هل زواجي من رجل غني طوق نجاتي من الفقر
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
هل زواجي من رجل غني طوق نجاتي من الفقر
سيدتي، بعد التحية والسلام .أهنئك من صميم قلبي على مجهوداتك الجبارة التي تقومين بها من أجل إرساء دعائم الرّاحة والسكينة. في قلوب كل من يتصل بك تائها يبحث عن مرفأ أمان. ولتدركي أنني واحدة من بين الحائرات. ولعل هذا ما دفعني أن أتواصل معك بهدف أن أتبين أي نهج اسلكه.
سيدتي ، حتى أضعك في الصورة أخبرك أنني شابة في زهرة شبابي، ضاعت أحلامي يوم تم توقيفي عن الدراسة في سن مبكر، حيث أنني لم أكن من النوع الشغوف بالعلم وقد إستسلمت إلى فكرة المكوث في البيت. لأعيل أمي في تربية إخوتي الصغار. تحملت المسؤولية منذ الصغر. لكنني ندمت بعدها لما وجدت أبي بمنحة تقاعده لا يقوى. على سد إحتياجاتنا أنا وإخوتي، فكنت أردد في قرارة نفسي: ليتني أكملت مشواري التعليمي. حتى أتمكن من مساعدة أبي الذي أنهكه الزمن. لا أخفيك سيدتي أنني لست من النوع المتطلب، لكن يحزّ في نفسي كثيرا أن أرى تريباتي ترتدين أجمل الثياب. وتنعمن بحياة ولو كانت بسيطة. بينما أنا أحيا الحياة الضنكى. لست جاحدة ولست أنبذ الفقر، لكنها حالة تعتريني وتسيطر عليّ في كل مرة. ولا يمكنني الإنتفاض حيالها كونها واقع محتوم لي ولعائلتي.
هل زواجي من رجل غني طوق نجاتي من الفقروفي غمرة ما نحياه سيدتي. من قلة ذات اليد إلا أننا والحمد لله نحظى بسمعة طيبة بين جيراننا وأهلنا، والجميع يشهد لأبي وأمي بالصلاح والسداد، ما جعل إحدى جاراتنا تحدث قريبة لها عني وعن جمالي وأخلاقي فتقدمت إلى والداي تطلب يدي للزواج. فرحت للأمر حيث أنني أرى فيه تخفيفا للضغط الذي يحياه والدي جراء المسؤوليات. إلا أنني ترددت في قبول الأمر كون من طرق باب بيتنا مطلق ولديه أبناء في رعايته. ولعل ما دفعني لأن أطرح إنشغالي أن هذا الخاطب ميسور ماديا وهو يحيا حياة كريمة جدا وله باع طويل في ريادة الأعمال والتجارة، وقد يكون زواجي منه فرصة العمر التي لن تتكرر بالنسبة لواحدة مثلي لا يهتم لأمرها أحد.
أخاف من المسؤوليات سيدتي، ولا أخال نفسي ا؛يا مع أبناء ليسوا من صلبي، لا يمكنني التحكم فيهم ولا يجوز لي نهرهم أو زجرهم من باب التربية . كما أنه ومن جهة أخرى، لست أظن نفسي سأحظى بمثل هذا العرض لأخرج من هالة الفقر الذي أنا فيه. فما الحل سيدتي في نظرك؟
أختكم ف.نهال من الشرق الجزائري.
الرد:
بنيتي، أحييك على كبير الثقة والصراحة التي جعلتك تفتحين بها قلبك لي وتحدثيني عما يخالجك ، وردي لك سيكون بمثابة رد لكل فتاة حائرة في مثل حالتك أحالت واجب الدراسة على جنب وراحت تبحث عن رفاهية لا أحد بإمكانه ضمانها لها.
رجل غنيليس الفقر عيبا بنيتي، ولتحمدي الله على نعمة الصحة والسمعة الطيبة التي جعلت كل من يعرفكم يتحدث عنكم بكل خير، والدليل أن هناك من طرق باب بيتكم طالبا الحلال لحسن أخلاق والديك البسيطان الذان زرعا فيكم أنتم كأبناء كل جميل وطيب.
لم تذكري في رسالتك إن كنت قد تحدتث مع العريس الذي تقدم لك وإن قد أعجبك مبدئيا من حيث المبادئ والأفكار، حتى تتمكني من تحديد طريقة التعامل معه ومعرفة أسباب طلاقه، والظروف التي دفعته أن يحوز على حظانة أبنائه الذي كان بمقدوره التخلي عنهم والإشراف على أمورهم المادية فقط من دون ان يكون له رغبة في الإبقاء عليهم إلى جانبه لينعم بحريته وكأنه لم ينجب قطّ.
ثم أدعوك بنيتي لطرد الأفكار المتعلقة بأنك من أسرة فقيرة وان فكرة تقدم شخص غني لك فرصة ذهبية قد لا تتكرر، فأنت تحتاجين أكثر ما تحتاجين إليه زوج صالح يلفك بأكف الراحة والأمان. فإن كنت تخمنين من أن عدم قبولك بهذا الرجل فقط لأن له أبناء سيضيع عليك فرصة العمر في الحياة المستقرة والكريمة، فأنا أدعوك لإعادة بناء أفكار أخرى تصقلين بها شخصيتك.
هل زواجي من رجل غني طوق نجاتي من الفقرقبولك هذا الزواج من عدمه مرهون بتواصلك مع هذا الإنسان ومعرفته عن قرب، وأما عن الأولاد فيمكنك بحنكتك وحسن أخلاقك أن تكوني أقرب إليهم من والدهم وحتى أمهم التي أنجبتهم، لتحظي بممارسة الأمومة حتى وأنت لم تنجبي بعد، ولتدركي أن مسألة النصيب بيد الله عز وجل.
