أظهرت دراسة عالمية حديثة أن تأثير الأعاصير المدارية لا يتوقف عند حدود الدمار المادي الذي تخلفه، بل يمتد ليحصد أرواح الآلاف في الأسابيع التالية لمرورها، بسبب مضاعفات صحية متعددة ناجمة عن تعطل الخدمات الطبية والضغوط البيئية.

رئيس الفلبين: نشهد حاليا "كارثة وطنية" بسبب الإعصار "تينو"ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار "تينو" في الفلبين إلى 140 قتيلا و126 مفقوداالفلبين تعلن حالة الطوارئ لمواجهة إعصار كالمايجيهيئة الدفاع المدني الفلبينية: ارتفاع ضحايا إعصار كالمايجي إلى 90 شخصا

الدراسة، التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، أعدها فريق بحثي من جامعة موناش الأسترالية بقيادة يومينغ قوه والدكتور وينزونغ هوانغ والبروفيسورة شاندي (شانشان) لي، وحللت بيانات 14.

8 مليون حالة وفاة في 1356 مجتمعا شهدت 217 إعصار استوائيا بين عامي 2000 و2019.

الأعاصير تشتد مع تغير المناخ

تؤثر الأعاصير المدارية سنويا على أكثر من 20 مليون شخص حول العالم، وتتسبب بخسائر مادية تتجاوز 51.5 مليار دولار أميركي وتشير الدراسات إلى أن هذه الظواهر أصبحت أكثر شدة وطولًا مع ارتفاع درجات حرارة الأرض.

الباحثون أرادوا في هذه الدراسة فهم الآثار الصحية الأوسع نطاق للأعاصير، وكيف تختلف بين المناطق الجغرافية من أستراليا التي تشهد أعاصير محدودة، إلى مناطق شرق آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة حيث تكثر العواصف.

ارتفاع كبير في الوفيات بعد الإعصار

خلصت النتائج إلى أن مخاطر الوفاة ترتفع بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين التاليين للإعصار، لتبلغ ذروتها في الأيام الأولى ثم تبدأ بالانخفاض تدريجيًا.

وخلال الأسبوع الأول بعد الإعصار، ارتفعت الوفيات الناتجة عن:

أمراض الكلى بنسبة 92%،

الإصابات بنسبة 21%،

السكري بنسبة 15%،

الاضطرابات العصبية والنفسية بنسبة 12%،

الأمراض المعدية بنسبة 11%،

أمراض الجهاز الهضمي بنسبة 6%،

أمراض الجهاز التنفسي بنسبة 4%،

أمراض القلب والسرطان بنسبة 2% لكل منهما.

ويُعزى هذا الارتفاع إلى تعطل الرعاية الصحية الأساسية، وانقطاع الكهرباء الذي يؤثر على جلسات غسيل الكلى، وصعوبة الوصول إلى الأدوية، إلى جانب الضغوط النفسية والجسدية التي يمر بها السكان بعد الكارثة.

المطر أكثر فتكا من الرياح

من النتائج اللافتة أن الأمطار الغزيرة المصاحبة للأعاصير كانت أكثر تسبب في الوفيات من الرياح العاتية، خصوصا فيما يتعلق بأمراض القلب والجهاز التنفسي والأمراض المعدية.

ويرى الباحثون أن الفيضانات وتلوث المياه الناتجة عن الأمطار تشكل تهديدا طويل الأمد يفوق الخطر المباشر للرياح لذا، شددوا على ضرورة أن تركز أنظمة الإنذار المبكر ليس فقط على سرعة الرياح، بل أيضًا على كميات الهطول المطري وتأثيراته اللاحقة.

الفقر يزيد من احتمالات الموت

كشفت الدراسة أن المجتمعات الفقيرة أكثر عرضة للوفاة بعد الأعاصير مقارنة بالمناطق الثرية، حيث برزت الفجوات الصحية بشكل واضح في أمراض الكلى، والسكري، والأمراض المعدية.

كما تبين أن المناطق التي نادرا ما تتعرض للأعاصير سابقا – مثل أجزاء من أستراليا والمناطق المرتفعة خطوط العرض – سجلت معدلات وفاة أعلى عند تعرضها للعواصف، بسبب غياب أنظمة الاستجابة الفعالة وقصور البنية التحتية الصحية.

