مغامرو أدم يستكشفون المسارات الجبلية الطبيعية
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
قادت التشكيلات الطبيعية المميزة لولاية أدم إلى تطلع شبابها للخروج في رحلات استكشافية للبحث في مكنونات الطبيعة، ولم يكتفوا بذلك، بل دفعهم الشغف بالمغامرة والاستكشاف إلى التطلع لما خارج الولاية، حيث شكل الأهالي فرقا لزيارة المواقع الطبيعية في أيام الإجازات، ليجدوا متنفسا لهم من الرتابة التي فرضتها الحياة المدنية والتطلع لعالم آخر مليء بالفضول والمعرفة، ومن هذا المنطلق، حاورتهم "عُمان" للتعرف أكثر على زياراتهم الأخيرة، وما المكتسبات التي أضفتها لهم تلك الزيارات.
وشارك 40 شخصا من فريق أدم للمغامرات في رحلة لمسار "خب الفجيج" بالولاية، وحول هذا المسير قال راشد بن محمد الهاشمي: المسار الجبلي البالغ طوله 6 كيلومترات يعتبر من المسارات القديمة للأهالي في ولاية أدم، مشيرا إلى أنه مسار متنوع يحكي تاريخ الولاية ويبرز مناظرها الطبيعية من أعلى الجبل، وتقاس مدى صعوبته بين المتوسط إلى الصعب، مؤكدا على الإضافة النوعية والفكرية التي اكتسبها المشاركون من المسار من حيث تنوع الطبيعة الخلابة وتحفيز قدرات الشباب على تحمل الصعوبة وتحقيق الرغبة في تسلق الجبال، وقال إن التعاون والألفة اللتين أبداهما المشاركون والذين تنوعت أعمارهم بين الصغير والشاب والكبير، داعيا الجميع للمشاركة في المسارات القادمة.
وتخلل المسار أحاديث شيقة للمشاركين الأكبر سنا والذين كانوا يرتادون الجبال بشكل مستمر، تضمنت قصصا عن الماضي، حيث روى الشيخ سلطان بن محمد المحروقي، وراشد بن أحمد الشيباني، كيف كان الأهالي يزورون هذه المواقع مشيا على الأقدام ويقضون النهار في هذه الخباب، يسبح خلالها الأولاد في "الجبي"، وقد يتأخر آخرون عن المسير فيترك السابقون علامات على المسار المتبع ليتبعه المتأخرون، مؤكدين أن المسارات التي يحتويها الجبل متجهة إلى مسافات طويلة قد تصل لخمسة كيلومترات.
من جانب آخر شارك 53 شخصا في مسار للحارات بالولاية نظمه فريق أدم للمغامرات، وقال خلفان بن محمد المحروقي، إن المسار الذي يبلغ طوله 4.5 كيلومتر يهدف إلى تشجيع السياحة الداخلية والتعرف على الأماكن التراثية والتعريف بالإرث الحضاري الذي تمتاز به الولاية، حيث يبدأ المسار من برج الرحبة بالولاية، مرورا بحارة التل وحارة العانب وحصن أدم وحارة السوق وحارة بني وائل والجامع والمجابرة، وحارات الهواشم وبني شيبان الروغة والعين، مرورا بشجرة الصبارة المعمرة، وحارة مبيرز، وصولا لمسجد الرحبة الأثري، تتخلل المسار ضواح وبساتين نخيل.
بينما خرج فريق الفضاء للمغامرات في جولة استكشافية لموقع قارة الملح والكبريت الذي يبعد عن مركز ولاية أدم حوالي 145 كم، وهو عبارة عن تشكيل جيولوجي نادر يتكون من جبال ملحية في باطن الأرض وصلت إلى السطح على ارتفاع يقدر بعشرة أمتار عن سطح الأرض بسبب تفاوت كثافة الملح مع الصخور المحيطة بها، حيث يشكل الموقع تجسيدا لجمال الطبيعة ويستهوي السياح والجيولوجيين، ويوجد بقارة الملح وقارة الكبريت كهف عميق يحتوي بداخله على الملح والكبريت، وقد دخل المشاركون للكهف لمشاهدة الكبريت والتعرف على محتوياته.
كما شارك 95 شخصا جمعتهم 27 سيارة دفع رباعي في الرحلة التي نظمها فريق الفضاء للمغامرات إلى شاطئ بر الحكمان بولاية محوت بمحافظة الوسطى، خيّم خلالها المشاركون ليومين، وقد كان الهدف من الرحلة إبراز السياحة في سلطنة عُمان، باعتباره أحد المواقع الجميلة الواقعة على سواحل السلطنة لما تتمتع به من رمال جميلة تمتاز بلونها الأبيض، وقد استمتع الأعضاء خلالها بأجواء بحرية التزم الأعضاء فيها بتعليمات رئيس الفريق وإرشادات القيادة على الطريق، تخلل الرحلة مغامرات شيقة منها القيادة في الوحل البحري وتجربة إنقاذ المركبات من الوحل.