توخي أن تبحثي عن غنى يتنافى مع مبادئك وأخلاقك، وتريثي في مسألة ما لا يثير حماسك في حياة ستحيينها بمحاسنها ومساوئها، ولتكن السعادة وراحة البال أكثر ما تطمحين إليه.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
تقرير أوروبي يكشف: أكثر من أربعة ملايين إسباني يعيشون بأقل من 644 يورو شهريًا
حذّر تقرير صادر عن الشبكة الأوروبية لمكافحة الفقر من تفاقم الفجوة الإقليمية في إسبانيا، داعيًا إلى اعتماد ميثاق وطني يضمن تأمين الدخل والسكن ويعزّز التماسك الاجتماعي. اعلان
يعيش أكثر من أربعة ملايين شخص في إسبانيا على دخل يقلّ عن 644 يورو شهريًا، وفقًا لأحدث تقرير عن أوضاع الفقر في البلاد الصادر عن الشبكة الأوروبية لمكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي في إسبانيا (EAPN-ES)، استنادًا إلى بيانات جُمعت حتى عام 2024.
وعلى الرغم من تراجع معدل مؤشر AROPE، الذي يقيس خطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي، من 26.5% إلى 25.8%، تحذّر المنظمة من أن هذا التحسّن يبقى محدودًا، إذ لا يزال واحد من كل أربعة إسبان يعيش في دائرة الفقر منذ أكثر من عقد. كما يلفت التقرير إلى أن مكان الإقامة يشكّل العامل الحاسم في هذا الواقع.
بحسب التقرير، المناطق الأكثر تضررًا هي الأندلس وإكستريمادورا ومورسيا وقشتالة لا مانشا، في حين يظهر الفقر بأشكال أشدّ حدّة في المناطق ذات الدخل المرتفع مثل مدريد وجزر البليار ونافارا. وتؤكد الوثيقة أن "أكثر من 45% من السكان الذين يعيشون في فقر مدقع في إقليمي الباسك ونافارا لا يتجاوز دخلهم الشهري 644 يورو". كما تحذر الشبكة الأوروبية من أن النمو الاقتصادي "لا ينجح في إعادة توزيع الثروة أو في معالجة التفاوتات الإقليمية".
Related ألسنة اللهب تحوّل إحدى الكنائس إلى رماد مع اجتياح الحرائق شمال غرب إسبانياالأشد حرارة منذ 1961.. صيف 2025 يسجل متوسطًا قياسيًا في إسبانياإسبانيا تقرّ قانونًا جديدًا ضد التدخين والسجائر الإلكترونية.. ما تفاصيله؟ويُعدّ السكن عاملًا رئيسيًا في تفاقم الفقر، إذ ارتفعت تكاليف الإيجار بنسبة 39.3% خلال العقد الأخير. وفي مناطق مثل جزر البليار وجزر الكناري ومدريد، تنفق ما يصل إلى 40% من الأسر أكثر من نصف دخلها الشهري على إيجار السكن. وتشير البيانات إلى أن الإيجارات في هذه المناطق ارتفعت بمعدل يقارب ضعف معدّل الرهون العقارية، ما زاد من هشاشة أوضاع الشباب والأسر التي تعتمد على دخل فرد واحد فقط.
ورغم الجهود التي تبذلها الدولة للتخفيف من حدة الفقر، يكشف التقرير عن تفاوتات إقليمية واسعة في فعالية المساعدات الاجتماعية. فبدون الإعانات، كانت معدلات الفقر في مناطق مثل أستورياس ومورسيا وجزر الكناري لتصل إلى نحو 48%، غير أنّ التحويلات الاجتماعية ساهمت في خفض النسبة إلى 15.6% في أستورياس، وإلى 26% في مورسيا. وتشدد الشبكة على أنّ "المسألة لا تتعلق فقط بالناتج المحلي الإجمالي، بل بالإرادة السياسية ونماذج الحماية الاجتماعية المعتمدة".
الأطفال.. الحلقة الأضعف في المجتمعتتبوأ إسبانيا صدارة دول الاتحاد الأوروبي في معدلات فقر الأطفال، إذ يعاني نحو 2.3 مليون طفل من أوضاع معيشية صعبة. وتحذر الدراسة من فشل البلاد في تحقيق أهداف أجندة 2030، داعية إلى إقرار عاجل لميثاق الدولة لمكافحة الفقر، المجمّد حاليًا في الكونغرس.
ويفاقم هذا الواقع الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة، ما يثقل كاهل الأسر التي تعيل أطفالًا. وتشير شبكة EAPN-ES إلى أن 34% من الأسر لتي يعيلها أحد الوالدين فقط، ومعظمها تعولها نساء، تواجه خطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي.
وإن ارتفاع تكاليف السكن، وتفاوت فرص الوصول إلى المدارس، وعدم استقرار وظائف الآباء والأمهات، تجعل الأطفال الحلقة الأضعف في المنظومة الاجتماعية. وتحذّر المنظمة من أن "غياب بدل شامل لتربية الأطفال يرسّخ عدم المساواة منذ السنوات الأولى من الحياة".
وتدعو الشبكة إلى ضمان دخل لائق، وتأمين السكن، واعتماد نظام ضريبي تصاعدي أكثر عدالة، مشيرة إلى أن "عدم المساواة الإقليمية يرسم مصير ملايين الأشخاص، فمكان الولادة في هذا الإقليم أو ذاك يحدد الحقوق والفرص المتاحة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة