شبكة اخبار العراق:
2025-11-08@13:10:13 GMT

سر الرؤوس المقطوعة

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

سر الرؤوس المقطوعة

آخر تحديث: 17 أكتوبر 2023 - 9:46 صبقلم: فاروق يوسف كذبت إسرائيل على العالم بحكاية الرؤوس المقطوعة، وهي الحكاية التي تلقفها الإعلام الغربي من خلال المنصات الأكثر مصداقية كما لو أنه كان ينتظرها قبل أن يفيق من حفلة تباكيه المشفوع بالتحريض على الانتقام ويعلن أن تلك الحكاية كانت ملفقة وأن مقاتلي حماس لم يرتكبوا جريمة ضد الإنسانية بقطع رؤوس أسراهم من الإسرائيليين.

غير أن ما حدث ألقى بظلال كئيبة على عمليات التضليل التي يمكن أن يمارسها الإعلام الغربي وتمر من غير أن تتعرض للمراجعة لتصبح جزءا من تاريخ زائف. لقد صدق الكثيرون أن حركة حماس بسبب انتمائها إلى تيار الإسلام السياسي يمكن أن ترتكب تلك الجريمة أسوة بما فعله تنظيم داعش في العراق وسوريا. وهو ما يكشف عن حقيقة الأهداف التي وقفت وراء تهافت وسائل الإعلام على رصد عمليات الذبح التي قام بها التنظيم الإرهابي وهو يقدم صورة مسيئة للإسلام والمسلمين في مرحلة أُعلنت فيها الحرب على الإرهاب الذي كان (ولا يزال) إسلاميا. وهو الموقف الذي حُظي بدعم الأجهزة المخابراتية التي اخترعت داعش وزودته بمادته البشرية من مختلف أنحاء الأرض ورسمت له خططه المؤقتة التي قامت أصلا على مبدأ تشويه صورة الإسلام وإظهار المسلمين وحوشا. حين قال جورج بوش الابن إن حربه على العراق هي حرب دينية لم يكن ذلك التصريح زلة لسان، والدليل على ذلك أن هناك مَن تحدث داخل إسرائيل وخارجها عن حرب دينية تعليقا على ما فعلته حركة حماس حين فاجأت إسرائيل بصواريخها وعمليات اقتحام مقاتليها للمستوطنات التي بُنيت على أرض مغتصبة. تعبير الحرب الدينية هو التعبير المفضوح المرادف لتعبير الحرب على الإرهاب. وهو تعبير يفصح عن حقيقة ما حدث عبر السنوات العشرين الماضية. كان الغرب وبالأخص الولايات المتحدة في حاجة إلى العدو المسلم الذي يحل محل العدو الشيوعي ولهذا كانت القاعدة وخليفها تنظيم داعش. ولو عدنا إلى وقائع تلك السنوات المحبطة لأدركنا ما تخللها من كذب ونفاق ومن هروب من مواجهة الحقيقة. فحين احتل التنظيم الإرهابي داعش الموصل عام 2014 كانت القوات العراقية التي هُزمت في معركة لم تقع مدربة من قبل الأميركان وكل الأسلحة التي تركتها في أرض المعركة وتُقدر قيمتها بمليار دولار كانت أسلحة أميركية حديثة. تلك إذًا وسيلة سريعة لتزويد داعش بالسلاح الذي سيستعمله في الدفاع عن نفسه. ولكن لمَ تُرك داعش ثلاث سنوات وهو يمارس بهلوانيته بدءا بالرجم والتعزير العلني وانتهاء بتحطيم الآثار التي هي حجر الأساس في التاريخ البشري مرورا بتنقيب المرأة وتجنيد الشباب وقتل مَن يرفع يده احتجاجا؟ إن لم تكن القوات الأميركية في العراق كافية فإن الولايات المتحدة تملك من قوات التدخل السريع الموجودة في الخليج العربي ما يكفي للتصدي لدول كبيرة بحجم إيران وليس لعصابة يترأسها رجل نكرة اسمه أبوبكر البغدادي، لم يُعرف عنه سوى أنه كان سجينا في سجن بوكا الذي أقامه البريطانيون حين احتلال العراق عام 2003 وبعد ذلك تولاه الأميركان. لم تكتمل التحضيرات لشن هجوم لتحرير الموصل إلا بعد ثلاث سنوات، سُمح فيها للتنظيم الإرهابي بأن يكمل الصورة التي يجب أن تظل خالدة في الأذهان. فالإرهابيون هم الممثلون النموذجيون للإسلام بنسخته السياسية المعاصرة التي صار على العالم أن يتصدى لها.مشهد الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أعدمه التنظيم الإرهابي حرقا عام 2015 سيظل ثابتا في الذاكرة البشرية كما هي مشاهد تدمير الثور المجنح الذي يعود إلى العصر الآشوري الذي تفخر متاحف الغرب بامتلاك أشباهه. لم يخطئ داعش طريقه وهو يتلمس خطاه بين الحاضر والماضي. لقد تم استدعاء كل النصوص الظلامية التي أُلحقت بالدين الإسلامي من أجل أن تكون جرائم داعش منسجمة مع تراث القتل الذي كان جزءا من تاريخ المسلمين ولم يكن جزءا من الإسلام. كان هناك دائما صراع سياسي على الحكم، وهو أمر طبيعي ولم يكن الإسلام في صلب ذلك الصراع. عاشت بغداد عبر سنوات الحرب الأهلية (من 2006 إلى 2008) زمنا كانت فيه الرؤوس المقطوعة تُرى في المزابل. كانت القوات الأميركية على بعد أمتار مما يحدث. ولم تفعل شيئا. ولا يمكن تصديق الرواية التي تقول إنها تركت الشعب العراقي يفعل بنفسه ما يريد. كانت فرق الموت الأميركية تجوب شوارع المدن العراقية وتقطف ما تشتهي من الرؤوس. كانت تلك الوقائع المأساوية مطلوبة لكي تكتمل الصورة. وهي لا تخص الشعب العراقي في مرحلة حرجة من تاريخه بقدر ما تقدم خلاصة خبيثة لما يمكن أن يفعله المسلمون لو تمكنوا من العالم.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

