صحيفة إسرائيلية: شلل شبه تام لميناء إيلات وإدارته تناشد أمريكا ومصر لوقف حصار الحوثيين
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
قالت صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية إن تل أبيب تشهد أزمة اقتصادية وملاحية حادة في ميناء إيلات الذي يعيش حالة شلل شبه تام نتيجة استمرار تهديدات جماعة "الحوثيين" في اليمن للسفن المارة في البحر الأحمر باتجاه قناة السويس.
واضافت الصحيفة المتخصصة بالاقتصاد التابعة لصحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها أنه على الرغم من وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن التهديد البحري الذي يفرضه الحوثيون لا يزال قائمًا، مما دفع مسؤولين في الميناء إلى طلب تدخل الولايات المتحدة ومصر لإنقاذ الموقف.
وتابع التقرير أن مسؤولين في ميناء إيلات أجروا خلال الأيام الأخيرة اتصالات مع السفارة الأميركية في تل أبيب، طالبين إدراج قضية قناة السويس وحرية الملاحة بالاتفاقيات الموقعة تحت رعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وحسب الصحيفة فإن إدارة الميناء وجهت نداءً إلى الحكومة المصرية، بصفتها مالكة قناة السويس، للضغط على الحوثيين ورفع الحصار المفروض فعليًا على القناة.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤولي ميناء إيلات أن المصلحة المشتركة قد تدفع القاهرة إلى تكثيف اتصالاتها مع الدول العربية والولايات المتحدة للضغط على الحوثيين لوقف الهجمات البحرية، وهو ما لم يصدر تعليق فوري من مصر على هذه التصريحات.
ووفقا للتقرير فإن إدارة الميناء أفادت أن الوضع الحالي بات يهدد استمرارية العمل ودفع الأجور، رغم الدعم المالي المحدود الذي قدمته الحكومة الإسرائيلية منذ بداية الأزمة.
وذكرت "كالكاليست" أن الحوثيين، رغم إعلانهم الالتزام بعدم مهاجمة إسرائيل بعد توقيع الاتفاق مع حماس، إلا أنهم لم يتوقفوا عن استهداف السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر باتجاه قناة السويس، ملوحين بأنهم سيهاجمون أي سفينة تنقل بضائع إلى إسرائيل أو تتعامل معها.
وقالت "ما تزال قناة السويس شبه معطلة أمام السفن الغربية منذ مطلع عام 2024، بسبب هذه التهديدات، إذ امتنعت معظم الشركات الأوروبية والأميركية عن المرور عبرها. وتُسمح فقط بعبور السفن الروسية والإيرانية، إلى جانب بعض السفن الصينية، وتلجأ سفن أخرى إلى حيل تقنية، مثل تغيير العلم أو الدفع المباشر للحوثيين مقابل تأمين المرور، وفقا للمصدر ذاته.
وربط تقرير الصحيفة أزمة ميناء إيلات بالأزمة التي تواجهها قناة السويس المصرية، ويقول إنها لا تضر بإسرائيل وحدها بل تضرب الاقتصاد المصري بقوة، إذ تشكل قناة السويس مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة.
وأوردت "كالكاليست" أرقاما تتحدث عن أن إيرادات القناة بلغت نحو 10.25 مليارات دولار عام 2023، ولكنها تراجعت عام 2024 إلى 3.99 مليارات دولار فقط، أي بخسارة تقارب 60% من العائدات.
ويرى التقرير أن أزمة قناة السويس تشكل عبئًا إستراتيجيًا على مصر، إذ يعتمد نحو ثلث ميزانيتها على دخل القناة. ونتيجة لذلك فإنه يعتبر أن "مصر شريكة طبيعية لإسرائيل في محاولة إعادة الحركة لطبيعتها".
ويأتي هذا التطور في ظل تراجع حاد في نشاط الميناء الذي تملكه وتديره مجموعة تجارية خاصة. فمنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، توقفت تقريبًا جميع حركة السفن القادمة إلى إيلات، مما أدى إلى انخفاض إيرادات الميناء بنسبة 80%.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن إسرائيل ميناء إيلات الحوثي قناة السويس میناء إیلات قناة السویس
إقرأ أيضاً:
أمريكا تقر سجن باكستاني 40 عامًا بتهمة تهريب صواريخ إيرانية إلى الحوثيين
أصدرت محكمة أمريكية حكمها بالسجن لمدة 40 عامًا على القبطان محمد بهلوان، وهو رجل باكستاني، بعد إدانته بمحاولة تهريب أجزاء من صواريخ باليستية إيرانية الصنع إلى جماعة الحوثي في اليمن، في قضية تبرز استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الجماعات المسلحة في المنطقة.
وألقي القبض على بهلوان خلال عملية قامت بها القوات الأمريكية على متن سفينة صغيرة بلا علم في بحر العرب قبالة سواحل الصومال في 11 يناير 2024، أسفرت عن مقتل اثنين من أفراد البحرية الأمريكية، إذ فقد ضابط الحرب الخاصة كريستوفر تشامبرز قبضته وسقط في الماء، بينما قفز ضابط الحرب الخاصة من الدرجة الأولى ناثان جيج إنغرام لمحاولة إنقاذه، بحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وخلال عملية الصعود على السفينة، عثر الفريق الأمريكي على 14 بحاراً من بينهم بهلوان، وضبطوا أسلحة تقليدية إيرانية متطورة، بما في ذلك مكونات صواريخ باليستية، وصواريخ كروز مضادة للسفن، ورأس حربي. وأكدت وزارة العدل الأمريكية أن هذه الأسلحة تتطابق مع تلك التي استخدمها الحوثيون ضد السفن العسكرية وسفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن بعد هجمات السابع من أكتوبر 2023.
وأشار ممثلو الادعاء الفيدراليين إلى أن بهلوان كان يهدد حياة أفراد طاقمه وعائلاتهم، وطلب منهم الكذب بشأن تفاصيل العملية، وهو ما يعكس الطبيعة الإجرامية المنظمة لهذه العمليات.
ويعتقد أن بهلوان كان جزءًا من عملية تهريب أكبر بين أغسطس 2023 ويناير 2024، بالتعاون مع شقيقين إيرانيين شهاب ميركازي ويونس ميركازي، التابعين للحرس الثوري الإيراني، حيث كان ينقل البضائع من إيران إلى ساحل الصومال ثم إلى سفن أخرى ليلاً، وفق إحداثيات محددة، مقابل مدفوعات مالية متعددة.
وصف ممثلو الادعاء المكونات التي عُثر عليها على السفينة بأنها "بعض من أكثر أنظمة الأسلحة تطوراً التي ترسلها إيران إلى جماعات إرهابية أخرى"، ما يسلط الضوء على مدى خطورة تهريب هذه الأسلحة على الأمن الإقليمي والدولي.
وصدر الحكم بعد إدانة بهلوان بخمس تهم، تشمل جرائم الإرهاب ونقل أسلحة دمار شامل، حيث سيتم تنفيذ حكمين بالتوازي لمدة 20 عامًا لكل منهما، أما الثلاثة المتبقية فستُنفذ على التوالي، ليصبح مجموع العقوبة 40 عامًا في السجن.
تأتي هذه القضية ضمن جهود الولايات المتحدة لمكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الجماعات المسلحة في اليمن، خصوصًا الحوثيين، الذين استمروا في تهديد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، مما يعكس البعد الدولي للقضية وأهمية ضبط تدفقات الأسلحة في المنطقة.