روسيا: أساس حل الصراح يتمثل في إنشاء دولة فلسطينية مستقلة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين" دميتري بيسكوف، أن أساس حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يتمثل في إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
الدولية لدعم فلسطين: 1600 جثمان تحت الأنقاض في غزة.. منهم 850 طفلًا استشهاد 5791 فلسطينيًا بينهم 2360 طفلًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزةوقال بيسكوف - في تصريح نقلته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، اليوم الثلاثاء، إن "موقف الجانب الروسي ثابت لا يتزعزع وأعرب عنه الرئيس فلاديمير بوتين مرارا، ونحن ندين جميع مظاهر الإرهاب، ونعزي ذوي وأصدقاء الضحايا"، مضيفا: "ومن الضروري ضمان وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن والإقدام على حل القضية، الذي لا بد أن يقوم على أساس ضمان إقامة دولة مستقلة للفلسطينيين".
وتابع: "أن روسيا تجري حوارا منتظما ومكثفا مع الجانب الإسرائيلي وتتبادل معه وجهات النظر بانتظام".
كانت الخارجية الروسية قد أكدت سابقا أنه لا يمكن بوسائل القوة حل هذا النزاع المستمر منذ 75 عاما، وإنما يمكن حله حصريا بالوسائل السياسية والدبلوماسية، ومن خلال إقامة عملية تفاوضية كاملة على الأسس القانونية الدولية المعروفة، التي تنص على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بسلام وأمن مع إسرائيل".
وفي السياق، دعت الرئاسة الروسية حركة حماس إلى إطلاق سراح كافة المحتجزين لديها في قطاع غزة دون تأخير.
وقال بيسكوف: "نحن نعتقد أن جميع المحتجزين يجب إطلاق سراحهم بشكل عاجل دون تأخير، وهذا موقفنا الثابت".. وأضاف "نتمنى بصدق لأقارب وأحباء هؤلاء المحتجزين أن يعودوا إليهم سالمين دون أي أذى".
من ناحيته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن إرسال واشنطن تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط يهدد بتصعيد الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأضاف لافروف، في تصريحات صحفية، عقب اجتماع دبلوماسي في طهران - إن " تسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي تستلزم عملا جماعيا"، مشددا على رفض كل أشكال الإرهاب بما في ذلك استخدام القوة المفرطة.
كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد وصل طهران أمس للمشاركة في اجتماع بصيغة "3+3" حول جنوب القوقاز.
من ناحية أخرى، أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية أن بلاده لا تخشى فرض عقوبات جديدة عليها، مشيرا إلى أن روسيا تكيفت على العيش في ظل مثل هذه العقوبات.
وقال بيسكوف تعليقا على احتمال فرض حزم جديدة من العقوبات الأوروبية: "إن روسيا تعيش في ظل نظام العقوبات منذ فترة طويلة جدا، ولهذا السبب نحن تكيفنا معها".
وأضاف: "لا يخفينا أيضا ما يتردد من أن العقوبات الحالية ستستمر لخمس أعوام أو أكثر، هذا لا يخيفنا على الإطلاق"، منوها بأن بلاده تتخذ تدابير نشطة تسمح لها بمواصلة مسار التنمية.
وتابع بيسكوف: "أن إعداد الحزم الجديدة من العقوبات كان متوقعاً سلفا ويمكننا أن نتجادل كثيراً ونتساءل عن فعالية هذه القرارات، وعلينا انتظار ما سيتوصل إليه خصومنا في الغرب بهذا الخصوص".
كان الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لشؤون العقوبات، ديفيد أوسوليفان، أعلن في وقت سابق أنه لا يتوقع أي رفع وشيك للعقوبات ضد روسيا حتى لو توقفت الأعمال القتالية في أوكرانيا، داعيا إلى توقع خمس إلى عشر سنوات أخرى من العقوبات على روسيا.
وأوضح المسؤول الأوروبي أن مجموعة السبع ستقترح قريبا عقوبات جديدة لمنع تجاوز "سقف الأسعار" على صادرات النفط من روسيا.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل روسيا الكرملين دولة فلسطينية مستقلة
إقرأ أيضاً:
تأملات إيمانية في مسيرة الدعوة.. من سفينة نوح إلى شواطئ ليبيا
أخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه أرسل الطوفان عقوبة للكافرين من قوم نوح، وأنه أنجى نوحاً ومن آمن معه في السفينة.
يقول الله تعالى: {فَأَنجَیۡنَـٰهُ وَأَصۡحَـٰبَ ٱلسَّفِینَةِ وَجَعَلۡنَـٰهَاۤ ءَايَةً لِّلۡعَـٰلَمِینَ} [سُورَةُ العَنكَبُوتِ: 15] ويقول جل وعلا: {وَجَعَلۡنَا ذُرِّیَّتَهُۥ هُمُ ٱلۡبَاقِینَ} [سُورَةُ الصَّافَّاتِ: 77]
وهذه الآية الأخيرة بالذات (“وجعلنا ذريته هم الباقين“) تشير بوضوح إلى أن الناجين الذين بقوا بعد الطوفان هم من ذرية سيدنا نوح عليه السلام فقط، أي أن البشر الموجودين اليوم هم من نسل نوح عليه السلام.
هل كان في السفينة غير ذرية نوح؟ نعم، كان هناك مؤمنون آخرون مع نوح، كما في قوله تعالى: “{حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِیهَا مِن كُلّ زَوۡجَیۡنِ ٱثۡنَیۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَیۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَاۤ ءَامَنَ مَعَهُۥۤ إِلَّا قَلِيل} [سُورَةُ هُودٍ: 40]
وبحسب فهم العلماء، فإن أولئك القليل الذين آمنوا معه لم يتركوا نسلاً أو لم يُكتب لذريتهم البقاء، أما ذرية نوح فهي التي بقيت وتكاثرت، حتى صار كل البشر بعد الطوفان من نسل نوح فقط، كما يقول ابن عباس وغيره من المفسرين.
