بوابة الوفد:
2025-12-07@05:34:29 GMT

الأقصى والطوفان.. وإعادة البنيان

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

منذ زمن فات.. لم يتعدَ ثلاث سنوات.. كتبت مقال (فلسطين وإسرائيل.. نزاع تحكمه القوة) عن أن نصرة الفلسطينيين وعودة الوطن تأتى من داخل البيت وأصحابه، ثم يأتى دور المثل الأشهر«أنا وابن عمى على الغريب».. واليوم بعد ترتيب البيت جاء «طوفان الأقصى» ليبهر العالم فنحييهم عليه وعلى موقفهم الرافض لمغادرة أرضهم ولو على جثثهم، وليبرهن لهذا الرأى وهو ترتيب البيت وإليكم نص المقال:

لم تكن القضية الفلسطينية قضية الباحث عن حق ملكية عادية، تأخذ المسارات المعتبرة فى مثل هذه القضايا، فيحكمها الاعتبار الأممى أو الكيانى أو الاتحادى، ولا اعتبار المصالح فهذا مقابل تلك، أو الاعتبار الزمنى فيتبدل الحال بمرور الزمن، فيصبح من كانوا أعداء مع مرور الزمن كمن قال «تعالى» فى حقهم (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة.

.)، ولكن القضية الفلسطينية تأخذ منحى آخر مغايرًا لما تلتف حوله أطراف النزاع على موائد مفاوضات، لن تبلغ فى أقصاها إلا هدنة هنا، أو وقف إطلاق هناك، مصيره الذوبان على طاولة المفاوضات، وبعد زرع إسرائيل فى أراضينا بـ(القوة) من إحدى القوى العظمى، ثم ترسيخ مبدأ حق الأرض الوهمى، وإشباع وتغذية الفكرة عقائديًا بأنها أرض الأجداد والميعاد والشعب المختار، عمل لها حفدة القردة سنوات، فملكوا قرارات دولة- أمريكا- تتسيد العالم بقوة اقتصادهم، وتغلغلهم فى المجتمع الأمريكى، فملكوا الاقتصاد والإعلام فى وقت وجيز، لا يتعدى مائة، أو قل مائتى سنة- لا فرق- على الأكثر من نشأة الفكرة حتى بلورتها، وربما سطرت مئات بل آلاف الصفحات بهذا، وقتلها الباحثون شرقًا وغربًا بحثًا، وأيًّا ما كان عدد سنوات الفكرة وتنفيذها، فلا حق لهم، فأين كانت إسرائيل منذ مئات السنين قبل هذا؟.. أكانت فى شرنقتها؟.. أم لم يحدث لها الانقسام بعد؟.. ولهذا كله، وبهذا المبدأ فى الصعود، ولأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والعالم اليوم يسير بنظرية البقاء للأقوى، عليكم أيها الفلسطينيون بإعادة بناء البيت والإعداد له.. فيا أيها الفلسطينيون.. ألم تقولوا أمنّا؟ فلمَ لا تعملون بقوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)؟، ألم يكن هذا دستورنا؟ إلا أنهم عملوا به، فأعدوا العدة، وملكوا القوة.. فاغتصبوا الأرض وتحكموا فى القرار.. أيها الفلسطينيون.. أعيدوا البنيان، فقوة البناء وسيلة لتحقيق غاية الأرض.. أيها الفلسطينيون.. تذكروا جراح فقدكم، ضمدوها باجتماعية يوسف- عليه السلام-، واقتصادية «أبوالاقتصاد الحديث» آدم سميث، وإيمان أحمد أبوسويلم فى «الأرض»، وثقافة الخوارزمى وعسكرية خالد بن الوليد.. أيها الفلسطينيون استجمعوا مصادر القوة التى يمكن تطويعها والتحكم فيها وهى: القوة الاجتماعية، والاقتصادية، والمعنوية (الإيمانية أو الثقافية) ثم العسكرية.. ونحن بصدد مصادر ثلاثة تتمخض عنها القوة العسكرية: أولًا: الاجتماعية، وهى مربط الفرس، حيث تقاس قوة الدولة باستقرارها الاجتماعى.. فلا تتأتى القوة مع تفكك فى الروابط، وترهل فى البيت، وانقسام فى النفوس، أيها الفلسطينيون.. أزيلوا شتاتكم، واجمعوا أمركم، ووحدوا صفوفكم، وأصلحوا نفوسكم، ألم يكن إصلاح النفس فى العمق أساسًا لبناء قاعدة أسرية صلبة متماسكة؟ أيها الفلسطينيون.. (اعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا).. و(لا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا).. و(لا تنازعوا فتفشلوا) فى إعادة أرضكم.

