RT Arabic:
2025-06-27@07:33:41 GMT

قبر مجهول خلال عملية "تبييض" جيش تحرير أوروبي!

تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT

قبر مجهول خلال عملية 'تبييض' جيش تحرير أوروبي!

عقب إنزال النورماندي، تم إطلاق سراح الآلاف من المجندين الأفارقة الأسرى الذين كانوا شاركوا بمعركة فرنسا عام 1940. رحلوا إلى أوطانهم وقيل لهم إنهم سيستلمون مستحقاتهم المالية هناك.

إقرأ المزيد في ذكرى مقتل "الرومانسي الأخير" في العالم العربي

فتحت جميع معسكرات الاعتقال الألمانية التي أقيمت في فرنسا في خريف عام 1944، وتذوق المجندون الأفارقة الأسرى طعم الحرية بعد أكثر من 3 سنوات من القتل والتعذيب والمهانة والشقاء.

الجنرال ديغول، قائد فرنسا الحرة قرر  حينها "تبييض" قوات بلاده، وأمر بترحيل جميع القوات الإفريقية التي  كانت جندت من المستعمرات الفرنسية في شمال وغرب إفريقيا للدفاع عن فرنسا في مواجهة الغزو النازي.

الألمان كانوا أسروا خلال معركة فرنسا القصيرة، حوالي 120000 جندي من المستعمرات الفرنسية معظمهم جاؤوا من شمال إفريقيا، فيما كان نحو 20 بالمائة من هؤلاء من المستعمرات بغرب إفريقيا.

على خلفية التعصب النازي العنصري، جرى قتل نحو 3000 من الأسرى الأفارقة شهري ماي ويونيو 1944، وعلى عكس رفاقهم في السلاح البيض، لم ينقلوا إلى ألمانيا بل أقيمت لهم معسكرات اعتقال في الخطوط الأمامية بفرنسا.

ألمانيا النازية فعلت ذلك بذريعة منع انتشار الأمراض لاستوائية، فيما كان الهدف من ذلك في حقيقة الأمر رغبتهم في منع ما كانوا يعتبرونه  "تدنيسا عرقيا"، وتفادي التزاوج مع النساء الألمانيات، وهو أمر كان محظورا بموجب قوانين نورمبرغ لعام 1935.

الفرنسيون خلال الحرب العالمية الثانية، كانوا جندوا 179000  إفريقيا في قوات المشاة، وتم نشر حوالي 40000 منهم في أوروبا الغربية، كما أرسل العديد من هؤلاء لتعزيز خط "ماجينو" على طول الحدود الفرنسية مع ألمانيا وبلجيكا خلال الغزو الألماني في عام 1940، حيث قتل وأسر الكثيرون.

بعد سقوط فرنسا، بقيت في فترة التحرير أعداد كبيرة من المجندين الأفارقة تعمل في صفوف الجيش الفرنسي الحر في تونس وكورسيكا وإيطاليا وجنوب فرنسا.

خطة ديغول بشأن "تبييض" قوات التحرير الفرنسية دخلت حير التنفيذ، وصعدت مجموعة من المقاتلين القدامى الأفارقة معظمهم من السنغال في 5 نوفمبر إلى سفينة بريطانية، أوصلتهم إلى داكار في السنغال في 11 نوفمبر، وهناك وضعوا في معسكر "ثياروي" بالقرب من العاصمة السنغالية.

مر أسبوعان وبقيت جيوب العسكريين الافارقة فارغة، ولم تف فرنسا بوعودها بمنحهم مستحقاتهم المالية المتأخرة بما في ذلك الرواتب فتململ هؤلاء، ورفض قسم منهم كان من المقرر أن يُرحل في 25 نوفمبر 1944 إلى باماكو في مالي، المغادرة  قبل حل المشكلة.

اشتد الموقف، وأمر القادة الفرنسيون العسكريين بإخماد ما اعتبروه تمردا عسكريا، قوات معززة بالمدرعات بمحاصرة معسكر ثياروي.

