مؤسسة الصحافة الإنسانية تقرع ناقوس الخطر وتدعو الرئاسي والحكومة لإعلان حالة الطوارئ المناخية والبيئية
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص :
خرج المشاركون في ورشة عمل "تغيرات المناخ تهدد اليمن" التي نظمتها مؤسسة الصحافة الإنسانية (hjf) في العاصمة عدن، أمس الخميس 2 نوفمبر 2023، بحضور أكاديميون ومسؤولو الجهات الحكومية المختصة في وزارات الشؤون الاجتماعية والعمل، المياه والبيئة، الزراعة والري والثروة السمكية، إلى جانب السلطة المحلية بالعاصمة عدن، الهيئة العامة لحماية البيئة، اللجنة الوطنية للمرأة، وكذا ممثلين عن بعض المنظمات الدولية والمحلية في عدن والصحفيين والنشطاء الفاعلين في قضايا المناخ والبيئة بعدد من التوصيات المرصودة، خرجوا بالآتي في الآتي .
1 - دعوة الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي إلى إعلان حالة الطوارئ المناخية والبيئية في اليمن .
2 - الاهتمام بقضايا المناخ في اليمن كقضية رئيسية ومحورية، وانشاء محطات رصد جوية وتحديث البيانات لتتبع ومراقبة الظواهر الجوية.
3 - تشكيل شبكة أو تحالف مدني جامع للاسهام في إدارة حملات الحشد والمناصرة والتوعية بقضايا المناخ ومواجهة تداعياتها والتخفيف من آثارها المدمرة على اليمن .
4 - استغلال فرص الإستفادة من التوجه الدولي لتمويل مشاريع المناخ، ومن الأذرع والبرامج المالية المنشأة لهذا الغرض، بما فيها صندوق المناخ الأخضر، ومرفق البيئة العالمي، وبرامج البنك الدولي.
5 - يشيد المشاركون في الورشة بالجهد الكبير والعمل الصحفي الاحترافي لمؤسسة الصحافة الإنسانية في استعرض ملخص لسلسلة التحقيقات الصحافية المنتجة متعددة الوسائط ومدفوعة بالبيانات حول القضايا المناخية في اليمن.
6 - تحديث القوانين الوطنية البيئية لتكون قوية وفاعلة وملزمة ورادعة وتطويرها لمواكبة التطورات والتقدم المحرز لدى دول الجوار والعالم .
7 - الاسراع في إعداد استراتيجية وطنية للتصدي لتغير المناخ وآثاره ودعم و تطوير المراكز البحثية وتعزيز البحث العلمي لمجابهة آثار التغير المناخي في اليمن وإعداد الخطة الوطنية لإدارة الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية.
8 - اشراك منظمات المجتمع المدني في مراكز صنع القرار بقضايا المناخ والبيئة في اليمن و تسليط الضوء الإعلامي على آثار ومخاطر التغير المناخي وانعكاساته في اليمن.
9 - اشراك الاكاديميين والمختصين والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني الفاعلين في قضايا المناخ والبيئة في اليمن ضمن وفد الحكومة الشرعية للمشاركة في قمة المناخ cop28
10 - دعم وتشجيع وتسهيل مهام الصحفيين والمؤسسات الإعلامية المستقلة المتخصصة بصحافة المناخ والبيئة .
11 - الحد من الاحتطاب الجائر وايجاد بدائل مستدامة، والحفاظ على المساحات الزراعية وزيادة رقعة الغطاء النباتي.
12 - تعزيز التعاون الجاد مع المجتمع المحلي الإقليمي والدولي لمواجهة آثار المخاطر المناخية وتداعياتها المدمرة على اليمن.
13 - تفعيل قانون المياه واللوائح المنظمة بإدارة وحماية الموارد المائية وتجريم البناء والتوسع العمراني في مناطق الاحواض المائية.
14 - دعوة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى سرعة تشكيل المجلس الوزاري المصغر لإدارة الأزمات والكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية والذي ينبثق عنه غرفة عمليات مركزية وفروعها بالمحافظات معني بإدارة الكوارث الطبيعية واعتماد ميزانية وتجهيزها بكافة المعدات والأجهزة اللازمة للطوارئ والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية .
15 - اعتماد استراتيجية وطنية لتضمين المعالجات والحلول اللازمة أثناء اعتماد الدراسات لمشاريع البنية التحتية لتجنب الكوارث أثناء تنفيذ مشاريع البنى التحتية والتكيف مع التغيرات المناخية وإعداد الخطط اللازمة لذلك.
