بوابة الوفد:
2025-12-07@19:41:58 GMT

الأقصى والطوفان.. وإعادة البنيان

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

منذ زمن فات.. لم يتعدَ ثلاث سنوات.. كتبت مقال (فلسطين وإسرائيل.. نزاع تحكمه القوة) عن أن نصرة الفلسطينيين وعودة الوطن تأتى من داخل البيت وأصحابه، ثم يأتى دور المثل الأشهر«أنا وابن عمى على الغريب».. واليوم بعد ترتيب البيت جاء «طوفان الأقصى» ليبهر العالم فنحييهم عليه وعلى موقفهم الرافض لمغادرة أرضهم ولو على جثثهم، وليبرهن لهذا الرأى وهو ترتيب البيت وإليكم نص المقال:

لم تكن القضية الفلسطينية قضية الباحث عن حق ملكية عادية، تأخذ المسارات المعتبرة فى مثل هذه القضايا، فيحكمها الاعتبار الأممى أو الكيانى أو الاتحادى، ولا اعتبار المصالح فهذا مقابل تلك، أو الاعتبار الزمنى فيتبدل الحال بمرور الزمن، فيصبح من كانوا أعداء مع مرور الزمن كمن قال «تعالى» فى حقهم (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة.

.)، ولكن القضية الفلسطينية تأخذ منحى آخر مغايرًا لما تلتف حوله أطراف النزاع على موائد مفاوضات، لن تبلغ فى أقصاها إلا هدنة هنا، أو وقف إطلاق هناك، مصيره الذوبان على طاولة المفاوضات، وبعد زرع إسرائيل فى أراضينا بـ(القوة) من إحدى القوى العظمى، ثم ترسيخ مبدأ حق الأرض الوهمى، وإشباع وتغذية الفكرة عقائديًا بأنها أرض الأجداد والميعاد والشعب المختار، عمل لها حفدة القردة سنوات، فملكوا قرارات دولة- أمريكا- تتسيد العالم بقوة اقتصادهم، وتغلغلهم فى المجتمع الأمريكى، فملكوا الاقتصاد والإعلام فى وقت وجيز، لا يتعدى مائة، أو قل مائتى سنة- لا فرق- على الأكثر من نشأة الفكرة حتى بلورتها، وربما سطرت مئات بل آلاف الصفحات بهذا، وقتلها الباحثون شرقًا وغربًا بحثًا، وأيًّا ما كان عدد سنوات الفكرة وتنفيذها، فلا حق لهم، فأين كانت إسرائيل منذ مئات السنين قبل هذا؟.. أكانت فى شرنقتها؟.. أم لم يحدث لها الانقسام بعد؟.. ولهذا كله، وبهذا المبدأ فى الصعود، ولأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والعالم اليوم يسير بنظرية البقاء للأقوى، عليكم أيها الفلسطينيون بإعادة بناء البيت والإعداد له.. فيا أيها الفلسطينيون.. ألم تقولوا أمنّا؟ فلمَ لا تعملون بقوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)؟، ألم يكن هذا دستورنا؟ إلا أنهم عملوا به، فأعدوا العدة، وملكوا القوة.. فاغتصبوا الأرض وتحكموا فى القرار.. أيها الفلسطينيون.. أعيدوا البنيان، فقوة البناء وسيلة لتحقيق غاية الأرض.. أيها الفلسطينيون.. تذكروا جراح فقدكم، ضمدوها باجتماعية يوسف- عليه السلام-، واقتصادية «أبوالاقتصاد الحديث» آدم سميث، وإيمان أحمد أبوسويلم فى «الأرض»، وثقافة الخوارزمى وعسكرية خالد بن الوليد.. أيها الفلسطينيون استجمعوا مصادر القوة التى يمكن تطويعها والتحكم فيها وهى: القوة الاجتماعية، والاقتصادية، والمعنوية (الإيمانية أو الثقافية) ثم العسكرية.. ونحن بصدد مصادر ثلاثة تتمخض عنها القوة العسكرية: أولًا: الاجتماعية، وهى مربط الفرس، حيث تقاس قوة الدولة باستقرارها الاجتماعى.. فلا تتأتى القوة مع تفكك فى الروابط، وترهل فى البيت، وانقسام فى النفوس، أيها الفلسطينيون.. أزيلوا شتاتكم، واجمعوا أمركم، ووحدوا صفوفكم، وأصلحوا نفوسكم، ألم يكن إصلاح النفس فى العمق أساسًا لبناء قاعدة أسرية صلبة متماسكة؟ أيها الفلسطينيون.. (اعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا).. و(لا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا).. و(لا تنازعوا فتفشلوا) فى إعادة أرضكم.

