اليمن وسلطنة عمان يعلنا التأهب مع اقتراب العاصفة المدارية "تيج"
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
أعلنت السلطات اليمنية والعمانية، اليوم السبت، حالة التأهب في المناطق الحدودية بين البلدين والواقعة شرقي اليمن، مع اقتراب العاصفة المدارية "تيج"، والتي من المتوقع أن تتطور لاحقاً لإعصار من الدرجة الأولى.
وكان مركز الإنذار المبكر بمحافظة حضرموت، أعلن تطور العاصفة الإعصارية في بحر العرب إلى إعصار من الدرجة الأولى بسرعة رياح مركزية تتراوح بين (65 إلى 70) عقدة.
وتوقع أن يمر مركز عين الإعصار المداري تيج بحلول فجر غد الأحد أرخبيل جزيرة سقطرى بصورة مباشرة.
وحث المركز، الصيادين ومرتادي البحر في شرق المياه الإقليمية وأرخبيل سقطرى وشمال بحر العرب على التريث عن الإبحار أو السفر خلال الفترة الممتدة من اليوم الجمعة وحتى الثلاثاء المقبل.
كما دعا ربابنة السفن وحركة الملاحة لأخذ أقصى التدابير الاحترازية في مجرى المياه الإقليمية شرق مدخل خليج عدن؛ تجنبا لآثار اضطراب وهيجان البحر الذي يرافقه هبوب رياح نشطة.
ويعد هذا التحذير الثاني للمركز، بعد تحذيره من احتمالية تكوّن منخفض مداري في بحر العرب.
توقعات
وفي السياق ذاته، أصدر المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة في سلطنة عُمان التنبيه رقم 3 حول الحالة المدارية في بحر العرب.
وقال إن صور الأقمار الإصطناعية وتحاليل المركز الوطني للإنذار المُبكر من المخاطر المُتعددة توضح استمرار الحالة المدارية عاصفة مدارية، تتمركز جنوب غرب بحر العرب على دائرة عرض 10 شمالاً وخط طول 58.53 شرقاً، وتبعد عن سواحل سلطنة عُمان حوالي 870 كم، وتُقدر سرعة الرياح حول المركز من 50 كم إلى 63 عقدة، وتبعد أقرب سحب ماطرة مصاحبة للحالة حوالي 600 كم عن ولاية سدح.
وتشير آخر التوقعات إلى استمرار تحرك الحالة المدارية نحو الغرب والشمال الغربي باتجاه محافظة ظفار واليمن ( محافظة المهرة ) مع فرص لتطور العاصفة المدارية إلى إعصار من الدرجة الأولى، خلال الـ 24 ساعة القادمة، ومن المُتتوقع أن يبدأ التأثير المُباشر على محافظتي ظفار والوسطى مساء يوم الأحد 22 أكتوبر واحتمال عبور مركز الحالة صباح الثلاثاء بين محافظتي ظفار العمانية والمهرة اليمينة.
تأهب يمني
وفي وقت سابق اليوم وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، الحكومة والسلطات المحلية برفع حالة الجاهزية ومضاعفة الاجراءات الاحترازية المنسقة مع مختلف الاجهزة بما فيها العسكرية والامنية، واللجان المجتمعية، والمنظمات الاقليمية والدولية للحد من اي آثار محتملة للإعصار المداري في المحافظات الشرقية.
جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية أجراه الرئيس العليمي، بمحافظي محافظات حضرموت مبخوت بن ماضي، والمهرة محمد علي ياسر، وسقطرى رأفت الثقلي، للاطلاع على اخر مستجدات العاصفة الاعصارية "تيج" التي يتوقع أن تتأثر بها المحافظات الثلاث هذا الاسبوع.
واستمع العليمي من المحافظين الثلاثة إلى استعدادات السلطات المحلية لمواجهة تداعيات العاصفة المدارية، والحد من اثارها المحتملة على المواطنين، والممتلكات العامة والخاصة.
ترتيبات عمانية
إلى ذلك قال المركز الوطني للإنذار المبكر في مسقط بدء التأثيرات المباشرة على محافظتي ظفار والوسطى غدا الأحد بأمطار متفاوتة الغزارة تتراوح بين 50 و200 ملم تؤدي لجريان الأودية والشعاب، مصحوبة برياح سرعتها لـ 64 كلم، وارتفاع الموج يصل لـ 7 أمتار على سواحل بحر العرب مع احتمال امتداد مياه البحر للمناطق الساحلية والمنخفضة، ويبعد مركز الحالة حوالي 400 كلم عن السواحل العمانية.
وأشار إلى اقتراب مركز الإعصار من محافظة ظفار بعد غد (الاثنين)، ليكون على بعد 50 إلى 150 كلم، واستمرار التأثيرات المباشرة على محافظتي ظفار والوسطى بهطول كميات عالية جدا من الأمطار تتراوح ما بين 200 و600 ملم تؤدي لجريان جارف للأودية وفيضانات، يصاحبها هبوب رياح شديدة تصل سرعتها إلى 60 عقدة.