16 _ الزام كافه المنظمات العاملة في الجمهورية اليمنية باعتماد خطة الطوارئ وعمل احتياط استراتيجي سنوي لدى هذه المنظمات لمواجهة الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية وتخصيص مانسبه 5% من موازنتها لهذا الغرض والافصاح عنه لغرفه عمليات الطوارئ.
17 - إعداد الخطط والسيناريوهات الممكنة و اللازمة لمواجهة الكوارث وتنفيذ التدريبات للقوات الامنية والمطافي والعسكرية والفرق الطبية وتدريب طلاب المدارس والجامعات والمعاهد على الواجب عمله أثناء حدوثها وعلى الاسعافات الأولية وتخصيص الحصص والمحاضرات والدورات اللازمة لذلك.
18 - إنشاء مركز ارصاد متطور في العاصمة عدن للتنبى بالكوارث قبل حدوثها ودعوة المنظمات والحكومات الشقيقة والصديقة لدعم هذا المركز بالتجهيزات والمعدات اللازمة.
19 - تنفيذ العديد من الورش للخبراء والمختصين لاعداد تصورات بنقاط الضعف وتجنبها اثناء حصول الكوارث خلال الفترات السابقة وللاستفاده منها لاحقا.
20 - إعداد استراتيجية لزيادة المساحات الأحزمة الخضراء والحدائق وزراعة أشجار المنجروف على طول السواحل في الأماكن التي كانت تزرع فيها سابقا للمساهمة بالحد من إرتفاع دراجات الحراره وثاني أكسيد الكربون السبب الرئيسي للاحتباس الحراري.
21 - تبني خطة واستراتيجية طارئة وسريعة للتحول نحو الطاقة البديلة لتوليد الكهرباء وحشد الدعم اللازم لذلك ومطالبة الحكومة بالاعفاء الجمركي لتشجيع شراء السيارات الهجينة والكهربائية والنصف هجينة ( الهايبرد).
22- الزام كافة الوزارات والجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية للعمل مع وبحسب توصيات هيئة حمايه البيئة كونها جهاز الدولة المعني بحماية البيئة والحفاظ عليها والذي تقع على عاتقه مهمة توجيه كافة الجهات للعمل على التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية والكوارث المسببه لها وعدم العمل بفردية مثل ماهو حاصل في أغلب الوزارات من تأسيس وحدات للبيئة والمناخ مستغلين الضعف الحاصل في القوانين البيئية وقدمها وعدم مواكبتها للتطوارات والتغيرات الحاصلة في العالم.
23- الشراكة المجتمعية، التعاون المتكامل والتوعية والتثقيف بقضايا المناخ والبيئة من خلال الآتي:
- برامج التثقيف والتوعية في المدارس: يمكن تضمين دروس حول التغير المناخي وأثره في المناهج التعليمية. يتم تعليم الطلاب حول أسباب التغير المناخي وتأثيراته على البيئة والحياة اليومية، وكذلك حول الاستدامة والتكيف مع التغيرات المناخية.
- حملات الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيري: يمكن تنظيم حملات إعلامية لنشر الوعي حول التغير المناخي، بما في ذلك الصحف والمجلات والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي. يمكن استخدام القصص والصور والأمثلة الواقعية لتوضيح تأثير التغير المناخي وأهمية التحرك.
- ورش العمل والندوات: يمكن تنظيم ورش العمل والندوات لتثقيف المجتمع حول التغير المناخي. يتم مناقشة المفاهيم والتحديات والحلول المتعلقة بالتغير المناخي، ويتم تبادل المعرفة والتجارب بين المشاركين.
- المشاركة المجتمعية: يمكن تشجيع المجتمعات للمشاركة في مشروعات تحسين البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية. يمكن تنظيم حملات تنظيف للشوارع أو تشجير المناطق العامة أو تعزيز الاستدامة في الأنشطة اليومية.
- الشراكات والتعاون: يمكن إقامة شراكات بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المحلي لتعزيز التوعية بالتغير المناخي. يمكن تنسيق الجهود وتبادل الموارد والمعرفة لتحقيق أقصى قدر من النفع.
