قال خبيران إسرائيليان إن نتائج الحرب على قطاع غزة، ستؤثر على المنطقة وعلى الساحة الدولية أيضا. ولما كان كذلك فقد نشأت هنا فرصة تاريخية لإعادة تصميم الشرق الأوسط بشكل يحسن وضع إسرائيل الاستراتيجي.

وفي مقالها في صحيفة معاريف العبرية، قال كل من كوبي ميخائيل، الباحث في معهد الأمن القومي، وغابي سيبوني، ضابط الاحتياط، والباحث الكبير في معهد القدس للإستراتيجية والأمن، إن إسرائيل تخوض "حرب العالم الحر ضد البربرية الإجرامية.

لقد أصبحت إسرائيل استحكاما وحاجزا أخيرا في وجه غزو البرابرة قلب الحضارة الغربية، وهكذا يجب أن ترى وتعرض الحرب".

وتابعا بأن "حماس هي عنصر واحد فقط في المحور الراديكالي الذي تقوده إيران وتدعمه روسيا والصين. وعليه فان نتائج الحرب ستؤثر بالضرورة على منظومة القوى العالمية. كل إنجاز اقل من الإبادة التامة لحماس وتحويل غزة الى خراب يشهده العالم سيشكل إنجازا لمحور المقاومة ويؤدي الى تعزيزه ولاستمرار صراعه الإجرامي لهز النظام الإقليمي والعالمي".



وجاء في المقال أنه "لا ينبغي لإسرائيل أن تكتفي فقط بإبادة حماس. عليها أن تنقل إلى أيديها المسؤولية الأمنية المطلقة في القطاع لسنوات طويلة. فقط هكذا سيكون ممكنا إعادة ترميم ثقة المواطنين بالجيش الإسرائيلي والسماح بإعادة ازدهار متجدد لبلدات النقب الغربي".

وأضافا: "لكن حتى هذا لا يكفي. حرب غزة يجب أن تصبح معولا ينبش أساسات النظام القائم، يسقطه ويجلب بدلا منه نظاما إقليميا جديدا. سيجد هذا تعبيره في معمار إقليمي جديد يستند الى مسيرة التطبيع بين إسرائيل وبين العالم العربي بقيادة السعودية. المعسكر الإقليمي الجديد، بدعم أمريكي يجب أن يصبح سورا منيعا في وجه انتشار محور المقاومة الإيراني وإضعافه".

ورفض المقال فكرة تبادل الأسرى مع حماس، مشيرا إلى "أن الأصوات التي تنطلق لتحرير المخطوفين مقابل السجناء الأمنيين سترتفع. لكن واضح أن كل صفقة تحرير إضافية معناها إضافة آلاف القتلة الذين سيقتلون الإسرائيليين في سياق الطريق. كل صفقة تبادل ستصبح ريح إسناد لمحور المقاومة. حذار علينا أن نستسلم لهذا الضغط. علينا أن نسعى الى تحرير المخطوفين بالحيلة وبالقوة. هذا بالتوازي مع الجهد العسكري وفي ظل استمرار ممارسة ضغط إسرائيلي ودولي شديد على حماس وعلى قطر يؤدي إلى الاعتراف بان استمرار احتجاز المخطوفين هو عبء وليس ذخرا".

وأكد المقال أن النظام الإقليمي الجديد "يستوجب أيضا التخلي عن أفكار انقضى زمنها كالحاجة الى دعم السلطة الفلسطينية دون أن تجتاز هذه تغييرا جذريا. فالحرب في غزة تبرز بقوة ـكبر وهن السلطة وانعدام صلتها. السلطة ليست قادرة على أن تحكم القطاع بسبب ضعفها، تعفنها وانعدام شرعيتها".



وحول السلطة الفلسطينية، أضاف المقال أيضا أن "السيطرة في القطاع في اليوم التالي تستوجب تسوية تهيئة الظروف لعودة مستقبلية للسلطة فقط بعد إثبات قدرة حوكمة في أراضيها ووقف تام للتحريض، تعظيم المخربين وأعمال إرهاب ودعم مالي للإرهابيين وعائلاتهم. إسرائيل ملزمة بأن تبقي لنفسها حرية العمل الأمنية المطلقة، مثلما في الضفة".