ثانيًا: الاقتصادية، يقول المثل: «من لا يملك قوت يومه، لا يملك حرية قراره»، لذلك الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة هى وحدها التى تستطيع استخدام أدواتها الاقتصادية فى تأمين غاياتها ومصالحها الوطنية المرجوة فى العلاقات الدولية عامة وأراضيها خاصة، حيث يؤثر الكيان الاقتصادى فى المعادلات الدولية، ويمكِّنها من فرض خياراتها على الآخرين وفقًا للوجهة التى تخدم مصالحها، ويجعلها صاحبة قرار، سيادتها من قوتها. ثالثًا: القوة المعنوية أو الثقافية أو الإيمانية، وهى أن يظل التطرق إلى تفعيل دور الروح المعنوية المؤثرة فى البناء، مع شحذ القلوب الربانية، وإعمال نظرية استبصار العقل الثقافى فى المجتمع الفلسطينى، والتذكير بهذا كله عبر وسائل الإعلام المختلفة، كل ذلك محور ارتكاز التصحيح، فالمعنويات روح البناء، لأن الضرر المعنوى الذى يصيب الإنسان نتيجة الاعتداء على حق ثابت له هو معول الهدم لهذا البناء، أيها الفلسطينيون.. خذوها بالقوة، فإن ما بينكم وبينهم هو «ولَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُود».

حفظ الله مصر وفلسطين.. ورفع قدرهما

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نصرة الفلسطينيين عودة الوطن القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإسباني: نرفض ضم الضفة ومستقبل غزة يقرره الفلسطينيون

قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن بلاده تراقب بقلق ما يجري في غزة والضفة الغربية، مؤكدا أن الانتهاكات المتواصلة تهدد تثبيت وقف إطلاق النار، وأن بلاده تسعى إلى ضمان دخول المساعدات للقطاع وتوزيعها عبر الأمم المتحدة.

وأضاف ألباريس -في مقابلة للجزيرة على هامش منتدى الدوحة- أن إسبانيا تريد حضورا مركزيا للسلطة الفلسطينية في العملية السياسية المقبلة، مشيرا إلى أن بقاء الفلسطينيين خارج آليات اتخاذ القرار هو أحد أسباب تعثر الجهود الرامية لاستعادة الهدوء وإطلاق مسار تفاوضي فعّال.

وعن الدعوات الداخلية لفرض مزيد من العقوبات على إسرائيل، أشار إلى أن حكومة بلاده تركز حاليا على تعزيز وقف إطلاق النار في غزة، وتهيئة الظروف التي قد تتيح تقدما سياسيا، موضحا أن خطوات إضافية ليست مطروحة حاليا رغم استمرار انخراط مدريد في هذه الجهود.

وتحدث الوزير الإسباني عن المقترحات المتعلقة بقوة دولية لضبط الأمن في غزة، مبينا أن وجود تفويض واضح قد يجعلها ممكنة، لكنه شدد على أن أي ترتيبات أمنية أو سياسية يجب أن تضع الفلسطينيين في صلب كل القرارات المتعلقة بمستقبل القطاع.

وأشار إلى إمكانية البناء على تجارب الضفة الغربية في مجالات العدالة، وتوزيع المساعدات، وتدريب الشرطة، قائلا "إن تطبيق هذه النماذج في غزة قد يساهم في بناء مؤسسات أكثر قدرة على إدارة المرحلة المقبلة بفعالية".