- توعية المجتمع حول التغيرات المناخية أمر حيوي لتحقيق التحرك الجماعي واتخاذ إجراءات فعالة للتكيف مع التغير المناخي والحد من تأثيره. يجب أن تتم هذه الخطط بشكل مستمر ومتواصل لضمان وصول المعلومات والتوعية إلى أكبر عدد ممكن منالأشخاص وتحفيزهم على التحرك نحو التغير الإيجابي.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: التغیر المناخی المناخ والبیئة بقضایا المناخ حول التغیر فی الیمن
إقرأ أيضاً:
محمية الدبابية بصعيد مصر ... نافذة علمية استثنائية لفهم التغيرات المناخية عبر العصور الجيولوجية
الأقصر "د.ب.أ": على بُعد قرابة 30 كيلومترا جنوبي مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، تقع "محمية الدبابية" التي تُعد واحدة من أهم المحميات الطبيعية في العالم. وهي المحمية التي ساعدت العلماء علي كشف أسرار الحياة على سطح الأرض منذ 56 مليون سنة، وهي الفترة التي شهدت موت معظم الأحياء، نظراً لارتفاع درجة الحرارة لأعلى معدل لها على كوكب الأرض.
وبحسب المتحدثة باسم سلطات محافظة الأقصر، نيرمين نجدي، فإن المحمية تكتسب أهمية كبيرة لدي علماء الجيولوجيا، لكونها تُبيّن التتابع الجيولوجي بين العصرين الجيولوجيين: "الباليوسين"، و"الميوسين"، وتأتي تلك الأهمية من أن التتابع بين هذين العصرين غير موجود في أي منطقة من العالم، رغم أن العصرين موجودين في مناطق متفرقة، لكن التتابع بينهما غير متصل، بينما التتابع بينهما في محمية الدبابية مكتمل لكون تاريخ الحياة في الدبابية كان مستمراً ولم ينقطع كما انقطع في بقية مناطق العالم.
نافذة علمية استثنائية
الأكاديمي والباحث المصري، الدكتور أحمد الجيلاني، قال لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): إن محمية الدبابية الجيولوجية (جنوب الأقصر) تُشكِّل نافذة علمية استثنائية لفهم التغيرات المناخية عبر العصور الجيولوجية، حيث تُوثِّق طبقاتها الصخرية حدثًا بالغ الأهمية هو: الحد الأقصى الحراري الباليوسيني- الإيوسيني (PETM) قبل 56 مليون سنة.
وأشار إلى أن الموقع يُصنَّف كنقطة حدودية عالمية (GSSP) لاحتواء طبقاته على سجلٍ تفصيلي لارتفاع حاد في تركيزات الكربون الجوي، وانزياحات في النظم الإيكولوجية البحرية والبرية، مما يجعله نموذجًا مُعتمَدًا دوليًا لدراسة التفاعلات بين المناخ والكربون.
وأضاف "الجيلاني" بأن محمية الدبابية الجيولوجية، تكتسب أهميتها من دورها كمختبر طبيعي لفك تشفير آليات التغير المناخي القديم. وأوضح أن تشابه ظروف الـ PETM مع تسارع الاحترار العالمي الحالي يجعلها مرجعًا حيويًا لنمذجة سيناريوهات المستقبل المناخي.
ورأى أن حماية هذا الموقع ليست مجرد حفظ لتراث جيولوجي، بل ضمان لاستمرارية البحث العلمي الرصين، وتعزيز للسياحة الجيولوجية كأداة لربط المجتمع بالعلم. فالدبابية شاهدٌ على أن التغيرات المناخية ليست ظاهرةً معزولة، بل حلقةً متكررة في تاريخ الأرض، تُلزمنا بتبني نماذج تنموية متكيفة مع مبادئ الاستدامة.
شاهد جيولوجي فريد
وهكذا وبحسب الدكتور أحمد الجيلاني، فإن محمية الطبابية تُشكِّل شاهِداً جيولوجياً فريداً على أحد أهم الأحداث المناخية في تاريخ الأرض: الحد الأقصى للحرارة الباليوسيني- الإيوسيني، الذي حدث قبل نحو 56 مليون سنة. اكتُشِفَ هذا الموقع في مطلع القرن الحادي والعشرين، وسرعان ما أُدرج عام 2007 ضمن محميات وزارة البيئة المصرية، نظراً لقيمته العلمية الاستثنائية التي تجسِّدها طبقاته الصخرية، التي حفظت سجلاً مفصلاً للاضطرابات المناخية القديمة عبر حفرياتها الميكروسكوبية وعلاماتها الجيوكيميائية. تُعد هذه الطبقة مرجعاً عالمياً لفهم تداعيات التغيرات المناخية المفاجئة، مثل انقراض الكائنات واضطراب دورة الكربون، مما جعل الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية يُعرِّف الموقع كـ "نقطة حدودية عالمية "(GSSP) لدراسة عصر الباليوسيني- الإيوسيني.
