التغير المناخي يُدمِّر موسم الزيتون في إيطاليا
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
كان يُفترض أن تكون الأشجار المزروعة في أرض آلان ريسولو في وسط إيطاليا مليئة بالزيتون خلال هذه الفترة من السنة... لكنّ الأحوال الجوية القاسية التي تُعزى إلى التغير المناخي قد دمّرت محصوله.
وقال المزارع البالغ 43 عاماً المتحدر من سابينا في شمال روما، وهو يمسك بغصن شجرة لا يوجد عليه سوى عدد قليل من حبات ذابلة من الزيتون الأخضر والأسود "لقد انخفض الإنتاج بنسبة 80 بالمئة".
تشتهر هذه المنطقة منذ العصر الروماني ببساتين الزيتون، وتضم أشجاراً يُقال إن عمرها مئات، بل آلاف السنين.
لكن أنماط الطقس المتغيرة تشكل تحدياً هائلاً لهذه الزراعة.
وقال ريسولو لوكالة فرانس برس "منذ سنوات، تعاني أرضنا حقاً من تغير المناخ"، مشيراً إلى هطول أمطار غزيرة في مقابل "فترات طويلة من الحرارة تستمر حتى الخريف".
وفي العادة، كان ريسولو وعماله يرتدون معاطف لموسم حصاد الخريف، عندما يستخدمون الأجهزة الكهربائية لهز الأشجار حتى تسقط الثمرة على القماش المشمّع في الأسفل.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كانوا يجمعون الزيتون وهم يرتدون قمصاناً، إذ وصلت الحرارة إلى 29 درجة مئوية.
ولم يؤثر خفض الإنتاج على سابينا فحسب، بل على معظم المناطق الوسطى والشمالية من إيطاليا، ثاني أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم بعد إسبانيا.
ويُقدَّر الإنتاج الوطني هذا العام بـ290 ألف طن، بتراجع من 315 ألف طن في عام 2022، وهو أدنى مستوى في السنوات الأربع الماضية، بحسب جمعية كولديريتي الزراعية.
غموض غير مسبوق
عند قطف الزيتون، يذهب ريسولو إلى معصرة "أو بي لاتيوم" "OP Latium"، حيث يتم غسله مع محاصيل أخرى من المنطقة ثم فرزه وسحقه ليصبح أشبه بمعجون لزج أخضر يُستخرج منه الزيت البكر الثمين.
إسبانيا: تعرف على أسرار صناعة أجود أنواع زيت الزيتون في العالمالرائحة في المكان مميزة، والمعدات على أحدث طراز. لكن كل التكنولوجيا الموجودة في العالم لا تستطيع استخراج هذا النوع من الزيت إذا لم يعد للزيتون وجود.
وأكد المهندس الزراعي ستيفانو سيفيكا، المسؤول عن مراقبة الجودة في الموقع، ضعف المحصول هذا العام.
وقال "للأسف تغير المناخ هذا العام يعني أنه في نيسان/أبريل وأيار/مايو (شهرا التزهير)... هطلت أمطار غزيرة جرفت حبوب اللقاح"، ما أعاق الإخصاب وتنمية الزيتون.
في مواجهة فصول الصيف الحارة بشكل متزايد والفترات الطويلة من انحباس المطر، تدعو الرابطة الوطنية لمنتجي زيت الزيتون "أونابرول" إلى خطة وطنية للمساعدة في توفير المياه.
وتدعم منظمة سيفيكا هذه الفكرة على المستوى المحلي، وتحث على إنشاء أحواض لجمع المياه في الشتاء والتي يمكن إعادة استخدامها بعد ذلك عند حدوث الجفاف.
بسبب الجفاف وتغير المناخ.. تكلفة إنتاج زيت الزيتون الإسباني ترتفع إلى مستويات غير مسبوقةالمزارعون هنا معتادون على الأوقات الصعبة. ويتذكر ريسولو أنه في عام 2018، قضى الصقيع على محصوله.
لكنه حذّر من أن الزراعة تواجه "مستقبلا أكثر غموضاً من أي وقت مضى، لأننا لا نستطيع التنبؤ بدقة بهذه التغيرات في المناخ".
الجنوب يُنقذ الموسم
الرهانات في هذا المجال عالية، إذ تمتلك إيطاليا 150 مليون شجرة زيتون تمثل حجم مبيعات سنوي يبلغ ثلاثة مليارات يورو (3,21 مليار دولار) وتدعم 400 ألف شركة، بحسب كولديريتي.
ويكمن الخطر في أن بعض المزارعين يتحولون إلى محاصيل أخرى، على الرغم من أن منظمة سيفيكا تصر على أن هذا الأمر ليس ضرورياً بعد.
