أكدت الأمم  المتحدة أنه أصبح هناك نحو مليون نازح بقطاع ‎غزة في الأسبوع الأول من التصعيد مع ‎إسرائيل، في وقت تشن فيه حكومة الاحتلال حرب إبادة على غزة، وفق ما ذكرت صحف دولية.

قُتل أكثر من 1300 إسرائيلي، بينما استشهد نحو أقل بقليل من 2500 فلسطيني، وأصيب الآلاف، ونزح مئات الآلاف منذ بدء حرب إسرائيل على غزة.

جاء ذلك بعد هجوم الجماعة المقاومة يوم السبت الماضي. ويعتقد أن حماس تحتجز نحو 150 رهينة في غزة، بينما قال الاحتلال إن لدى المقاومة 126 أسيرا إسرائيليا. 

وبعثت إيران برسالة عبر الأمم المتحدة يوم السبت تحذر فيها إسرائيل من غزوها البري المتوقع لغزة، حسبما أفاد موقع أكسيوس. 

وشددت الرسالة الإيرانية على أنها لا تريد المزيد من التصعيد في الحرب بين حماس وإسرائيل، لكنها ستضطر إلى التدخل إذا استمرت العملية الإسرائيلية في غزة .

ووجهت منظمات الإغاثة ومسؤولو الصحة الفلسطينيون نداءات عاجلة  إلى العالم  لإلغاء أمر إجلاء الفلسطينيين الذين يعيشون في شمال غزة، مطالبين بدخول المساعدات والغذاء والمياه والوقود إلى غزة، قائلين إن الأمر "أصبح مسألة حياة أو موت"، مع نفاد مياه الشرب النظيفة من القطاع.

وقُتل وأصيب العديد من الصحفيين في لبنان وغزة بنيران وضربات إسرائيلية، فقُتل صحفي رويترز عصام عبد الله يوم الجمعة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وأصيب عدد من الصحفيين الآخرين.

ويستمر قصف الجيش الإسرائيلي لغزة اليوم الأحد. وتصاعدت أعمال العنف أيضا في الضفة الغربية المحتلة، حيث استشهد عشرات الفلسطينيين هناك.

وفي غزة، تعاني المستشفيات، حيث يقول مسئولون في القطاع "نحن بحاجة إلى نقل الوقود بالشاحنات إلى غزة الآن. الوقود هو السبيل الوحيد للناس للحصول على مياه الشرب الآمنة. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن الناس سيبدأون بالموت بسبب الجفاف الشديد، ومن بينهم الأطفال الصغار وكبار السن والنساء".

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني  أن "المياه هي الآن آخر شريان حياة متبقٍ. وأنا أناشد رفع الحصار عن المساعدات الإنسانية الآن".

وقطعت إسرائيل الكهرباء ومنعت دخول الغذاء والوقود والإمدادات الأخرى إلى غزة بعد إعلان "حصار كامل" على القطاع الذي كان بالفعل تحت حصار إسرائيلي صارم.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إسرائيل كاتس على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس : “لن يتم تشغيل مفتاح كهرباء واحد ، ولن يتم تشغيل صنبور واحد، ولن تدخل شاحنة وقود واحدة حتى تتم إعادة الرهائن الإسرائيليين إلى ديارهم”.

وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش "الحصار الكامل" الذي تفرضه إسرائيل ووصفته بأنه "دعوة لارتكاب جريمة حرب". وقالت هيومن رايتس ووتش أيضًا إن قتل المدنيين يشكل انتهاكًا للقانون الدولي وجرائم حرب.

وكان أكثر من 423 ألف شخص نزحوا في غزة قبل صدور أمر  الإسرائيلي في الجزء الشمالي من القطاع، وفقا لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. وتعرضت العديد من المدارس والمستشفيات لأضرار بسبب الغارات الجوية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: احتلال إبادة الأسبوع الأول الأمم المتحدة الضفة الغربية المحتلة فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا اختارت إسرائيل ضرب إيران الآن؟

الإعداد لهجوم إسرائيل على إيران ظل مستمرا على مدار عشرين عاما، أصرَّ المسؤولون الإسرائيليون لعقود على أن إيران لا يمكن السماح لها بتطوير السلاح النووي. كما أوضحوا بجلاء أنهم مستعدون لاستخدام القوة العسكرية لتدمير برنامجها النووي. وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي يثور سؤالان: لماذا الهجوم الآن؟ وما الذي سيعقبه؟ (تاريخ المقال 13 يونيو).

