عربي21:
2025-05-22@09:43:05 GMT

كيف تشكل اليابان تهديدا للنظام المالي العالمي؟

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

كيف تشكل اليابان تهديدا للنظام المالي العالمي؟

شرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن مدى تأثير اليابان على النظام المالي العالمي.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه حتى مع قيام البنوك المركزية في بلدان أخرى بالترفيع في أسعار الفائدة في السنوات الأخيرة تمسّك بنك اليابان بسياسته الفضفاضة للغاية المصممة لتحفيز النمو، يبلغ سعر الفائدة القياسي في اليابان -0.

1 بالمائة، وهو ثابتٌ منذ سبع سنوات.
 
ورغم الضغوط المتزايدة، قرّر البنك في 31 تشرين الأول/أكتوبر تعديل الحد الأقصى لعوائد السندات الحكومية لعشر سنوات.

وقد أصبح سقف العائدات البالغ 1 بالمائة، إذ يشتري البنك كميات هائلة من السندات من أجل الحفاظ عليه، مرجعا وليس قاعدة.

وفي الواقع، بلغت العائدات على السندات القياسية 0.95 بالمائة، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد. 

تراجعت قيمة الين إلى 151 مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له منذ عقود. ولم يعد التضخم، الذي ظل مستقرًا لفترة طويلة، منخفضا للغاية - فقد رفع بنك اليابان توقعاته للتضخم "الأساسي" على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

ويتوقع العديد من المحللين أن ينهي البنك المركزي سياسة التحكم في منحنى العائد بشكل نهائي في أوائل السنة المقبلة ويرفع أسعار الفائدة بحلول شهر نيسان/ أبريل.



ولكن حتى عندما يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة في نهاية المطاف، فمن المرجح أن يتم ذلك بجزء من النقطة المئوية فقط، مما يعني أن الفجوة بين عائدات السندات اليابانية وبقية العالم ستظل كبيرة، مع ما يترتب عن ذلك من عواقب وخيمة على الأسواق المالية العالمية.

تأثير انخفاض سعر الفائدة على اليابان 


لفهم السبب، ينبغي النظر في التأثير الذي خلفته أسعار الفائدة التي بلغت أدنى مستوياتها في اليابان والتدخل المستمر لقمع عائدات السندات. لقد أدى انخفاض أسعار الفائدة على المستوى المحلي إلى توليد الطلب على الأصول الأجنبية، حيث يسعى المستثمرون إلى تحقيق عوائد أفضل.

وفي السنة الماضية، وصل الدخل من استثمارات اليابان الخارجية إلى 269 مليار دولار أكثر مما حققه المستثمرون الأجانب في اليابان، وهو أكبر فائض في العالم، أي ما يعادل 6 المائة من الناتج المحلي الإجمالي الياباني.

وفي الوقت الراهن، تشكل الفجوة الهائلة بين عائدات السندات في اليابان وتلك الموجودة في بقية العالم خطراً على المستثمرين اليابانيين الذين اشتروا السندات الأجنبية والمصدرين العالميين الذين استفادوا من السياسات اليابانية.

وأوضحت المجلة أن المخاطر تكمن في أكبر الشركات المالية في اليابان، التي تجري استثمارات كبيرة في الخارج. تعتمد تكلفة التحوط على الاستثمارات الخارجية على الفرق بين أسعار الفائدة قصيرة الأجل للعملتين الحاليتين.

وتعد أسعار الفائدة قصيرة الأجل في الولايات المتحدة أعلى بأكثر من خمس نقاط مئوية من نظيرتها في اليابان، وتتجاوز الفجوة العائد على سندات الحكومة الأمريكية لعشر سنوات (4.8 بالمائة). وهذا يعني أن المشترين اليابانيين يتكبدون في الوقت الحالي خسارة عند شراء سندات طويلة الأجل بالدولار.

لهذا السبب، قامت شركات التأمين على الحياة في البلاد، التي تعد من بين المؤسسات الأكثر حرصًا على التحوّط من مخاطر عملتها، ببيع سندات أجنبية بقيمة 11.4 تريليون ين (أي ما يعادل 87 مليار دولار) في السنة الماضية.

الحلول المقترحة 

وأكدت المجلة أن الفجوة الهائلة بين أسعار الفائدة قصيرة الأجل تعني أن خيارات المستثمرين اليابانيين أصبحت الآن محدودة أكثر. وفي هذا الصدد، أعلنت شركتا ميجي ياسودا للتأمين على الحياة وسوميتومو لايف، اللتان كانت كل منهما تمتلك أصولا تزيد قيمتها على 40 تريليون ين السنة الماضية، أنهما ستزيدان من مشترياتهما من السندات الخارجية دون التحوط من التحولات المفاجئة في العملة، وفي الواقع هما يراهنان على الارتفاع المفاجئ في قيمة الين.

ذكرت المجلة ارتفاع العائدات على السندات اليابانية طويلة الأجل، التي ستستمر بالتأكيد في الارتفاع إذا تخلى بنك اليابان عن السيطرة على منحنى العائد، قد يغري المستثمرين المحليين لإعادة أموالهم إلى بلادهم. وتقدم سندات اليابان لأجل 40 سنة عوائد تبلغ 2.1 بالمائة، وهو ما يكفي للحفاظ على رأس مال المستثمرين حتى لو حقق بنك اليابان هدفه المتمثل في بلوغ التضخم نسبة 2 بالمائة.

وحسب مارتن ويتون، من بنك وستباك، فإن "هذا الاحتمال يجب أن يثير قلق الشركات والحكومات في أمريكا وأوروبا التي اعتادت على تعطّش اليابان لسنداتها".

في مثل هذا السيناريو، سيتحوّل مصدر الطلب إلى مصدر ضغط على تمويل الشركات والحكومات الغربية. وقد يرتفع سعر الين بعد ذلك مع قيام المستثمرين اليابانيين ببيع ديونهم بالعملات الأجنبية وبعث استثمارات جديدة على المستوى المحلي. في هذا السياق، يحذر بوب ميشيل من بنك جيه بي مورغان لإدارة الأصول من عقد قادم يقوم على إعادة رأس المال إلى الوطن.

ورجّحت المجلة تضاءل تدفق رأس المال الياباني إلى بقية العالم، في توجّه ظهر خلال عقد من السياسة النقدية المتساهلة في مختلف أنحاء العالم. وعلى مدى الأشهر المقبلة، سوف يظهر ما إذا كانت المؤسسات المالية المحلية، أو مصدرو السندات الأجنبية، أو كليهما، ستطالها تداعيات ذلك.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة اليابان سعر الفائدة اليابان الاقتصاد النظام العالمي سعر الفائدة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسعار الفائدة بنک الیابان فی الیابان

إقرأ أيضاً:

كالكاليست: تقلبات الدولار تكشف اختلالات أعمق باقتصاد إسرائيل

تراجع الدولار الأميركي بحدة على خلفية قيام وكالة "موديز" بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، ما انعكس فورا على الأسواق الإسرائيلية.

فقد انخفض الدولار بنسبة 0.3% إلى 3.54 شيكلات في بداية تعاملات الأسبوع، فيما صعد اليورو بنسبة 0.7% متجاوزا حاجز 3.99 شيكلات، وهو ما يعكس ضعف الثقة في استقرار السياسة النقدية الأميركية، ولكن في السياق المحلي الإسرائيلي، فإن هذه التقلبات كشفت عن اختلالات أعمق في الاقتصاد.

ضغوط على بنك إسرائيل وسط تسارع التضخم

ورغم إعلان نمو الناتج المحلي الإسرائيلي بنسبة 3.4% سنويا في الربع الأول من عام 2025، وارتفاع الناتج للفرد بنسبة 2.2% بعد عامين من الجمود والانكماش، إلا أن معدل التضخم لأبريل/نيسان فاجأ الأسواق -بحسب صحيفة كالكاليست الإسرائيلية- مسجلا ارتفاعا شهريا بنسبة 1.1% مقابل توقعات عند 0.6%.

وبلغ التضخم السنوي 3.6%، ما وضع بنك إسرائيل في زاوية ضيقة، إذ إن خفض سعر الفائدة لم يعد مطروحا للنقاش، بل بات تجميدها عند مستوى 4.5% هو الخيار المرجح في الاجتماع المقبل.

وبحسب كبير الاقتصاديين في "ميطاف"، ألكس زبجينسكي، فإن بيئة التضخم الحالية "لا تسمح بخفض سعر الفائدة"، إلا في حال حدوث تباطؤ حاد في الاستهلاك، مؤكدا أن التوقعات تشير إلى أن سعر الفائدة خلال الـ12 شهرا المقبلة سيبلغ 4.0%. أما التقديرات المستقبلية للأسواق فتشير إلى فائدة متوقعة عند 3.9%، مع محو تدريجي لتوقعات الخفض التي سادت مطلع الشهر.