ثانيًا: الاقتصادية، يقول المثل: «من لا يملك قوت يومه، لا يملك حرية قراره»، لذلك الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة هى وحدها التى تستطيع استخدام أدواتها الاقتصادية فى تأمين غاياتها ومصالحها الوطنية المرجوة فى العلاقات الدولية عامة وأراضيها خاصة، حيث يؤثر الكيان الاقتصادى فى المعادلات الدولية، ويمكِّنها من فرض خياراتها على الآخرين وفقًا للوجهة التى تخدم مصالحها، ويجعلها صاحبة قرار، سيادتها من قوتها. ثالثًا: القوة المعنوية أو الثقافية أو الإيمانية، وهى أن يظل التطرق إلى تفعيل دور الروح المعنوية المؤثرة فى البناء، مع شحذ القلوب الربانية، وإعمال نظرية استبصار العقل الثقافى فى المجتمع الفلسطينى، والتذكير بهذا كله عبر وسائل الإعلام المختلفة، كل ذلك محور ارتكاز التصحيح، فالمعنويات روح البناء، لأن الضرر المعنوى الذى يصيب الإنسان نتيجة الاعتداء على حق ثابت له هو معول الهدم لهذا البناء، أيها الفلسطينيون.. خذوها بالقوة، فإن ما بينكم وبينهم هو «ولَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُود».

حفظ الله مصر وفلسطين.. ورفع قدرهما

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نصرة الفلسطينيين عودة الوطن القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

الأزهر.. 10 دروس تربوية وروحية من رسالة "أيها الولد" لأبوحامد الغزالي

أعاد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى الواجهة ذكرى مفكّرٍ من أعلام الفكر الإسلامي — الإمام الغزالي — من خلال تذكير المسلمين برسالة “أيها الولد” أو “أيها الولد المحبّ”، التي كتبها الإمام لتلميذه، حاملاً بين طياتها إرشادات جليلة حول طلب العلم، تزكية النفس، وربط المعرفة بالعمل.

 الرسالة — كما يرى المركز — ليست فقط موجهة لتلميذ من زمان، بل تحمل روحًا وربّانيًا ما تزال نوافذها مشرعة لكل مسلم يرنو إلى إصلاح ذاته، وهداية قلبه، وتصحيح مساره.

 

10 نقاط من “أيها الولد”.. منارة لتربية الروح والعلماستعرض المركز 10 دروس محورية من رسالة الغزالي — كلٌّ منها انعكاس لصياغة متزنة بين العلم والسلوك، بين الفهم والعمل، وبين المعرفة والاخلاق:الحرص على حسن التلقي والسؤال: أن يسأل التلميذ شيخه عمّا يُعينه على الخير، ويستمد دعاءه، لا يكتفي بالعلم الصامت.تمييز بين ما يُكتسب بالتعلم وما يُنال بالمجاهدة: بعض العلوم تُدرك بالاجتهاد والذوق، وليس بالتلقين فقط.ربط العلم بالعمل: العلم بلا تطبيق كجسد بلا روح — لا يُثمر ما لم يتبعه عمل.تطهير النيّة وتحري الحلال: أن يكون العلم مقترنًا بنية خالصة، وقلب نظيف، وعدم استخدامه مِطِيّةً لزخارف الدنيا.تحذير من التشتت والانشغال بما لا يفيد: الشغل بما لا يعني الإنسان دليل ضعف التوفيق.الإخلاص وعلو الهمة في طلب العلم: أن يكون الدافع هو التقرب إلى الله ونفع الأمة لا الرغبة في الشهرة أو التكسب.العبادة كمنهاج حياة ـ الصلاة، قيام الليل، الاستغفار، وانتهاز أوقات البركة.أركان السالك الصالح: عقيدة صحيحة، توبة نصوح، تسوية الحقوق مع الناس، وتحصيل علم الشرع.أهمية الشيخ المربّي: مربٍّ على بصيرة، متصف بالعلم والصلاح، بعيد عن الدنيا، يستقيم على طاعة الله، ويزكّي النفس.فهم التصوّف الحقيقي: ليس مظاهر خارجيّة أو طقوساً عشوائية، بل الاستقامة، وحُسن الخلق، والتوكّل والإخلاص، مع التحذير من الرياء والجهل.