حوصر المعسكر وجرى إطلاق النار على المحاربين الأفارقة القدامى في سلاح المشاة الفرنسي، وقتل ما بين 300 إلى 400 من هؤلاء الذين طالبوا بحقوقهم، وجرى دفنهم في مقبرة جماعية لم يتم العثور عليها حتى الآن، فيما قللت باريس حينها من "المذبحة" وتحدثت عن  مقتل 35 شخصا فقط.

هذه المذبحة كما غيرها، طمست، ومع مرور الزمن تحولت إلى "حادث غامض" ومجهول، خاصة أن الضحايا دفنوا تحت جنح الظلام.

لهذه المهمة الصعبة تصدى مؤرخ فرنسي يدعى أرميل مابون. درس بعناية ودقة الأرشيف الفرنسي، وتوصل إلى عدم وجود أي دليل على حدوث تمرد مسلح، وأن المحاربين الأفارقة القدامى في ذلك المعسكر، عبروا فقط عن غضبهم من دون عنف، إلا أن الجيش الفرنسي، وصل إلى المعسكر بالأسلحة الثقيلة ووصف المطالبين برواتهم بأنهم متمردون، واستعاد "النظام" وحل المشكلة بقتل المئات منهم، وأكمل عمله بإهالة التراب على الجثث في قبر مجهول.

المصدر: RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الحرب العالمية الثانية باريس

إقرأ أيضاً:

فرنسا: اعترضنا مسيّرات متجهة لإسرائيل قبل وقف النار مع إيران

قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو إن الجيش الفرنسي شارك في جهود لاعتراض طائرات مسيرة إيرانية كانت تستهدف إسرائيل قبل وقف إطلاق النار هذا الأسبوع.

وأضاف خلال مناقشة برلمانية، في وقت متأخر أمس الأربعاء، حول الوضع في الشرق الأوسط "يمكنني أن أؤكد أن الجيش الفرنسي اعترض أقل من 10 طائرات مسيرة، في الأيام القليلة الماضية، خلال العمليات العسكرية المختلفة التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد إسرائيل، سواء بواسطة أنظمة أرض-جو أو مقاتلاتنا من طراز رافال".

وقال لوكورنو إن إيران أطلقت نحو 400 صاروخ باليستي وألف طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال الصراع الذي استمر 12 يوما.

وبدأت إسرائيل مهاجمة إيران في 13 يونيو/ حزيران، قائلة إنها تهدف إلى تدمير القدرات النووية لطهران. وأدت ضرباتها إلى القضاء على عدد من أبرز القيادات العسكرية الإيرانية فضلا عن مقتل عدد من العلماء النوويين، فضلا عن مقتل 610 أشخاص وإصابة نحو 5 آلاف في أنحاء البلاد، بحسب السلطات الإيرانية.

وردت إيران بإطلاق صواريخ في هجمات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصا في إسرائيل، وألحقت أضرارا بمئات المباني قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الثلاثاء.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية ونظيره الفرنسي يؤكدان أهمية استئناف وقف إطلاق النار بغزة
  • مصرع وإصابة 19 شخصًا جراء العواصف العنيفة في فرنسا
  • فرنسا: اعترضنا مسيّرات متجهة لإسرائيل قبل وقف النار مع إيران
  • ضبط طن أعلاف مجهول وتحرير 217 محضرا لـ مخابز وأسواق بالمنوفية
  • مرور الغربية: تحرير 187 مخالفة ومصادرة مركبات خلال 24 ساعة
  • روسيا تعلن تحرير بلدة ديليفكا في دونيتسك
  • الفلاحي: عملية القسام الأخيرة نوعية وتعكس استخداما محكما للقدرات
  • فرنسا توشح حموشي بأرفع الأوسمة والرباط تشهد توقيع شراكة استراتيجية بين الأمن المغربي والشرطة الفرنسية
  • تدابير جديدة مفروضة على الأعوان العقاريين للوقاية من تبييض الأموال
  • تحرير 153 مخالفة للمحال غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء