زعيم حزب الليكود يقود حملة لنقل سكان غزة إلى مصر.. و"الجامعة" ترفض تصفية القضية
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
غزة، واحة الصمود والثبات، تنزف بألم وتصارع الآلام، تمتزج أصوات الزغاريد مع انهار من الدموع لتودع آلاف من الشهداء ، تقف الجامعة العربية ترفع الصوت، تنادي لتجمع العرب تطالب بالعدل والقانون الدولي، وبقوة تقف ضد إسرائيل ومؤامراتها الجائفة، لتمنع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم الطاهرة، وتندد بجرائم الاحتلال في المحافل الاقليمية والدولية ، وتستمر في الضغط الدبلوماسي لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وتستعد لقمة عربية طارئة خلال ايام لبحث الوضع في غزة.
المخطط الصهيوني
بينما يقود امير وتيمان زعيم الليبراليين في حزب الليكود الذي يترأسه نتنياهو حملة في وسائل الإعلام الأجنبية تدعو لنقل سكان غزة إلى مصر، إذ يقترح تقديم مغريات مالية واقتصادية وسياسية لمصر ، وقال في إحدى مداخلاته لقناة فرنسية :" لا يجب توطين أهل غزة في صحراء سيناء لان ذلك سيكون بمثابة كارثة أمنية لمصر وإسرائيل ، بل يجب توطينهم في مصر نفسها وخاصة في غرب قناة السويس، ودمجهم مع الشعب المصري بشكل كامل، مقابل ذلك تحصل مصر على الكثير من الأموال ومزايا سياسية واقتصادية وأمنية بما في ذلك الغاز والكثير من المزايا والمكاتب "
وأضاف ويتمان في تصريحاته التليفزيونية التي تفضح مخطط اسرائيل الخبيث: " لذلك كان علينا تهيئة الظروف اللازمة لعرض هذه الوضعية، حتي ينتهي بهم الأمر فعليا الي إيجاد أنفسهم مجبرين على قبول هذه الوضعية ، حتي واذا كانت لا تعجبهم ، ونضع مصر أمام الأمر الواقع لتستقبل الفلسطينيين مقابل المكاسب الاقتصادية والسياسية وتوفسر العملة الصعبة"
وفي 17 أكتوبر، نشر المركز البحثي الاسرائيلي «معهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية»، ورقة بحثية لويتمان تكشف عن أدق التفاصيل للخطة الإسرائيلية المرتقبة لتهجير كافة سكان قطاع غزة إلى مصر.تحت عنوان" خطة التوطين والتأهيل النهائي في مصر لجميع سكان غزة: الجوانب الاقتصادية" ، وتشمل الدراسة عدة نقاط رئيسية تعتمد عليها إسرائيل ومن هذه النقاط هي استغلال أزمة مصر الاقتصادية بتهجير هؤلاء الفلسطينيين إلى سيناء مقابل "امتيازات مادية ضخمة"
وتحث الدراسة الحكومة الإسرائيلية على الاستفادة من الفرصة الفريدة والنادرة لإخلاء قطاع غزة بأكمله وإعادة توطين الفلسطينيين في مصر ، و كشفت الدراسة أن إسرائيل ستستغل أرض غزة بعد تفريغها من سكانها للاستثمار فيها من خلال بناء مستوطنات ومجمعات سكنية عالية الجودة للإسرائيليين ما سيعطي زخما هائلا للاستيطان في النقب.
