للكاتبة الصحافية الأمريكية كاثلين جونستون في رد على رسالة سفير أمريكا لإسرائيل مايك هاكابي الذي مجد فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونوه فيها لاستخدام السلاح النووي قالت: «إن مجرد التلويح باستخدام السلاح النووي يعد أمرا مرعبا، وأن رفض واشنطن وتل أبيب لحصول إيران على السلاح النووي» لا ينبع من الخوف في استخدامه بل من فقدان القدرة على تغيير الأنظمة في المنطقة، إنهم يريدون إسقاط طهران لضمان السيطرة الإقليمية الكاملة، ولو لم تكن إيران تسعى لأن تمتلك السلاح النووي لبحثوا عن ذريعة أخرى».

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الخارجية يستعرض العلاقات الثنائية مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • نائب وزير الخارجية يلتقي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • اليونيسف: طفل يُقتل أو يُشوه كل 15 دقيقة في الشرق الأوسط
  • كيف تُعيد حرب إسرائيل وإيران تشكيل الشرق الأوسط؟
  • من غزة إلى تل أبيب.. خطر الحرب الأهلية وخسائر لم تُعلنها إسرائيل| ما القصة؟
  • الخارجية الأمريكية: الشرق الأوسط تغير جذريا إلى الأبد قبل أسبوعين
  • وَهْم "الشرق الأوسط الجديد" بدون مقاومة
  • ملفات ساخنة في لقاء ترامب ونتنياهو.. من رهان وقف النار إلى تقارب الشرق الأوسط
  • عالم جديد… عالم متوحش جدا
  • مستشار خامنئي: سنُشكل الشرق الأوسط الجديد حالة تعرضنا لهجوم صهيو أمريكي جديد