قال الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين: "نجتمع اليوم لعقد السلام والخير لصالح الشعوب ونتذكر عقد أول مؤتمر دولي لصانع السلام عام ١٩٩٦م في شرم الشيخ وهذا ما عهدنا في مصر وقيادتها الحكيمة ودعوتها الدائمة للسلام".
جاء ذلك خلال كلمته في قمة القاهرة للسلام 2023 التي تستضيفها العاصمة الإدارية الجديدة.


كما أكد على موقف مملكة البحرين الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لحل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة.
وأوضح الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أن مملكة البحرين اتخذت خيارها الاستراتيجي للسلام لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار في ضوء نهجها الداعي للسلام وتمسكها بمبادئ الحوار والنهج السلمي كسبيل وحيد لتسوية النزاعات وتوفير فرص الأمن والنماء والازدهار لشعوب المنطقة كافة.
وأشار إلى أن تطورات الأحداث في غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني والظروف الصعبة القاسية التي يمر بها تؤكد الحاجة الملحة إلى احتواء هذه الأزمة الخطيرة وتأثيراتها الإنسانية، وتتطلب جهدا دبلوماسيا متواصلا بين كافة الأطراف الإقليمية والدولية لوقف التصعيد وإنهاء العمليات العسكرية وتوفير الحماية من المدنيين الأبرياء من الجانبين من انعكاسات هذه الحرب، والإفراج عن جميع الأسرى والرهائن والمحتجزين وتسهيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة بموجب القانون الدولي والإنساني والكف عن أي ممارسات من شأنها اتساع دائرة العنف.
وأكد رفض بلاده القاطع لتهجير شعب غزة من أرضه، لافتا في الوقت ذاته إلى أن قرار الحرب والسلم يبنى على أساس الاتفاقيات والمعاهدات والإجراءات الدستورية لكل بلد، أما إيقاف الحرب فهو ما تنص عليه الشريعة الإنسانية والقانون الدولي.
وجدد تأييد بلاده للدور المحوري لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وإسهاماتها التاريخية في دعم القضية الفلسطينية وحماية الأمن القومي العربي.
وأعرب ملك البحرين، عن ثقته في خروج هذه القمة بنتائج مثمرة ومخرجات بناءة تعزز التطلعات المشتركة نحو تكريس واستدامة الأمن والسلام والازدهار لجميع شعوب المنطقة.
الجدير بالذكر أن قمة القاهرة للسلام ٢٠٢٣، بحثت تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، ومناقشة جذور الصراع التاريخى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والدفع نحو تفعيل عملية السلام فى الشرق الأوسط للشروع فى تسوية عاجلة وشاملة للصراع الممتد لعقود، وذلك وفق مبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية التى تبنتها قمة بيروت عام 2002، بمشاركة إقليمية دولية واسعه وعدد من الشخصيات الاعتبارية العلمية، وفي مقدمتهم السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

ترامب يرفض فكرة أن تكون الحرب خيار بوتين ونتنياهو الوحيد

حظي بنيامين نتنياهو وفلاديمير بوتين بثرثرة هاتفية ودية في مطلع الشهر الجاري بمناسبة الذكرى الثمانين لهزيمة ألمانيا النازية. وبين القائدين الإسرائيلي والروسي مشتركات كثيرة. فكلاهما يزعم أنه لا يزال ببسالة يحارب النازيين في غزة وأوكرانيا على الترتيب. ويجري استعمال هذا الوهم لتبرير القتل الجماعي للمدنيين ومفاقمة خسائر القوات والتكاليف الباهظة المدفوعة من الاقتصاد والسمعة. ولعل ذلك الوهم هو الذي يساعدهما على النوم ليلا.

بيبي وفلاد هما أكثر رجلين مطلوبين في العالم، ولعلهما الأكثر ازدراء.