الحل النهائي

وتوقف ألباريس عند رؤيته الحل النهائي، مؤكدا أن أي جهود جارية يجب أن تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة تضم غزة والضفة الغربية، وترتبط بممر جغرافي، وتخضع لسلطة فلسطينية واحدة تعيش إلى جانب إسرائيل بأمن متبادل.

وعن الضفة الغربية، عبّر وزير الخارجية الإسباني عن قلق بالغ إزاء تصاعد العنف، لافتا إلى أن إسبانيا والاتحاد الأوروبي لن يقبلا بأي خطوة لضم الأراضي، وأن الموقف الأوروبي يرفض الاعتراف بأي إجراءات أحادية مفروضة في الميدان.

إعلان

وأشار إلى أن مدريد أنشأت قائمة بأسماء المستوطنين المتورطين في أعمال العنف، وأن هذه القائمة يجري تبادلها أوروبيا، مؤكدا استمرار متابعة الأشخاص الضالعين باعتبار أن الاستيطان غير شرعي ويقوّض فرص الحل السياسي.

وبشأن خطة السلام الخاصة بأوكرانيا، قال إن بلاده تدعم أي جهد واقعي لإنهاء الحرب، شريطة أن يحقق سلاما عادلا ودائما، لا مجرد هدنة مؤقتة، مع ضرورة احترام سيادة كييف وقراراتها المتعلقة بمستقبلها السياسي.

وأكد أهمية وجود الرئيس فولوديمير زيلينسكي والحكومة الأوكرانية في صلب العملية التفاوضية، موضحا أن أمن أوروبا مرتبط عضويا بما يجري في أوكرانيا، وأن أي منظومة أمنية حقيقية لن تكتمل دون حضور طرفها الأوكراني.

ندعم حكومة لبنان

وعند الحديث عن لبنان، قال ألباريس إن إسبانيا تتابع الوضع بقلق كبير، خاصة أنها من أبرز المساهمين في قوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)، وإن الجنود الإسبان في القوة يتعرضون لمخاطر جدية جراء الهجمات الإسرائيلية، وهو أمر وصفه بأنه "مرفوض كليا".

وبيّن أن مدريد تدعم الحكومة اللبنانية الجديدة لضمان سيادة البلاد وضبط استخدام السلاح داخل الحدود، مع الحرص على ضمان أمن المدنيين الإسرائيليين أيضا، باعتبار أن الاستقرار يتطلب منظومة أمنية تشمل جميع الأطراف.

وقال الوزير الإسباني، إن استمرار العنف يعني أن قرارات مجلس الأمن لا تُحترم كما يجب، مشيرا إلى أن استقرار لبنان يمثل ضرورة أساسية لاستقرار الشرق الأوسط، وأن احترام سيادة البلد يشكل أساسا لأي مرحلة مقبلة أكثر أمنا.

وأكد ألباريس التزام بلاده بدعم كل مسار يمكن أن يحقق سلاما مستداما في غزة والضفة الغربية ولبنان وأوكرانيا، مشددا على أن القانون الدولي يبقى المرجعية الأساسية للمواقف الإسبانية في هذه الملفات.

مقالات مشابهة

  • قطر: الفلسطينيون في غزة لا يريدون مغادرة الأرض ولهم كل الحق في العيش هناك
  • بالدليل من القرآن والسنة.. مَن أنت أيها الإنسان؟
  • عيد الجلاء وحتمية زوال المحتل وأدواته
  • وزير الخارجية الإسباني: نرفض ضم الضفة ومستقبل غزة يقرره الفلسطينيون
  • مفتي الجمهورية: حفظة القرآن سيحملون رسالة الله إلى أن يرث الأرض ومن عليها
  • امتلاك الحقيقة وهْم مَرضي
  • فوز قنديل.. وإعادة بين خلف الله والشعينى والمنوفى وعبد الباسط بنجع حمادى
  • الاحتلال السعودي الإماراتي .. صراع يحتل الأرض ويبتلع القرار وحضرموت تدفع الثمن
  • وقفات صنعاء تدعو قبائل اليمن لـ التحرك المسلح ودعم القوة الصاروخية والبحرية
  • أبناء القبائل: البيت متوحد وقبيلتنا الإمارات