هذه الدروس تشكل — بحسب المركز — خارطة متكاملة لطريق المؤمن إلى العلم النافع، والتزكية الحقيقية، بعيدًا عن التكلّف أو المظاهر الزائفة.

 

لماذا الآن؟.. الرسالة تكتسب بعدًا معاصرًا في زمن الفتن والانشغال

الرسالة تأتي في سياق معاصر يتسم بـ:

طوفان للمعلومات غير المصفّاة عبر الإنترنت ومواقع التواصل،

إغراءات مادية وزخرفات دنياوية قد تحرف بقارئ العلم عن مقصد الشرع،

تفريق بين العلم الحسّي والعمل الروحي، بحيث يصبح العلم مجرد معرفة نظرية لا تغيّر واقع الإنسان.

في هذا المناخ، تبدو دعوة الغزالي إلى علم يستنير به القلب ويُثمر أعمالًا صالحة أكثر من ضرورة — ليست فقط للإصلاح الفردي، بل لحماية المجتمع من التطرف والابتذال والانفلات الخلقي. المركز من خلال هذا التذكير يدعو المسلم المعاصر ليمحص نياته، يعيد ترتيب أولوياته، ويخاطب عقله وروحه لكي يكون العلم طريقًا للتهذيب، لا وسيلة للادّعاء أو التفاخر.

 

مشروع الأزهر للترسيخ العقلي والروحي

من خلال نشر دروس من رسالة “أيها الولد”، يسعى الأزهر — عبر مركزه للفتوى — إلى:

إعادة إشعاع الفكر الوسطي المعتدل الذي يوازن بين نقاء العقيدة، وجدية الفهم، وروحانية السلوك.

تقديم مراجع شرعية ومعرفية موثوقة للمسلمين في أنحاء الأرض، بعيدًا عن الغلو أو التبسيط المخلّ.

بناء جيل واعٍ يمتلك وعيًا منهجيًا وفكريًا يمكنه أن يميّز بين الحق والباطل، ويواجه دعاوى التشدد أو التسيب بالعلم والحكمة.

 

مقالات مشابهة

  • عيد الجلاء وحتمية زوال المحتل وأدواته
  • وزير الخارجية الإسباني: نرفض ضم الضفة ومستقبل غزة يقرره الفلسطينيون
  • مفتي الجمهورية: حفظة القرآن سيحملون رسالة الله إلى أن يرث الأرض ومن عليها
  • امتلاك الحقيقة وهْم مَرضي
  • دروس مستفادة من رسالة الإمام الغزالي المُلهِمة «أيها الولد» في ذكرى وفاته
  • الأزهر.. 10 دروس تربوية وروحية من رسالة "أيها الولد" لأبوحامد الغزالي
  • فوز قنديل.. وإعادة بين خلف الله والشعينى والمنوفى وعبد الباسط بنجع حمادى
  • الاحتلال السعودي الإماراتي .. صراع يحتل الأرض ويبتلع القرار وحضرموت تدفع الثمن
  • وقفات صنعاء تدعو قبائل اليمن لـ التحرك المسلح ودعم القوة الصاروخية والبحرية
  • أبناء القبائل: البيت متوحد وقبيلتنا الإمارات