وقال "لحسن الحظ، فإن شجرة الزيتون نبات قوي للغاية يمكنه التكيف مع التغيرات في المناخ والمناطق المختلفة".
وعلى الرغم من الأداء الضعيف في الوسط والشمال، تم إنقاذ الإنتاج الإيطالي هذا العام من خلال المناطق الجنوبية، في كل من بوليا - التي تنتج نصف الزيت الإيطالي - وكالابريا.
كما استفاد المزارعون من ارتفاع أسعار زيت الزيتون في السوق العالمية، بعدما تأثر أيضاً من هذا الوضع الإنتاج في إسبانيا، التي تُنتج عادة نصف الإمدادات العالمية.
وانخفض الإنتاج في إسبانيا بنسبة 34 في المئة مقارنة بمتوسط السنوات الأربع الماضية، بحسب أرقام كولديريتي الصادرة في أيلول/سبتمبر، بسبب الجفاف الذي طال أمده.
لكن ارتفاع الأسعار يحمل أخباراً سيئة للمستهلكين، بما في ذلك في إيطاليا، التي تستهلك 15 بالمئة من زيت الزيتون المنتج في جميع أنحاء العالم.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بسبب منشور تضامن مع غزة.. نادي ماينز الألماني يفسخ العقد مع أنور الغازي ذي الأصول المغربية شاهد: الصحفي الفلسطيني محمد أبو حطب قُتل "لأنه كان ينقل الحقيقة" معاناة النازحين في السودان تشكل قلقاً للأمم المتحدة شح المياه إيطاليا زراعة الغذاء تغير المناخ أزمة المناخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: شح المياه إيطاليا زراعة الغذاء تغير المناخ أزمة المناخ غزة إسرائيل فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس قصف قطاع غزة ضحايا قتل عاصفة حرية الصحافة غزة إسرائيل فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس قصف یعرض الآن Next زیت الزیتون تغیر المناخ الزیتون فی هذا العام
إقرأ أيضاً:
تبريد الأرض من السماء.. خطة جريئة لمواجهة الغليان المناخي
في محاولة جديدة لمواجهة التغيرات المناخية وارتفاع درجات حرارة الأرض، كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة لندن عن إمكانية تعديل طائرات الركاب التجارية للمساهمة في إبطاء وتيرة الاحتباس الحراري.
وتعتمد هذه الخطة الطموحة على استخدام تقنية تعرف باسم "حقن الهباء الجوي في طبقة الستراتوسفير"، عبر إطلاق جزيئات عاكسة للضوء تعمل على تقليل كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى سطح الكوكب.
جاءت هذه المعلومات في إطار تقرير بثته قناة "القاهرة الإخبارية" تحت عنوان "تبريد الأرض من السماء.. خطة جريئة لمواجهة الغليان المناخي"، والذي تناول فكرة استخدام الطيران المدني كوسيلة تكنولوجية مبتكرة في تقليل آثار التغير المناخي العالمي.
وأشار التقرير إلى أن نثر جزيئات صغيرة تعكس أشعة الشمس في طبقة الستراتوسفير من شأنه أن يخفض درجات حرارة الأرض تدريجيًا، ويقلل من حدة الظواهر المناخية المتطرفة، خاصة في المناطق الأكثر عرضة لارتفاع الحرارة مثل القطبين ومناطق الاستوائية.
تغيير في الارتفاعات المقترحة لتنفيذ التقنيةفي الوقت الذي كانت فيه دراسات سابقة قد اقترحت استخدام طائرات خاصة على ارتفاعات تتجاوز 20 كيلومترًا فوق المناطق المدارية، تقترح الدراسة الجديدة تنفيذ هذه المهمة على ارتفاعات أقل تقارب 13 كيلومترًا فوق المناطق القطبية، وهو ما يجعل من الممكن تعديل الطائرات التجارية للقيام بهذه المهمة البيئية دون الحاجة إلى أساطيل جديدة باهظة التكلفة.
آمال كبيرة... ومخاوف محتملةيعوّل العلماء كثيرًا على هذه الفكرة لتكون حلًا مؤقتًا أو داعمًا للحلول المستدامة الأخرى التي تركز على تقليل الانبعاثات الكربونية، ولكن في الوقت نفسه هناك تحذيرات من الآثار الجانبية المحتملة لتدخل مباشر بهذا الحجم في النظام المناخي، ما يجعل المسألة بحاجة إلى دراسات مطولة وتجارب محسوبة قبل دخولها حيز التنفيذ الفعلي.