هنالك ستة عوامل مهمة قادت إلى قرار إسرائيل بمهاجمة إيران.

أولها أثر هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل والذي دفعها نحو التشدد. فالقادة الإسرائيليون اقتنعوا أكثر من أي وقت مضى بأنهم في معركة من أجل البقاء. إنهم يعتبرون صنع قنبلة نووية إيرانية خطرا وجوديا على إسرائيل. وبعد صدمة 7 أكتوبر اعتقدوا أنهم لا يمكنهم التسامح مع مثل هذا الخطر.

العامل الثاني وضع إيران الدفاعي الذي ضعف كثيرا مقارنة بسنوات عديدة سابقة. فالضربات الجوية الإسرائيلية في أكتوبر الماضي، والتي أعقبت هجوما صاروخيا استهدف إسرائيل، ألحقت ضررا بليغا بالدفاعات الجوية لإيران وبقدرتها على إنتاج الصواريخ. واعتقد الإسرائيليون أن لديهم فرصة فريدة لمهاجمة إيران وهي لا تزال في ضعفها.

السبب الثالث أن إيران كانت على وشك بلوغ «عتبة» صنع القنبلة النووية التي تمكنها من تجميع سلاح نووي بسرعة معقولة. فقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت مبكر من الأسبوع الماضي أن إيران انتهكت تعهداتها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي.

العامل الرابع هو أن إسرائيل تشعر بقدر أكبر من الثقة في قدرتها على إعادة تشكيل الشرق الأوسط بصورة جذرية والتحول إلى القوة العظمى الإقليمية. لقد حذرت إدارة بايدن الإسرائيليين من أنهم إذا هاجموا حزب الله في لبنان سيستثيرون ردا انتقاميا يمكن أن يكون مدمرا. تجاهلت حكومة بنيامين نتنياهو تلك التحذيرات، وقضت على قيادة حزب الله، واحتوت ردة الفعل التي أعقبت ذلك. وهي تنتقل الآن إلى هجوم مباشر على إيران خصمها الإقليمي الرئيسي.

السبب الخامس أن إسرائيل تتعرض إلى ضغوط دولية متزايدة حول الحرب وشبه المجاعة في غزة. والهجوم على إيران يمكِّن حكومة نتنياهو من تغيير «الموضوع». ومن المحتمل أن يجبر البلدان الأوروبية التي يتزايد انتقادها لإسرائيل على المسارعة للدفاع عن إسرائيل.

العامل السادس والأخير كان فقدان إسرائيل الثقة في المحادثات النووية لإدارة ترامب مع إيران. اعتقد الإسرائيليون أن هذه المحادثات ليست فقط خاطئة في الأساس، ولكن يمكن أيضا أن تكون خطرة؛ لأنها ستترك لإيران برنامجها النووي. ومع اقتراب موعد المحادثات بالغة الأهمية بين إيران والولايات المتحدة (التي كان من المقرر انعقادها في مسقط يوم الأحد الماضي- المترجم)؛ قررت إسرائيل تقويضها.

كانت إدارة ترامب تدرك جيدا أن هذا يمكن أن يحدث. ففي الأيام الأخيرة أبلغ المسؤولون الأمريكيون الزوار الأوروبيين بأن هنالك فرصة جيدة لتأمين اتفاق مع إيران. لكنهم أضافوا أن إسرائيل لن ترضى بالاتفاق، واعتقدوا أن حكومة نتنياهو ستمضي قدما في الهجوم على إيران.

قبل أسبوع نقلت الولايات المتحدة بعض الدفاعات المضادة للصواريخ من أوروبا إلى إسرائيل، وأخلت بعض عائلات العسكريين من المنطقة. وهو ما يشير إلى أنها كانت لديها فكرة جيدة عما يوشك أن يحدث.

