217 إعصار حول العالم تقتل بصمت بعد مرورها.. ناقوس الخطر الصحي يدق| ما القصة ؟
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
أظهرت دراسة عالمية حديثة أن تأثير الأعاصير المدارية لا يتوقف عند حدود الدمار المادي الذي تخلفه، بل يمتد ليحصد أرواح الآلاف في الأسابيع التالية لمرورها، بسبب مضاعفات صحية متعددة ناجمة عن تعطل الخدمات الطبية والضغوط البيئية.
الدراسة، التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، أعدها فريق بحثي من جامعة موناش الأسترالية بقيادة يومينغ قوه والدكتور وينزونغ هوانغ والبروفيسورة شاندي (شانشان) لي، وحللت بيانات 14.
تؤثر الأعاصير المدارية سنويا على أكثر من 20 مليون شخص حول العالم، وتتسبب بخسائر مادية تتجاوز 51.5 مليار دولار أميركي وتشير الدراسات إلى أن هذه الظواهر أصبحت أكثر شدة وطولًا مع ارتفاع درجات حرارة الأرض.
الباحثون أرادوا في هذه الدراسة فهم الآثار الصحية الأوسع نطاق للأعاصير، وكيف تختلف بين المناطق الجغرافية من أستراليا التي تشهد أعاصير محدودة، إلى مناطق شرق آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة حيث تكثر العواصف.
ارتفاع كبير في الوفيات بعد الإعصارخلصت النتائج إلى أن مخاطر الوفاة ترتفع بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين التاليين للإعصار، لتبلغ ذروتها في الأيام الأولى ثم تبدأ بالانخفاض تدريجيًا.
وخلال الأسبوع الأول بعد الإعصار، ارتفعت الوفيات الناتجة عن:
أمراض الكلى بنسبة 92%،
الإصابات بنسبة 21%،
السكري بنسبة 15%،
الاضطرابات العصبية والنفسية بنسبة 12%،
الأمراض المعدية بنسبة 11%،
أمراض الجهاز الهضمي بنسبة 6%،
أمراض الجهاز التنفسي بنسبة 4%،
أمراض القلب والسرطان بنسبة 2% لكل منهما.
ويُعزى هذا الارتفاع إلى تعطل الرعاية الصحية الأساسية، وانقطاع الكهرباء الذي يؤثر على جلسات غسيل الكلى، وصعوبة الوصول إلى الأدوية، إلى جانب الضغوط النفسية والجسدية التي يمر بها السكان بعد الكارثة.
المطر أكثر فتكا من الرياحمن النتائج اللافتة أن الأمطار الغزيرة المصاحبة للأعاصير كانت أكثر تسبب في الوفيات من الرياح العاتية، خصوصا فيما يتعلق بأمراض القلب والجهاز التنفسي والأمراض المعدية.
ويرى الباحثون أن الفيضانات وتلوث المياه الناتجة عن الأمطار تشكل تهديدا طويل الأمد يفوق الخطر المباشر للرياح لذا، شددوا على ضرورة أن تركز أنظمة الإنذار المبكر ليس فقط على سرعة الرياح، بل أيضًا على كميات الهطول المطري وتأثيراته اللاحقة.
الفقر يزيد من احتمالات الموتكشفت الدراسة أن المجتمعات الفقيرة أكثر عرضة للوفاة بعد الأعاصير مقارنة بالمناطق الثرية، حيث برزت الفجوات الصحية بشكل واضح في أمراض الكلى، والسكري، والأمراض المعدية.
كما تبين أن المناطق التي نادرا ما تتعرض للأعاصير سابقا – مثل أجزاء من أستراليا والمناطق المرتفعة خطوط العرض – سجلت معدلات وفاة أعلى عند تعرضها للعواصف، بسبب غياب أنظمة الاستجابة الفعالة وقصور البنية التحتية الصحية.
دروس للمستقبل الصحة في قلب التخطيط للكوارثيحذر الباحثون من أن التغير المناخي يعيد رسم خريطة الأعاصير حول العالم، ما يجعل مناطق جديدة عرضة للخطر ومن ثم، يجب على السلطات الصحية وأجهزة الطوارئ أن تتجاوز التركيز التقليدي على الإصابات المباشرة لتشمل الأمراض المزمنة والمعدية التي تتفاقم بعد مرور الكارثة.
ويؤكد التقرير ضرورة دمج البيانات الصحية في أنظمة الإنذار المبكر، إلى جانب الاستثمار في البنية الصحية للمناطق الفقيرة، باعتبارها الحلقة الأضعف في مواجهة الكوارث المناخية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأعاصير المدارية الأعاصير التغير المناخي الكوارث المناخية حول العالم
إقرأ أيضاً:
إعصار “كالمايغي” يخلف أكثر من 140 قتيلا في الفلبين وإعلان حالة الطوارئ
الثورة نت /..
أعلن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن، اليوم الخميس، حالة الطوارئ في البلاد بعد أن خلف الإعصار “كالمايغي” أكثر من 140 قتيلا وعشرات المفقودين في المقاطعات الوسطى، في أسوأ كارثة طبيعية تضرب الفلبين هذا العام.
وقالت السلطات الفلبينية إن الإعصار تسبب في مصرع 114 شخصا، معظمهم غرقا في فيضانات مفاجئة، بينما لا يزال 127 آخرون في عداد المفقودين، غالبيتهم في مقاطعة سيبو الأكثر تضررا.
وأشارت السلطات الإقليمية في سيبو إلى تسجيل 28 وفاة إضافية لم تدرج بعد في الحصيلة الرسمية.
وأوضحت الحكومة أن الإعصار أثر على نحو مليوني شخص، وتسبب في نزوح أكثر من 560 ألف مواطن، من بينهم 450 ألفاً تم إجلاؤهم إلى مراكز إيواء طارئة.
وغمرت المياه بلدات بأكملها، ما اضطر السكان إلى اللجوء لأسطح المنازل هربا من السيول التي جرفت السيارات والشاحنات وحتى حاويات الشحن الضخمة.
وجاء إعلان الطوارئ خلال اجتماع تقييم عقده الرئيس ماركوس مع مسؤولي إدارة الكوارث، موضحا أن القرار يهدف إلى تسريع صرف الأموال الطارئة وتجنب احتكار المواد الغذائية وارتفاع الأسعار.
وضرب الإعصار “كالمايغي” الفلبين ليل الإثنين عند وصوله إلى جزر ديناغات، قبل أن يتجه غربا نحو بحر الصين الجنوبي متجهاً إلى فيتنام، التي يُتوقع أن يصلها في وقت لاحق من مساء اليوم.
وتتعرض الفلبين سنويا إلى نحو 20 إعصارا وعاصفة، وغالبا ما تتكبد أفقر مناطقها الخسائر الأكبر جراء هذه الكوارث الطبيعية.