فشل التوصل لهدنة إنسانية.. عناد نتنياهو أم عدم كفاية الضغوط؟
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الثاني مخلفا عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الفلسطينيين أغلبهم من الأطفال والنساء.
وحسب آخر إحصاءات الإعلام الحكومي في غزة، السبت، ارتفعت حصيلة الحرب إلى9227 شهيدا، بينهم 3826 طفلا و2405 نساء، بالإضافة إلى 23 ألف مصاب، وأكثر من ألفي مفقود. ولم يعد ممكنا إحصاء المنازل المدمرة، فيما أكثر من 70 بالمئة من سكان القطاع البالغ أكثر من مليوني نسمة من النازحين.
وحتى اللحظة فشل مجلس الأمن في استصدار قرار لوقف إطلاق النار وذلك بسبب الفيتو الأمريكي، فيما فشلت المطالبات العربية المتكررة بذلك أيضا.
لكن الحديث يدور عن هدنة إنسانية تسعى إليها الولايات المتحدة، لكنها حتى الآن لم تر النور.
وبحسب وكالات أنباء أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، السبت، إلى التقدم المحرز في تحقيق هدنة إنسانية في غزة.
وسُئل بايدن بعد حضور القداس الكاثوليكي في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير، عما إذا كان يحرز تقدمًا في هدنة إنسانية وقال الرئيس: "نعم"، ورفع إبهامه لأعلى.
لكن لا يوجد تفاصيل حتى الآن.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في 28 تشرين الأول/ أكتوبر أن إدارة الرئيس جو بايدن غيرت سياستها تجاه وقف إطلاق النار المؤقت للأغراض الإنسانية في غزة، وأصبحت داعمة له بشكل كامل، وتضغط على تل أبيب لتنفيذ وقف إطلاق نار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل دوري.
وفي وقت سابق السبت، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين في عمّان -بعد زيارته تل أبيب- إن إعلان هدنة إنسانية سيساعد على حماية المدنيين وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن بلينكن أخبر المسؤولين الإسرائيليين -أثناء مباحثاته في تل أبيب الجمعة- أن وقف إطلاق النار مؤقتا يمنح إسرائيل "متنفسا دوليا" لمواصلة العمليات العسكرية.
وأضافت أن بلينكن أكد أن الهدنة مهمة "من أجل الرأي العام العالمي".
من جهتها كشفت "القناة 13" الإسرائيلية، أن بلينكن بيّن للمسؤولين في حكومة الاحتلال، بما في ذلك خلال اجتماعه مع "مجلس الحرب" واجتماعاته الهامشية مع مسؤولين إسرائيليين، أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، باتت تتعرض لضغوط شعبية.
وقال بلينكن إن دعم الإدارة الأمريكية لتل أبيب في حربها على قطاع غزة "مطلق وشامل"، واستدرك قائلا: "ولكن بعد قولي هذا فإن ما يحدث في الرأي العام بات يثير القلق".
وأضاف أن الرأي العام الدولي والأمريكي بشكل خاص "يرى المباني تسقط في غزة، والأطفال يقتلون، ما يجعل الأمر صعبًا بالنسبة لنا".
وبحسب "نيويورك تايمز" فإن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أنه كلما كانت "إسرائيل" أقل حكمة، وكلما زاد عدد القتلى الفلسطينيين، كلما زادت سرعة الضغط على قادتها لإنهاء العملية العسكرية، ويبلغ المسؤولون الأمريكيون نظرائهم الإسرائيليين أن حملة أكثر استهدافًا يمكن أن تستمر لفترة أطول وتلحق المزيد من الضرر المستمر بالجناح العسكري لحماس.
نتنياهو يرفض
جدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، رفضه الدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة لحين عودة جميع الأسرى وعددهم 240.
وقال نتنياهو للأطقم الجوية والقوات البرية في قاعدة رامون الجوية: "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون عودة رهائننا. نقول هذا لأعدائنا وأصدقائنا".
وكان نتنياهو أعلن -بعد محادثات أجراها مع بلينكن في تل أبيب- أنه لن يوافق على هدنة إنسانية مؤقتة من دون إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
ويبدو أن نتنياهو يريد ثمنا لهذه الهدنة الإنسانية، ما يعني أنه مهتم بأي مكسب سياسي يحققه، خصوصا إذا كان هذا المكسب يصب في صالح إطلاق أسرى إسرائيليين، وهو الملف الذي يضغط بشدة عليه.
ومساء السبت شهدت تل أبيب والقدس أكبر تظاهرة منذ بدء العدوان لأهالي الأسرى الإسرائيليين والمتعاطفين معهم، وقد حاول متظاهرون الوصول إلى منزل نتنياهو في القدس المحتلة لكن قوات الشرطة حالت دون ذلك.
"الضغوط غير كافية"
إلى جانب الولايات المتحدة تطالب فرنسا كذلك بهدن إنسانية فورية، لكن عدم الاستجابة الإسرائيلية قد لا ترتبط فقط برفض المسؤولين الإسرائيليين لها، بل كذلك بحجم الضغوط الممارسة.
