كلما ازدادت التقنية والتقانة والآلة والميكنة والرقمنة احتاج الإنسان أكثر إلى من يوقظ مشاعره ويحرّك سواكن روحه. كنتُ أذهب فى ألمانيا إلى حلقات العلاج بالشّعر والموسيقى «كلما ابتعد العالم عن الروح ضل طريقه ولو كان غنياً» انظر إلى تعداد حالات الانتحار تجد أن أعلاها فى الدول التى حققت نمواً اقتصادياً ودخلاً عالياً لأفرادها ولكنهم يفقدون الجانب الروحى.
كم نحن فى حاجة للشعر.
مختتم الكلام
ترجمتى رباعيات الخيام
فَلْتسقِنى قلبى إليكِ مَشُوقُ/
هاتى شفاهكِ فالكؤوس تعوقُ
وتمتَّعى فغدًا سيصنعُ عظمُنا/
كأسـا لغانيةٍ ليُسـقَى صديقُ
الكونُ يرقصُ إذْ تمرُّ فتاتي/
والخمر يعزفُ مُطربا أشتاتى
اليوم ألهو فى الخميلة شاديا/
مَن ذا سيلهو عابثا برُفاتي؟
الكأسُ ذاك لكمْ تألَّم عاشقا/
مثلى وكان أسيرَ حُبِّ فتاةِ
هذى اليدُ اللاتى تُرى محنيةً/
كانت تضمُّ حبيبَها قُبُلاتِ
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جلال الدين الرومي
إقرأ أيضاً:
بين الشعر والشعور والشاعر
(1)
المحاولة الأولى.. محاولة لـ«شاعر متعثر» لا يملك غير كلماته، لا يعرف كيف يوجهها، ولا كيف يسردها..
هو شعور جميل، ولكنه ليس شعرا في كثير من الأحيان.
(2)
يكون الشاعر مشروعا خاما في بداياته، ويكتب، ويكتب، ويضع كل ما ينجزه في دفتر صغير، يعود إليه بعد حين، فيكتشف أن ما كتبه ليس سوى خواطر، لا ترقى للشعر.. فيضحك، ويعيد ترتيب أوراقه من جديد.
(3)
يحاول مرة أخرى، وفي كل مرة يتعثر، ويسقط من على صهوة القصيدة، ولكنه يواصل المحاولة، لعل في الطريق ثمة أملا.
(4)
بعد سنين، وحين يشبّ «الشاعر المبتدئ»، ويفهم معنى الشعر، يجد أن كل سنوات عمره السابقة كانت مجرد خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح.
(5)
يكثف الشاعر معارفه، ومصادر شعره، وخيالاته من خلال القراءة، والممارسة، والتواصل مع الشعراء حتى يشتد عوده، ويتعلم كيف يصبح شاعرا، ثم يحلّق بعيدا.
(6)
كثيرون يظلون مجرد محاولات لا تتطور، بينما يرتقي آخرون، ويظل الفرق بين الاثنين، هو ذلك الشعور المبهم الذي يكتنف كلا منهما، وتبقى العين والأذن أداتين للوصول إلى الساحل المقابل للشعر.
(7)
لا يمكن لشاعر أن يرتقي دون قراءة، ولا يمكن لشاعر أن يصبح شاعرا دون استماع، ولا يمكن لشاعر أن يصبح نجما دون مغامرة.
(8)
الشعر هو ذلك الشعور الذي ينتابنا على حين غرة، ويعيننا على التعبير عن ذواتنا، ولكننا نحتاج إلى تلك الملكة الفطرية التي تسكننا، كي نخرج من دائرة الشعور إلى فسحة الشعر.
(9)
في كل منا شاعر، إما أن نسقيه فيكبر.. وإما أن نهمله فيموت.