وأكد نوح بن ثابت الشيباني، أن الفريق يضع في الحسبان أهمية المعدات والتجهيزات اللازمة للخروج في أي رحلة، وقال إن من ضمن أعضاء الفريق خبراء منهم خبير "جي بي أس" لتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، وخبير للطقس والمناخ، وخبير للقيادة في الرمال، وخبير لتنظيم الرحلات والتخييم، كما أن من ضمن أعضاء الفريق ممرض وخبير ميكانيكي للسيارات.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مجالس “نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي” تستقطب 100 قيادي وخبير من 80 جهة
نظّمت حكومة دولة الإمارات الدورة الثانية من “مجالس نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي”، بالتزامن مع فعاليات مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025، التي تُعقد بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، ضمن جهود الدولة لتعزيز الجاهزية الحكومية، وترسيخ نموذج عالمي رائد في تصميم مستقبل الحكومات، يستند إلى المعرفة، والمرونة، والاستباقية، بما يعزز من قدرة المؤسسات على التفاعل مع المتغيرات العالمية المتسارعة.
وركزت الدورة الثانية من “مجالس نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي” على المرونة وتنويع الخيارات الاستراتيجية والتكيف مع المتغيرات العالمية للتعزيز الجاهزية للمستقبل وتعد المبادرة الأولى من نوعها عالمياً التي يمثل تنظيمها ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بتبني الذكاء الاستراتيجي في التخطيط.
شهدت فعاليات المجالس الهادفة إلى تعزيز جاهزية العمل الحكومي وتطوير منظومة التخطيط الاستراتيجي لتحقيق مستهدفات رؤية “ نحن الإمارات 2031 ” مشاركة أكثر من 100 قيادي وخبير وصانع قرار من 80 جهة محلية وعالمية تمثل القطاعين الحكومي والخاص والأوساط الأكاديمية، ناقشوا خلالها السيناريوهات العالمية والتحديات المستقبلية، وبحثوا آليات تعزيز المرونة المؤسسية وتنويع الخيارات لتحقيق أولويات رؤية الإمارات 2031، ضمن سبعة مجالس رئيسية.
وتمثل مجالس نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي منصة داعمة لمبادرات حكومة دولة الإمارات، في استشراف المستقبل وتحويل التحديات إلى فرص، بما يدعم تحقيق مستهدفات “رؤية نحن الإمارات 2031″، التي تقوم على أربع ركائز رئيسية هي بناء مجتمع أكثر ازدهاراً عالمياً، وترسيخ مكانة الدولة مركزاً عالمياً للاقتصاد الجديد، والارتقاء بدورها داعـماً محورياً للتعاون الدولي، وتطوير منظومة حكومية أكثر ريادة وتفوقاً، بما يسهم في ترسيخ مكانة الإمارات شريكاً فاعلاً ومركزاً اقتصادياً مؤثراً وجاذباً على الساحة العالمية.
وأكدت سعادة هدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، أن دولة الإمارات، برؤية قيادتها الاستشرافية، تواصل ترسيخ نهج استباقي يقوم على الاستثمار في الابتكار لتحويل التحديات إلى فرص، وصياغة منظومات عمل حكومية مرنة قادرة على الازدهار في عالمٍ سريع التحول ومتعدد الأبعاد، بما يعزز تنافسيتها ويرسخ مكانتها الرائدة عالمياً.
وقالت هدى الهاشمي إن دولة الإمارات انتقلت، بفضل رؤيتها المستقبلية، إلى مرحلة جديدة من العمل الحكومي القائم على الذكاء الاستراتيجي، الذي تجاوز حدود التحليل والتخطيط التقليدي ليصبح نهجًا مؤسسيًا متكاملاً يمكّن الحكومات من تحويل المتغيرات إلى مصادر قوة واستدامة، ويواكب المتغيرات العالمية بثقة وجاهزية.
وأضافت هدى الهاشمي أن رؤية “نحن الإمارات 2031” تمثل خريطة طريق للعقد المقبل، ومجالس الذكاء الاستراتيجي أداة عملية لترجمتها عبر تعزيز المرونة في التفكير والتخطيط وصنع القرار، لضمان جاهزية الدولة واستدامة تقدمه.
وتجسد “مجالس نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي” التزام دولة الإمارات بترسيخ ثقافة مؤسسية تقوم على التعلم المستمر، وتنويع الحلول، كما تركز على تقييم المخاطر الناشئة كفرص تحوّل مستقبل الدولة، واستكشاف القدرات اللازمة للتعامل مع السيناريوهات المستقبلية المختلفة والمحتملة، وإيجاد الحلول القابلة للتطبيق لتعزيز الاستراتيجيات الوطنية.
وتضم هذه المبادرة سبعة مجالس هي المجلس الاستراتيجي للاقتصاد والسياحة، والمجلس الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، والمجلس الاستراتيجي للأمن الغذائي والمائي، والمجلس الاستراتيجي لمستقبل العمل والمهارات، والمجلس الاستراتيجي للطاقة والبنية التحتية، والمجلس الاستراتيجي للتجارة والاستثمار، والمجلس الاستراتيجي للصحة والرفاهية.
وشهدت مجالس “نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي” عقد جلسة رئيسية بعنوان “المرونة الاستراتيجية: تطوير حكومات قادرة على النجاح في عالم متغير”، قدّمها رودولف لومير، رئيس “معهد التحولات الوطنية” في شركة “كيرني”، سلطت الضوء على أهمية جاهزية الحكومات للتعامل مع التحديات غير المتوقعة.
كما عقدت جلسة حوارية بعنوان “المرونة كاستراتيجية: سياسات جديدة لعالم مضطرب”، أدارتها ريبيكا آيفي من المنتدى الاقتصادي العالمي، بمشاركة سعادة محمد الهاوي وكيل وزارة الاستثمار، وجيرالدين ويسينغ من شركة “شل”، تناولت أهمية الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتطوير سياسات مرنة وحلول واقعية تعزّز جاهزية الاقتصادات الوطنية.
وتم تصميم برنامج مجالس الذكاء الاستراتيجي في رحلة متعددة المستويات تجتمع فيها الخبرات النظرية مع التجارب الواقعية، وتصب أبرز نقاط المناقشة في عدد من المواضيع مثل استشراف التحديات وتحديد المؤشرات المستقبلية التي تعيد تشكيل العالم، وترجمة التحديات إلى مسارات حل واضحة وتحديد القدرات اللازمة لمواجهتها، إلى جانب طرح خيارات قابلة للتنفيذ، تماشياً مع أهداف “رؤية نحن الإمارات 2031”.
وتركز المجالس على تقييم المخاطر الناشئة باعتبارها نقاط تحول مستقبلية، واستكشاف القدرات المطلوبة لتمكين السيناريوهات المستقبلية في مجالاتها المختلفة، وتحويل نتائج التحليل إلى خيارات استراتيجية قابلة للتنفيذ تسهم في تعزيز الاستراتيجيات الوطنية ودعم تنافسية الدولة.
واختُتمت المجالس بتحديد مجموعة من المحركات والمبادرات القطاعية التي تسهم في تعزيز المرونة الوطنية وتنويع خيارات الدولة الاستراتيجية، بما يدعم تحقيق رؤية “نحن الإمارات 2031” ويُرسّخ مكانة الإمارات نموذجاً عالمياً في المرونة والتخطيط الاستراتيجي واستباق المستقبل.
ويعكس تنظيم حكومة دولة الإمارات مجالس “نحن الإمارات 2031″ للذكاء الاستراتيجي” بالتزامن مع اجتماعات مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025، التزامها الراسخ بإطلاق حراك دولي شامل يضع الإنسان في قلب التحول، لضمان مستقبل مستدام وشامل يقوم على الحوار البناء وتكامل الخبرات، ويدفع باتجاه قرارات أكثر مرونة وفعالية.
وتوظف منصة “نحن الإمارات 2031 للذكاء الاستراتيجي” المبادرة الذكية التي تم إطلاقها العام الماضي، ضمن الدورة الأولى لمجالس الذكاء الاستراتيجي، المصادر العالمية المتخصصة والبيانات والمعلومات، التي يقدمها أكثر من 2500 خبير دولي، وأكثر من 450 مصدرا عالميا، في بناء الاستراتيجيات الحكومية على أسس علمية وعملية.
وتشهد “مجالس المستقبل العالمية 2025” مشاركة أكثر من 700 خبير ومتخصص من 93 دولة، من خلال عقد 37 مجلساً تناقش ستة محاور رئيسية تشمل التكنولوجيا والاقتصاد والمجتمع والبيئة والحوكمة والصحة، كما تعد محطة ملهمة في مسيرة الشراكة الاستراتيجية بين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والمنتدى الاقتصادي العالمي، التي تمتد لأكثر من 16 عاماً تم خلالها عقد نحو 900 مجلس عالمي للمستقبل، شارك فيها أكثر من 12 ألف مسؤول وخبير من مختلف دول العالم.وام