وتابع "حرب غزة يجب أن تنتهي بإنجاز لا لبس فيه، يكون فيه ليس فقط ما يضعف المحور الإيراني ويردعه بل يكون أيضا مقدمة للمرحلة التالية التي هي تفكيك حزب الله كالمعقل المتقدم الأهم لإيران. إسرائيل لا يمكنها أن تحتمل على مدى الزمن تهديد حزب الله الذي يبث خطرا من حدودها الشمالية على كل أراضيها. حكم حزب الله يجب أن يكون واحدا – التفكيك حتى الأساس. تفكيك حماس في القطاع سيعمق الثقة في إسرائيل، في الولايات المتحدة وفي العالم الحر بشأن الضرورة التي في استمرار المعركة للقضاء على حزب الله".

وختم قائلا: "غير أنه في حينه أيضا لن تنتهي الحرب الكبرى ضد محور الشر. إسرائيل والعالم الحر ملزمان باستمرار الملاحقة التي لا تتوقف لزعماء المنظمات ونشطائهم في كل مكان في العالم. لقد عرف العالم كيف يتحد ضد داعش ويعرفه كتهديد عالمي، والهدف الآن يجب أن يكون توحيد العالم الحر لحرب حتى الإبادة لحماس، حزب الله وباقي الوكلاء الإيرانيين الذين كلهم كواحد يجب تعريفهم كتهديد عالمي. بالتوازي ينبغي عرض وحدة مصممة للجهود ضد ايران - مع التشديد على إبراز خيار عسكري حقيقي ضدها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة احتلال غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العالم الحر حزب الله یجب أن

إقرأ أيضاً:

"حماس" تحذر من "تورط" أميركا عسكريا في الحرب ضد إيران

حذرت حركة "حماس"، اليوم الأربعاء، من أن التهديدات الأميركية بالتدخل عسكريا ضد إيران تدفع المنطقة إلى حافة الانفجار.

وأعربت الحركة في بيان صحفي عن إدانتها للتهديدات الأميركية ورفضها المطلق لاستمرار "العدوان" الإسرائيلي على إيران بما يعد "انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وتهديدا مباشرا للأمن والسلم في الإقليم والعالم".

وحذر البيان من "خطورة التورّط الأميركي المباشر في أيّ عدوان عسكري على إيران"، محملا واشنطن وإسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد ضد إيران وفي المنطقة.

وأكد البيان دعم الحركة "حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها وسيادتها الوطنية.

كما حث البيان الدول العربية والإسلامية على رفض "العدوان" على إيران والحيلولة دون استمراره "حماية لأمن المنطقة ومصالح شعوبها".

وأفاد موقع "أكسيوس" نقلا عن مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن هويته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهما إن رئيس الوزراء نتنياهو والمؤسسة الدفاعية الإسرائيلية لا يزالان يعتقدان أن الرئيس ترامب من المرجح أن يدخل الحرب في الأيام المقبلة لقصف منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران.

واجتمع ترامب بفريقه للأمن القومي، يوم الثلاثاء، وسط تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران.

وذكر البيت الأبيض عقب الاجتماع أن المناقشات التي تمت في غرفة العمليات، وهي مركز العمليات الأكثر تأمينا بمقر الحكومة في واشنطن، استمر نحو ساعة ونصف الساعة.

ولم تصدر تفاصيل على الفور تتعلق بالقرارت التي اتخذت في الاجتماع.

مقالات مشابهة

  • ملخص نتائج وثمار ضربات الرد الايراني .. استنتاج اولي!
  • إغلاق السفارة الأمريكية في القدس من الأربعاء إلى الجمعة
  • حماس تحذّر الولايات المتحدة من التدخل عسكريا ضد إيران
  • "حماس" تحذر من "تورط" أميركا عسكريا في الحرب ضد إيران
  • حماس تحذر أميركا من خطورة التورط في العدوان على إيران
  • الملك: عندما يفقد العالم قيمه الاخلاقية نفقد قدرتنا على التمييز بين الحق والباطل والعالم خذل غزة
  • خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء
  • محمد عبد الجواد يكتب: وضاقت عليهم الأرض بما رحبت !!
  • مستقبل وطن: التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد أمن المنطقة والعالم
  • أمن الشرق الأوسط تهدده «إسرائيل»