وفي يوم ١٣ أكتوبر ظهرت وثيقة مسرّبة من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية ، لتؤكد على هذه الخطة الشيطانية، وتوصي بإعادة توطين الفلسطينيين من غزة قسراً في شمال سيناء، وبناء منطقة عازلة على طول الحدود الإسرائيلية لمنع عودتهم لوطنهم مرة اخري ، بل توفير لهم العمل في استصلاح الأراضي الصحراوية بسيناء لتوفير لهم الأمن الاقتصاد مما يجعلها مرتبطين بالمكان ولا يفكرون في العودة لفلسطين
الجامعة العربية تستعد
وبدون كلل أو ملل تحاول الجامعة العربية أن تجمع الدول العربية وتوحد الصفوف للدفاع عن حق الفلسطينيين ، و تستعد لعقد قمة عربية طارئة في الرياض في 11 نوفمبر ، لبحث الوضع في قطاع غزة ، بعدما وقفت مصر والاردن بشكل صارم وقوي ضد التهجير القسري للفلسطينيين، متمسكة بحق الفلسطينيين في أرضهم رافضة تصفيه القضية الفلسطينية .
ومن جانبه أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، ان معركة التهجير القصري للفلسطينيين ستكون معركة طويلة وتحتاج الي تضامن عربي مكثف لإحباط المخططات الشريرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية، وذلك وفقا لتدوينته على حسابه الرسمي على موقع اكس بعد قصف إسرائيل لمخيم جباليا واسفر عن سقوط المئات من الشهداء والمصابين، وحمل أبو الغيط المجتمع الدولي مسئوليه عن هذه الدماء التي تسيل يوميا ، مطالبا بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل فوري ووقف الحرب.
و هناك 4 أولويات تهدف لها القمة العربية وهي: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إدخال المساعدات على المحاصَرين في قطاع غزة، إفشال مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني، ونزع كل أسباب التوتر والصراع في المنطقة بحل الدولتين.
ويستثمر أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية خبراته السابقة في العمل الدبلوماسي وخاصة عمله لسنوات بالأمم المتحدة، للضغط على المجتمع الدولي لتبني القضية الفلسطينية وحماية الفلسطيني من الهجوم الغير مسبوق من قوة الاحتلال الغاشم الإسرائيلي ، واستقبل أبو الغيط خلال الشهر الماضي العديد من وزراء الخارجية الأجانب والدبلوماسيين من بينهم وزير خارجية ألمانيا وتركيا وبلجيكا بمقر الجامعة بالقاهرة، كما سافر لروسيا وواشنطن وذلك للضغط على إسرائيل دوليا لوقف إطلاق النيران، وتوثيق جرائم القادة الإسرائيليين من انتهاكات وجرائم حرب يومية تستهدف إبادة جماعية لشعب أعزل.
وأوضح السفير مهند العكلوك مندوب دولة فلسطين بالجامعة العربية ان عقد القمة العربية الطارئة لبحث سبل مساعدة دولة فلسطين والشعب الفلسطيني لمواجهة التحديات السياسية والانسانية والاقتصادية والاجتماعية ، بالإضافة الي بحث التحرك العربي على المستوى الدولي لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية لعام 2002.
وقد عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب دورة غير عادية بمقر الأمانة العامة يوم 11 أكتوبر الجاري ، اعلن فيه دعم الدول العربية اقتصاديا وماليا لفلسطين ، وأدان بشدة الجرائم التي ترتكب في حق المدنيين وارتكاب جرائم همجية بشعة بهدف الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة، مطالبا بضرورة وقف الحرب فورا وسرعة تدخل المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل بوقف العدوان واستهداف البنية التحتية والمرافق والخدمات في تحدي صريح لكل الأعراف والقوانين الدولية .
وتبذل الجامعة العربية جهودًا مستمرة لمنع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم ،وتعمل الجامعة في هذا القضية منذ زمن ، من خلال استخدام أكثر من اتجاه منها الجهود الدبلوماسية والتواصل: تستخدم الجامعة العربية قنوات الدبلوماسية والتواصل السياسي للتأكيد على حق الفلسطينيين في العيش في أرضهم ومنع تهجيرهم، تواصل الجامعة مع الجهات العربية والدولية لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية وضرورة حماية حقوق الفلسطينيين.
كما تقدم الجامعة ايضا الدعم الإنساني والاقتصادي خلال السنوات الماضية على توفير المساعدات الإنسانية والاقتصادية لتحسين ظروف المعيشة في الأراضي الفلسطينية ودعم البنية التحتية والخدمات الأساسية.
ومن الناحية القانونية تعمل الجامعة العربية على تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الفلسطينيون وتوثيقها لتقديمها لمحكمة العدل الدولية، كما تقوم الجامعة العربية بتعزيز التوعية والتثقيف حول قضية الفلسطينيين وحقوقهم، بتنظم الندوات والمؤتمرات والفعاليات التوعوية لنشر الوعي بالقضية الفلسطينية وتعزيز الدعم العربي والدولي للفلسطينيين.
وتسعى الجامعة العربية إلى تعزيز التنسيق والتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان والقضية الفلسطينية، لمنع تهجير الفلسطينيين وحماية حقوقهم في أراضيهم، كما تستطيع الجامعة العربية أن تعمل كوسيط بين الفلسطينيين وإسرائيل للتوصل إلى حل سلمي وعادل ، حيث كانت تسعي قبل الاحداث الأخيرة الي تطبيق مبادرة السلام بين الطرفين ، يمكن للجامعة أن تسهم في تنظيم جلسات حوار ومفاوضات بين الأطراف المعنية وتسعى لإحراز تقدم في قضية حقوق الفلسطينيين.
ضغوط عربية سياسية
وبينما تتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، يتطلع العالم لنتائج اجتماع القادة العرب، ومن جانبها تحاول مصر والدول العربية وبعض الدول الصديقة تقديم الدعم السياسي لفلسطين بجانب الدعم الاجتماعي ،وذلك من خلال استثمار علاقتهم بشكل منفرد مع الدول من أجل إيجاد حلول سريعة ووقف التصعيد وحصار الأزمة ، لنري تحول العديد من مواقف الدول الغربية من مؤيد بشكل مطلق لإسرائيل الي محايد، بل هناك بعض الدول خرجت عن صمتها وأعلنت دعمها الكامل لحق الفلسطينيين مثل كوريا الشمالية.
ونري أن تمسك مصر بشكل علني بوقفها الرافض لأي تصفية القضية الفلسطينية ، والتأكيد للمسؤولين الأمريكيين في الزيارات الرسمية الرفض الحاسم لأي تصفية عنصرية على حساب دول الجوار عبر تهجير السكان في الأراضي المحتلة إلى مصر والأردن، اجبر ذلك امريكا بان يخرج رئيسها جو بايدن ليصرح لأول مرة برفض واشنطن تهجير الفلسطينيين.
ومشروع تهجير سكان غزة لم يكن وليد اليوم بل كان هناك العديد من المحاولات سجلها التاريخ لرؤساء مصر بداية من السادات مرورا بجمال عبد الناصر ومبارك ، وصولاً إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي تعرض للعديد من الضغوط الإسرائيلية والأمريكية للسماح للفلسطينيين بالإخلاء عبر معبر رفح إلى سيناء، و أن الولايات المتحدة عرضت على القاهرة حوافز اقتصادية في وقت تواجه فيه مصر أزمة ديون حادة ، وذلك وفقا لمركز مالكوم كير العالمي ، إلا أن السيسي اكد أن مصر ترفض "تهجير الفلسطينيين قسريًا من أراضيهم".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة الصمود والثبات آلاف من الشهداء الجامعة العربية ضد إسرائيل القضیة الفلسطینیة تهجیر الفلسطینیین الجامعة العربیة الدول العربیة أبو الغیط مع الدول سکان غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الكامل للضفة الغربية!.. إسرائيل تُكرّس لواقع جديد لتصفية القضية الفلسطينية
◄ 135 يوما من العدوان على طولكرم وسط تصعيد ميداني واسع
◄ مواصلة هدم عشرات المباني السكنية
◄ تهجير أكثر من 25 ألف فلسطيني من مخيمي طولكرم ونور شمس
◄ تدمير 400 منزل كليا وتضرر 2573 منزلا جزئيا
◄ إخطارات بهدم جميع منازل قرية النعمان في بيت لحم
◄ اعتقال 39 طفلا و23 امرأة خلال مايو الماضي
◄ ارتفاع حالات الاعتقال في الضفة إلى 17500 معتقل منذ 7 أكتوبر
◄ تنفيذ عمليات إعدام ميدانية في الشوارع الفلسطينية
◄ سموتريتش يكشف عن خطة فرض السيادة على الضفة
◄ ملك الأردن يحذر من التصعيد الإسرائيلي في الضفة والقدس
الرؤية- غرفة الأخبار
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ135 تواليا، ولليوم الـ122 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني واسع وهدم مستمر للمباني السكنية.