قوات التحالف الدولي:الجيش العراقي أصبح جاهزاً لتنفيذ عملياته القتالية ضد داعش

آخر تحديث: 6 نونبر 2025 - 10:42 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلنت قيادة التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة، عن حصول القوات الأمنية العراقية على الشهادة الكاملة لتنفيذ الضربات الجوية المستقلة، بعد 8 أسابيع من التدريب المكثف مع قوة المهام المشتركة، لافتاً إلى أن القوات الأمنية العراقية حققت 100% من دقة الاستهداف باستخدام طائرات F-16 وAC-208، ما يمثل خطوة تاريخية نحو اعتماد القوات المسلحة العراقية على نفسها في مواجهة تنظيم داعش.وذكرت القيادة المركزية في بيان :
أن قوة المهام المشتركة المتحالفة بقيادة الولايات المتحدة، اعلنت عن تحقيق القوات الأمنية العراقية (ISF) إنجازاً مهماً تمثّل في قدرتها على إدارة عمليات الضربات القتالية بشكل مستقل في 27 تشرين الأول، وهو ما يعدّ محطة بارزة في انتقال العراق إلى تولّي دور قيادي في العمليات الإقليمية.وقد صادقت قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب (CJTF-OIR) على تأهيل القوات الأمنية العراقية في مجال تنفيذ الضربات، خلال تدريب نهائي بالذخيرة الحية أُجري في العراق، حيث أتمّ أفراد القوات العراقية دورة الاستهداف القتالي بنجاح في ظروف واقعية صعبة، وأظهروا كفاءة عالية في تحديد الأهداف وتنفيذ الضربات دون دعم من القوات الأميركية أو قوات التحالف.
وقال العميد ستيفن تي. ريفيرا، مدير مجموعة المستشارين العسكريين في قوة المهام المشتركة:“يُظهر هذا الإنجاز جاهزية القوات الأمنية العراقية للقضاء على تهديدات داعش في أي مكان داخل العراق بشكل مستقل. إنه دليل واضح على نجاح شراكتنا مع العراق ونحن ننتقل نحو علاقة أمنية ثنائية.”.وتأسست قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب في عام 2014، بمهمة تقديم المشورة والمساعدة والتمكين للقوات الشريكة في حربها ضد تنظيم داعش.وأضاف ريفيرا قائلاً: “لقد تم إضعاف التهديد العسكري التقليدي لداعش وتشتّت مقاتلوه، كما أن القوات العراقية لمكافحة الإرهاب طوّرت قدراتها وخبراتها وتجهيزاتها بشكل ملحوظ، وأصبحت أكثر كفاءة وجاهزية”.

مقالات مشابهة

  • مهمته إحياء التنظيم.. قسد تعتقل قيادياً عراقياً في داعش داخل مخيم الهول
  • تأجيل محاكمة 11 متهما بخلية داعش الهرم الثانية لجلسة 7 فبراير
  • بعد قليل.. استكمال محاكمة 11 متهمًا في قضية «خلية داعش الهرم الثانية»
  • بيان حزب الله يُقصي الدولة: المواجهة أيّا كانت الأثمان!
  • ماكرون يدعو الشرع لمحاربة داعش
  • مجلس الأمن يعتمد قرارا أمريكيا بشطب اسم أحمد الشرع من قائمة العقوبات
  • القوات العراقية تحصل على تفويض أمريكي للقيام بضربات جوية مستقلة
  • التحالف الدولي يمنح الجيش العراقي صلاحية شن غارات مستقلة
  • قوات التحالف الدولي:الجيش العراقي أصبح جاهزاً لتنفيذ عملياته القتالية ضد داعش
  • القسام: مشاهد الاحتلال لاستخراج جثة كانت تضليلا