كنيسة فلسطين: نطالب بأن تصل الصور المروعة في غزة إلى كل مكان
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن هنالك تضليلا اعلاميا غير مسبوق تمارسه ابواق اعلامية في الغرب والتي تحرض على شعبنا وتشوه القيم الاخلاقية والانسانية التي يتحلى بها هذا الشعب وهم يصفوننا تارة بأننا ارهابيين وتارة اخرى بأننا حفنة من القتلة والمجرمين في حين ان شعبنا ليس هكذا فهو شعب متحضر يعشق الحياة والحرية والكرامة.
ادعو كافة وسائل الاعلام العربية وكافة اولئك الذين يملكون وسائل التواصل الاجتماعي بكافة اشكالها والوانها وكذلك السفارات الفلسطينية والجاليات الفلسطينية في الخارج إلى ان تكون هنالك حملات اعلامية تبرز حقيقة الاجرام الممارس بحق شعبنا في غزة بنوع خاص وفي غيرها من الاماكن.
ان الجرائم المروعة في غزة والعدوان المستمر والمتواصل يجب ان تصل صوره إلى كل مكان وفي العالم هنالك من يسعون لحجب الحقيقة وهنالك قوى مرتبطة بالصهيونية التي تُروج للاشاعات والمعلومات المغلوطة بهدف الاساءة لشعبنا وبهدف المس بالتيار المتنامي المتضامن مع فلسطين وشعبها المظلوم.
يا ايها الذين تملكون وسائل التواصل الاجتماعي لا تترددوا من ان تخاطبوا شعوب العالم فالاعلام اليوم ليس حكرا لاحد ولسنا موجودين في عصر الذي فيه فقط اللوبي الصهيوني هو القادر على بث معلوماته المغلوطة.
ان جرائم الاحتلال في غزة يجب ان تصل إلى كل مكان ويجب ان ترى شعوب العالم كلها ما يحدث في غزة من اجرام بحق شعب اعزل حيث تدمر المنازل على ساكنيها ويُقتل الاطفال وانا شخصيا خلال الساعات المنصرمة وصلتني انباء عن استشهاد عائلات باكملها في غزة.
إلى متى سوف يستمر هذا العدوان ونحن نُحمل القوى الغربية المتواطئة مع الاحتلال مسؤولية هذا الاجرام المنظم الممارس بحق شعبنا الفلسطيني.
لسنا دعاة حروب وعنف وقتل ولا نقبل باستهداف المدنيين بأي شكل من الاشكال ونقول للعالم بأسره التفتوا إلى غزة وكونوا صوتا بإسم كل اولئك الذين يقتلون وتدمر منازلهم.
كونوا صوتا لكل اولئك الذين يستهدفون بهذه الهمجية والعدوانية الغير مسبوقة، اهلنا في غزة يقتلون وغزة تدمر عن بكرة ابيها ومن واجبنا جميعا وخاصة اولئك الذين هم في وسائل الاعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي ان يعملوا من اجل ايصال الصورة الحقيقية لكل مكان.
نخاطب الكنائس المسيحية في العالم بضرورة ان تتحرك بشكل فوري وسريع فمع كل يوم يمر تزداد رقعة الدمار والخراب ناهيك عن الشهداء والجرحى والايتام والارامل والكبار والصغار الذين يعيشون هذه المأساة.
ان ترى طفلا فلسطينيا في غزة اصيب من خلال العدوان ولكنه ما زال على قيد الحياة وقد فقد كافة اسرته، أن ترى طفلا فلسطينيا يودع اباه وامه واخوته هذا ليس مشهدا عاديا يجب ان يمر مر الكرام وهذه المشاهد المروعة يجب ان تصل إلى كل مكان لعلها تساهم في توعية الرأي العام العالمي وفي الضغط على الحكومات الغربية لكي تكون مواقفها اكثر انسانية وعدلا وانصافا.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
غزة: كيف يوظف الحنين كآلية للتكيف النفسي؟
في مدينة غزة التي تحوّلت منازلها إلى ركام، وتفاصيلها اليومية إلى مشاهد من فيلم طويل عن البقاء، يطفو شيءٌ غريب وسط كل هذا الدمار، هذا الشيء هو "الحنين".
والحنين هو ليس حنينًا رومانسيًا عابرًا، بل حاجة نفسية للبقاء، وركيزة لمواجهة واقع لا يُطاق بالنسبة لأكثر من اثنين مليون نسمة يعيشون في قطاع غزة تحت الحرب منذ السابع من أكتوبر 2023.
وبينما تتسابق الصواريخ لتمحو كل أثر، تتشبث الأرواح بتفاصيل صغيرة من زمن السلام؛ برائحة مفرش، أو طاولة خشبية، أو حتى لوحة نجت بمعجزة من تحت الركام.
ريهام خالد البطنيجي، فنانة تشكيلية من غزة تبلغ من العمر 27 عامًا، وجدت نفسها وسط الحرب لا تحمل سلاحًا، بل لوحات ورسومات، تقول: "في لحظة ما، شعرت أن الفن أقوى من القصف.. أن هناك دومًا شيء يستحق أن نتمسك به".
بدأت البطنيجي رحلتها في الرسم بعد حرب 2008، حين وجدت في الفن وسيلة للتعبير والهروب من واقع ثقيل، ومع توالي الحروب، تحوّلت لوحاتها إلى ملاذٍ نفسي، تُفرغ فيها ما يعجز لسانها عن قوله.
حينما قُصف منزلها خلال الحرب الحالية، هرعت ريهام إلى الركام، وانتشلت لوحاتها المحطمة: "لا أعرف شعوري في تلك اللحظة... كنت واقفة بين الحزن على بيتي والفرح لأن لوحاتي نجت، شعرت أنها رسالة بأن الفن يمكن أن ينجو، وأن الأمل لا يزال حيًا وسط هذا الظلام".
