نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مقالا أشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حمل الجيش مسؤولية فشل الاستخباراتي الكبير عقب هجوم المقاومة الفلسطينية المباغت في السابع من شهر تشرين الأول /أكتوبر الجاري.

وأوضح المقال أن نتنياهو يتعرض بدوره إلى اتهامات عديدة حول تسببه بتأخير الاجتياح البري لقطاع غزة، فضلا عن عرقلة خطة وزير دفاعه يوآف غالانت للبدء بالانقضاض على حزب الله في الجبهة الشمالية قبل الدخول إلى غزة.



وقال المقال إن الإدارة تضغط على "إسرائيل" لتأجيل الدخول البري إلى القطاع لأجل السماح بالتقدم في موضوع الأسرى لدى حماس، فيما أشارت مصادر إلى عدم وجود أي ضغط أمريكي على دولة الاحتلال في هذا الصدد.

ونوه المقال إلى أن الرئيس الأمريكي مقتنع بأن معالجة مسألة المخطوفين تسبق كل خطوة أخرى بما فيها العملية البرية. لكن الحكومة الإسرائيلية ترغب في الفصل بين مسألة الدخول البري ومسألة المخطوفين.

وكانت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" أطلقت، مساء الاثنين، سراح أسيرتين إسرائيليتين بسبب دواعي إنسانية ومرضية قاهرة، موضحة أن الاحتلال رفض تسلمهما الأسبوع الماضي.


وبعد تصريح الناطق العسكري الإسرائيلي بأنه ينتظر إذن القيادة السياسية للعملية البرية، أشار المقال إلى نشوء أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش في داخل الكابينت الضيق والكابينت الموسع.

وأضاف أن أزمة الثقة هي ضرر مضاف إلى الضرر الرهيب الذي تكبدته إسرائيل في السابع من أكتوبر. فهو يجعل من الصعب جدا التركيز على الحرب وعلى اتخاذ القرارات بما فيها القرارات الأليمة، موضحا أن دولة الاحتلال في "حاجة الآن إلى زعامة فاعلة، مركزة على المهمة"

وفي السياق، نقل المقال عن شهادات محافل سياسية وعسكرية أن حكومة الاحتلال تواجه صعوبات في اتخاذ قرارات متفق عليها في مواضيع مركزية تقف على جدول الأعمال.

وأوضح أنه نتنياهو منع قرارا لشن حملة استباقية في الجبهة الشمالية على حزب الله رغم أن الجيش ووزير الدفاع غالنت اوصيا بها. في مركز الجدال كان الطلب الأمريكي للامتناع عن ضربة إسرائيلية مسبقة في لبنان. وارفق الأمريكيون إلى القائمة رزمة مساعدة عسكرية سخية، وتعهد بإسناد الجيش الإسرائيلي إذا ما بدأ حزب الله الحرب.

هذا الأسبوع ادعى مرة أخرى وزراء في حكومة الاحتلال بأن نتنياهو هو الذي يقف خلف التأخير في الدخول البري إلى غزة، وفقا للمقال الذي ذكر أن وزير لم يتجرأ على تعريف نفسه باسمه وصف نتنياهو بـ "الجبان".

ورأى مقال الصحيفة العبرية أن أحداث 7 أكتوبر خلقت أزمة ثقة: نتنياهو غاضب على كبار رجالات الجيش المذنبين على حد فهمه بكل ما حصل. وهو يتعاطى بقصر نفس مع الآراء والتقديرات التي يبديها الجنرالات ولا يسارع إلى تبني الخطط التي يتقدمون بها.

وأضاف أنه ليس صدفة لقاء نتنياهو في الأيام الأخيرة مرتين باللواء المتقاعد إسحق بريك الذي ينتقد بشدة قدرات الجيش البري ويعارض عملية برية في غزة. وليس صدفة أن وجدت الأنباء عن هذه اللقاءات مع بريك، الذي يعد بعد السبت الأسود نبيا، مكانها في وسائل الإعلام، وفي توقيت رائع مع شريط ليس موقعا غرد به بعض من أكثر المؤيدين لنتنياهو حماسة.

ونوه المقال إلى أن منظومة العلاقات بين نتنياهو وبين وزير الدفاع تجعل من الصعب جدا العمل المشترك. فالرواسب نشأت قبل شهر آذار /مارس الماضي حين أقال نتنياهو غالانت واضطر لأن يتراجع. واحتدمت بعد أن سرب نبأ بموجبه استخدم نتنياهو الفيتو على عملية عسكرية مبادر إليها في الشمال. وفي أثناء زيارة بايدن منع نتنياهو غالانت من تفصيل تقديراته على مسمع من الرئيس الأمريكي.

غالانت، حسب الـ "نيويورك تايمز" اكتفى بأن روى لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه أراد أن يهاجم في بداية الأمر حزب الله، لكنه توقف بقرار من جهات أخرى.