إعلان اضطراب داخلي رغم نمو اقتصادي على الورق

ورغم أن الحكومة الإسرائيلية سارعت إلى التباهي بنمو الناتج المحلي، فإن واقع السوق يُظهر تناقضا صارخا، خاصة بعد الزيادة الحادة في أسعار الإيجارات بنسبة 4.2%، مقارنة بـ3.9% في الشهر السابق و3.1% في يناير/كانون الثاني، وفق قول الصحيفة.

هذا التسارع في الإيجارات دفع محللي "ليدر" إلى رفع توقعاتهم لارتفاع أسعار العقارات إلى 4.0%، بعد أن كانت 3.3% في الشهر الماضي.

وتشير بيانات "ليدر" إلى أن التغيرات في منهجية احتساب أسعار تذاكر الطيران، منذ سبتمبر/أيلول 2023، زادت من حدة التقلبات في هذا القطاع، وهو ما يخلق صورة زائفة حول تضخم السفر.

ووفق تقديراتهم، فإن مايو/أيار سيشهد انخفاضا بنسبة 12% في أسعار الرحلات الخارجية، ما سيدفع مؤشر الأسعار للارتفاع بنسبة طفيفة تبلغ 0.1% فقط، في حين يُتوقع أن يظل مؤشر يونيو/حزيران مستقرا، ويصعد مؤشر يوليو/تموز بنسبة 0.5% لأسباب موسمية، تضيف الصحيفة.

في هذا السياق، تقول "ليدر" إن السياسة النقدية لبنك إسرائيل باتت مقيدة بشكل كبير، مشيرة إلى أن أي خفض للفائدة "لن يحدث قبل أغسطس/آب"، ما يعكس تخوفا ضمنيا من اتساع الفجوة بين التضخم الجامح والأدوات المحدودة المتاحة للسيطرة عليه.

إسرائيل تدفع ثمن اضطراب واشنطن

التقرير يشير أيضا إلى أن خفض تصنيف الولايات المتحدة فاقم الضغط على الدولار عالميا، حيث انخفض "مؤشر الدولار" بنسبة 0.9% إلى 100.2 نقطة، بينما قفز اليورو بنسبة 1% إلى 1.128 دولارا، وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.9% إلى 1.339 دولار.

هذا الضعف في العملة الأميركية -تتابع الصحيفة- ترافق مع تعميق أزمة الثقة في أدوات الدين الأميركية، حيث يعتقد خبراء، مثل جورج سارافيلوس من "دويتشه بنك"، أن الأسواق بدأت تعيد التفكير في "مدى استعدادها لتمويل العجز الأميركي".

وتجد إسرائيل، التي ترتبط ماليا واقتصاديا ارتباطا وثيقا بالسوق الأميركي نفسها الآن عُرضة لموجة مزدوجة من عدم اليقين، الخارجي بسبب ارتباك السياسة المالية في واشنطن، والداخلي بفعل اختلالات التضخم وتجميد الفائدة وارتفاع كلفة المعيشة بحسب كالكاليست.

إعلان

وبينما تحاول الحكومة تسويق أرقام النمو على أنها إنجاز، فإن البيانات الأخرى تؤكد أن الاقتصاد الحقيقي يعيش حالة من الضغط المتزايد قد تنفجر في أي لحظة.

مقالات مشابهة

  • كم عدد الاجتماعات المتبقية للبنك المركزي خلال 2025؟
  • الجنيه الإسترليني يتراجع ليقترب من أعلى مستوياته في 3 سنوات
  • خفض أم تثبيت؟.. البنك المركزي يحسم موقف أسعار الفائدة في هذا الموعد
  • المركزي الصيني يخفض الفائدة لدعم الاقتصاد بمواجهة الحرب التجارية
  • ترقب لاجتماع البنك المركزي لتحديد أسعار الفائدة يوم الخميس المقبل
  • موعد اجتماع البنك المركزي 2025 لحسم أسعار الفائدة
  • كالكاليست: تقلبات الدولار تكشف اختلالات أعمق باقتصاد إسرائيل
  • المركزي الصيني يخفّض أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية
  • قبل قرار البنك المركزي.. ما تأثير خفض أسعار الفائدة 1% في موازنة مصر؟
  • البنك المركزي: 4.8% نمو متوقع للاقتصاد المصري في العام المالي القادم