يتعرض قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني نسمة، للقصف من قبل القوات الإسرائيلية لأكثر من ثلاثة أسابيع، في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي وقعت في 7 أكتوبر في إسرائيل على يد حركة حماس. 

وقد قُتل ما يقرب من 8000 فلسطيني، من بينهم حوالي 3300 طفل، حتى الآن، وفقًا لوزارة الصحة في رام الله، والتي تجمع الأرقام من غزة.

أكبر من عدد الأطفال القتلى منذ 2019

وتقول منظمة إنقاذ الطفولة، إن عدد الأطفال الذين قُتلوا في الأسابيع الثلاثة الماضية في غزة أكبر من عدد الأطفال الذين قُتلوا خلال النزاع المسلح في جميع أنحاء العالم ككل منذ عام 2019. وقد أصيب أكثر من 20 ألف شخص، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.

وطلب الجيش الإسرائيلي من المدنيين مغادرة شمال غزة، والفرار جنوبا. لكن ليس الجميع في وضع يسمح لهم بالمغادرة، كما أن الرحلة محفوفة بالمخاطر، خاصة مع القصف الإسرائيلي على أجزاء من الجنوب والشمال على حد سواء.

مخيم دير البلح للاجئين

وبحسب شبكة CNN الإخبارية، قالت فتاة بالغة من العمر 13 عام من شمال شرق قطاع غزة أن عائلتها فرت من منزلها في 7 أكتوبر الجاري، ولجأت إلى مخيم دير البلح للاجئين، ثم في خان يونس ورفح. 

وتقع الأماكن الثلاثة ضمن المنطقة التي طلب الجيش الإسرائيلي من المواطنين الانتقال إليها – جنوب وادي غزة، الممر المائي الذي يقسم قطاع غزة.

وكرر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري ثانيتًا، وطلب من المدنيين "زيادة الضرورة الملحة" "للتحرك مؤقتًا جنوب وادي غزة إلى منطقة أكثر أمانًا". وعلى الرغم من اتباع هذه التوجيهات، لم تنجو عائلة هالة من الغارات الجوية الإسرائيلية.

وقالت هالة إن شقيقتي وزوجها قُتلتا في غارة جوية يوم 11 أكتوبر. كما أصيبت ابنة أختها وشقيقتها في الهجوم. ومن غير الواضح أين وقع الهجوم. وفقًا لشبكة CNN الإخبارية.

الوضع مأساوي

وأضافت الفتاة "كنا نعيش في سلام، وفجأة سمعنا ضجيجاً وأصواتاً. كنا آمنين وفجأة تغير كل شيء وتحطمنا”. مضيفة أنهم ذهبوا إلى المدارس وأصبح الوضع خطيرًا ويزداد خطورة يومًا بعد يوم. وقالت: "نحن حقا خائفون للغاية... لذا آمل أن تنتهي الحرب ونعيش حياة طبيعية ونحقق النصر".

وأضافت أن الوضع في المخيم مأساوي "إننا نكافح من أجل توفير كمية صغيرة من الماء ليشربها الأطفال الصغار... وننتظر لمدة خمس إلى سبع ساعات في المخبز لشراء حفنة من الخبز لنأكله.

الاستيلاء على المستودعات

وفي السياق ذاته، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، يوم الأحد، إن “الآلاف” من الأشخاص اليائسين اخترقوا مستودعاتها واستولوا على المواد الأساسية، بما في ذلك القمح والدقيق ومنتجات النظافة. وفقًا لشبكة CNN الإخبارية.

وقالت الأونروا إن أحد المستودعات في دير البلح، وهو مخيم اللاجئين الفلسطينيين، كان أحد المستودعات التي تم اختراقها. مؤكدًا أن "هذه علامة مثيرة للقلق على أن النظام المدني بدأ في الانهيار بعد ثلاثة أسابيع من الحرب والحصار المحكم على غزة. 

وقال توماس وايت، مدير شؤون الأونروا في غزة: "إن الناس خائفون ومحبطون ويائسون". مضيفًا أن المساعدات المسموح بدخولها حاليا إلى غزة لا تغطي الاحتياجات الأساسية للمجتمعات التي تكافح من أجل البقاء.

على صعيد آخر، قال الهلال الأحمر الفلسطيني يوم الأحد إن 118 شاحنة محملة بالإمدادات فقط وصلت إلى غزة منذ السماح بمرور بعض المساعدات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر الأسبوع الماضي – وهو الطريق الوحيد للدخول إلى القطاع في الوقت الحالي.

قطرة في محيط

ووصلت 59 شاحنة أخرى إلى الحدود صباح الاثنين. لكن جماعات الإغاثة تقول إن هذا المبلغ ما هو إلا قطرة في محيط.