وأكمل المقال بأن المواجهة بين الطرفين ليس فقط بين خطط مختلفة بل أيضا على مستوى شخصي، حيث يعد نتنياهو نفسه للصراع الجماهيري الذي سيبدأ بكل الشدة عندما يستقر الوضع في الميدان. مقربوه في الشبكة الاجتماعية يلقون المسؤولية عن المصيبة على جهاز الأمن، من وزير الدفاع ورئيس الأركان فما دون.

وذكر المقال أن الخوف من العاصفة التي ستأتي بعد انتهاء الحرب هو الذي يوجه الوزراء وقيادة الجيش الإسرائيلي، إذ يتخذ كل طرف قراراته واضعا أمام عينيه اليوم الذي ستقوم فيه لجنة تحقيق بالحدث معه.


كل هذا، وفقا للمقال، يجعل الحديث الصادق، الثاقب، كما ينبغي، بين أصحاب القرار صعبا جدا. حتى لو كان بعض من كبار الضباط سلموا منذ الآن برحيلهم في نهاية الحرب، ما يسمح لهم بتركيز أكبر على الانتصار فيها، فلا يزال الحديث في القيادة، هكذا حسب شهود عليه من أعماق البئر لا يركز على ما يلزم، فيما يغيب عنه الاهتمام بسلسلة مواضيع مركزية يفترض بالجيش أن يعنى بها.

وتطرق المقال إلى الأهداف التي أعلنتها حكومة الاحتلال، وأثارت شكوك الجيش حول إمكانية تحقيقها، ففي تصريحات مختلفة وعد نتنياهو وغالانت بمحو حماس عن وجه غزة دون أن يشرحا ما هو المعنى العملي للتعهد. وقال رئيس الأركان هليفي: "إننا سنفكك كل البنية التحتية التنظيمية التي توجد من تحت السنوار".

و سيتحقق هذا الهدف؟ هل ينبغي لهذه أن تكون المناورة الأخيرة؟"، وهل فقط في مدينة غزة، أم  في سيطرة كاملة على كل القطاع؟ ومتى سيعرف الجيش الإسرائيلي وتعرف الحكومة بأن إسرائيل انتصرت بالفعل؟.

واختتم المقال بالإشارة إلى أن "الجيش الذي يلقي اللوم على القيادة العسكرية، لا يجري بحث في مسألة ماذا سيكون الواقع في غزة بعد أن تطرد حماس، إذا ما طُردت، شأنه في ذلك شأن حكومته. إسرائيل تسعى لأن تدخل إلى غزة دون تعريف واضح متى وكيف ستخرج من هناك وماذا ستخلفه وراءها؟".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة نتنياهو الفلسطينية غزة فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال الإسرائيلي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقال إلى حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يتخطّى إدارة الجيش ويعيّن زيني رئيسًا للشاباك رغم التشكيك في مؤهلاته

بعد أن أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدلًا بتعيين اللواء السابق دافيد زيني رئيسًا لجهاز الأمن العام (الشاباك) دون تنسيق مع رئاسة الأركان، رد الجيش الإسرائيلي بقرار مفاجئ أعلن فيه إقالة زيني. اعلان

وكان تعيين زيني قد أثار غضبًا واسعًا في الداخل الإسرائيلي، حيث اعتُبر تحديًا لقرار المستشارة القضائية للحكومة، التي أكدت أن إقالة الرئيس السابق للشاباك، رونين بار، كانت غير قانونية.

يعود أصل الأزمة إلى 6 مارس/آذار الماضي، عندما أعلن نتنياهو قراره بإقالة بار، مبررًا ذلك بفقدان الثقة به. غير أن هذه الخطوة أثارت تساؤلات واسعة، خاصة أنها جاءت في وقت حساس، إذ كان الشاباك يجري تحقيقات ضد ثلاثة من مستشاري نتنياهو بتهمة التورط في القضية المعروفة بـ"قطر غيت".

وتزعم هذه القضية أن المستشارين المذكورين تلقوا أموالًا من دولة قطر لتسريب وثائق سرية تخصّ الجيش الإسرائيلي. وقد أُشير إلى أن هذه الوثائق سُلّمت عبر شركة دولية تعاقدت معها الدوحة، بهدف تزويد صحافيين إسرائيليين بتقارير ذات طابع مؤيد لها.

منذ ذلك الحين، وتحت ضغوط كبيرة من المعارضة السياسية، تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن قرار إقالة بار مرتين، رغم مصادقتها عليه، إلى أن أعلن بار بنفسه رغبته في إنهاء مهامه في 28 نيسان/أبريل الماضي.

رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار في المقبرة العسكرية بجبل هرتسل في القدس، 13 مايو/أيار 2024.Gil Cohen-Magen/Pool photo via AP, File

غير أن المحكمة العليا الإسرائيلية، ورغم انسحاب بار الهادئ، أصرت على استكمال التحقيقات في ظروف الإقالة، وأصدرت قرارًا يوم الأربعاء يفيد بأن الإقالة تمت نتيجة تضارب مصالح من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وبالتالي كانت غير سليمة.

بعد قرار المحكمة بيوم، جاء تعيين نتنياهو لزيني رئيسًا للشاباك بمثابة قنبلة، حيث اعتُبر تجاوزًا للبروتوكولات القانونية. كما أن هناك من يتهم المسؤول الأمني الجديد المقرب من رئيس الوزراء، بأنه يفتقر إلى المؤهلات الاستخباراتية اللازمة لتولي المنصب.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن 10 من كبار الضباط قولهم إن هناك علامات استفهام كثيرة بشأن رئيس الشاباك المعين، خاصة أنه لم يحظَ بتصنيف إيجابي كبير في المؤسسة العسكرية.

Relatedحكومة نتنياهو تلغي قرار إقالة رئيس الشاباك رونين بار"لست واهمًا.. ما أقوله يحدث": رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت يحذّر من اندلاع حرب أهلية في إسرائيلقضية تهز إسرائيل.. ماذا نعرف عن فضيحة "قطر غيت"؟

وعلقت المستشارة القضائية، غالي بهاراف ميارا، في بيان مقتضب على قرار التعيين بقولها: "رئيس الحكومة تصرّف على نحو يتعارض مع التوجيهات القانونية"، مضيفة أن هناك مخاوف جدية من أن هناك تضاربًا في المصالح، وأن عملية التعيين تشوبها عيوب. وأشارت إلى أن زعيم حزب الليكود لم ينتظر اكتمال التعليمات القانونية التي تضمن نزاهة التعيين، بل سارع إلى ذلك متجاوزًا كل الاعتبارات.

ومضى رئيس الوزراء في تمرّده، فعقد لقاءً خاصًا مع رئيس الشاباك المعيّن حديثًا، دون علم رئيس الأركان إيال زامير، الذي قيل إنه تفاجأ بالقرار، وأُخطر به قبل لحظات من إعلانه.

على الرغم من قيام زامير بفصل زيني من الجيش، فإن هذا الإجراء لا يبدو أنه سيمنعه من تولي منصب رئيس الشاباك، بل لا يعدو كونه رسالة موجّهة إلى زعيم حزب الليكود.

مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي يعلن عن تعيين زيني خلفا لبار

في هذا السياق، هاجم رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، الذي حذّر قبل شهر من أن تعنّت اليمين المتطرف قد يكون فتيلًا لحرب أهلية، نتنياهو قائلًا: "لم يسبق لي أن رأيت حالة يكون فيها رئيس الحكومة قادرًا على التحدث مباشرة مع كبار ضباط الجيش دون تنسيق مع رئيس الأركان. المشكلة أن رئيس الحكومة فوق القانون، وما يحدث الآن هو تجسيد حقيقي للحظة الدستورية التي لطالما حذّرنا منها".

وأضاف: "عندما يخرق نتنياهو التعليمات الموجهة إليه، كما تجاهل بالأمس قرار وقف تعيين رئيس الشاباك، فإنه يتمرد على القانون ويعلنها حربًا على القضاء".

اعلان

من جهته، اتهم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان نتنياهو بانتهاك قواعد الجيش وقيمه والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وبتقديم مصالحه الشخصية على أمن البلاد.

ليبرمان عبر "إكس": نتنياهو يواصل استغلال أمن الدولة لمصالحه الشخصية والسياسية.

أما يائير لابيد، زعيم المعارضة السياسية، فقد دعا زيني إلى الإعتذار عن قبول تعيينه حتى تصدر المحكمة العليا حكمها في هذا الشأن، وقال إن نتنياهو قام بكل هذه الخطوات للتستر على فضيحة "قطر غيت".

كما نقل موقع "واللا" العبري عن رئيس جامعة تل أبيب قوله للواء زيني: "تعيينك في منصب رئيس الشاباك سيؤدي إلى حرب أهلية".

اعلانانتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • عدد ركعات صلاة الضحى.. اعرف سر رقم 360 الذي يعادلها
  • تسريب لقناة عبرية يكشف رفض مرشح نتنياهو للشاباك إعادة الأسرى بصفقات تبادل
  • صحيفة عبرية: الوحش على مرأى من الجميع.. كيف أغفلت إسرائيل التهديد الحوثي؟ (ترجمة خاصة)
  • نتنياهو يتخطّى إدارة الجيش ويعيّن زيني رئيسًا للشاباك رغم التشكيك في مؤهلاته
  • من الميت الحي الذي تحدث نتنياهو عن القضاء عليه؟
  • حماس: نحذّر من الواقع المأساوي الذي يهدد حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين
  • صحيفة عبرية تكشف عن اتفاق مبدئي بين الاحتلال وتركيا بشأن سوريا
  • صحيفة عبرية تحذر الاحتلال من تسونامي سياسي يلوح بالأفق بسبب الجرائم في غزة
  • صحيفة عبرية تكشف عن طريقة وحيدة لإيقاف الضربات اليمنية
  • صحيفة إسرائيلية: هناك وحدات من جيش الاحتلال خسرت نصف قوتها البشرية