فهل يعقل أن سكان العالم اليوم الذين يقدرون بالمليارات هم من نسل سيدنا نوح عليه السلام؟ نعم، يعقل ويُعتقد شرعاً أن كل البشر الحاليين هم من ذرية نوح عليه السلام، وذلك لأن الطوفان أهلك الكافرين ولم ينجُ منه إلا نوح ومن معه، ثم خص الله ذرية نوح بالبقاء والتكاثر.
ومن هؤلاء الباقين، تعاقبت الأجيال، وتوالت الرسل، حتى بعث الله خاتم النبيين محمدًا ﷺ، يحمل رسالة الإسلام الخالدة، رحمة للعالمين. ومن مكة والمدينة، انتشر النور، يعبر الصحاري والبحار، حتى وصل إلى ليبيا.
ولكن السؤال كيف؟ كيف أقنع الدعاة الأوائل أجدادنا الليبيين بالإسلام؟ وكيف تسللت كلماتهم إلى القلوب؟ كيف لامس الحق عقول رجال وفتيات لم يسبق لهم أن سمعوا بالقرآن من قبل؟ وفي وقت لم تكن هناك قنوات فضائية، ولا تطبيقات، ولا مواقع، بل فقط كان هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، خرجوا من أجل الله، حاملين رسالة لا سيوف. ورغم قسوة الطريق، واللغات المختلفة، والعادات الغريبة، نجحوا! ، تغلغلت دعوتهم، لا عبر القوة، بل بالحكمة، بالخلق، بالصدق، وبالقدوة.
كم من الوقت استغرقت دعوتهم؟ ليست هناك أرقام دقيقة، لكننا نعلم أن دخول الإسلام إلى ليبيا بدأ منذ عهد الصحابة، وتحديداً في زمن عمرو بن العاص أثناء فتح مصر، ثم تعمق وتوسع في العهد الأموي، وتثبت في العهد العباسي، حتى صار جزءاً من هوية الناس، لا مجرد دين جديد.
واليوم… ننظر حولنا فنشفق على الدعاة، وقد صارت القسوة في الوجوه قبل الأفعال، والناس تصدّ عن الكلمة الطيبة، وتتردد أمام النصيحة، حتى كأن الدعوة باتت تحتاج إلى معجزة كي تخترق قلباً واحداً. فهل الخلل في الناس؟ أم في أسلوب الخطاب؟ أم في واقع فقدَ روحه؟ أم في دعاة أنهكهم الطريق وابتلعتهم التفاصيل؟
حين نتأمل كيف نجح الأوائل في زرع الإسلام في قلوب أجدادنا، لا بد أن نسأل: هل بقي فينا شيء من فطرتهم التي استجابت، ومن حيائهم الذي خضع للحق؟ هل ما زلنا نملك القابلية التي انتصرت بها الدعوة يوماً دون صخب ولا سيوف؟
لقد استمرت دعوتهم سنين، لكنها أثمرت قلوباً طاهرة، ومجتمعاً متماسكاً، وناساً يستحي أحدهم أن يبيت وفي قلبه حقد على جاره. أما اليوم، فننظر حولنا فنرى أمة مكسورة، وشعباً ممزقاً:
بلدٌ دُمّر، وشعبٌ مُزّق قبائل تتناحر مذاهب تتباغض سياسيون يتقاتلون ومواطن بسيط يحمل حقداً على أخيه لأنه من مدينة أخرى، أو صاحب رأي مخالف من أجل كرسي، يُسفك الدم ومن أجل سلطة، يُخون الأخ أخاه ومن أجل وهم اسمه “التمثيل السياسي”، يُحرق وطن اسمه ليبيا لقد ابتعدنا عن روح الدين، وفرّطنا في القيم، وتفكك نسيجنا الاجتماعي كما تتفكك الزجاجة إذا سقطت من يد صاحبها.فهل لا تزال فينا جينات أولئك الذين فتحوا القلوب قبل البلدان؟ أولئك الذين بنوا الأوطان على المحبة لا على الألغام؟ أم أننا نحمل أسماءهم فقط بينما تخلينا عن مبادئهم؟
ربما حان الوقت لنطرح السؤال بصدق:
هل نحن أبناء دعوة… أم أبناء فتنة؟ وهل نملك الشجاعة اليوم لنطوي صفحة الماضي بمرارته، لا بنسيان المظالم، بل بتجاوز الأحقاد؟ هل نستطيع أن نُغلب مصلحة الوطن على غرائز الانتقام؟إن إعادة بناء ليبيا لا تبدأ من مؤتمر ولا من انتخابات، بل من نفوس صادقة تُقرر أن تبدأ من جديد، على أسس متينة:
أساس العدل لا الظلم أساس المواطنة لا المحسوبية أساس المصالحة لا التشفي أساس القيم لا المصالح أساس دولة تستوعب الجميع… لا سلطة تستعبد البعضإننا بحاجة إلى أن نكون من طاقم سفينة النجاة وأن نعود دعـاة لا خصوماً، بُناة لا هادمين، حكماء لا غاضبين… فنحن ننتمي لأصل واحد ودين واحد ووطن واحد، فالوطن الذي نُريد لن يُبنى بالصراخ، بل بالتسامح، ولن يعود إلا إذا صدقنا النية، وتوكلنا على الله، وبدأ كلٌّ منّا بنفسه.
مقال للتأمل… لا للاتهام.
للتذكير… لا للتشهير.
لليبيا التي نحلم بها… لا لليبيا التي ضاعت.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.