وتضيف: "الرسم هو المتنفس الوحيد في وسط الفوضى والدمار، أبحث عن قصة أو ضوء صغير يمكن تحويله إلى لوحة"، في سكتشاتها الأخيرة، تحضر مشاهد مثل النزوح، المجاعة، حياة الخيام، وحتى نظرات الأطفال الحافية الذين يركضون خلف سيارة طعام، هذه ليست مجرد خطوط على ورق؛ إنها سرديات بديلة، ترمم ذاكرة مهددة بالمحو.
ووسط عتمة خيمة بالية، أضاء هاتف السيدة غدير وهي أم لطفين، حنين الذكريات فبدأت تتصفح صور بيتها القديم. تنشر غدير الصور على مواقع التواصل رغم الألم، لأن "البيت مش بس حجار، البيت روح وتعب وضحكات عيلة"، كما تقول.
كانت هذه السيدة دائمًا توثق ديكورات بيتها، وتشاركها مع متابعيها الذين كانوا يتابعونها لأخذ أفكار، الآن، بعدما تحول بيتها إلى رماد، تعود لتلك الصور كأنها تشمّ عبرها رائحة القهوة أو تسمع ضحكة من كان يمر في الزاوية.
تروي غدير: "وقت أشارك الصور، في الأول بشعر بغصة، بس بعدين ببدأ أتذكر يوم الصورة، شو صار، وبنبسط"، شعور مزدوج من الخسارة والدفء، لكنه بالنسبة لها شكل من أشكال المقاومة، للحفاظ على ذاكرة المكان من أن تُبتلع في سيل النسيان".
ابنها سألها ذات مرة: "لو أخدنا سريري معنا يا ماما؟". ردّت عليه: "بكرا بتخلص الحرب بعملك أحلى غرفة نوم"، فبدأ يخطط ويتخيل، في خضم الركام، يُستدعى الأمل من الذاكرة، ويُزرع في خيال طفل لم يعرف غير الحرب.
غدير ترى أن الحنين هنا ليس مجرد عاطفة، بل أداة تربوية ونفسية، فهي تشرح لأطفالها معنى "البيت القديم" عبر الصور، ليعرفوا أن الحياة لم تكن دائمًا خيامًا وركامًا، بل كانت هناك ستائر، أطباق، وطاولة مفضلة تروي تفاصيل الأيام.
ورغم انقطاع الكهرباء والإنترنت، تصرّ على مواصلة التوثيق، وتقول: "مافي شي بنحكى قدام هالألم، غير إنو الله يرضينا، بس لو بقدر أسترجع شغلة من البيت؟ مفرش سريري الأبيض... جبتو يوم ولادة بنتي، كل شي بتعلق بالبيت بيحمل ذكرى".
وهنا، يتقاطع ما تفعله ريشة ريهام وصور غدير مع ما تسميه الأخصائية النفسية فاتن شلح بـ"حيل الدفاع النفسي". حيث ترى فاتن أن استعادة الماضي وتفاصيله، سواء من خلال الفن أو الصور أو حتى الحكاية، هو "أحد أشكال التعويض النفسي، حيث يحاول الإنسان سد فجوة النقص الحالية باللجوء لما كان يمنحه شعورًا بالاستقرار والأمان".
وتوضح شلح:"الأشخاص الذين يمرون بصدمات كبيرة مثل فقدان المنزل أو الأحبة، ينقسمون في تعاطيهم مع الماضي: منهم من يستخدم الذكريات لتهوين الواقع، ويتابع حياته بشكل طبيعي... ومنهم من يرفض الحاضر ويتمسك بالماضي كليًا، وهؤلاء أكثر عرضة للاضطرابات النفسية كالاكتئاب".
وتشدد على أن العودة للماضي ليست سلبية بحد ذاتها، بل تصبح أداة دعم نفسي قوية إذا لم تُعطل الحياة الحالية، قائلة: "الحنين في هذه الحالة يؤكد على الهوية، ويُبقي جذور الانتماء حيّة، شريطة ألا يتحوّل إلى عائق عن التكيّف مع الواقع الجديد".
في المدينة المدمرة، لا يُستخدم الحنين للهروب من الواقع، بل لمواجهته، إنه الجسر بين ما سُرق وبين ما لا يزال حيًا في الذاكرة، بين ركام المنازل ونبض الأرواح، فالصور، واللوحات، وحتى مفرش أبيض قديم، تتحول إلى أسلحة ناعمة في معركة الصمود، هنا، يُرمم الماضي القلب، ويزرع في الحاضر بذور أمل لا تنكسر.
ملاحظة : هذا النص مخرج تدريبي لدورة الكتابة الإبداعية للمنصات الرقمية ضمن مشروع " تدريب الصحفيين للعام 2025" المنفذ من بيت الصحافة والممول من منظمة اليونسكو.
المصدر : وكالة سوا - حنين الحرازين اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بين القاهرة والأراضي الفلسطينية: شباب يربون الأمل قائمة جديدة بأسماء 20 معتقلا من غزة وأماكن احتجازهم وفاة رئيس هيئة الجدار والاستيطان السابق الوزير وليد عساف الأكثر قراءة الرئيس عباس يمنح الفنان محمد حسين عبد الرحيم وسام الثقافة حماس تعقب على استشهاد 5 صحفيين في غزة قناة عبرية تكشف: قوات الجيش العاملة في غزة تلقت تعليمات جديدة الجيش الإسرائيلي: بدأنا عملية برية في عدة مناطق داخل قطاع غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025