"قنابل أصغر".. أمريكا تقدّم نصائح عسكرية لإسرائيل
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
قال مسؤولون أمريكيون إنهم عرضوا عدة خطوات لإسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في قطاع غزة، بما في ذلك استخدام قنابل أصغر عند ملاحقة قادة حماس، والبنية التحتية للحركة.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه كان هناك عدد من المحادثات التي نصحوا فيها نظراءهم الإسرائيليين باتخاذ نهج أكثر دقة في عملياتهم.
وأخبر المسؤولون الأمريكيون الإسرائيليين أن بإمكانهم تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، إذا قاموا بتحسين طريقة استهدافهم لقادة حماس، وجمعوا المزيد من المعلومات الاستخبارية عن شبكات القيادة والسيطرة التابعة لحماس، قبل شن الضربات، واستخدموا قنابل أصغر في استهداف شبكة الأنفاق، واستخدموا قواتهم البرية للفصل بين السكان المدنيين والمواقع التي يتمركز فيها المسلحون.
اهتزاز قوة إسرائيلوقال المسؤولون الأمريكيون إن "رد إسرائيل القوي على الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والذي قُتل فيه أكثر من 1400 شخصاً واحتجز أكثر من 240 كرهينة، يعكس الأهمية التي توليها إسرائيل لإعادة تأسيس الردع ضد هجمات الخصوم في المنطقة، وإن هالة القوة التي كانت تحيط بالجيش الإسرائيلي اهتزت بسبب هجوم حماس.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نصح إسرائيل على الموافقة على سلسلة من فترات التوقف المؤقت للقتال، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رفض الفكرة، قائلاً إن أي فترات توقف مؤقتة ستكون مشروطة بالإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن يوم الجمعة الماضي خلال زيارة لإسرائيل إنه تحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو حول “الخطوات الملموسة” التي تعتقد الولايات المتحدة أن إسرائيل يمكن ويجب أن تتخذها لتقليل عدد القتلى من المدنيين، وهي رسالة كررها أمس السبت في الأردن بعد اجتماعه مع الزعماء العرب الذين طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار.
وأضاف بلينكن إن إسرائيل يمكن أن تطبق التوصيات الأمريكية “مع الاستمرار في تحقيق أهدافها المتمثلة في العثور على إرهابيي حماس والقضاء عليهم”، حسب قوله.
لماذا استخدمت #إسرائيل "ثاني أكبر قنبلة" في قصف #جباليا؟ #تقارير24https://t.co/8iykO5QQp5 pic.twitter.com/Rq2Jn4tv97
— 24.ae (@20fourMedia) November 4, 2023وفي الأسبوعين الأولين من الحرب، كان ما يقرب من 90% من الذخائر التي أسقطتها إسرائيل على غزة عبارة عن قنابل موجهة عبر الأقمار الصناعية تزن ما بين 1000 إلى 2000 رطل، وفقًا لمسؤول عسكري أمريكي كبير. أما الباقي فكان عبارة عن قنابل صغيرة القطر تزن 250 رطلاً.
ورداً على سؤال حول طلب الولايات المتحدة استخدام قنابل أصغر حجماً، قال المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية، الرائد نير دينار: "نحن لا نعلق على الذخائر ومحادثاتنا مع الحلفاء".
واستخدمت إسرائيل قنبلتين زنة 2000 رطلاً على الأقل خلال غارة جوية يوم الثلاثاء على جباليا، وهي منطقة كثيفة شمال مدينة غزة، وفقاً للخبراء وتحليل أجرته صحيفة نيويورك تايمز لصور الأقمار الصناعية والصور ومقاطع الفيديو.
ويقول المسؤولون العسكريون الأمريكيون إن القنابل الصغيرة أكثر ملاءمة للبيئات الحضرية الكثيفة في غزة. لكن إسرائيل قامت على مر السنين ببناء مخزون من القنابل الأكبر حجماً، والتي كان الهدف منها في الغالب استهداف المواقع العسكرية المحصنة لحزب الله في لبنان.
كما زادت الولايات المتحدة من حجم المعلومات الاستخبارية التي تجمعها في غزة، حيث حلقت طائرات أمريكية بدون طيار فوق القطاع بحثاً عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس وجماعات أخرى.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
كاتبة إسرائيلية: الدولة التي تتخلى عن مختطفيها لدى حماس ليست بلدي
رغم أن من تبقى من الأسرى الإسرائيليين الأحياء لدى المقاومة في غزة هم 22 أسيرا، وهو ما تحاول حكومة الاحتلال تقليل حجم الكارثة على رأيه العام، لكن الحقيقة أن هذه الكارثة أفظع وأشمل مأساة عرفتها الدولة، لأنها ليست مجرد اختطاف تتصاعد منها رائحة خانقة، بل تدميرٌ لصورة الدولة من الأساس، ولن تعود كما كانت أبدا.