وقالت الأمم المتحدة إن 455 شاحنة كانت تأتي إلى غزة يوميا قبل الحرب. وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إنه يتوقع بدء دخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة قريبا، ونفى وجود نقص في الغذاء والماء والدواء، على الرغم من الإغلاق الكامل الذي فرضته إسرائيل على المنطقة ردا على هجوم حماس.

وفي هذا السياق، قال إيلاد جورين، رئيس قسم الشؤون المدنية في مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (COGAT) (منسق الأنشطة الحكومية في الأراضي الفلسطينية): "لقد أنشأنا آلية مشتركة مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومصر لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من مصر إلى غزة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة القوات الإسرائيلية طوفان الأقصى أونروا اللاجئين الفلسطينيين الجیش الإسرائیلی إلى غزة

إقرأ أيضاً:

خيام النازحين بغزة.. مأساة إنسانية تتفاقم في ظل صمت دولي

في قلب ركام الحرب وتحت لهيب شمس الصيف الحارقة أو زمهرير الشتاء القارس يعيش آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة داخل خيام مهترئة منذ بداية الحرب الإسرائيلية بالسابع من أكتوبر 2023، تعيش آلاف العائلات في خيام نصبت على عجل فوق أنقاض منازلهم المدمرة تفتقر لأبسط مقومات الحياة الإنسانية، ليجدوا أنفسهم محاصرين ليس فقط بالجدران المهدمة بل بالواقع الإنساني القاسي. 

نزوح قسري وأمل مفقود:

تقول أم محمد، وهي أم لخمسة أطفال تعيش في مخيم عشوائي في خان يونس: "منذ سبعة أشهر ونحن نعيش هنا بعد أن قصف بيتنا. لا خصوصية، لا أمان، حتى الطعام لا يكفينا. أطفالي لم يذهبوا للمدرسة منذ شهور."

وتضيف: "الخيمة لا تحمينا من البرد ولا من الحر. حين تمطر، تغرق الأرض تحتنا، وحين تشتد الحرارة، لا نستطيع التنفس داخلها."

تقدر مصادر محلية أن أكثر من  ٣٠٠٠٠"مواطن باتوا يعتمدون على الخيام كمأوى مؤقت في ظل تدمير واسع للبنية التحتية وعدم توفر جهود إعادة الإعمار وما زالت هذه العائلات تعاني من أوضاع معيشية صعبة في ظل غياب الماء الصالح للشرب وانعدام الصرف الصحي وانقطاع التيار الكهربائي فضلاً عن غياب الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية. 

مأوى لا يحمي

يقول محمد أبو عاصي، أحد النازحين من حي الشجاعية "الخيمة لا تقي حر الشمس ولا برد الليل، مجرد قماش تحتمي به لكننا فعلياً نعيش بلا مأوى الأطفال ينامون على الأرض، والماء مقطوع أغلب الوقت ولا توجد مراحيض صالحة للاستخدام" 

الخيام التي من المفترض أن تكون مؤقتة أصبحت موطناً قسرياً لعائلات كاملة تسببت في غياب الخصوصية وانتشار الأمراض ونقص المواد الأساسية في تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق. 

انعدام الأمان والخصوصية  

تعيش عدة عائلات أحيانًا في خيمة واحدة أو في خيم متلاصقة بلا حواجز. الخيم لا توفر الحد الأدنى من الأمان والخصوصية خاصة للعائلات ما يزيد من شعور عدم الاستقرار والانكشاف. غياب الأمان والخصوصية يؤثر نفسيًا واجتماعيًا على النساء والفتيات خصوصًا الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء.


 

الخيم مصنوعة من مواد لا تعزل الحرارة ولا البرودة مما يجعلها غير صالحة للعيش في ظروف مناخية قاسية. في الصيف تتحول الخيمة إلى فرن خانق لا يحتمل وفي الشتاء، تتسرب مياه الأمطار، وتُغمر الأرض بالطين، مما يعرض السكان للبلل والأمراض.

نقص الغذاء والمياه النظيفة: في كثير من الأحيان يحصل النازحون على وجبة واحدة في اليوم تقدمها جمعيات الإغاثة الدولية أو المحلية لكنها لا تكفي لسد رمق الأطفال والنساء أما المياه فإما ملوثة أو توزع بكميات لا تفي بالاحتياجات اليومية. 

أزمة صحية خانقة: تقول الممرضة أم أحمد التي تعمل مع طاقم طبي متنقل: " كل يوم نرى حالات إصابة بالإسهال، أمراض جلدية، حالات سوء تغذية وحتى مشاكل في الجهاز التنفسي بسبب الغبار والدخان الظروف هنا مأساوية. " المنظومة الصحية في غزة المتهالكة أصلا، باتت عاجزة عن الاستجابة لحجم الكارثة لاسيما مع استمرار الحصار ونقص الإمدادات الطبية. 

