مواطن يسرد لوكالتنا تفاصيل اختطاف التنظيمات الإرهابية لوالده الداعم للجيش الوطني
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أخبار ليبيا 24 – خــــاص
عانت مدينة درنة على مدار السنوات التي سيطر فيها تنظيم داعش من مظاهر الإرهاب والتي تجلّت في عمليات التصفية واسعة النطاق، التي طالت عناصر أمنية وعسكرية بارزة، بالإضافة إلى اتباع التنظيمات الإرهابية سياسة الذبح وقطع الرؤوس متذرعين بالعقيدة الإسلامية، ويومًا بعد يوم.. اتسعت رقعت الإرهاب والتفجير والذبح والاختطاف، سنين عجاف عاشها أهالي مدينة درنة تحت وطأة التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي عمِلت على تشتيت صفوف الرأي العام، وكبّح جماحه الذي رفض وجود الإرهاب منذ اللحظة الأولى؛ قصةٌ جديدة من قصص الإرهاب في ليبيا يرويها أحد المواطنين الذي اختطف والده منذ عام 2014 بسبب موقفه الرافض لوجود التنظيمات المتطرفة في مدينة درنة.
يسرد تفاصيل اختطاف والده.. في السادس من يناير عام 2014.. عند الساعة التاسعة والنصف مساءً، أقدمت مجموعة مسلحة تقود سيارة معتمة على اختطاف والدي، ومنذ ذلك الحين لم نجده رغم بحثنا عليه المستمر والمتواصل آنذاك.
يتابع الحديث.. لقد تقصينا وجمعنا المعلومات وبحثنا عنه في المراكز والمستشفيات وفي كل شبر من مدينة درنة وضواحيها ولكن للأسف دون جدوى ولم نجد والدي حتى هذه اللحظة ونحن لا نعلم إن كان على قيد الحياة أم تم اغتياله.. واستطرد قائلاً: اختطف والدي أثناء سيطرة التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها على مدينة درنة،
يتابع.. قبل عيد الأضحى الماضي، جاءت لجنة من طرابلس تحت مسمى لجنة البحث والتعرف على المفقودين وأخذوا منا تحاليل التعرف على الهوية، ونحن في انتظار النتيجة حتى يومنا هذا.
يوضح لوكالتنا سبب اختطاف والده على يد التنظيمات الإرهابية المتطرفة بالقول: لقد كان والدي أحد أعيان ومشايخ مدينة درنة، وعرف بمواقفه المنددة والرافضة لوجود تلك المنظمات الإرهابية التي عاثت وأفسدت في درنة وأثارت الرعب والذعر في نفوس المواطنين العزّل..
يُكمل الحديث.. قبل اختطافه بأيام، حضر والدي اجتماعًا للأعيان والمشايخ في منطقة أم الرزم، ودعا والدي الأعيان وأصحاب القرار إلى تحسيد أبنائهم وردع مشاهد العنف والفوضى التي تبنتها التنظيمات الإرهابية.. وبالفعل بعد أيام جرى اختطافه دون رجعة..
يتابع الحديث.. لقد حاولت تلك العناصر الإرهابية المتطرفة أن تقنع والدي بمبايعتها ودعمها وتشجيعها وان يكون في صفها لكن والدي رفض ذلك بشدة..
واستطرد عوض قائلاً: إن ليبيا بها رجالٌ أشاوس، لم ولن يرضوا بوجود الإرهاب بينهم، لم يبايعوه، ولم يدعموه، ولم يقبلوا بوجوده بينهم، بل رابطوا في المحاور القتالية، وخاضوا معارك طاحنة ضد التنظيمات المتطرفة، ولم يبالوا بفارق الأعداد والعدة والعتاد وحجم الذخائر، بل تحلّوا وتسلحوا بالصبر والعزيمة والشجاعة وواصلوا القتال حتى أحرزوا الهدف، آلا وهو القضاء على التنظيمات الإرهابية واستئصال جدورها.
وأعرب عوض عن آماله في إيجاد أي معلومة عن والده الذي يشتاق غليه ولا يعلم أهو فوق الأرض أم تحتها، داعيُا في ختام قصته الجهات الفاعلة بالالتفات على إلى ملف الجرحى وأسر الشهداء، خصوصًا الشهداء الذين توقفت رواتبهم ولديهم أسر وأطفال ولا يوجد لديهم مُعيل، واختتم حديثهُ بالترحم على الشهداء متمنيًا أن تعمُ نعمة الجيش الوطني على ليبيا والليبيين وأن تتحسن الأوضاع وتسير إلى ما يطمح له الليبيون، لأنهم قدموا كل ما بحوزتهم في سبيل التمتع بالحرية والحياة الكريمة.