عنات ليف-أدلر الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكرت أن "ما يمر به الإسرائيليون هذه الأيام بخصوص استمرار احتجاز المختطفين لدى حماس في غزة يذكرها برواية "1984" للكاتب الشهير جورج أورويل، التي تُنبئ بالمستقبل بطرق مُرعبة، وتجعل الإسرائيليين يعيشون أجواء كوابيس ومخاوف لا تتوقف، بهدف تحطيم روحهم، لأنه لم يكن يصدق أحدا منهم أن المختطفين سيبقون في الحجز منذ خريف 2023 وحتى صيف 2025".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "استمرار كارثة المخطوفين بدون حل هو الكابوس الذي يطارد الغالبية العظمى من الإسرائيليين ليلًا نهارًا، وهم يرون أمام أعينهم كيف تُفكك الدولة، القائمة على قيم المسؤولية المتبادلة، وتُجرد من جوهرها، وعلى مدى قرابة ستمائة يومًا، يتخلّى أصحاب السلطة عن مختطفين أحياء، نجوا بأعجوبة حتى هذه اللحظة، ويرسلون إشارات الحياة من أعماق أنفاق التراب والرطوبة والجوع والظلام والموت".
وأشارت إلى أن "هذه المأساة الشخصية لا تقتصر فقط على 22 عائلة إسرائيلية، كما صرّح أحد عرّابي النظام الحاكم، بل هي أفظع وأشمل مأساة وطنية عرفناها، لم تنبعث منها فقط رائحة كريهة وخبيثة تُخنق الأرواح، بل دمارٌ لصورة الدولة كما عرفناها، وتربينا عليها، لكنها لن تعود كما كانت أبدًا، دولة نشك في قدرتنا على مواصلة الانتماء إليها، حين نستيقظ على ذلك الصباح الأسود الذي ستُعلّق فيه علامات العار على أحزمتنا وأرواحنا، نتيجةً لاقتحام الأرض الذي بدأ فجر السابع من أكتوبر".
وأوضحت أن "احتمالية اجتياح قطاع غزة بين حين وآخر قد يُسفر، بنسبةٍ عاليةٍ جدًا، عن مقتل المخطوفين، الذين سيُدركون في لحظاتهم الأخيرة من الرعب والألم أن الدولة لم تبذل كل ما بوسعها لإنقاذهم، وستبقى علامات العار تتردد في آذانهم منذ عام ونصف وإلى الأبد، وهم يعانون خطر الموت الوشيك، رغم أن الحكومة تدرك أن المختطفين الأحياء في خطر داهم، وسياستها الحالية تقضي عليهم، وكل قصف في غزة، وكل تأخير في إطلاق سراحهم يزيد من هذا الخطر".
ولفت إلى أنه "وفقًا لشهادات ناجين من الأسر، كلما اقتربت المعارك من مناطق احتجاز الرهائن، ازداد شعور الخاطفين بالتهديد، وزادت ردود أفعالهم الاندفاعية وغير العقلانية، كما يُبدّد النشاط العسكري فرصة إعادة الجثامين المحتجزة، الذين قد يختفون للأبد بسبب صعوبة تحديد أماكنهم، والتعرف عليهم، وانهيار الأنفاق، وتغيرات التضاريس، وتفكك التسلسل القيادي في حماس، ونقص المعلومات الاستخبارية المُحدثة، وهذا ما كتبته قيادة عائلات الرهائن في وثيقة موقف أرسلتها للحكومة والجيش".
وأكدت أنه "حان الوقت للاختيار بين إنقاذ المختطفين في غزة، أو التخلي عنهم، لأن الدولة التي لا تُعيد رهائنها من الجحيم ليست وطني، لأنها فشلت باتخاذ الإجراء الإنساني والأخلاقي واليهودي والإسرائيلي المطلوب لمدة ستمائة يومًا، ولم تُعِد رهائنها في صفقة شاملة واحدة؛ بل تعيد للمعركة جنودا يعلنون أن قوتهم قد استنفدت، وبعد جولات متزايدة من مئات الأيام في كل منها، يهددهم قادتهم بإرسالهم للسجن إذا لم يظهروا للدفاع عن استمرار ولاية الحكومة الخبيثة، التي باتت تسحق كل مبادئ الدولة تحت وطأة أدواتها التدميرية".