وتوقع المختصون في المركز بدء العبور التدريجي للحالة كإعصار من الدرجة الأولى، قد يضعف لمستوى عاصفة مدارية تقدر سرعة الرياح حول المركز من 50 إلى 75 عقدة، حيث من المتوقع عبور الحالة بين مناطق محافظة ظفار ومحافظة المهرة بالجمهورية اليمنية الشقيقة، واستمرار التأثير المباشر على محافظتي ظفار والوسطى بالسحب الماطرة الكثيفة المصاحبة للحالة، وهطول أمطار شديدة الغزارة تتراوح كمياتها بين 200 و800 ملم تؤدي إلى حدوث فيضانات وجريان جارف للأودية، ورياح شديدة تتراوح سرعتها ما بين 50 و75 عقدة، وارتفاع في الموج يصل إلى 7 أمتار مع احتمال امتداد مياه البحر للمناطق الساحلية المنخفضة والخيران.
وأكدت كافة الجهات في السلطنة استعداداتها الاحترازية أثناء تأثر محافظتي ظفار والوسطى بالإعصار المداري (تيج)، حيث استعرض المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة في اجتماعه اليوم برئاسة اللواء عبدالله بن علي الحارثي مساعد المفتش العام للشرطة والجمارك للعمليات، نائب رئيس اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة تطوُّرات الحالة المدارية المرتقبة "تيج" وتأثيراتها على محافظتي ظفار والوسطى ومدى جاهزية القطاعات الأساسية، وآلية التعامل الأمثل معها لتخفيف آثارها خلال الأيام المقبلة بحضور منسقي القطاعات.
واستمعت اللجنة لإيجاز من هيئة الطيران المدني (المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة) حول تطورات القراءات العددية المتعلقة بالحالة المدارية المسماة (تيج) وتأثيراتها المحتملة.
وقام قطاع الإغاثة والإيواء بتقديم عرض موجز حول استعدادات القطاع المتمثلة في تجهيز (30) مركز إيواء موزعة على مختلف ولايات محافظة ظفار وإمدادها بالمواد التموينية اللازمة لاستدامة الأوضاع بالشكل الطبيعي أثناء الأنواء المناخية المرتقبة، وتفعيل ثلاثة مراكز للإيواء في ولاية الجازر بمحافظة الوسطى.
كما قام قطاع الخدمات الأساسية برفد المحافظة بمختلف المعدات والمولدات الكهربائية وصهاريج الوقود التي تضمن استمرار الخدمات الأساسية المتعلقة بالمياه والكهرباء والاتصالات والطرق وإدارة النفايات أثناء التعامل مع الحالة المدارية المرتقبة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن سلطنة عمان عاصفة مدارية اعصار تيج الطقس العاصفة المداریة من الدرجة الأولى الحالة المداریة محافظة ظفار بحر العرب
إقرأ أيضاً:
موسم خريف ظفار والتسويق المسؤول
بدأ رسميًا موسم خريف ظفار الاستثنائي في محافظة ظفار، وهو أحد المواسم السياحية التي يترقّبها السيّاح والزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها. ويتزامن انطلاق هذا الموسم مع بداية فصل الصيف الذي يشهد هذا العام درجات حرارة مرتفعة، اقتربت من 50 درجة سيليزية في بعض الولايات.
ويُعد موسم الخريف متنفسًا لكثير من أفراد المجتمع، وخيارًا سياحيًا مثاليًا هذا العام، خصوصًا في ظل استمرار التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، ما دفع عددًا من مخططي السفر العُمانيين إلى إعادة النظر في وجهاتهم وتغيير خططهم نحو محافظة ظفار، بالإضافة إلى عامل ضيق الوقت المتاح للتخطيط لوجهات سياحية أخرى. وقد أصبحت ظفار بذلك وجهة مفضلة ومحط أنظار السيّاح والزوار خلال الفترة المقبلة، على الأقل حتى نهاية موسم الخريف.
ومن المتوقع أن يشهد الموسم تدفقًا كبيرًا في أعداد الزوار، حتى مع دخول موسم الصرب الذي يُعد من العلامات البارزة في مناخ المحافظة، نظرًا لما تتميز به من أجواء معتدلة، واكتساء الأرض بالبساط الأخضر، وتلاعب نسمات الهواء العليل في أجواء لطيفة تشجّع على قضاء أوقات ممتعة بعيدًا عن الزحام وكثافة السياح.
لقد ساءنا ما رصدناه خلال الأيام القليلة الماضية من مزايدات على موسم خريف ظفار، الذي تعوّدنا على بدء تأثيراته السنوية حتى قبل انطلاقه رسميًا. فالنهج الذي يتّبعه البعض في الترويج لهذا الموسم لا يُسهم في تشجيع السياح على القدوم إلى المحافظة، ولا يضيف قيمة حقيقية لدى أفراد المجتمع؛ فالمجتمع في سلطنة عُمان بات أكثر وعيًا، وأكثر حزمًا في رفض مثل هذه السلوكيات التي أصبحت تُمارس سنويًا من قِبل البعض.
