RT Arabic:
2025-12-02@20:31:16 GMT

قبر مجهول خلال عملية "تبييض" جيش تحرير أوروبي!

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

قبر مجهول خلال عملية 'تبييض' جيش تحرير أوروبي!

عقب إنزال النورماندي، تم إطلاق سراح الآلاف من المجندين الأفارقة الأسرى الذين كانوا شاركوا بمعركة فرنسا عام 1940. رحلوا إلى أوطانهم وقيل لهم إنهم سيستلمون مستحقاتهم المالية هناك.

إقرأ المزيد في ذكرى مقتل "الرومانسي الأخير" في العالم العربي

فتحت جميع معسكرات الاعتقال الألمانية التي أقيمت في فرنسا في خريف عام 1944، وتذوق المجندون الأفارقة الأسرى طعم الحرية بعد أكثر من 3 سنوات من القتل والتعذيب والمهانة والشقاء.

الجنرال ديغول، قائد فرنسا الحرة قرر  حينها "تبييض" قوات بلاده، وأمر بترحيل جميع القوات الإفريقية التي  كانت جندت من المستعمرات الفرنسية في شمال وغرب إفريقيا للدفاع عن فرنسا في مواجهة الغزو النازي.

الألمان كانوا أسروا خلال معركة فرنسا القصيرة، حوالي 120000 جندي من المستعمرات الفرنسية معظمهم جاؤوا من شمال إفريقيا، فيما كان نحو 20 بالمائة من هؤلاء من المستعمرات بغرب إفريقيا.

على خلفية التعصب النازي العنصري، جرى قتل نحو 3000 من الأسرى الأفارقة شهري ماي ويونيو 1944، وعلى عكس رفاقهم في السلاح البيض، لم ينقلوا إلى ألمانيا بل أقيمت لهم معسكرات اعتقال في الخطوط الأمامية بفرنسا.

ألمانيا النازية فعلت ذلك بذريعة منع انتشار الأمراض لاستوائية، فيما كان الهدف من ذلك في حقيقة الأمر رغبتهم في منع ما كانوا يعتبرونه  "تدنيسا عرقيا"، وتفادي التزاوج مع النساء الألمانيات، وهو أمر كان محظورا بموجب قوانين نورمبرغ لعام 1935.

الفرنسيون خلال الحرب العالمية الثانية، كانوا جندوا 179000  إفريقيا في قوات المشاة، وتم نشر حوالي 40000 منهم في أوروبا الغربية، كما أرسل العديد من هؤلاء لتعزيز خط "ماجينو" على طول الحدود الفرنسية مع ألمانيا وبلجيكا خلال الغزو الألماني في عام 1940، حيث قتل وأسر الكثيرون.

بعد سقوط فرنسا، بقيت في فترة التحرير أعداد كبيرة من المجندين الأفارقة تعمل في صفوف الجيش الفرنسي الحر في تونس وكورسيكا وإيطاليا وجنوب فرنسا.

خطة ديغول بشأن "تبييض" قوات التحرير الفرنسية دخلت حير التنفيذ، وصعدت مجموعة من المقاتلين القدامى الأفارقة معظمهم من السنغال في 5 نوفمبر إلى سفينة بريطانية، أوصلتهم إلى داكار في السنغال في 11 نوفمبر، وهناك وضعوا في معسكر "ثياروي" بالقرب من العاصمة السنغالية.

مر أسبوعان وبقيت جيوب العسكريين الافارقة فارغة، ولم تف فرنسا بوعودها بمنحهم مستحقاتهم المالية المتأخرة بما في ذلك الرواتب فتململ هؤلاء، ورفض قسم منهم كان من المقرر أن يُرحل في 25 نوفمبر 1944 إلى باماكو في مالي، المغادرة  قبل حل المشكلة.

اشتد الموقف، وأمر القادة الفرنسيون العسكريين بإخماد ما اعتبروه تمردا عسكريا، قوات معززة بالمدرعات بمحاصرة معسكر ثياروي.

حوصر المعسكر وجرى إطلاق النار على المحاربين الأفارقة القدامى في سلاح المشاة الفرنسي، وقتل ما بين 300 إلى 400 من هؤلاء الذين طالبوا بحقوقهم، وجرى دفنهم في مقبرة جماعية لم يتم العثور عليها حتى الآن، فيما قللت باريس حينها من "المذبحة" وتحدثت عن  مقتل 35 شخصا فقط.

هذه المذبحة كما غيرها، طمست، ومع مرور الزمن تحولت إلى "حادث غامض" ومجهول، خاصة أن الضحايا دفنوا تحت جنح الظلام.

لهذه المهمة الصعبة تصدى مؤرخ فرنسي يدعى أرميل مابون. درس بعناية ودقة الأرشيف الفرنسي، وتوصل إلى عدم وجود أي دليل على حدوث تمرد مسلح، وأن المحاربين الأفارقة القدامى في ذلك المعسكر، عبروا فقط عن غضبهم من دون عنف، إلا أن الجيش الفرنسي، وصل إلى المعسكر بالأسلحة الثقيلة ووصف المطالبين برواتهم بأنهم متمردون، واستعاد "النظام" وحل المشكلة بقتل المئات منهم، وأكمل عمله بإهالة التراب على الجثث في قبر مجهول.

المصدر: RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الحرب العالمية الثانية باريس

إقرأ أيضاً:

إنزاجي يراهن على الفرنسي باتوييه لتعويض غياب بونو المنتظر عن الهلال

أكدت تقارير صحفية أن المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي يخطط لإسناد حراسة مرمى فريق الهلال للحارس الفرنسي ماتيو باتوييه خلال الفترة القادمة، في ظل الغياب المتوقع للمغربي ياسين بونو.

جدول مباريات ليفربول المزدحم يضاعف الضغوط على الفريق


ويأتي هذا القرار استباقيًا لمشاركة بونو مع منتخب بلاده في بطولة أمم إفريقيا، والتي ستستغرق عدة أسابيع، ما يترك الهلال بلا حارسه الأساسي في المباريات المحلية والدولية.

وبونو، الذي انضم للهلال في أغسطس 2023، أثبت منذ اللحظة الأولى قدرته على قيادة دفاع الفريق، وحافظ على مستواه العالي الذي جعله الخيار الأول في التشكيلة الأساسية. ومع غيابه المؤقت، يبحث إنزاجي عن بديل موثوق لضمان استقرار الفريق في المباريات المقبلة وعدم التأثر بغياب الحارس الأساسي.

من جانبه، انضم باتوييه للهلال خلال الميركاتو الصيفي الماضي، ويملك خبرة واسعة في الدوري الفرنسي قبل انتقاله إلى الدوري السعودي. وقد أشادت بعض التقارير الصحفية بإمكانياته الفنية وقدرته على تحمل الضغط الكبير في مباريات الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا. 
ويأمل الجهاز الفني أن يكون الحارس الفرنسي قادرًا على تعويض غياب بونو وتقديم مستوى يُرضي جماهير الهلال ويضمن استقرار خط الدفاع.

من المتوقع أن يبدأ إنزاجي تجهيز باتوييه تدريجيًا خلال التدريبات، مع التركيز على الانسجام مع زملائه في خط الدفاع والتأقلم مع أسلوب اللعب الجماعي للفريق. 
كما من المتوقع أن يشركه في المباريات الأقل حساسية أولًا، قبل الإسناد الكامل لمهام الحراسة في المباريات المهمة، لضمان عدم التأثر بمستوى الفريق في غياب بونو.

مقالات مشابهة

  • إنزاجي يراهن على الفرنسي باتوييه لتعويض غياب بونو المنتظر عن الهلال
  • عطاف: التدخلات الخارجية طغت على أغلب مواطن التوتر والتأزم والصراع في إفريقيا
  • شراكة جديدة بين العربية للتصنيع وداسو الفرنسية داخل EDEX 2025.. لتوقيع عقد صناعات دفاعية| صور
  • جيش الإحتلال الإسرائيلي ينفذ عملية إنزال جوي جنوب جنين بالضفة الغربية
  • وزير الداخلية الفرنسي يحذر: حظر الحجاب وصيام رمضان يسيء لمواطنينا المسلمين
  • تحذير أوروبي من تصعيد إسرائيلي محتمل ضد إيران خلال العام المقبل
  • ثمانية عقود على مجزرة ثياروي.. تقارير سنغالية تكشف المخطط الفرنسي
  • وزير التعليم العالي والسفير الفرنسي يناقشان مستجدات مشروع حرم الجامعة الفرنسية
  • قوات الدعم السريع تستهدف المواطنين في إقليم دارفور.. وعدد كبير مصيرهم مجهول
  • باريس ترجح حسم ملف الأصول الروسية أوروبيًا