أثار حذف اسم إسرائيل من خرائط إلكترونية صينية شهيرة تفاعلاً وجدلاً واسعين في منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، ولم تصدر أيّ ردة فعل بعد من قبل تل أبيب.

ولوحظ حذف اسم (إسرائيل) كدولة من خرائط مجموعة من الشركات الصينية، أبرزها (بايدو) و(علي بابا)، دون أن تقدم أيّ منهما تفسيراً لذلك، وتُظهر الخرائط وجود خطوط الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة في العام 1967، وكذلك مدناً إسرائيلية كـ (تل أبيب)، وفق صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية.

وارتفعت عمليات البحث والإشارات التي تتضمن عبارات معادية لإسرائيل بشكل كبير على التطبيق الصيني وي شات، وتتعاطف الصين الشديد مع الفلسطينيين وخصوصاً في قطاع غزة، بسبب وضعهم الصعب حالياً، ودعت إلى عقد مؤتمر سلام دولي أقوى وأوسع نطاقاً، وأكثر فاعلية في أسرع وقت ممكن، لدعم استئناف محادثات السلام.

ووفق ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه أعرب مستخدمو الإنترنت في الصين، عن حيرتهم من عدم ظهور اسم إسرائيل على الخرائط الرقمية الرائدة على الإنترنت، من كل من بايدو ، و علي بابا، وهو غموض يتطابق مع دبلوماسية بكين الغامضة في المنطقة، ويتناقض مع اهتمامها بالخرائط بشكل عام.

دول تحذف اسرائيل من خرائطها

ووفقا لما ذكره موقع صحيفة "وول ستريت جورنال"، ترسم خرائط بايدو باللغة الصينية على الإنترنت، الحدود المعترف بها دوليا لإسرائيل، فضلا عن الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى المدن الرئيسية، ولكنها لا تحدد الدولة بالاسم بوضوح.

وينطبق الشيء نفسه على الخرائط على الإنترنت التي تنتجها شركة Amap التابعة لشركة علي بابا، حيث يتم وضع علامات واضحة حتى على الدول الصغيرة مثل لوكسمبورج، ولم ترد أي من الشركتين على التساؤلات حتي الآن، ومن غير الواضح ما إذا كان هذا التطور جديدا، على الرغم من مناقشته من قبل مستخدمي الإنترنت الصينيين منذ الأزمة الفلسطينية.

وقال التقرير إن مستخدمي الإنترنت في الصين لاحظوا أن شركتي التكنولوجيا الصينيتين علي بابا وبايدو أزالتا اسم إسرائيل من خرائطهما على الإنترنت على الرغم من استمرار إظهار حدودها المعترف بها دوليا.

علي بابا و بايدو يحذفان اسم إسرائيل من خرائطهما.. اعرف السبب دعوى ضد إسرائيل في الجنائية الدولية بسبب "جرائم حرب" بحق الصحفيين بغزة

وتظهر الخرائط أيضًا الأراضي الفلسطينية والمدن الرئيسية بالإضافة إلى أسماء الدول المجاورة بما في ذلك قبرص والأردن والعراق، بحسب الصحيفة.

ولكن في تصريح لصحيفة "The Telegraph"، نفى المتحدث باسم بايدو، جينغ مينغ، حذف إسرائيل عمدا من خرائط المنصة، قائلا: "ربما تكون المساحة محدودة، قد لا تعرض خرائطنا أسماء أو أعلام بعض المناطق".

مُعاداة إسرائيل ودعم الفلسطينين

وأضاف: "يمكن للمستخدمين العثور على البلدان أو المناطق المقابلة على خرائط بايدو؛ بمجرد استخدام وظيفة البحث في الخريطة".

وفي هذا الإطار، قال مدير مكتب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في الصين: "إن مستخدمي الإنترنت الصينيين أعربوا عن حيرتهم، بسبب عدم ظهور اسم إسرائيل على الخرائط الرقمية لشركتي بايدو وعلي بابا، وهو ما يتطابق مع دبلوماسية بكين الغامضة ويتناقض مع اهتمامها بالخرائط".

ومن جانبه،  قال جوناثان تشينج، مدير مكتب الصين في "وول ستريت جورنال" عبر حسابه الرسمي X "تويتر سابقًا"، "إن مستخدمي الإنترنت الصينيين أعربوا عن حيرتهم، بسبب عدم ظهور اسم "إسرائيل" على الخرائط الرقمية لشركتي "بايدو" و"علي بابا"، وهو ما يتطابق مع دبلوماسية بكين الغامضة ويتناقض مع اهتمامها بالخرائط".

وعلقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على هذا الأمر قائلة، إن الإقدام على مثل هذه الخطوة يعكس المعاداة الواضحة لإسرائيل في الصين، وتأكيدًا على حجتها، قالت أيضًا، إن هيئة إذاعة الصين ناقشت عبر منصات التواصل الاجتماعي الصينية، "معضلة سيطرة اليهود على قدر غير متناسب من الثروة الأمريكية".

وفي ضوء ذلك، عقبت كاريس ويت، المديرة التنفيذية لمجموعة "سيجنال"، وهي مؤسسة بحثية إسرائيلية تركز على الصين: "من الواضح أن الحكومة الصينية تنقل رسالة مفادها أنها متسامحة".

إقامة دولة فلسطينية مستقلة

وفي نفس السياق، قال الخبير في الشؤون الصينية، مازن حسن، يلفت إلى أن الخرائط التي تم حذف اسم إسرائيل من عليها هي خرائط غير رسمية، ولا تتحكم فيها الحكومة بشكل كامل؛ فهي تابعة لشركات مملوكة لرجال أعمال؛ ولذا إسرائيل لن تستطيع الاحتجاج على ما حدث.

ويتوقع حسن أن هذا الإجراء "كان باتفاق بين مجموعة من الشركات؛ لأنه جاء بشكل متزامن، وقد تكون الحكومة على علمٍ بهذه الخطوة، لكن يبقى أنه لا يمكن لأحد أن يلومها على هذا الإجراء".

وعن موقف الصين من الصراع الجاري، أضاف حسن، إن بكين منذ أول يوم في الحرب "موقفها واضح، وهو أن الفلسطينيين حقا في إنشاء دولتهم، وأن العنف جاء نتيجة الممارسات الإسرائيلية تجاه فلسطين، وأنقذت مع موسكو حركة حماس من إدانة في مجلس الأمن الدولي باستخدام حق النقض الفيتو".

بتعبير حسن، فإن "الصين لها موقف دبلوماسي يميل للجانب الفلسطيني بعض الشيء، لكن هناك دوائر سياسية داخلها تميل بشكل مضاعف للفلسطينيين".

حقيقة ازالة اسم إسرائيل

والجدير بالذكر، أن الصين تدعم منذ بداية الحرب على غزة وقف إطلاق النار، واعتبرت أنّ التصعيد الإسرائيلي تجاوز نطاق الدفاع عن النفس.  

كما تؤيد بكين رسميًا إقامة "دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة" على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقد رفضت الصين إدانة "طوفان الأقصى" والعمليات التي نفذها رجال المقاومة الفلسطينية، رغم الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، بل أصرت على ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ويقول الدكتور محمد الجندي، خبيىر تكنولوجيا المعلومات، إن ازالة اسم إسرائيل من الخريطة سبب ضجة عن دور شركتين كبار وهما علي بابا و بايدو، عندما قاموا بازالة اسم إسرائيل بالفعل، علي الرغم من ان الجميع الاخبار المنتشره لم تؤكد ان كانت هذه الخطوة من فترة طويلة ام منذ بداية الصراع. 

الصين: القصف الإسرائيلي على غزة يتجاوز حدود الدفاع عن النفس الصين تحذر في مجلس الأمن من العقاب الجماعي لغزة.. وتطلب وقف النار

وأضاف الجندي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الصين تدعو الي وقف اطلاق النار وبعض الشركات الصينية صرحت بانها لم يحذفوا اسم إسرائيل ولم يضعوا اسم فلسطين، ولكنهم يدعموا فقط فكرة حل الدولتين. 

وتابع الجندي: "في النهاية هذا النوع ان هذه الضجة نوع من أنواع دعم الصين للرأي العام في دولتهم، والشركات التي تم ذكرها سابقا، صرحت بوجود اسم إسرائيل إذا قام اي شخص بالبحث عنها علي الهرائط لديهم".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل شركات صينية الصين فلسطين مواقع التواصل الاجتماعي الانترنت مستخدمی الإنترنت وول ستریت جورنال على الإنترنت على الخرائط فی الصین علی بابا حذف اسم

إقرأ أيضاً:

الإدمان العائلي على الشاشات.. هروب جماعي إلى الضوء الأزرق

في الوقت الذي يعاني فيه الأطفال من إدمان الهواتف المحمولة يواجه الكثير من الآباء والأمهات المشكلة نفسها، لتصبح المعاناة مزدوجة: أطفال مشتتون وآباء غائبون ذهنيا.

والنتيجة حالة من الانفصال النفسي والذهني بين الجانبين تظهر آثارها تدريجيا على الجميع، إنها أعراض جماعية لإدمان الشاشات تدفع الأسرة بأكملها نحو تبعات أعمق بكثير.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بالصور.. تفاصيل يومية ترسم واقع حياة أطفال غزةlist 2 of 2كيف تتحدث مع ابنك عن وزنه بطريقة داعمة بدون تجريح؟end of listالأرقام تكشف حجم المأساة

في دراسة شملت 400 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما وجد باحثون أن متوسط الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات يبلغ نحو 4.1 ساعات يوميا، وأن 62.5% منهم يعانون من إدمان يتراوح بين المتوسط والمرتفع، مما يؤثر سلبا وبشكل واضح على علاقاتهم الاجتماعية وقدرتهم على التواصل والاستجابة العاطفية، لكن هذا ليس كل شيء.

فبينما تُوجه الاتهامات غالبا للأطفال والمراهقين بأنهم الأكثر إدمانا على الشاشات تُظهر الأدلة أن المتهم الأبرز والأكثر تأثيرا في المعادلة هما الوالدان، إذ تشير دراسات عدة إلى أن إدمان الأبناء ليس إلا انعكاسا لسلوك آبائهم.

وفي دراسة قطرية نُشرت عام 2023 عن العلاقة بين إدمان الآباء والمراهقين على الإنترنت وصف الباحثون العلاقة الإدمانية بين الطرفين بأنها "معدية"، وأكدوا أنه كلما زاد إدمان الوالدين عليه ارتفعت احتمالية إدمان الأبناء، باعتبار أن السلوك الأبوي يشكل نموذجا يُحتذى.

وإلى جانب الاقتداء بسلوك الوالدين تشير الدراسة إلى وجود عوامل أسرية إضافية تسهم في زيادة اعتماد الأطفال والمراهقين على الإنترنت، ومن أبرزها:

ضعف تماسك الأسرة. قلة الإشراف الأبوي. العادات الرقمية غير المتوازنة لدى الآباء. الاستخدام المفرط للتكنولوجيا لدى الآباء. نقص المعرفة لدى المراهقين بشأن الاستخدام الصحي للتكنولوجيا. دراسة: 48% من مستخدمي الهواتف الذكية في الولايات المتحدة مدمنون فعليا على الشاشات (فريبيك)

وفي الوقت الذي تُظهر فيه البيانات أن 48% من مستخدمي الهواتف الذكية في الولايات المتحدة مدمنون فعليا على الشاشات يرى مايكل ريتش طبيب الأطفال ومدير مختبر العافية الرقمية في مستشفى بوسطن للأطفال أنه بات من المستحيل قياس وقت الشاشة اليوم، إذ تلاشت الحدود الفاصلة بين أنواع الشاشات المختلفة، من تلفزيون وهواتف ذكية وأجهزة لوحية، وأصبح الأطفال وعائلاتهم يعيشون داخل بيئة رقمية مستمرة ومتداخلة.

إعلان

لكن الصورة تبدو أكثر قتامة عند الحديث عن "الإدمان الرقمي"، أي التعلق المفرط والمهووس بالتكنولوجيا، وهو نمط يؤذي جميع الأطراف المحيطة بالشاشة، كبارا وصغارا على حد سواء.

وقد كشفت دراسة بعنوان "الربط بين إدمان الوالدين على الشاشة وإدمان الأطفال الصغار" عن مستوى خطورة هذا الترابط، ففي عام 2022 وبعد دراسة 477 ولي أمر لأطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات خلص الباحثون إلى أن تأثير إدمان الوالدين يظهر بوضوح على الأطفال، سواء مباشرة من خلال تقليدهم السلوك أو بشكل غير مباشر عبر توتر العلاقة بين الكبار والصغار، وهي الحالة التي وصفها الباحثون بـ"قلق الوالدين".

ويمتد هذا القلق في بيئة تمتلئ بالشاشات التي تعمل بلا توقف، حيث يعاني الأطفال من نقص الانتباه الذي يحتاجونه، في حين يشعر الكبار بفقدان السيطرة التي يسعون إليها، لتتشكل دائرة مغلقة من التوتر والاعتماد الرقمي المتبادل.