المصدر: أخبار ليبيا 24
كلمات دلالية: التنظیمات الإرهابیة مدینة درنة
إقرأ أيضاً:
دُمرت محالّهم وطُلب منهم دفع الجزية.. مسيحيو سوريا ضحايا انتهاكات الفصائل المتطرفة
يواجه المسيحيون في مناطق متعددة في سوريا من انتهاكات متكررة، تشمل فرض "الجزية" وتكسير محالهم تحت ذرائع دينية أو أمنية، ما يدفعهم بالتفكير إلى الهجرة بحثاً عن الأمان. اعلان
بينما تسعى سوريا جاهدة نحو التعافي بعد أكثر من عقد ونصف من الحرب الدامية، يواجه المسيحيون في مناطق متعددة من البلاد تحديات جديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد؛ إذ أصبحوا هدفاً متكرراً للمضايقات من قبل عناصر تابعة للجيش والأمن العام، فضلاً عن فصائل مسلحة مدعومة رسمياً.
اعتداءات عنيفة على محال أصحابها مسيحيونفي مدينة طرطوس الساحلية،. تعرض أحد البارات الذي اعتاد يقدم مشروبات كحولية تابع لأحد أبناء الطائفة المسيحية لاقتحام عنيف من قبل مجموعة مسلحة على متن دراجات نارية زعمت أنها تنتمي إلى الأمن العام.
قام المعتدون بتكسير المكان بالكامل، والاعتداء على صاحب المحل والزبائن، وسرقة الهواتف المحمولة والأموال، قبل أن يلوذوا بالفرار وسط تهديدات باستهداف المحل مرة أخرى.
هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه. ففي بلدة ربلة بريف حمص الغربي أيضاُ سيناريو مشابه لطرطوس، اقتحم مسلحون زُعم أنهم تابعون لإحدى فصائل الأمن العام محل مشروبات كحولية يملكه شاب مسيحي.
قام المعتدون بتكسير المكان بالكامل، وسرقة ما كان فيه من أموال ومعدات، بينما اعتدوا بالضرب الوحشي على الشاب صاحب المحل، ما أسفر عن إصابته بجروح نقل على إثرها إلى مستشفى قريب.
وقال أحد أقارب الشاب، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خوفاً من الانتقام: "المحل دُمر تماماً، والشاب تعرض للضرب بطريقة لا إنسانية. لم يُعطَ أي تفسير رسمي لما جرى، لكن الكل يعرف أن هذا النوع من الاعتداءات يستهدف المسيحيين تحديداً، تحت مبررات دينية أو أمنية".
مطالبات بدفع "الجزية"في بلدة محردة بريف حماة، فوجئ أهالي البلدة بمطالبة بعض المسؤولين العسكريين من بلدة حلفايا القريبة منهم بطلب جمع مبلغ 60 ألف دولار أمريكي كجزية، بحجة دفع "فدية" عن فتاة قُتلت عام 2011 على يد أحد شباب قريتهم.
وبعد ذلك تم إعلان الصلح بين القريتين، ويقول أهالي البلدة لـ"يورونيوز" أن مثل هذه الممارسات تعكس حالة فوضوية في بعض المناطق، حيث تحاول بعض الجهات المحلية أو الجهادية الاستمرار في فرض سيطرتها المالية والدينية، بعيداً عن إطار الدولة الجديدة.
السقلبية... ضغوط واعتقالات تعسفيةوفي منطقة السقلبية القريبة من محردة، أفاد مواطنون بأن عناصر من الجيش والأمن العام طلبوا من أهالي القرية تسليم 150 شاباً للتحقيق، وطلبوا منهم تسليم أي أسلحة موجودة لديهم. وفي حال عدم وجود سلاح، فرض عليهم دفع 300 دولار لكل شاب كبدل نقدي.
وبحسب شهادة أحد السكان الذي فضل عدم الكشف عن هويته خوفا من الملاحقة، قال إن الشباب الذين ذهبوا كانوا قد ساهموا في حماية قريتهم خلال الحرب دون المشاركة في أي عمليات قتالية خارج نطاقها.