ينكر نتنياهو وحلفاؤه في اليمين المتطرف على الفلسطينيين حق إقامة دولة مستقلة، وهو الحق الذي أكده مؤسسو دولة إسرائيل. وبالمثل، يرفض بوتين واقع أوكرانيا بوصفها بلدا مستقلا. وكلاهما يطرح رؤى توسُّعية مشيحانية، فهي رؤية إسرائيل الكبرى لأحدهما ورؤية بعث الإمبراطورية السوفييتية للآخر. وتقوم كلتا الرؤيتين على عقلية عنصرية قومية متطرفة.

يتنبأ زعماء أوروبا بأن بوتين- ما لم يلق جزاءه- سوف يدير فوهة سلاحه عليهم في نهاية المطاف. أما نتنياهو فقد وسّع حرب غزة بالفعل إلى لبنان واليمن وسوريا. وتشير تقارير مخابراتية أمريكية حديثة إلى أنه يستعد لضرب إيران، راجيا من ذلك إفشال المحادثات النووية الجارية بين واشنطن وطهران.

ولكن ثمة تشابها عميقا بين الرجلين يعجز عن إدراكه صناع السلام المحتملون، وبخاصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو أنه ليس بين الاثنين من يريد فعلا سلاما دائما. فالحرب المستمرة هي خيارهما الأمثل، ووضعهما الأساسي. وكلاهما يعتمد في بقائه على العنف. وهما يعلمان أنهما في حال توقف القتال سوف يواجهان حسابا قد يجهز عليهما.

فما الذي سوف يقوله الناس في روستوف-نا-دونو، أو أومسك، أو نيجني نوفجورود حينما يرجع آلاف المحاربين ويتكلمون عما جرى في الجبهة؟ وكم يحتمل أن يطول بقاء بوتين حينما تبدأ النخب الروسية في حصر التكلفة الاقتصادية والاجتماعية المذهلة لمقامرته الفاشلة؟ وعندما يتحقق السلام، سوف يواجه نتنياهو الانتخابات، والهزيمة المحتملة. وقد يعقبها الحبس بسبب مزاعم الرشوة والفساد. وسوف تطالب المحكمة الجنائية الدولية أخيرا بتسليمهما.

ولذلك فإنهما يخافان من السلام. ولذلك السبب فإن الإصرار الدولي المستمر على إنهاء الحربين، بدعم من زيادة المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا وتشديد العقوبات والضغط الدبلوماسي على حكومة إسرائيل، هما السبيل إلى إزاحة اثنين من أشد أشرار زماننا هذا شرا. فلا عجب في أن الاثنين، اللذين ترجع العلاقة ـ المتوترة في بعض الأحيان ـ بينهما إلى عقدين من الزمن، قد تبادلا «التهنئات الحارة» عبر الهاتف. فكل منهما الآن بحاجة إلى الآخر.

ولعلهما تناقشا في سبل الانتصار على منتقديهما من أمثال كير ستارمر، فذلك ما حاوله نتنياهو بشدة الأسبوع الماضي. فنتنياهو يظن أن أعمال حماس في السابع من أكتوبر سنة 2023 تعني أن له الحرية في أن يفعل أي شيء يشاء، حتى لو تنافى مع الشرعية والأخلاق. وهو مخطئ فيما يتصوره. ولعله هو وبوتين قد تبادلا النصائح بشأن التلاعب بترامب، بالإطراء والخداع، فهذه لعبة يبرع فيها كلاهما.

يمثل ثلاثي نتنياهو وبوتين وترامب هذا، بالتضليل والخداع والتآمر، عقبة كبيرة في وجه السلام على جميع الأصعدة اليوم. فالفوضى السياسية التي اتسمت بها ولاية ترامب الأولى تبلغ الآن في ولايته الثانية مستويات جديدة وخطيرة من التناقض. ولو كان مقدورا للحربين أن تضعا أوزارهما، ولعهد نتنياهو وبوتين أن يبلغ نهايته، فلا بد من استعمال قوة الولايات المتحدة ونفوذها استعمالا كاملا في تعاون وثيق مع حلفاء واشنطن.

