أصبح الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، يُمثل ما يوصف بـ"الأيقونة" أو "الرمز" الذي يختزل صوت القضية الفلسطينية برمتها، خاصة منذ إطلاق عملية "طوفان الأقصى" يوم السابع من أكتوبر الماضي؛ حيث بات محط أنظار العالم، واهتمام كافة المواقع ورواد مواقع التواصل الاجتماعي. وفقما كتبت وسائل إعلامية.

وقدم الخبير الاستشاري الاجتماعي الأردني، خليل الزيود، قراءة تحليلية على شخصية "أبو عبيدة" وقال إنه "يرد على ما ينشره الاحتلال، ويسوقه عبر ثلاث صفات، الأولى مُلثم لا تعرف تفاصيل وجهه، وهذه مشكلة لدى جميع من يدرسون فنون الإلقاء، لأن من الطبيعي أن تظهر ملامح المؤدي، وتقرأ تفاصيل الإشارات التي يقدمها الوجه".

وتابع الخبير الاستشاري، عبر لقاء بث على شاشة التلفاز الأردني الرسمي، الجمعة، أن الهدف من اللثام هو "جعل المتلقي يركز على الفكرة، لأنه بهذا الظهور يسحب (الاهتمام) الشخصي، ويجعل المتلقي أكثر اهتماما بالفكرة المقدمة... فيمنع التشتت ويزيد التركيز لديه، فيجعل للفكرة قيمة أكبر".

وأكد المتحدث نفسه، أن "الصفة الثانية تتعلق بكونه لن يسمح لأي شخص أن يقرأ ما يدور في وجهه، وفقط سيركز في عيونه، مما يجعله تلقائيا يركز مع الكلمات التي تقال والمفردات المستخدمة.. فيجعل فكرك يدور حول هذه الشخصية وما تقدمه".

واسترسل: "أما الصفة الثالثة، هي طريقة توصيل الفكرة عن طريق الاختصار والمباشرة، وهذا نهج قرآني وخاصة في السور المكية، والتي عددها ثمان وثلاثون سورة، كل هذه السور كان التركيز فيها منصبا على الآيات القصيرة، والتوجيه المباشر نحو الفكرة التي تناقش العقيدة، لأنك بهذه الطريقة تؤسس لمجتمع تبنيه نفسيا، فلهذا تراه يركز على المفردات القليلة، وليس الخطابات الطويلة".

إلى ذلك، يؤكد الخبير الاستشاري، أن أهمية هذه الخطابات القصيرة، تكمن في أنها "تقدم فقط الفوائد في جمل مركبة وقصيرة، وتصبح سهلة التكرار في خوارزميات الإعلام الكاملة، وتصبح ثقافة لدى الناس، ويخرج ليحدثك عن فعل وليس ما سيفعل، وهذه ميزة في الحرب النفسية، لأنه أيضا لا يقدم لك ماذا سيفعل، بل يجعل الأمر مفتوحا للظنون والأفكار، فيجعل عدوه تائهاً، ولا يفهم ما الذي يخطط أو تخطط له المقاومة".

ويشير الزيود، إلى أن "أبو عبيدة" "يملك المهارات الاتصالية الأساسية للتأثير، فهو أولا الناطق الرسمي باسم أقوى فصيل سياسي وعسكري فلسطيني في غزة؛ مما يعطيه أولوية المتابعة، وكوفيته مفتاح رئيسي للمتابعة، فهي رمز فلسطيني عربي عالمي؛ فيما يعطي غموض شخصيته ولباسه نوعا من الكاريزما اللازمة للتأثير، ويمزج في المخاطبة بين المرونة والبأس بنبرات صوته وهزات يده وطريقة تحريك أصابعه، ويسرد تفاصيل الأحداث والمعلومات العسكرية والسياسية بدقة وفق الأولويات، ودون إطالة وبلا انفعالية زائدة".

من جهته، قال أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس المصرية، محمد عبود، إن هناك "حالة من الذعر البالغة من أبو عبيدة ورجال المقاومة، أنتجت تفكيرا غيبيا وبدائيا في إسرائيل، وهو ما لا يتناسب مع الصورة الذهنية الحداثية والمتطورة الشائعة عنها في العقل العربي والغربي!".

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: أبو عبیدة

إقرأ أيضاً:

يزبك: لبنان منفتح إلا أنه لا يقبل التبعية وسلب سيادته

اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك ان "حرب الإبادة وقتل الأطفال والنساء والمدنيين، والمجازر المتنقلة في الأماكن التي كانت تُعدّ آمنة من القصف والقنابل الأمريكية، إذ بها تجزّر بتلك الخيم واللاجئين إليها. كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم، ولا يهتز ضمير القوى الداعمة للوحش الكاسر، فمن يصدق عجز أميركا وقوى العالم والمنظمات الدولية وحقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية وعدم القدرة على إيقاف الحرب؟".

واضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها في مقام السيدة خولة في بعلبك: "إنها حرب على الإنسانية وقيمها، ولا رادع للوحش إلا الصمود والمقاومة التي تحوّل ذلك الدمار إلى مقابر لجيش العدو ودمارا لآلياته؛ فالناظر للتصدي البطولي وعمليات المقاومة التي تلاحق العدو الإسرائيلي يتأكد أن الدماء والأشلاء والجوع لا بد أن تنتصر على آلات العدو ووحشيته، وان الغد هو لأصحاب الحق وقيام دولة فلسطين على كامل ترابها من البحر الى النهر". 

ورأى أن "المسيرات والمظاهرات في العالم والاحتجاجات الطلابية، في الجامعات الأميركية والدول الغربية والأوروبية، تكشف عن سقوط الديموقراطية والثقافة الغربية الصهيونية الخبيثة ولا بد أن يطيح هذا الوعي بقوى الاستكبار".

ودان "الاعتداء الأميركي- البريطاني على الشعب اليمني الحر الأبي المساند للشعب الفلسطيني وغزة العزة، وهذه الاعتداءات كشفت عن المشاركة الفعلية لأمريكا وبريطانيا في حرب الإبادة؛ إلا أن هذه الاعتداءات لن تثني من عزيمة الشعب اليمني المتحدي بمواقفه البطولية التزامًا بالعهد وتوجيهات القيادة الحكيمة للسيد عبد الملك الحوثي".

وأردف: "المقاومة الإسلامية في لبنان ماضية في معركتها الإسنادية ولا يزيدها التهديد إلا قوة وعزيمة وتصعيدًا في مقابل تصعيد العدو الإسرائيلي المتخبط الحائر المنهزم. فليعلموا أن مصيرهم مرتبط بما يجري في غزة العزة".

وختم الشيخ يزبك: "حزب الله بالرغم من مقاومته، يدعو اللبنانيين إلى الوحدة الوطنية والعيش الواحد، فهو قدر اللبنانيين جميعا، فلا تذهبن بكم السياسة إلى تضييع قدركم ووحدتكم بحوار جاد تحققون سيادتكم، ولا يقدر غيركم على حل معضلاتكم، فالأمر بأيديكم لا بالرهان على الآخرين، لبنان منفتح إلا أنه لا يقبل التبعية وسلب سيادته".

مقالات مشابهة

  • "الآن أدرك لماذا اليمن في شقاء".. ضاحي خلفان يثير تفاعلا بحديثه عن جماعة الحوثي
  • الآن أدرك لماذا اليمن في شقاء.. ضاحي خلفان يثير تفاعلا بحديثه عن جماعة الحوثي
  • بالفيديو.. إسقاط أكبر وأغلى مسيّرة إسرائيلية
  • الاحتلال ينسحب من الشمال ويتوغل وسط رفح
  • لماذا لا يدعم محمد صلاح غزة ؟.. الإعلام العبري يجيب (شاهد)
  • يزبك: لبنان منفتح إلا أنه لا يقبل التبعية وسلب سيادته
  • "الأفضل في العالم".. خبير سابق في البنتاغون يقيّم أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية
  • بعد رفح.. كل العيون على جنوب لبنان (صور)
  • لماذا تتناقص أعداد النحل عالميا؟
  • مجدي الجلاد: إذا كانت الحرب قرارًا عربيًا فليخوضها كل العالم العربي وليس مصر بمفردها