ومع أن موسم خريف ظفار بات بحد ذاته هوية تسويقية عالمية، يرتاده السياح من داخل السلطنة وخارجها، إلا أن الاعتماد على من يُسمّون بـ«المشاهير» للترويج له لا يُعدّ ضرورة، خصوصًا مع ما يرافق بعض تلك الحملات من مبالغات أو محتوى لا يرقى إلى قيمة الموسم ومكانته.
وبات من الضروري اليوم أن يُنظم العمل التسويقي والترويجي عبر المنصات الإلكترونية، وأن يُجوَّد أداؤه، بما يعكس صورة حقيقية وإيجابية عن موسم الخريف، ويُبرز نوعية النخب والأدوات التسويقية المستخدمة، لتكون أيقونة عالمية تضاهي ما تقدمه الدول الأخرى من تجارب ناجحة في الترويج السياحي.
إن حكومة سلطنة عُمان، بمختلف مؤسساتها وأجهزتها، تبذل جهودًا كبيرة منذ سنوات لاستقبال موسم خريف ظفار، ولا سيّما وزارة الإعلام التي كرّست طاقاتها الترويجية والإعلامية والاتصالية، عبر مختلف أذرعها وأدواتها، لنقل الصورة الحقيقية لأفراد المجتمع عن استعدادات السلطنة لهذا الموسم، بعيدًا عن أي تشويش أو مبالغات.
ومن غير الحكمة أن يعمد البعض، سنويًا، إلى إثارة أفراد المجتمع ومرتادي المنصات الإلكترونية عبر سلوكيات وممارسات اعتدنا على رؤيتها، والتي تهدف في ظاهرها إلى جذب أكبر قدر من التفاعل والمتابعة، لكنها في جوهرها تُضعف من قيمة الموسم ومكانته الوطنية والسياحية. وحتى إن لم يتفق البعض مع هذا الرأي، مستندين إلى ما يسمّى بـ«سيكولوجية المشاهير»، فإن ذلك لا يُبرّر بأي حال من الأحوال الإساءة إلى موسم الخريف، سواء عن قصد أو من باب ما يراه البعض «عفوية».
ومن المثير للدهشة أن يُروَّج لمواقف تفتقر إلى الحس المسؤول، وكأنّها تتجاهل المبادئ التي نادى بها الدين الحنيف، ومنها حديث النبي: «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله...»، وهو تذكير بأن الظواهر الطبيعية لا ينبغي أن تُحمَّل بأبعاد غير علمية أو تسويقية سطحية.
وفي ضوء ذلك، نقترح تجويد العمل الترويجي للفاعلين في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال
إلحاق الفاعلين والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لدورات مكثفة؛ بهدف إتقان العمل الترويجي والتسويقي من حيث المحتوى والأداء.
تضمين بند مراجعة النص الترويجي للحصول على تصريح القيام بالإعلانات الترويجية والتسويقية.
ضرورة تنظيم الجهود الترويجية للفاعلين في المنصات الإلكترونية، بحيث ألا تطغى العفوية في الإعلان على مغزاه وهدفه.
أرى من الجيد الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في كيفية التعامل مع الفاعلين أو المؤثرين في المنصات الإلكترونية؛ لأن انتشار المنصات على نطاق واسع، ربما تعكس تفاعلا سلبيا عن أداء الفاعلين والمؤثرين خارج سلطنة عُمان.
من الضروري تكامل الجهود المؤسسية والتنسيق فيما بينها من حيث مركزية التواصل والتفاعل مع الفاعلين والمؤثرين، حتى يتم نقل الرسالة المراد إيصالها للمجتمع الداخلي والخارجي دون ضجة أو تشويش.
إن الجهود الإعلامية والاتصالية المبذولة لاستقبال موسم الخريف لهذا العام، لا يمكن اختزالها في مقطع مرئي قصير المدة لفاعل في منصة إلكترونية حتى وإن كان انتشاره على نطاق واسع، وحتى لا نكون غير منصفين لجهودهم الترويجية سواءً في موسم الخريف أو لأحداث مستقبلية، أقترح تأهيلهم وتمكينهم بحيث يتم تعزيز التكامل مع القنوات الرسمية لإيصال الرسالة الصحيحة بطريقة مبتكرة لأفراد المجتمع والاستفادة من مهاراتهم ورغبتهم للترويج من خلال تبني أفضل الطرق لإيصال الرسالة الترويجية لأفراد المجتمع سواءً داخل سلطنة عُمان أو خارجها بالاستفادة من أدوات التسويق والترويج الرقمي، بعيدا عن السلوكيات غير المحبذة مجتمعيا والانتقادات التي يتعرضوا إليها بين الحين والآخر في وسائل التواصل الاجتماعي ومجتمعيا.