كما تواصل جرافات الاحتلال وبوتيرة عالية، أعمال هدم عشرات المباني السكنية في حارتي البلاونة والعكاشة في مخيم طولكرم، لليوم الخامس تواليا، تنفيذا لمخطط الاحتلال لهدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.
وقبل أيام، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، عن خطة تصعيدية، تشمل خطوات أحادية الجانب بالضفة، في حال واصلت فرنسا ودول أوروبية أخرى الدفع نحو الاعتراف بدولة فلسطينية.
وتشمل الخطة الإسرائيلية فرض السيادة على المناطق "ج" بالضفة الغربية، وتهجير سكان "الخان الأحمر" والدفع نحو انهيار المنظومة المصرفية الفلسطينية من خلال وقف تحويل الأموال.
ووفقًا لآخر الإحصائيات، فقد أدى التصعيد إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل تدميرا كليا، و2573 منزلاً تضررت جزئيًا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
واستكمالا للنهج الإجرامي، سلّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، إخطارات هدم جديدة تطال جميع منازل قرية النعمان الواقعة شرق بيت لحم.
وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إن اقتحام جيش الاحتلال لمدينة نابلس وإعلانه منع التجول فيها، بالإضافة إلى اقتحامه لمدينتي رام الله والبيرة وجميع المدن الفلسطينية من قبل، يؤكد أن إسرائيل تفرض الاحتلال الكامل للضفة الغربية وتكرس واقعا جديدا بتجريد السلطة الفلسطينية من جميع صلاحياتها.
ولقد حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، من التبعات الخطيرة لاستمرار التصعيد في الضفة الغربية والقدس، مؤكداً أن منح الفلسطينيين كامل حقوقهم المشروعة هو السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة.
وقالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، إنّ 488 حالة اعتقال سُجلت في الضّفة بما فيها القدس، خلال شهر مايو 2025، من بينهم (39) طفلاً و(23) من النساء، ليرتفع عدد حالات الاعتقال في الضّفة منذ بدء حرب الإبادة إلى نحو (17500)، من بينهم (545) حالة اعتقال بين صفوف النساء، ونحو (1400) حالة اعتقال بين صفوف الأطفال، علماً أنّ حالات الاعتقال تتضمن من اعتقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أفرج عنه لاحقا، ولا يشمل حالات الاعتقال من غزة والتي تقدر بالآلاف.
وأضافت المؤسسات في نشرة عن أبرز المعطيات والقضايا التي وثقتها -خلال شهر مايو 2025، أن حملات الاعتقال رافقتها عمليات إعدام ميدانية وتدمير لعشرات المنازل -تحديدا- في محافظتي جنين، وطولكرم اللتين تشهدان عدوانا هو الأكبر والأخطر منذ انتفاضة الأقصى، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني التي يرافقها عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب المبرح، وعمليات إرهاب منظمة، لا سيما بحقّ عائلات المطاردين.
وأشار البيان إلى استخدام قوات الاحتلال أفراداً من عائلات المطاردين، رهائن، -وتحديداً- بين صفوف النساء، كما لم يستثن الاحتلال الأطفال.