دروس للمستقبل الصحة في قلب التخطيط للكوارث

يحذر الباحثون من أن التغير المناخي يعيد رسم خريطة الأعاصير حول العالم، ما يجعل مناطق جديدة عرضة للخطر ومن ثم، يجب على السلطات الصحية وأجهزة الطوارئ أن تتجاوز التركيز التقليدي على الإصابات المباشرة لتشمل الأمراض المزمنة والمعدية التي تتفاقم بعد مرور الكارثة.

ويؤكد التقرير ضرورة دمج البيانات الصحية في أنظمة الإنذار المبكر، إلى جانب الاستثمار في البنية الصحية للمناطق الفقيرة، باعتبارها الحلقة الأضعف في مواجهة الكوارث المناخية.

طباعة شارك الأعاصير المدارية الأعاصير التغير المناخي خريطة الأعاصير حول العالم الكوارث المناخية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأعاصير المدارية الأعاصير التغير المناخي الكوارث المناخية حول العالم

إقرأ أيضاً:

إعصار “كالمايغي” يخلف أكثر من 140 قتيلا في الفلبين وإعلان حالة الطوارئ

الثورة نت /..

أعلن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن، اليوم الخميس، حالة الطوارئ في البلاد بعد أن خلف الإعصار “كالمايغي” أكثر من 140 قتيلا وعشرات المفقودين في المقاطعات الوسطى، في أسوأ كارثة طبيعية تضرب الفلبين هذا العام.

وقالت السلطات الفلبينية إن الإعصار تسبب في مصرع 114 شخصا، معظمهم غرقا في فيضانات مفاجئة، بينما لا يزال 127 آخرون في عداد المفقودين، غالبيتهم في مقاطعة سيبو الأكثر تضررا.

وأشارت السلطات الإقليمية في سيبو إلى تسجيل 28 وفاة إضافية لم تدرج بعد في الحصيلة الرسمية.

وأوضحت الحكومة أن الإعصار أثر على نحو مليوني شخص، وتسبب في نزوح أكثر من 560 ألف مواطن، من بينهم 450 ألفاً تم إجلاؤهم إلى مراكز إيواء طارئة.

وغمرت المياه بلدات بأكملها، ما اضطر السكان إلى اللجوء لأسطح المنازل هربا من السيول التي جرفت السيارات والشاحنات وحتى حاويات الشحن الضخمة.

وجاء إعلان الطوارئ خلال اجتماع تقييم عقده الرئيس ماركوس مع مسؤولي إدارة الكوارث، موضحا أن القرار يهدف إلى تسريع صرف الأموال الطارئة وتجنب احتكار المواد الغذائية وارتفاع الأسعار.

وضرب الإعصار “كالمايغي” الفلبين ليل الإثنين عند وصوله إلى جزر ديناغات، قبل أن يتجه غربا نحو بحر الصين الجنوبي متجهاً إلى فيتنام، التي يُتوقع أن يصلها في وقت لاحق من مساء اليوم.

وتتعرض الفلبين سنويا إلى نحو 20 إعصارا وعاصفة، وغالبا ما تتكبد أفقر مناطقها الخسائر الأكبر جراء هذه الكوارث الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة المصابين جراء الإعصار في البرازيل إلى 432 شخصا
  • إعصار كالمايجي في الفلبين يودي بحياة أكثر من 200 شخص
  • ما هي الفيروسات التي قد تزيد من خطر الأزمة القلبية والسكتة الدماغية؟
  • إعصار الأدرينالين.. جمال شعبان يكشف عن سبب صادم لوفاة والد عريس قنا
  • غياب لافروف عن اجتماع مع بوتين.. لماذا دق ناقوس الخطر في روسيا؟
  • AIA تدقّ ناقوس الخطر في لبنان: بطّاريّات الليثيوم خارج الرقابة!
  • غوتيريش يدق ناقوس الخطر من قمة كوب 30: الفشل في كبح الاحترار «خطيئة أخلاقية» تهدد بدمار شامل
  • بينها الأعاصير والغربة: قبطان بحري: هذه أبرز التحديات التي تواجهنا
  • إعصار “كالمايغي” يخلف أكثر من 140 قتيلا في الفلبين وإعلان حالة الطوارئ