ويرى محللون أن الضغوط على حكومة نتنياهو لا زالت لم تصل لدرجة كافية، فالضوء الأخضر الذي تلقته دولة الاحتلال والغطاء الذي تم توفيره لها منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر والمتمثل بأن لها الحق الكامل في الدفاع عن نفسها لم يتزعزع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة هدنة إنسانية غزة هدنة إنسانية طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار هدنة إنسانیة قطاع غزة تل أبیب فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل- غضب أوروبي عارم: استدعاء جماعي للسفراء الإسرائيليين بعد إطلاق نار على دبلوماسيين في جنين
أطلق جنود إسرائيليون النار باتجاه وفد دبلوماسي ضم نحو 25 سفيرًا وممثلًا عربيًا وأوروبيًا، خلال زيارة رسمية إلى مخيم جنين في شمال الضفة الغربية. وقد أدانت كبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين الحادث كما طالبت الخارجية الإيطالية توضيحات حول ملابسات ما جرى.
إطلاق النار على وفد دبلوماسي عربي وغربيلا تزال حادثة إطلاق النار على وفد دبلوماسي عربي وغربي في مخيم جنين تثير المزيد من الاستهجان إذ قال وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس إنه قرر استدعاء سفير تل أبيب لدى مدريد بسبب ما وصفه الوزير أعمالا لا يمكن التسامح فيه وأكد أنه ينتظر توضيحات ومحاسبة للذين أقدموا على هذه الفعلة.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أنه سيستدعي السفير الإسرائيلي لدى باريس عل خلفية حادث إطلاق النار وقال إنه أمر غير مقبول معربا عن دعمه للموظفين الدبلومسيين في الضفة الغربية في ظل ظروف صعبة.
وهو نفس الموقف الذي اتخذته بريطانيا وكذلك الخارجية الإيطالية والوزير أنتونيو تاياني. حيث طالبت روما بتوضيح ملابسات ما جرى، مشيرة إلى أن "تهديد الدبلوماسيين أمر غير مقبول".
جولة ميدانية للاطلاع على الأوضاع الإنسانية
الوفد، الذي كان في جولة ميدانية للاطلاع على الأوضاع الإنسانية في المنطقة، تعرض لإطلاق نار دون تسجيل إصابات، مما أثار موجة من الاستنكار في الأوساط الدبلوماسية.
وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن الوفد كان برفقة صحفيين قرب البوابة الحديدية التي نصبها الجيش الإسرائيلي على مدخل المخيم الشرقي عندما تعرض لإطلاق النار.
وضم الوفد سفراء من مصر، والأردن، والمغرب، والاتحاد الأوروبي، والبرتغال، والصين، والنمسا، والبرازيل، وبلغاريا، وتركيا، واسبانيا، وليتوانيا، وبولندا، وروسيا، وتركيا، واليابان، ورومانيا، والمكسيك وسيريلانكا، وكندا، والهند، وتشيلي، وفرنسا، وبريطانيا وعدد من ممثلي الدول الأخرى، حسب "وفا".
وقد أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الاستهداف الاسرائيلي، وقالت إنه يعد خرقًا خطيرًا لأبسط القواعد الدبلوماسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام 1961، والتي تنص على حماية البعثات والوفود الدبلوماسية.
ونشرت الخارجية مقطعًا مصورًا على منصة "إكس" يسمع فيه أصوات إطلاق النار على الحاجز، ووصفتها بأنها محاولة للترهيب.
من جهته، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا قال فيه إن الوفد الدبلوماسي وصل إلى منطقة يُمنع دخولها في مخيم جنين، وتجاوز المسار المتفق عليه مسبقًا، والذي حُدد نظرًا لتواجده في منطقة قتال نشطة يُحظر دخولها.
وزعم البيان أن الجنود الموجودين في المنطقة "لم يكونوا على علم بوجود بعثة دبلوماسية بالقرب منهم، وبالتالي قاموا بإطلاق النار في الهواء، وليس باتجاههم مباشرة، بهدف إبعادهم. ولم تقع أي أضرار أو إصابات".
وتابع أنه، وبعدما اكتشف الجنود وجود البعثة، أطلق قائد فرقة الضفة الغربية، العميد يكي دولف، تحقيقًا في الحادثة. كما يتولى قائد الإدارة المدنية، العميد هشام إبراهيم، إيضاح المسألة للسفراء وإطلاعهم على النتائج الأولية للتحقيق بهذا الخصوص.
وأردف البيان: " نعتذر عن الإزعاج الذي تسبب به الحادث".
ضغوط على المجتمع الأوروبيالمؤسسات الأوروبية، بما في ذلك البرلمان الأوروبي، بدأت تتعرض لضغوط من الرأي العام والمجتمع المدني لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، خصوصًا في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة ومخيمات الضفة الغربية، والذي أوقع آلاف الضحايا الفلسطينيين، أغلبهم من المدنيين، حسب تقارير موثقة. وفي ضوء هذه الأحداث، يبدو أن الحادث الأخير في جنين قد يكون نقطة تحول جديدة، ليس فقط في نظرة أوروبا إلى سياسات إسرائيل الأمنية، بل في إمكانية إعادة النظر في التعاون السياسي والعسكري معها.
أخيرًا، فإن هذه الحادثة تبرز الحاجة الملحة لإعادة تقييم آليات الحماية الدولية للبعثات الدبلوماسية في مناطق النزاع، وضمان أن لا يكون الدبلوماسيون هدفًا أو رهينة للعمليات العسكرية. كما تسلط الضوء على خطورة الاستهتار المتواصل بالقانون الدولي، وتدفع باتجاه تحرك أوروبي أكثر تنسيقًا في وجه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.