وتسعى سلطات محافظة الأقصر، وجهات أخرى بينها جامعة الأقصر، إلى الاستفادة القصوى من محمية الدبابية علميا واقتصاديا، عبر برامج علمية ومشروعات تروّج لنمط سياحي جديد يُضاف لما تتمتّع به الأقصر من مقومات سياحية في مقدمتها السياحة الثقافية.
وفي هذا الإطار، كشف الدكتور أحمد الجيلاني، عن وضع دراسة حملت عنوان: "منتزة الدبابية الجيولوجى"، واحتوت على مقترح متكامل للحفاظ على التراث الطبيعي وتعزيز السياحة في ضوء أهداف التنمية المستدامة.
الدراسة التي نم مناقشتها والنشر العلمي لها ضمن برنامج المؤتمرات العلمية لجامعة الأقصر، تهدف لدمج الحفظ الجيولوجي مع التنمية المجتمعية عبر ثلاثة محاور: المحور الأول هو إنشاء فندق إيكولوجي يُبنى من الحجر الجيري المحلي المتوفر بالمنطقة، ويعتمد على الطاقة الشمسية، ليكون نموذجاً للعمارة الخضراء.
والمحور الثاني: إنشاء مركز للعلوم والفنون التراثية، يُحيي المهارات التقليدية كالنحت على الحجر والحرف التراثية القائمة على اشجار النخيل والاثل والجميز.
والمحور الثالث: إطلاق ملتقى دولي سنوي للنحت، يُحوِّل من خلاله فنانون من العالم صخور الدبابية إلى منحوتات فنية تروي قصة التغيُّر المناخي القديم واستشراق مستقبل أخضر.
الحكايات والتراث الجيولوجي
وبحسب الدراسة، فإن تلك المحاور تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة، وتُعزِّز السياحة البيئية التي تربط الزوار بتاريخ الأرض عبر "الحكايات الجيولوجية"، التي تُشجع على تبني ممارسات صديقة للبيئة، وتعزيز دور التراث الجيولوجي في تحفيز الوعي البيئي.
وهكذا ووفقا للدراسة، فإن الدبابية تظل نموذجاً واعداً يُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وموقعاً فريداً يربط الزوار بتاريخ الأرض، ويُثبت أن حِفظ الماضي الجيولوجي ليس ترفاً أكاديمياً، بل ضرورةً لبناء مستقبلٍ مُستدام.
ومن جانبه، قال الدكتور رمضان عبدالمعتمد، وكيل كلية الفنون الجميلة لخدمة المجتمع والبيئة في كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، إن الهدف من المساعي الجارية لإنشاء "منتزة الدبابية الجيولوجي" هو أن يكون الاستغلال العلمي والسياحي لمحمية الدبابية منسجم مع السياق الطبيعي والثقافي للمنطقة المحيطة، وتعميق معرفة السائح بالبيئات الطبيعية والثقافية ومكوناتها والتعامل معها بعناية وبدرجة عالية من الوعي والإحساس بخصائصها ومتطلبات الحفاظ عليها.
وأعرب "عبدالمعتمد" عن أمله في أن يُشكِّل المتنزه الجيولوجي بكل مكوناته، رسالة تعليمية وتثقيفية تستطيع أن تحقق رضا السائح البيئي الذي تتكرر زياراته للمحمية، ورضا السائح التقليدي الذي يزور المحمية لأول مرة.
وتشير الكثير من المصادر، إلى أن منطقة الدبابية غنيّة بالخامات الطبيعية، منها الحجر الجيري الذي يمكن استخدامه في بناء أية منشئات سياحية وعلمية في المحمية، خاصة وأن الحجر الجيري يتمتع بخصائص طبيعية عازلة للحرارة، تقلل استهلاك الطاقة في التبريد بنسب كبيرة. إلى جانب ذلك، تتيح صلابة الحجر وقابليته للنحت تنظيم فعاليات دولية للنحت، حيث يمكن لفنانين عالميين تنفيذ منحوتات ضخمة تُخلد تاريخ المحمية، ما يحول الدبابية إلى متحف مفتوح في قلب الصحراء.
وهكذا يتحول مشروع الدبابية إلى أكثر من مجرد وجهة سياحية؛ بل إلى نموذج حقيقي للاقتصاد الدائري، حيث تتحول الموارد الطبيعية إلى فرص دخل مستدامة، ويُدمج التراث بالفن، وتُوظف العمارة الخضراء والزراعة الذكية لخدمة المجتمعات الريفية.