بهجومها الآن أنهت إسرائيل جدلًا محموما ومثيرا للانقسام داخل إدارة ترامب حول ما إذا كان من اللازم معاونة إسرائيل بتوجيه ضربة إلى إيران، أو الامتناع عن ذلك، أو حتى المشاركة بشكل مباشر.

عندما عزل ترامب مايك والتز من منصبه كمستشار للأمن القومي في بداية شهر مايو كان يُعتقد على نطاق واسع أن المجموعة المؤيدة للحرب والمنحازة لإسرائيل قد أضعفت، وأن من يطلق عليهم دعاة ضبط النفس والأكثر ارتيابا في جدوى المزيد من الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط أصبحت لهم اليد العليا، لكن هجوم إسرائيل أربك دعاة ضبط النفس في إدارة ترامب.

حكومة نتنياهو تعلم من «سابقة» لبنان الأخيرة أن إسرائيل ربما يمكنها تجاهل النداءات الأمريكية بضبط النفس، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها مع ذلك سيدافعون عن إسرائيل ضد أي رد انتقامي إيراني. والبديل لعدم وقوف أمريكا إلى جانب إسرائيل ربما ضرب تل أبيب بصواريخ باليستية ومسيرات، والراجح أن أية حكومة أمريكية لن تقبل بذلك. (ضُربت تل أبيب فعلا - المترجم).

على أية حال؛ إسرائيل تخاطر بسداد الثمن في الأجل الطويل في الولايات المتحدة إذا اعتُبِرَ أنها تجرجر أمريكا دون رغبة منها إلى حرب شرق أوسطية أخرى. وإدارة ترامب التي تصارع لاحتواء التضخم سَتَسْتاء أيضا من أي ارتفاع في السعر العالمي للنفط.

من جهتها تستعد الحكومات الأوروبية لمواجهة المتاعب؛ فهي قلقة من شن هجمات على حركة السفن في الخليج، وارتفاع أسعار النفط، ومن تدفقات جديدة للاجئين، واستقرار بلدان أساسية في المنطقة.

ما يعقب الهجوم سيعتمد على حجم وفعالية الرد الإيراني الذي سيكون أكثر وضوحا في الأيام القادمة. إذا واجهت إيران صعوبة في ضرب إسرائيل مباشرة قد تجد من المغري لها ضرب القواعد الأمريكية في المنطقة. لكن أي تحرك من هذا النوع سيأتي بنتيجة عكسية؛ لأنه سيعني بالتأكيد مشاركة كاملة للولايات المتحدة في الحرب. (ضربت إيران إسرائيل مباشرة كما هو معلوم – المترجم.)

الخيارات الإيرانية الخطرة الأخرى التي نوقشت منذ فترة طويلة بواسطة الخبراء الاستراتيجيين في المنطقة قد تشمل منع أو تعطيل صادرات النفط من المنطقة. أية أعمال مثل هذه ستقود إلى المزيد من الضربات على إيران بواسطة بلدان أخرى خلاف إسرائيل. لكن نظام إيران -كما هي الحال مع إسرائيل- قد يشعر الآن أنه في حرب من أجل بقائه. كما يحتاج أيضا إلى أن يبرهن على قوَّته للشعب الإيراني وللمنطقة. لعل دورة من التصعيد قد بدأت لِتَوِّهَا.

جيديون راكمان كبير معلقي الشؤون الخارجية بصحيفة الفاينانشال تايمز

مقالات مشابهة

  • 29 مليار دولار.. الأمم المتحدة تطلق نداءً عاجلاً لتلبية احتياجات 114 مليون شخص
  • إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة
  • إيران لمجلس الأمن: استهداف إسرائيل دفاع عن النفس
  • الحوثيون يدعون دول العالم لمساندة إيران في وجه إسرائيل
  • لماذا اختارت إسرائيل ضرب إيران الآن؟
  • خطة جديدة من الأمم المتحدة أمام انهيار التمويل وتفاقم مأساة غزة| تفاصيل
  • منظمات أممية : 2.1 مليون فلسطيني في غزة معرضون لخطر المجاعة
  • الأمم المتحدة تدعو لمفاوضات عاجلة لوقف الهجمات بين إسرائيل وإيران
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم الغذاء سلاحا في حربها على غزة
  • استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة