بوابة الوفد:
2025-06-24@23:47:52 GMT

الواقع المأزوم

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

الأمر باختصار أننا كعرب، نعيش واقعا مأزوما، بدا على أوضح ما يكون فى الحرب على غزة، وبقدر نصرة الغرب لإسرائيل التى ليست من بنى جلدته، بقدر خذلان العرب للفلسطينيين الذين هم أشقاؤنا.

ولكن لأن طوفان الأقصى تضمن جانبا من العمليات التى تتجاوز الطبيعى من الأمور باشتمالها على أعمال ضد مدنيين -وهذه حقيقة لا مفر منها- فقد صعد بعض العرب لغة الإدانة لحد وصف تلك الأعمال بأنها وحشية، قد يبدو لك الأمر كمواطن عربى غريبا ولكن لو راجعت المعاهدات الموقعة بين الطرف العربى الذى يدين وبين اسرائيل لالتمست له العذر؛ لأن تلك الاتفاقيات تلزم بمساندة كل طرف للآخر فى حالة وقوع اعتداء على الثانى.

فى حين أنه ليس هناك اتفاقات عربية موقعة مع الطرف المعتدى عليه فى غزة وهم الفلسطينيون، وبالتالى ليس هناك إلزام بأى شىء سوى الضمير الإنسانى لو وجد هذا الضمير! أو بالمعنى الدارج الإدانة من قبل «برو العتب»! ليس إلا. 

بعيدا عن الأوهام وعن المبالغات فربما كان توصيف المفكر الكبير الدكتور مصطفى الفقى للموقف العربى أدق ما يكون. صحيح أن دبلوماسية الفقى تسىء فى كثير من الأحيان الى حقيقة مواقفه، حيث ينتقى كلماته بكل دقة لكن الرجل فى حوار مع «بى بى سى» منذ أيام راح يعرب عن قناعته بأن العرب يتخذون مواقف مختلفة تجاه تطورات الحرب على غزة، وأنه ليس هناك موقف عربى واحد تجاه الصراع وإنما على حد وصفه هناك ألوان مختلفة من المواقف، فهناك الأحمر القانى، والأحمر الفاتح، والأحمر الخفيف، بل لم يتوانَ الفقى عن الإشارة الى أن كل طرف عربى يرفع شعار الثوابت ويشارك بحد أدنى فى محاولة لغسل اليدين مما يجرى دون أن يكون هناك تصميم حقيقى للضغط على إسرائيل حتى فى قضية التطبيع.

اذا لم تقتنع لك أن تصدق أو لا تصدق، أن دولة عربية اختفى من صحيفتها الرسمية الرئيسية أى مقالات رأى عن الحرب على غزة. تخيل! موضوعات الدنيا كلها مسموح بها بدءا من تغير المناخ الى الحرب فى أوكرانيا الى الصراع على النظام الدولى.. أى موضوع تتصوره سوف تجده موجودا باستثناء الحرب على غزة. هل يعبر ذلك عن موقف؟ الإجابة متروكة لك. ليس ذلك فقط بل إن مراكز الأبحاث والدراسات السياسية والإستراتيجية وغيرها من التوصيفات الكبرى لتلك المراكز هناك -وهى موجودة وأكثر من الهم على القلب للأسف- لم تقدم ولو تحليلا واحدا لما يجري! يا خسارة! 

الأكثر مدعاة للحزن ما بدأ يتم الترويج له فى الغرب على لسان السفير الأمريكى الأسبق دينس روس، من حالة من التماهى بين بعض العرب وإسرائيل على خلفية الطابع الإسلامى لحركة حماس، وأن انتصارها قد يكون له تداعيات سلبية فى المنطقة ككل وليس فقط على مستوى الوضع فى غزة أو العلاقات مع إسرائيل، وهو ما انعكس فى حالة لا يمانع معها بعض العرب -والعهدة على روس- من العمل على تدمير حماس! هل نعيش نسخة جديدة من مرحلة دول الطوائف؟ نعم.. ولكن نسخة أكثر رداءة!.. 

اللهم انصر اخواننا فى فلسطين.

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات طوفان الأقصى إسرائيل الحرب على غزة

إقرأ أيضاً:

صورة تشرح الواقع.. استشهد جائعا يبحث عن لقمة حياة بغزة

في غزة، حيث تولد الصور من رحم الألم، وتحمل في تفاصيلها شهادات حية على فصول الإبادة، انتشرت صورة لشاب شهيد محمول على عربة مخصصة لنقل الطحين، لتجسد حجم الفاجعة التي يعيشها سكان القطاع منذ أكثر من 20 شهرا من حرب الإبادة المستمرة.

مشهد الصورة المنتشر لا يحتاج إلى شرح؛ جسد نحيل، أنهكه الجوع، ممدد على عربة لم تصنع لنقل الجثامين، بل لنقل ما بات اليوم أغلى من الأرواح: أكياس الطحين، بعد خروجه، كآلاف غيره، بحثا عن قوت يسند به جوع أسرته، فعاد شهيدا، ملفوفا بالقهر والخذلان.

اجتاحت الصورة منصات التواصل الاجتماعي، ولم تكن مجرد لقطة عابرة، بل أصبحت عنوانا يوميا للموت والجوع تحت حصار خانق وعدوان مستمر لا يرحم.

وقد أثارت موجة واسعة من الغضب بين المغردين الفلسطينيين والعرب، الذين عبروا عن صدمتهم واستنكارهم لاستمرار المجازر وتفاقم المجاعة في غزة.

وأكد مغردون أن الجيش الإسرائيلي يستدرج ويستهدف المجوعين في ‎غزة بشكل متعمّد وممنهج، في استهداف مباشر للإنسانية، وانتهاك صارخ لكل قيمها، بينما يلتزم العالم الصمت، مكتفيا بدور المتفرج، وهو دور يرقى إلى المشاركة في الجريمة.

وأشار مغرّدون آخرون إلى أن الصورة لا تحتاج إلى تعليق؛ شهيد يُنقل على ما لا يشبه نقالة إسعاف، بجسدٍ هدّه الجوع، ووجوهٍ أنهكها الخوف والقهر، لافتين إلى أن هذا الجسد النحيل، الذي برزت عظامه من شدة الجوع، يُعد شاهدًا حيًا على ما يجري يوميًا في مراكز توزيع المساعدات الأميركية.

وأوضح آخرون أن هذا الشاب لم يكن أول شهيد يُنقل على عربة؛ فقد أنهك الجوع جسده، وأضناه نقص الغذاء والتغذية، بعد خروجه في محاولةٍ يائسة للحصول على شيءٍ يسدّ به جوعه، لكنه لم يعد بالطعام، بل عاد محمولًا شهيدًا إلى عائلته.

وكتب أحد النشطاء: "بطون خاوية ومجاعة قاتلة في غزة. لم تعرف الإنسانية شيئا كهذا من قبل. استُشهد جائعًا… يبحث عن لقمة حياة".

صورة لا تحتاج إلى شرح؛ شهيد يُنقل على ما لا يشبه نقالة إسعاف، بجسد نحيل هدّه الجوع، ووجوه أنهكها الخوف والقهر. pic.twitter.com/G8p42gAyEZ

— محمد حامد العيلة || Mohammed H. Alaila (@Moh_Aila) June 22, 2025

إعلان

وأضاف آخر: "تفاصيل الصورة مؤلمة؛ جسد نحيل أنهكه الجوع، خرج يسعى خلف لقمة تسد رمقه وتطعم أهله، فعاد إلى أهله محمولًا جثة هامدة، وصدره ملتصق بجلده الرقيق".

المجازر تتكرر والمجاعة لا ترحم…
هذه إحدى عربات المساعدات في شمال غزة، كان من المفترض أن تعود محمّلة بالطحين، لكنها عادت بجثمان شهيد خرج بحثًا عن لقمة عيش تنقذ عائلته من الجوع. pic.twitter.com/NWMIv1eCAs

— بلال نزار ريان (@BelalNezar) June 22, 2025

وفي تعليقات أخرى، أكد مدوّنون أن عربات المساعدات في غزة من المفترض أن تعود محمّلة بالطحين، لكنها عادت بجثمان شهيد خرج بحثًا عن لقمة عيش تنقذ عائلته من الجوع، في ظل المجازر المتكررة ومجاعة لا ترحم.

وأشاروا إلى أن ذلك يحدث على مرأى ومسمع من العالم، ففي كل فجرٍ دامٍ يُسفك دم الأبرياء على أعتاب المساعدات، في رحلة يومية من الجوع والموت، حيث تحوّلت ما تُسمّى بـ"المساعدات الإنسانية" إلى مصيدة أميركية إسرائيلية.

وتساءل المدونون: "فأي إنسانية هذه؟ وأي عالمٍ هذا الذي يشاهد المذبحة اليومية ولا ينطق؟ إلى متى سيظل العالم متواطئا؟ إلى متى ستبقى أميركا تموّل القتل وتغلفه بورق مساعدات؟".

وفي السياق ذاته، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إحصائية رسمية تكشف عن حصيلة الضحايا جراء المجاعة الناتجة عمّا وصفه بـ"مصائد الموت" الإسرائيلية الأميركية، حيث بلغ إجمالي عدد الشهداء 450 شهيدا، إضافة إلى 3466 مصابا، في حين لا يزال 39 شخصًا في عداد المفقودين.

مقالات مشابهة

  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الأمنيات
  • عاجل ـ ترامب: نأمل ألا يكون هناك مزيد من الكراهية
  • حالة إنذار قصوى.. هل تدخل الفصائل العراقية الحرب؟
  • هشام عبد العزيز: فهم الثوابت والمتغيرات ضرورة لإدراك الواقع
  • السيناريوهات المقبلة في ضوء الخلفية التاريخية ومعطيات الواقع
  • صورة تشرح الواقع.. استشهد جائعا يبحث عن لقمة حياة بغزة
  • ترامب يتساءل: لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام في إيران؟
  • ترامب: لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام في إيران؟
  • دور العرب والإيرانيين في تشجيع ترامب على الانخراط بالحرب
  • الهجمات الإيرانية تخلف خسائر بشرية غير مسبوقة داخل إسرائيل