قال خبراء ومسؤولون عسكريون إسرائيليون سابقون إن صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تمثل عائقا كبيرا أمام التوغل البري الذي تريده حكومة بنيامين نتنياهو.

وقال مدير جهاز الشاباك السابق يعقوب بيري إن إسرائيل لم يكن لديها في السابق هذا العدد من الأسرى بيد حماس، مؤكدا أنها لم تصل إلى مفاوضات صفقة شاملة حتى الآن.

وأضاف أن حماس تعمل وفق طريقتها وتحرّر اثنين في كل مرة لكي تعيق التوغل العسكري البري قدر المستطاع، وأن على تل أبيب المبادرة لصفقة تعيد كل الموجودين لدى المقاومة.

وفي السياق، قال محلل قناة كان العبرية شموئيل روزنر إن على إسرائيل أن تضع في اعتبارها أن كثيرا من أسراها في غزة، وأنها خلال الأسابيع المقبلة ستراوح بين لحظات نجاح وأخرى صعبة، مؤكدا أن اللحظات الصعبة ستكون كثيرة على ما يبدو.

وشدد شموئيل على ضرورة تذكر أن إسرائيل في حالة حرب وأن عقارب الساعة لا تتحرك كثيرا تجاه الانتصار لأن الحكومة لم تحرر إلا أسيرة واحدة.

مع ذلك، فإن شموئيل يرى أن الأمور لا تسير للوراء بقوة بسبب حدث أقل نجاحا، لم يحدده، لكنه يشير على ما يبدو لإخفاق التوغل البري حتى الآن؛ لأنه قال إن هذه الأمور ستتكرر كثيرا خلال الأسابيع المقبلة.

أما أريك بربينغ، رئيس لواء القدس والضفة الأسبق في جهاز الشاباك، فقال إنه لا يعلم إن كان زعيم حماس في غزة يحيى السنوار في حالة نشوة مطلقة لكنه (السنوار) يستمع لحديث إسرائيل ويعرف منذ البداية أنها مستعدة لدفع أثمانا كبيرة لم يعرض مثلها في السابق، مضيفا "هذه الأثمان لم تكن تطرح في السابق أساسا".

وأضاف "عندما يقولون الجميع مقابل الجميع فهذا يعني كل سجين فلسطيني في إسرائيل بما في ذلك السجناء الأمنيون وكل الجثث، وهذا أمر كبير".

ويرى بربينغ أن المسألة حاليا تدار عبر وسائل الإعلام وليس في مكان آخر على ما يبدو وهذا يعني أن حماس سترفع سقف مطالبها، لكنه في الوقت نفسه يرى أن المواقف ستتغير في الأيام المقبلة مع زيادة التوغل البري على نحو يمنح إسرائيل تنسيقا أكثر راحة.

وعن التوغل البري، قال الموظف السابق في الشاباك شالوم بن حنان، إن إسرائيل كانت في طريقها للهدف خلال الأيام الماضية لكنها أصبحت الآن داخل الهدف.

وأضاف "هذا يعني أننا سنخوض معارك وجها لوجه ومن بيت لبيت، مشيرا إلى أن بعض هذه البيوت بها فتحات أنفاق يخرج منها المقاتلون للاشتباك وهذا يجعل الأمر معقدا جدا؛ لأن الجيش هذه المرة توغل أكثر من أي مرة سابقة".

في السياق، قال آفي يسخاروف محلل الشؤون العربية في "القناة 12" إن حماس ما تزال تعمل ولديها قدرات اتصال وإمكانية القيام بعمليات حتى الآن سواء على الأرض أو من جهة إطلاق الصواريخ.

وأضاف يسخاروف "الجيش الآن يعمل في شمال القطاع وجنوب مدينة غزة وحماس تقول إنه يسعى لعزل شمال القطاع عن جنوبه وإن هناك مقاومة من جانب مقاتليها، وهذا يعني أن سلسلة من قادة الحركة ما تزال تعمل".

لكن المشكلة كما يقول يسخاروف هو أن إسرائيل لا تعرف مدى التنسيق بين 240 خاطفا وبين قيادتهم المركزية أيا كان مكانها، غير أنه يعتقد أن بعض الخاطفين ليسوا على اتصال مباشر بالقيادة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التوغل البری

إقرأ أيضاً:

انتحار صامت.. “هآرتس” تحذر من تحول جذري في موقف ترامب من إسرائيل

#سواليف

في تطور لافت يعكس تحولات غير مسبوقة في #العلاقات بين #الولايات_المتحدة و #إسرائيل، حذرت صحيفة هآرتس العبرية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، من أن الرئيس الأميركي دونالد #ترامب يتجه نحو #تغيير_جذري في سياساته التقليدية تجاه تل أبيب، وهو ما وصفته الصحيفة بـ” #الانفكاك_التدريجي والمقلق” عن #التحالف_التاريخي بين البلدين.