ولكن ما يجري في الوقت الراهن هو العكس. ففي زيارته إلى الخليج، بدا ترامب أشبه كثيرا ببائع متجول ماهر منه برئيس للولايات المتحدة. وبرغم عدم اكتراثه على المستوى الشخصي بالفلسطينيين الجياع في غزة، فإنه يحاول متأخرا أن يكبح تجاوزات نتنياهو المحرجة، ويمنعه من قصف إيران. لكن هذا لا يعني أن ترامب قد فهم أخيرا أمر فلسطين. فالآن وقد فشلت فكرته الخاصة بريفيرا غزة، يبدو أنه فقد الاهتمام. فلم تعد في الأمر فائدة ترجى بالنسبة له.

وإذا ما أُعيد فرض وقف إطلاق النار المؤقت في غزة، وتم إُطلاق سراح المزيد من الرهائن، فسوف ينسب ترامب الفضل لنفسه. ولكن المشكلة الأساسية سوف تستمر قائمة: وهي أنه يساعد ويسلّح رئيس وزراء مارقا وزمرة حاكمة من اليمين المتطرف تحذو حذو المحافظين الجدد الأمريكيين بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، إذ تستغل فظائع حماس لتحقيق أجندة شوفينية مع تجاهل للقانون الدولي، بل وتمضي إلى أبعد من ذلك من خلال التهديد بالإبادة الجماعية.

والوضع في أوكرانيا ليس أفضل حالا. فقد أطاح ترامب بإنذار نهائي مشترك من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا يطالب بوتين بقبول فوري وقف إطلاق نار لمدة ثلاثين يوما، قائلا: إنه أعلم بالوضع من هذه الدول. لكنه رضخ عندما تحدث إلى الرئيس الروسي يوم الاثنين الماضي. ومرة أخرى، خدع بوتين ترامب وفرّق بين الولايات المتحدة وأوروبا.

إدراك ترامب المبكر بأنه ليس بإله ولا ببابا، وبأن قوة شخصيته لا تكفي وحدها لحل جميع مشاكل العالم، يقدم بصيص أمل لغزة وأوكرانيا. ويحدث على سبيل التهكم أن يهدد ترامب بالانسحاب. فليته يفعل! يجب أن تبقى الولايات المتحدة منخرطة على مستويات متعددة. لكن موقفا رئاسيا ترامبيا صامتا من شأنه أن يدعم قضية السلام بشكل كبير. شأن طبيب جاهل يخطئ في تشخيص المشاكل، يزيد ترامب من تفاقم الأوضاع. ففي كل يوم، يفلت نتنياهو وبوتين من العقاب على جرائم القتل، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى أن في البيت الأبيض صديقا لهما نرجسيا ولا يفقه أي شيء. وفي كل يوم، تتعرض حياة المزيد من الأطفال للدمار.

يجب أن يتوقف ترامب عن التباهي وأن يفوض صنع السلام في غزة وأوكرانيا إلى دبلوماسيين أمريكيين محترفين ذوي خبرة، ومبعوثين للأمم المتحدة، ووسطاء عرب وأوروبيين، ورؤساء استخبارات، وخبراء عسكريين. باختصار، عليه أن يترك الأمر لمن هم أعرف بشعابه. أما بالنسبة لنتنياهو وبوتين، فعليه أن ينفض يديه من كليهما.

سيمون تيسدال معلق الشؤون الخارجية في صحيفة ذي جارديان

عن الجارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • العاهل الأردني يؤكد أهمية تحقيق السلام العادل والشامل وفقا لحل الدولتين
  • استكمال أخر مرحلة من تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. فيديو
  • الاحتلال يسجن ضابطا قاتل 270 يوما في غزة ورفض العودة إلى الحرب
  • تحول دراماتيكي.. ترامب يُهدد بوقف جهود السلام في أوكرانيا
  • ترامب يرفض فكرة أن تكون الحرب خيار بوتين ونتنياهو الوحيد
  • الزنداني يؤكد حرص الحكومة على تحقيق السلام في اليمن
  • ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة
  • الإتحاد الأفريقي يؤكد وقوفه بجانب السودان لدعم السلام والاستقرار
  • إدارة ترامب تطلب من إسرائيل تأجيل عمليتها العسكرية في غزة
  • سفراء دول صديقة وشقيقة: الأردن مرتكزا للاستقرار بالمنطقة وواحة للسلام