وأضاف: تعرضنا للإهانات عند ذهابنا إلى المكان المقرر وطلبوا بدفع الأموال عن كل شخص لا يأتي بسلاح، لكن لماذا ندفع عن شيء ليس معنا تم تسليمه سابقاً ولمن تذهب هذه الأموال؟. ولا يعطوننا أي وصل إثبات إن تم الدفع.
في دمشق، تحملت الفتاة "أنجي"، وهي مقيمة في حي باب توما، الكثير من الإهانات بسبب ديانتها. فقد تم شتمها من قبل عناصر الأمن العام بسبب ارتدائها الصليب، كما تعرضت لمضايقات عندما كانت برفقة أصدقاء من حلب.
وذكرت لـ"يورونيوز" أن عناصر الأمن منعوها من الجلوس في سيارة واحدة مع شباب، رغم أن السائق كان مسلماً، وكان برفقة شقيقته وأنجي وشقيقتها أيضا، مؤكدة أن هذه الممارسات تخلق جواً من التوتر وعدم الأمان.
وقالت: "نطالب بتغيير الأفراد الموجودين على مداخل الأحياء المسيحية، وضع أشخاص أكثر انفتاحاً، وألا يتدخلوا في حياتنا وعاداتنا."
ولا تقتصر المضايقات على الجانب الشخصي فقط، بل تشمل أيضاً الاستفزازات العامة. في حي الدويلعة بدمشق، تستمر السيارات الدعوية التابعة لفصائل مسلحة بدخول الحي وإطلاق خطب دينية عبر مكبرات الصوت، بما فيها عبارات مثل "الله أعز الإسلام والمسلمين"، مما يثير استياء السكان المسيحيين ويُشعرهم بالإقصاء.
ويشير المواطن "بيير" أحد سكان بلدة جرمانا إلى أن المعاملة تجاه المسيحيين أصبحت مرتبطة بضغط غير مبرر. فمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، كالخروج ليلاً أو التنقل برفقة فتيات، أو حتى فتح مطاعم بحجة الترخيص، يجعلهم يشعرون وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
"أتساءل: لماذا يتم التدخل في حريتي، بينما لا أحد يتدخل في لباس الآخرين أو في ارتدائهم للزي الأفغاني؟"
السعي للهجرةفي حي القصاع بدمشق، يعيش الشاب "إياس"، البالغ من العمر 24 عاماً، حالة من اليأس والقلق إزاء مستقبله. يقول إنه يعمل في مجال بيع الألبسة، لكنه لم يعد يشعر بالأمان بسبب تكرار المضايقات وغياب أي ضمانات حقيقية لحقوقهم كمسيحيين.
"أنا الآن أحاول الهجرة، لكني لا أعرف إلى أين. معظم المسيحيين حولي يسعون للحصول على لجوء كنيسي، فقط ليكونوا بعيدين عن هذا الجو الذي يصبح يوماً بعد يوم أكثر عدائية".
ويضيف إياس: "لا أحد يحب أن يترك وطنه، لكن عندما تتحول حياتك إلى مسلسل من الإهانات اليومية، وتبدأ بالتفكير: هل سأُعتقل غداً؟ هل سيُفرض عليّ دفع مال؟ هل ستُغلق محلاتي؟ فتدرك أن الوقت قد حان لتبحث عن مكان آمن".
غياب التمثيل الحقيقي في الحكومة المؤقتةسياسياً، يعبر العديد من المسيحيين عن عدم ثقتهم الكاملة في حكومة رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، رغم التفاؤل العام بإمكانية التغيير. فعلى الرغم من وجود وزيرة مسيحية هي "هند قبوات" في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، إلا أن غالبية المواطنين المسيحيين يعتبرون تواجدها مجرد شكل رمزي، وليس له أي تأثير حقيقي. ويؤكدون أن بإمكان الدولة أن تمنح المسيحيين دوراً أكثر فاعلية لو أرادت ذلك.
ومع تصاعد الممارسات التمييزية وغياب الآليات لحماية للمواطنين، يجد المسيحيون أنفسهم أمام خيار صعب: البقاء في ظل اضطهاد متزايد، أو البحث عن مخرج، ولو كان عبر اللجوء الكنيسي أو الهجرة غير النظامية.