في تحليل سياسي مثير كتبته الصحفية البارزة رافيت هيخت، سلطت الضوء على صفقة إطلاق سراح المواطن الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، التي تمت بشكل منفرد وخاص، خارج أي إطار جماعي أو تحالف أمني، واعتبرت أن هذه الصفقة تعد أولى الإشارات العملية على تغيّر في نهج ترامب تجاه إسرائيل.

وأشارت الكاتبة إلى أن ترامب لم يصدر حتى الآن نداءً علنيًا لوقف الحرب على غزة، ولم يلوح بفرض عقوبات عسكرية أو تجميد المساعدات، ولم يستخدم الفيتو الأميركي لحماية إسرائيل في مجلس الأمن، كما كان يفعل في السابق، ومع ذلك، فإن سلوكه المتريث والصامت يشير إلى تخلي هادئ ومدروس عن إسرائيل، وفق تعبيرها.

مقالات ذات صلة تحذير من حرب أهلية بعد تعيين زيني رئيسا للشاباك 2025/05/23

واعتبرت هيخت أن ملامح الاستراتيجية الجديدة لترامب باتت واضحة، إذ يتجه بخطى متسارعة نحو تعزيز الشراكة مع المملكة العربية السعودية، التي باتت من وجهة نظره شريكًا إقليميًا أكثر أهمية سواء في ملف الطاقة أو الاستقرار الإقليمي.

وأضافت أن ترامب تخلى سريعًا عن ملف الحوثيين وترك إسرائيل وحدها تواجه وابل الصواريخ وتعطل حركة الملاحة الجوية الدولية، معتبرة أن واشنطن لم تعد ترى في تل أبيب الحليف الأساسي في الشرق الأوسط كما في السابق، بل ذهب التحليل إلى الإشارة إلى اقتراب ترامب من عقد اتفاق محتمل مع إيران، لا ينوقع أن يراعي المصالح الإسرائيلية أو يأخذها في الحسبان، وهو ما يمثل تحولًا استراتيجيًا خطيرًا.

ومن المؤشرات الأخرى التي ذكرتها الصحيفة، تراجع اهتمام ترامب بملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، وهو الملف الذي كان يحتل أولوية قصوى في إدارته خلال ولايته الرئاسية، وأكدت هيخت أن ترامب لا يعتزم ممارسة أي ضغط حقيقي على الحكومة الإسرائيلية لاستعادة الأسرى، ويترك القضية بيد نتنياهو من دون تدخل يذكر.

واختتمت رافيت هيخت تحليلها بتشخيص خطير لما وصفته بـ”التحول الوجودي” في الموقف الأميركي من إسرائيل، معتبرة أن شخصية ترامب التي اشتهرت بـ”وضع الكلام حيث يضع الأموال”، لم تعد ترى نفسها مسؤولة عن مصير إسرائيل أو ملزمة بتأديب نتنياهو أو حكومته.

وبرأيها، فإن إسرائيل لا تحتاج اليوم إلى عقوبات علنية أو حظر عسكري لكي تنهار، بل يكفي أن تترك وحدها وسط حرب طويلة الأمد، حتى تستنزف قدراتها وتفقد مكانتها الدولية تدريجيًا.

واختتمت بتحذيرها الصريح: “إن إسرائيل تسير في طريق الانتحار الصامت، لا بسبب عداء خارجي مباشر، بل نتيجة عزلة دولية متنامية وصمت حلفائها التقليديين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة بقيادة ترامب”.

مقالات مشابهة

  • باكستان تحذر الهند: أي مغامرة خاطئة ستواجه برد أقسى
  • استمرار وصول الكتل الهوائية المعتدلة يُبعد موجات الحر عن الأردن وبلاد الشام الفترة القادمة
  • الجيش الإسرائيلي يستدعي جميع ألوية المشاة والمدرعات إلى غزة تمهيدًا لتوسيع الهجوم البري
  • الشباب يسعى لتجديد عقد عبدالله معتوق
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف نازحين في غزة.. 79 شهيدًا خلال 24 ساعة
  • نائب عن الليكود 20 شهرا من الفشل وعاجزون عن إخضاع حماس
  • انتحار صامت.. “هآرتس” تحذر من تحول جذري في موقف ترامب من إسرائيل
  • NYT: كيف كشفت أزمة الأسير ألكسندر عن شرخ في علاقات واشنطن وتل أبيب؟
  • عاجل- واشنطن تُبلغ تل أبيب بمواصلة التفاوض المباشر مع حماس رغم انسحاب الوفد الإسرائيلي
  • نتنياهو: داعموا حماس يريدون تقويتها لتدمير إسرائيل