تأثير إدمان الوالدين يظهر بوضوح على الأطفال (فريبيك)عندما تطفئ الهواتف دفء العائلة

يروي المدون الأميركي كريس ريد كيف سيطرت الهواتف المحمولة على أفراد عائلته، قائلا في مقال يصف تجربته "لا زلت أتذكر عشاء جلست فيه زوجتي وأنا مقابل أطفالنا الثلاثة، وكلهم ملتصقون بشاشاتهم، بالكاد نطقوا بكلمة لبعضهم البعض، حينها أدركت: إذا لم نعالج هذه المشكلة المتزايدة فإننا نخاطر بفقدان ما كان يهم حقا، رابطنا العائلي".

هذه التجربة التي يشاركها كريس يعيشها ملايين الآباء والأمهات حول العالم مع تزايد الآثار النفسية والبدنية للإدمان على الشاشات داخل المنازل، وأبرزها:

الاكتئاب والقلق. تراجع الصحة العقلية. آلام الرقبة والظهر المزمنة. مشاكل النوم. السمنة. الطريقة الوحيدة لتقليل وقت الشاشة هي بناء ما يسمى "وقت من دون شاشة" (فريبيك)المنع ليس حلا

وبحسب ريتش، فإن الطريقة الوحيدة لتقليل وقت الشاشة هي بناء ما يسمى "وقت من دون شاشة"، وهو ما توفره مجموعة من الحيل والأفكار، من بينها العطلات الطويلة، والمخيمات من دون هواتف، والأنشطة الأسرية الجماعية، وغيرها من الأساليب التي تساعد على إعادة الجميع إلى صوابهم.

وتدعم الدراسة القطرية هذا التوجه، إذ أشارت إلى ضرورة تدريب الآباء والمراهقين معا على استخدام التكنولوجيا بشكل صحي، مع اتباع مجموعة من الخطوات لمعالجة المشكلة، وأهمها:

التركيز على تعزيز العلاقة مع الطفل كنهج فعال في تقليل الإدمان الرقمي بدلا من استخدام أساليب سلطوية، مثل إيقاف الواي فاي أو الطرق العنيفة التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية. خفض مستويات الصراع يقلل إدمان الإنترنت لدى الأطفال، وقد يفيد التخطيط لأنشطة عائلية ممتعة في إيجاد بديل صحي للمراهقين ومنحهم شعورا بالدعم الاجتماعي. عدم الاعتماد على وضع حدود لوقت استخدام الإنترنت حتى لو تضمّن ذلك عقوبات عند خرق القواعد أو مكافآت عند التوقف، إذ يؤكد الباحثون أنها ليست إستراتيجية ناجحة بحد ذاتها. الحوار الهادف مع الطفل بشأن كيفية إدارة وقت الشاشة والأنشطة التي يقوم بها عبر الإنترنت، باعتباره أسلوبا أكثر فاعلية، خاصة عند الاتفاق على أهداف واضحة تتضمن خططا وحوافز ومراجعة منتظمة لكيفية استخدام التكنولوجيا. لا تؤدي الرقابة الأبوية الصارمة إلى نتائج ملحوظة، في حين ترتبط مستويات ضبط النفس العالية بإدمان الإنترنت، فلا يحدث التغيير إلا إذا كان الطفل راغبا فيه فعلا، لذا ينصح الباحثون بمنح المراهقين حرية اتخاذ القرار بشأن حدود استخدامهم الرقمي بناء على الحوار والتفاهم. خلق ثقة ومساءلة مشتركة، بحيث يشمل جدول استخدام الإنترنت الوالدين أيضا وليس الأبناء وحدهم، فالقدوة الصالحة من أهم أسباب التزام المراهقين بالقوانين. إعلان

مقالات مشابهة

  • طلب نتنياهو العفو يثير زوبعة ردود في إسرائيل
  • الإدمان العائلي على الشاشات.. هروب جماعي إلى الضوء الأزرق
  • البابا يوكد دعمه لحلّ الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين
  • مقهى أمريكي يثير جدلا واسعا بعرض مشروبات كحولية مجانية مقابل الإبلاغ عن المهاجرين
  • خرائط الطريق الأمريكية.. مسارات تقود إلى الأزمات لا إلى الحلول
  • خطوة مفاجئة من إسرائيل بسبب زيارة بابا الفاتيكان للبنان
  • "كبسولة صينية" لإطالة عمر الإنسان إلى 150 عامًا!
  • بعد دخول مقاتلات صينية إلى مصر.. إسرائيل ترفع «حالة التأهب»
  • ميزة جديدة تنقذ البطارية.. طريقة تفعيل وضع توفير الطاقة في خرائط جوجل
  • تزايد أعداد مستخدمي الإنترنت في العالم منذ العام 2005 (إنفوغراف)