الأطفال.. ضحايا مضاعفون: وفقا لتقارير منظمات حقوق الإنسان فإن الأطفال هم أكثر من يدفع ثمن هذه المأساة نقص الغذاء، غياب التعليم، والخوف الدائم يهدد مستقبل جيل كامل الطفلة سارة، ذات السنوات التسع تقول بخجل "أشتاق لمدرستي... أشتاق لسريري."  

انتشار الأمراض: الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي وقلة النظافة تؤدي إلى تفشي الأمراض الجلدية والتنفسية خاصة بين الأطفال بسبب الرطوبة وسوء التهوية. وعدم توفر عيادات متنقلة أو أدوية كافية في أغلب المخيمات. 

غياب التعليم والحياة الطبيعية للأطفال: الأطفال في المخيمات محرومون من التعليم النظامي ما يفاقم من الأزمات النفسية التعليمية ويهدد مستقبلهم. 

غياب المدارس: معظم الأطفال النازحين فقدوا فرصهم في التعليم بسبب تدمير المدارس أو بعد المسافة أو انعدام الوسائل.

نقص الأدوات التعليمية: حتى إذا توفر التعليم الطارئ، تظل الأدوات والوسائل التعليمية غير كافية.

الضغوط النفسية: الصدمة النفسية: الكثير من السكان، خصوصاً الأطفال، يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة مشاهد الحرب، فقدان الأحباء، والنزوح.

القلق المستمر: الخوف من التهجير المتكرر أو الهجوم المفاجئ يخلق حالة دائمة من التوتر والقلق.  يجعل الحياة في الخيم عبئا نفسيا ثقيلا على الجميع خاصة النساء والأطفال. 

دعوة عاجلة للمجتمع الدولي:

في ظل هذا الوضع الكارثي تناشد منظمات إنسانية محلية ودولية المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة والصليب الأحمر والاتحاد الأوروبي التدخل العاجل لتوفير مأوى آمن ودائم للنازحين وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إضافة إلى الضغط ل فتح المعابر وإدخال مواد البناء والإغاثة تؤكد منظمات حقوق الإنسان أن استمرار هذا الوضع يشكل انتهاكا صارخا المواثيق الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حماية المدنيين في أوقات النزاع. 

المأساة الإنسانية في خيام غزة لا ينبغي أن تبقى خارج دائرة الضوء فهي ليست مجرد معاناة عابرة بل كارثة مستمرة تستدعي تحركا فوريا. إن السكوت الدولي عن هذه الأزمة بعد تواطؤا ضمنيا واستمرار المعاناة هو مسؤولية جماعية تتجاوز حدود السياسة. 

فهل يتحرك العالم قبل فوات الأوان؟ . .أم أن الخيام ستبقى عنوانا دائما لحياة لا تحتمل؟

ملاحظة : هذا مخرج عملي لدورة " الصحفيات والقيادة الإعلامية" التي نفذتها مؤسسة بيت الصحافة في الفترة من 22 إلى 30 يونيو 2025

المصدر : وكالة سوا - براءة عزام يوسف حمد اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من تقارير خاصة فوضى الحرب.. حالة تُمزّق النسيج الاجتماعي في غزة المساعدات الأمريكية.. غزة بين جوع قاتل ونار لا ترحم أطفال غزة.. ضحايا الحصار الغذائي والتجويع المتعمّد الأكثر قراءة تفاصيل لقاء الشيخ مع وفد أوروبي لبحث وقف العدوان على غزة مشاريع بقيمة 2.2 مليون دولار من "بيت مال القدس" دعما لشعبنا إصابة مراسلة تلفزيون فلسطين إسلام الزعنون برصاص الاحتلال في غزة المحكمة تثبّت قرار الاعتقال الإداري لرجا إغبارية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الجيش اللبناني يعلن توقيف عشرات السوريين ومداهمة مخيمات لهم لهذا السبب
  • الجيش الإسرائيلي ينذر بإخلاء منطقتين في غزة
  • مأساة وحوادث بارزة من ميانمار إلى أوروبا!
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل نقيب في لواء غولاني جنوب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يقصف جنوب لبنان.. و«اليونيفيل» تتعرض لهجوم بالحجارة في وادي جيلو
  • خيام النازحين بغزة.. مأساة إنسانية تتفاقم في ظل صمت دولي
  • الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً أُطلق من اليمن… والإنذارات تدوّي في تل أبيب والقدس
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عن مقتل جندي في محاولة أسر نفذتها حماس جنوب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل مقتل جندي أثناء "محاولة أسره"
  • بعد "غارة الشمال".. الجيش الإسرائيلي يشن "عمليات برية خاصة" في جنوب لبنان